` `

الزيف العميق.. خطرٌ على هوياتنا

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
تكنولوجيا
2 مارس 2020
الزيف العميق.. خطرٌ على هوياتنا
قد تؤدي تقنية الزيف العميق لزعزعة الثقة في الأعمال التجارية (Getty)

على الرغم من أن تقنية الزيف العميق بدت في أول الأمر مسلّية ويمكن كشفها بسهولة، إلا أنها لم تعد كذلك لاحقاً. إذ أصبح انتاج الصور والمقاطع المصورة التي تحاكي وجوه وأصوات أشخاص حقيقيين، تهديداً كبيراً لحقل السياسة، علاوة على ارتباطه في بعض الأحيان بالاحتيال المالي، مما يجعل هذه التقنية في نهاية المطاف ذات تأثير هائل على هوياتنا.

في العام المنصرم، شاركت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في انتاج مقطعٍ مصوّر، يبدو واقعياً للغاية، يُظهر بوريس جونسون وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين وهما يؤيدان بعضهما البعض في الانتخابات العامة في إنكلترا. كان الفيديو محاكاةً ساخرة، أظهرت مدى خطورة استخدام تقنية الزيف العميق في تضليل الرأي العام.

ووفقاً لصحيفة إيكونومست، ثمة مخاوف جادة من استخدام هذه التقنية في إنتاج مقاطع فيديو ذات طالع جنسي تستهدف نساء ناشطات في مجال السياسة والصحافة، وأن تصبح تلك المقاطع وسيلة للترهيب والابتزاز، من شأنها تقويض هوياتهن الأصلية وإلحاق الأذى بها. إضافة إلى استخدام الزيف العميق كوسيلة ضغط سياسية، أو انتحال شخصية عامة أو نافذة لإجراء معاملات مالية دون علمه. وقد حصل ذلك بالفعل، مع شركة طاقة بريطانية مجهولة الهوية، عندما خدُع أحد موظفيها وقام بتحويل مبلغ 200 ألف جنيه إسترليني إلى مجرمين استخدموا الذكاء الاصطناعي لتزييف صوت مدير الشركة. كانت محاكاة صوته دقيقة للغاية وبدا وكأنه هو من يتكلم، وما كان على الموظف إلّا أن يمتثل لطلب "مديره" بتحويل تلك الأموال إلى حساب هنغاري. هذه الحادثة تشير تماماً إلى أين يمكن أن يصل خداع الزيف العميق.

مع التقدم الحاصل في تقنية الزيف العميق، والاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي، والتلاعب بالبيانات والبرمجيات، أصبحنا أمام مخاطر تصل إلى حد انتاج هويات رقمية ووثائق هوية مزورة مطابقة للأصلية إلى درجة كبيرة. إذ من الممكن لشخص يمتلك تلك التقنيات أن يفتح حساب مصرفي، أو يشترك في خدمات معينة باسم شخص آخر، أو يستعير "الهوية الرقمية" أو ينشئ هوية جديدة تماماً لشخص غير موجود. وبذلك على الرغم أنّ كل إمكانيات تقنية الزيف العميق لم تظهر بعد، إلا أنه من السهولة بمكان رؤية تهديدها الواضح على الاقتصاد، وذلك من خلال قدرتها على زعزعة الثقة في الأعمال التجارية.

 

المصدر: Forbes

الأكثر قراءة