` `

أبرز الأخبار الكاذبة في شهر مارس/آذار 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
31 مارس 2020
أبرز الأخبار الكاذبة في شهر مارس/آذار 2020

 

ازداد ترويج الإشاعات والأخبار الزائفة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعيّ خلال مارس/ آذار الجاري عن  بقية الأشهر السابقة من العام الحالي، ومن المتوقع أن تزداد الموجة ارتفاعاً في الأسابيع القادمة، ويمكن تفهم هذه الزيادة في ظل انتشار أزمة وباء كورونا المستجد "كوفيد19" التي يعيشها العالم؛ فخوف الناس تارةً أو رغبتهم بأن يكون هذا الخبر الزائف حقيقةً، تارةً أخرى،  يدفعهم لترويجه، وأحياناً لا دوافع سوى التسلية أو الانحياز لجهة بعينها.

ومن هنا يمكن القول أنّ "مسبار" فحص قرابة 170 خبراً ومعلومةً خلال مارس/آذار، تم نشرها في عدة مواقع إخباريّة وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ، واحتل فايروس كورونا النصيب الأبرز منها ثم تنوعت بين أخبار سياسيّة وإعلاميّة وفنيّة، ولا يمكن نسيان أخبار الخرافات المتعلقة بالكائنات الغامضة أو التخيُّلات الأدبيّة التي سيأتي التقرير على ذكرها، ومن المهم التنويه أنّه ليس من الضرورة أن تكون الكذبة التي يتناولها خبر فحص الحقائق راجت في شهر مارس/آذار ذاته، بل تفنيدها يُنجَز في هذا الشهر بينما عادةً تاريخ الخبر الزائف يمتد لشهورٍ أو أسابيع، وفي حال كانت خرافة فعمرها يمتد لسنوات، وأحياناً من الصعب معرفة متى بدأت بالضبط.

ولا يمكن التحدث عن شهر مارس/ آذار دون الإشارة إلى متابعة "مسبار" والتكيّف مع حاجة الناس الملّحة والمتزايدة للتأكُّد من الأخبار، ما جعلنا نقوم بالتحقق من كل خبرٍ أو قصةٍ يُرسلها الجمهور في العالم الافتراضيّ إما عبر الرسائل أو المنشورات أو التعليقات.

 وهذا الازدياد المحموم للتأكّد من صحة الأخبار خاصة مع أزمة كورونا، جعل "مسبار" يُخصّص زاوية لجميع الأخبار المزيفة والصور والفيديوهات المفبركة المتعلّقة بانتشار الفايروس في العالم تحت عنوان "حقائق كورونا"، كما وضع تصنيفاً جديداً للأخبار بتحديد نوعها بـ"الساخرة" استجابةً لانتشارٍ كبيرٍ في "الميمز" أي الصور والأخبار الساخرة في العالم وهو ردٌ طبيعيّ من بعض الشعوب وقت الأزمات.

التفنيد يصل قبل الكذبة

كما قلنا سابقاً في المؤشر الأسبوعي فإنّه من الصعب التنبؤ الدقيق باتجاهات القرَّاء في "مسبار"، لكن من الممكن وضع عدد من الملاحظات حولها، فمثلاً ليس بالضرورة أن الكذبة الأكثر انتشاراً يصبح تفنيدها في "مسبار" الأكثر قراءة، بل قد يفرض خبراً جديداً تماماً على القارئ نفسه وينال قراءةً عالية.

وبذلك يكون التفنيد هو الخبر الأكثر انتشاراً من الكذبة نفسها كما حصل مع التحقُّق من الطائر الشيطان الذي ظهر في إيطاليا إذ كان عبارة عن خداعٍ رقميّ من قبل هواة التكنولوجيا ليس إلّا، وكذلك مع الأوراق المالية المُلقاة في شوارع إيطاليا، فقد كان انتشار الخبر بالبداية على نطاقٍ محدود لا يتجاوز المنشورين، إلّا أنَّ حقيقة التفنيد جذبت الناس وأصبحت من المواد الأعلى قراءة، وبذلك وصلت المعلومة الحقيقية للقرّاء قبل الكذبة التي بدأ الآن يتوسع تبادلها، ومن هنا يمكن الإحساس بتلك الحرب الخفية بين الزّيْف والحقيقة في فضاءات وسائل التواصل الاجتماعيّ.

ومن الملاحظ أنّ الإثارة المصاحبة للخبر الزائف تجذب القرّاء أيضاً، فعلى سبيل المثال لن تنال مادة التحقّق من ترجمةٍ مضلّلة ذات القراءات التي نالتها مادة تحقّق مثل "السيدة تومسون التي خانها زوجها..قصة مزيفة" أو مادة التحقُّق "فايروس كورونا المستجد بعد تكبيره 2600 مرة.. صورة زائفة".

إذن من الواضح أنّه من الصعب وضع اتجاهات القرّاء في قالب معين، وهناك دائماً مفاجآت فيما يفضّلونه، ففي الوقت الذي كان من المتوقع أن تكون المواد التي تتحدث عن لاعبي كرة القدم الأكثر قراءة، لم يحدث هذا، بل كان الاهتمام بما كتبه المؤرّخ أبو الحسن المسعودي قبل قرون والتحقّق من صحته، من ضمن المواد الأعلى قراءة، كما أنّه من الملاحظ أنّ مواد التحقّق التي تفحص أخباراً شديدة المحليّة قد تتصدّر المواد الأعلى قراءة بشكل مفاجئ بسبب الإقبال عليها من أهل بلدها كما حدث مع مادة وزير مكافحة الفساد التونسي محمود عبو.

كورونا البطل في الأخبار المزيفة

بعد مرور قرابة شهرين على تغطية "مسبار" لتدرّج انتشار فايروس كورونا المستجد "كوفيد19" أصبحت أخباره تنقسم لعدة مواضيع يتم تغذيتها كل شهر بأخبار مضلّلة ومزيّفة جديدة، فمثلاً على مدى شهرين تم تغذية أخبار حول تنبؤ أفلام وكتب وروايات بظهور وباء كورونا، وذلك في شهري فبراير/شباط، ومارس/آذار، كخبر تنبؤ رواية "عيون الظلام" بفايروس كورونا، وتنبؤ مسلسل كوريّ تم إنتاجه قبل عامين بالفايروس أيضاً، فالمسلسل الذي يعتمد على الحبكة الغامضة البوليسيّة يُقدم معلوماتٍ من محض الخيال تناسب سيناريو الحلقات والخط الدراميّ وتخالف المعلومات المعروفة عن فايروس كورونا الحقيقيّ، وهذه التنبؤات والأخبار لن تتوقف طالما يزداد عدد المصابين ويزداد تفاقم الوباء. 
كما أنّ أخبار إصابة رياضيين تتكرر كل فترة، فمثلاً في شهر فبراير/شباط الماضي انتشر عن لاعب نادي إنتر ميلان الإيطاليّ، التشيلي أليكسيس سانشيز إصابته بفايروس كورونا، وكان خبراً كاذباً، وفي الأسبوع الثاني من مارس الجاري انتشر خبراً عن إصابة اللاعب الأرجنتينيّ باولو ديبالا، مهاجم فريق يوفنتوس الإيطالي، بفايروس كورونا، واتّضح أيضاً أنه زائفٌ.
ومازلنا نقرأ أخباراً غير صحيحةٍ عن اكتشاف علاجات؛ للتخلص من كورونا لكن لا يُطّبق أيّ منها في الواقع، فمثلاً غطّى "مسبار" أخباراً مزيّفة، يتعلق الأول باختراع كمامةٍ ذكيةٍ؛ للتخلص من كورونا في تركيا، وخبراً آخر عن اختراع كل من لبنان وفلسطين ومصر مصلاً ناجحاً؛ للتخلص من كورونا إلا أنّها مجرد إشاعات، وخبراً آخر عن امتلاك مصر علاجاً للفايروس فبعد أن قامت وزيرة الصحة هالة زايد بزيارة إيطاليا هدأ هذا الوباء هناك، إلّا أنّ وزارة الصحة المصريّة نفت الخبر، كما تحقّق "مسبار" في 5 مارس/آذار الجاري من زَيْف ما تم تداوله عن توصُّل مصر لعلاجٍ لفايروس كورونا المستجد وتسليمه للصين. وخبراً آخر لظهور أول علاج لفايروس كورونا" من قبل شركة فرنسيّة، فكان على "مسبار" أن يذكّر عدة مرات أنّ منظمة الصحة العالميّة لم تُعلن بعد عن توصل أيّ دولةٍ لعلاجٍ لفايروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وهذه الأخبار إنّما تعبر عن المُتمنَّى والمُشتهى سماعه لدى الجماهير، كفكرة إيجاد علاج، أو أن يشاهدوا كرة ويلسون الشهيرة من فيلم الممثل توم هانكس CAST AWAY معه في الحجر الصحيّ بعد التأكد من إصابته بفايروس كورونا المستجد، فانتشرت أخبارٌ أنّ الممرضات في المستشفى الأستراليّ رَمَيْن له واحدة، ولم يكن سوى خبراً زائفاً وصورةً غير صحيحة، وهذا النوع من الأخبار يسبقنا إليها الخيال، ومجرد أن ينتشر يصدّقه أغلبنا أو أراد أن يصدّقه، فأحيانا الكوارث يتعمّد أن يصنع فيها الناس الواحات.


إيطاليا والنصيب الأكبر من الكذب 


احتلت إيطاليا مكانة أكثر البلاد ذكراً على وسائل تواصل الاجتماعيّ خلال مارس/آذار بعد تدهور الأوضاع الصحيّة هناك، فقد بلغ عدد الإصابات بفايروس كورونا قرابة 83 ألف إصابة، وهذا جعلها ضحيةً لكثيرٍ من الإشاعات والأخبار المزيفة، وعمل "مسبار" على نفيها بأكثر من 11 مادة تحقق، ومنها أخبار عن استسلام شعب إيطاليا للوباء في توجه لانتحار جماعيّ حين احتشد الإيطاليون في الساحات، أو إلقائهم الأموال في الشوارع فلم تعد تنفع لشيء، وتارةً أخرى عن سرقة المحال وفوضى الشوارع أو تحول هذه الشوارع إلى مستشفياتٍ بسبب تفاقم عدد الإصابات بفايروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، وجميعها أخباراً زائفة.
واستمرت إيطاليا بالظهور في الأخبار المفبركة بكثافةٍ في آخر أسبوع من مارس/ آذار كخبر عن لوحةٍ فنيةٍ لفنانٍ إيطاليّ، ترجمها ناشرو الإشاعات بأنّه استسلام وأنّ إيطاليا فقدت السيطرة حتماً، بل وربطوا هذه اللوحة بتصريحاتٍ زائفةٍ لرئيس الوزراء الإيطاليّ كونتي، والذي فعلياً لم يتطرق خلال حديثه وتصريحاته إلى فقدان الدولة السيطرة على الفايروس، بل على العكس أكّد كونتي تفادي إيطاليا انهيار النظام الصحيّ، فاللوحة الفنية مضلّلةـ كذلك الأخبار عن كونتي وتصريحاته اليائسة.
كما انتشر خبرٌ يُخالف المنطق والإنسانيّة عن إيطاليا حين تم تداول صوراً غير لائقةٍ لدفن الموتى بفايروس كورونا في إيطاليا، واتضّح من خلال "مسبار" أن الفيديو مأخوذٌ من فيلم يتحدث عن فايروس "إنفلونزا الطيور".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أراد بعض مستخدمي فيسبوك تشويه العلاقة بين إيطاليا والعديد من الدول عبر تبيان المشهد وكأنّ الغرب يعيش في غابة؛ فبعد انتشار الكورونا لم يعد يهم الدول سوى مصالحها، فلفّقوا أخباراً كاستيلاء بولندا على شحنة كمّاماتٍ طبيّةٍ متّجهةٍ لإيطاليا، وهذا ما بيّن "مسبار" أنّه محض افتراء.


ربط الإسلام بأزمة العالم


أليس لكل شعبٍ إيمانياته وصلواته يدعو الله فيها ليرفع البلاء؟!، لكن أبّى بعض ناشري الإشاعات إلّا أن يربطوا الإسلام بمختلف شعوب الدول الأخرى وذوي المعتقدات المختلفة، فقد تحقّق "مسبار" من قرابة 8 أخبارٍ متعلقة بهيمنة الإسلام أو شعائره على الشعوب خلال أزمة كورونا كصلاة الايطاليين في الساحات العامة أو سماح ألمانيا برفع الآذان بمدنها، واحداً منها كان صحيحاً وهو خبر إعلان منتج فيلم "فتنة" المسيء للرسول إسلامه واعتذاره للرسول والمسلمين والذي اكتشف "مسبار" أنه منذ 2013 وليس بجديد كما ادعت تلك المنشورات، بينما باقي الأخبار كانت بين زائفة ومضلّلة، ومنها فيديو الاستماع للقرآن في افتتاح جلسة الشيوخ الأميركيّ، وقد حظي بانتشارٍ واسعٍ منذ 26 مارس/آذار.
وفيديو آخر مضلّل قديم يعود إلى سنة 2011 حين أحْيَت جوقة محمد الفاتح حفلاً في مدينة إسطنبول، نشرته بعض الحسابات على أنّه إنشادٌ إسلاميّ بأسماء الله الحسنى في كنيسة بنيوزيلندا؛ ليرفع الله البلاء عن الناس، وفيديو مضلل آخر يُظهر فرح الصينيين برفع الحظر عن القرآن الكريم إلّا أنّه اتضح أنّ الفيديو يعود إلى عام 2013، كما وضح "مسبار" بأنّه لا يوجد قانون يمنع اقتناء القرآن الكريم. كما حقّق فيديو آخر ملايين المشاهدات بعد انتشاره الواسع منذ 19 مارس/آذار، بعد أن ادّعى الناشرون أنّه في إيطاليا بعد أن قرر الشعب دخول الإسلام عقب تفشي فايروس كورونا المستجد واتضّح أنه مضلّل.


الملكة والرؤساء


منذ ظهور خبر إصابة الأمير تشارلز وليّ العهد البريطانيّ في الخامس والعشرين من آذار/مارس الجاري، بدأت الصور الزائفة تنتشر عنه وعن عائلته، كما طال بعضها والدته الملكة إليزابيث الثانيّة، فقد ظهرت الملكة تلبس كمّامةً يختلف لونها بما يتناسب مع لبسها، وخبراً عن إصابتها، وفي صورةٍ أخرى يظهر الأمير تشارلز مفصولاً عن العائلة المالكة، وجميعها أخبار وصور مفبركة.
 كما طالت الأخبار المضلّلة المتعلقة بكورونا رئيس الصين شي جين بينغ، إذ اتهموه بالتقصير بأخذ احتياطات الأمان حين ظهر أثناء زيارته لمدينة ووهان الصينيّة غير مرتدياً كمّامة، وقام "مسبار" بالتأكّد من عدم صحة الصورة.
ولم يسلم نظيره الروسيّ فلاديمير بوتين من موجة الفبركة التي نالت الرؤساء والملوك بعد أن تم تعديل صوره على "الفوتشوب" خلال اجتماعه مع مجلس الأمن الروسيّ، وهو يرتدي بدلة صفراء كوقاية من الفايروس في مقر الكرملين، وفنّد "مسبار" زيف الصور.
لتكون الضحية التالية السياسيّة الفرنسيّة "مارين لوبان" رئيسة الجبهة الوطنيّة بفرنسا، التي نسبوا إليها القول: "لن نقبل أيَّ مسؤولٍ عربيّ في مستشفياتنا لمواجهة فايروس كورونا" وهذه تصريحات زائفة بدأت في ساحل العاج، ووصلت إلى العالم العربيّ بمزيدٍ من التحريف.
ولا يمكن تجاهل الفيديو الذي وصل عدد المشاركات له في بعض الصفحات على وسائل التواصل إلى مئات الآلاف، لولا أنّ إدارة "فيسبوك" وضعت حداً لانتشاره، وفيه وُضع كلاماً مفبركاً على لسان رئيس الصين شي جين بينغ  بقوله إنّ ما ينتشر بالعالم هو غاز السارين وليس فايروس كورونا، وذلك عبر ترجمة صوتية مفبركة باللغة العربيّة، وليست هذه الترجمة الوحيدة المفبركة بل انتشر أيضا فيديو لرئيس جمهورية البرازيل، جايير بولسونارو، يقول فيه إنّ قطاع غزة المكان الوحيد الخالي من فايروس كورونا، وحين تحقّق " مسبار" من الخبر، وُجد أنّه لا يتحدّث عن قطاع غزة، وإنما يقول "استا كازا" التي تعني "هذا البيت"، كما أنّه لا يتحدّث عن فايروس كورونا المستجد، لكنه يقول "Ve ros" التي تعني "أنّني أراكم".

كما رافقت زيارة الرئيس أردوغان إلى روسيا في الأسبوع الثاني من مارس/آذار أحداث كثيرة بسبب بروتوكول الزيارة، وتحليل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لتحركات إثنين من أقوى الرؤساء على الساحة، فتابعنا خبراً مضلّلاً أنّ أردوغان يفقد التركيز بعد اجتماعه المطول مع بوتين، ويمد يده لمصافحة وزير خارجيته الذي أتى معه إلى موسكو بدلاً من مصافحة الوزير الروسي، والخبر الثاني أنَّ بوتين يحرج أردوغان خلال لقائه في قصر الكرملين، بوضع تمثال للإمبراطورة الروسية كاترين الثانية التي هزمت العثمانيين، وتمثال آخر للجنود الروس الذين قضوا على العثمانيين في بلغاريا، إلا أنَّ التمثال ينفي القصر منذ سنوات.


خرافات الكائنات الحية


غالباً ما يُفتن الناس بالخرافات والخيالات، وأيضاً بالخدع الرقميّة البصريّة قبل أن يعرفوا أنّها كذلك ما يجعلهم يكرّرون نشرها، وأحياناً هذه الخرافات تجعلهم يروْن ما هو عاديّاً ليس عاديّاً، فيصرّون على تهويل الأمور الطبيعيّة، كما حدث حين مُنعت الصلاة في الحرم المكيّ ضمن احتياطات السلامة من فايروس كورونا، فقام البعض بنشر فيديو لسربٍ من الحمام الأبيض يطوف حول الكعبة بعد منع الصلاة واعتبروه حدثاً نادراً، يبدو أنّ الناس لا ينتبهون لجمال الطبيعة ومخلوقاتها إلّا بعد حدوث الأزمات، فأسراب الطيور دائمة التحليق في ساحة الحرم وفوق الكعبة.
كما تم نشر أخبارٍ مشكوكٍ بها لأسرابٍ من النمل الأسود تغزو سلطنة عُمان، إلّا أّن الحقيقة كانت تعرض عُمان لأسرابٍ من الجراد الصحراويّ بحسب وزارة الزراعة ومنظمة الأغذيّة، ونفس الفيديو اتّخذه إعلاميّ صهيونيّ للإدعاء بأنّ هذه الأعداد الكبيرة للنمل تغزو إيران ولا دليل يؤكّد صحة هذه الفيديوهات.
ومع انتشار أخبار على قدرة الخفافيش على حمل فايروس كورونا ونقله للبشر؛ كان لهذه الكائنات نصيبٌ لا بأس به من الصور الساخرة والأخبار المضلّلة، كاصطياد خفاش عملاق في لبنان بوزن 40 كغم، فقد اتضّح أنّ هذا النوع من الخفافيش يعيش في قارة أفريقيا.
وفيديو زائف آخر لظهور كائن غريب في سماء الهند، فالمقطع الأصليّ أُدخلت عليه مؤثرات فنيّة بصريّة، وهو منشور على يوتيوب منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، ومثلها العديد من الفيديوهات لأجسامٍ غريبة  ظهرت مرةً في مكّة، وأخرى ظهرت في إيطاليا.
ولا يمكن تجاهل خبر عاصفة الباذنجان في إيران، وحين تحقّق "مسبار" من الفيديو، وجد أنَّه من تصميم محترفٍ للمؤثرات الخاصّة، وهو الشاب الإيرانيّ أمين تقبور، الذي اعتذر في فيديو نشره على حسابه على منصة انستغرام.
إذن الكذب طال النباتات والطيور والحشرات والعديد من الحيوانات، حتى حين أراد البعض البحث عن إيجابيات لوباء كورونا، قرنها بعودة الدلافين والبجع إلى القنوات المائيّة في مدينة البندقيّة وذلك بعد توقف القوارب وعزل السكان، وهذا الادعاء زائف، إذ نفى موقع ناشيونال جيوغرافيك العلميّ الأخبار المتداولة، إلّا أنّ الإيجابيّة الوحيدة التي وجدها "مسبار" هي انخفاض نسبة التلوث بغاز ثاني أكسيد النيتروجين في بعض المناطق الصناعيّة، ولكن ليس بالنسبة التي يتم تداولها في المواقع الإخبارية حيث قالت إنّها تصل إلى 48%.


منوعات 


وأخيراً، لن ننسى الأخبار الفنيّة التي لاقت رواجاً كبيراً، ومنها الانتقادات اللاذعة التي وُجهت للفنانة الإماراتيَّة أحلام الشامسي بعد انتشار كمّامة مرصعة بالألماس نُسبت ملكيتها لها، وتبيّن من خلال "مسبار" أنَّ الخبر عبارة عن فُكاهة، على عكس خبرٍ يتعلق بالفنّان راغب علامة فقد تثبّت "مسبار" أنّه يقوم بنشر إشاعات وأوهام عن حقيقة فايروس كورونا.
وهناك الأخبار الكونيّة المضلّلة ذات الطابع الوجوديّ، إذ ازداد عدد المنشورات والتغريدات التي تتحدث عن انتهاء الحياة والقضاء على البشرية من خلال اصطدام كوكبٍ أو نيزكٍ في الأرض، لكن موقع وكالة "ناسا" الرسميّ لم يُعلن عن اصطدامٍ وشيكٍ بين الأرض وبين أيّ كوكب أو بين الأرض وأحد النيازك.
حتى المناضلات لم يسلمن من الصور الزائفة، إذ نشر عددٌ من المواقع صورةً للمناضلة تيريزا هلسا والتي توفيت بتاريخ28  مارس/آذار في إطار أخبار لنَعْيها، وتبيّن أنَّ الصورة ليست لها بل تعود إلى ليلى يغمور.

الأكثر قراءة