` `

الأخبار الزائفة.. من مرحلة ما قبل الطباعة وصولاً إلى الإنترنت

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
1 مارس 2020
الأخبار الزائفة.. من مرحلة ما قبل الطباعة وصولاً إلى الإنترنت
مرت صناعة الأخبار الزائفة بمرحل تطور عديدة (Getty)

دراسة جون ماري بوكات المنشورة عام 2017، تناولت تطور صناعة الأخبار الزائفة عبر محطات الإعلام وأدوات التواصل المختلفة، بدءاً من مرحلة ما قبل الطباعة، ووصولاً إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وذكرت الباحثة، أنَّ عمليات فبركة الأخبار ليست جديدة، ولم تكن فقط مرتبطة بأحداث عالمية كتلك التي حدثت إبان الانتخابات الأمريكية 2016 وصعود ترامب، بل تعود أصولها إلى ما قبل وجود المطبعة. ذلك إن لم تكن موجودة طالما عاش البشر في مجموعات تكون فيها السلطة مهمة.

قبل اختراع الآلة الطابعة، كانت الأخبار تنتقل من شخص لآخر شفهياً، وكانت هي مكمن التأثير الذي يلعبه الشخص على ما يعرفه الناس. الكتابات المنقوشة على الحجر والطين والبُردى ظهرت منذ آلاف السنين، وكانت المعلومات في هذه الكتابات تقتصر على القادة مثل الأباطرة والفرانعة والزعماء الدينيين والعسكريين وغيرتهم. هذا السيطرة على المعلومات قدمت لبعض الناس السلطة على الآخرين، وربما ساهمت في إنشاء معظن الثقافات الهرمية التي نعرفها اليوم، وكانت هذه الرسائل غالباً ما تذكر الناس العاديين بأنَّ القائد يسيطر على حياتهم، حيث تذكرهم أنَّ القائد كان بارعاً وناجحاً في المعارك، وتتحدث عن مهاراته القيادية العظيمة.. دون وجود أيَّة وسائل للتحقق من هذه الادعاءات، وبقي من الصعب معرفة ما إذا كانت المعلومات المنقوشة صحيحة أم مزيفة.

عصر ما بعد الطباعة

أسهم اختراع الطباعة في انتشار المعلومات على نطاق أوسع، إذ مكن الذين يعرفون القراءة والكتابة من القدرة على التلاعب بالمعلومات مقابل أولئك الذين لم يكن لديهم قدرة على القراءة والكتابة. ومع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة، أصبح من الصعب تضليلهم عن طريق تحريف ما كُتب، وزاد هذا من ضرورة الكتابة بشكل مقنع وموثوق بالنسبة للقراء. وخلال هذه الحقبة، سعى القادة بشكل دائم إلى توظيف كُتَّاب مهرة للتحكم بالمعلومات التي يتم إنتاجها؛ فأصبحت المعلومات المطبوعة متوفرة بأشكال مختلفة ومن مصادر متعددة، وكان غالباً ما يتم إنشاء الكتب والصحف والرسائل الكرتونية بواسطة كتاب لديهم حافز مالي.

عصر الإنترنت

مع نهايات القرن العشرين، كان للإنترنت دور في أن يكون إحدى وسائل نشر الأخبار المزيفة، وعلى نطاق أوسع هذه المرة، فقد أصبح بمقدور أي شخص لديه جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، أن ينشر ويشارك في صناعة المحتوى على الشبكة العنكبوتية، وصار من السهل ترويج أي منتج أو معلومة لمختلف المستخدمين على الفور.

في السنوات الأولى من استخدام الويب، تم إنشاء بعض المواقع المزيفة، بعض هذه المواقع هدفت لتضليل المستخدمين أو نشر أخبار منحازة إلى جهة ما على حساب الأخرى. قبل الإنترنت كان هناك تحذيرات لقراء الصحف أن مجرد طباعة شيء ما في صحيفة لا يعني بالضرورة أنه صحيح، وفي القرن الواحد والعشرين، يمكننا قول الشيء نفسه عن الإنترنت والمعلومات المنشورة عليه. إذ بات الناس ينشرون أخباراً مزيفة لدوافع مرتبطة بالتقلبات الجديدة التي تساعد على الدفع بالأخبار المزيفة كما لم يكن موجوداً في السابق.

التطور التكنولوجي أدى إلى زيادة انتشار المعلومات، مع إضفاء الطابع الديمقراطي على استهلاك ووصول هذه المعلومات على مستوى العالم. وصارت المشكلة الحالية تكمن في قدرة المستخدمين على التمييز بين ما هو مزيف وما هو حقيقي.

المصدر

الأكثر قراءة