` `

الدعايتان السوداء والرمادية.. ما الفرق بينهما وكيف تؤثران في توجهات المستخدمين؟

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
27 أبريل 2020
الدعايتان السوداء والرمادية.. ما الفرق بينهما وكيف تؤثران في توجهات المستخدمين؟
هناك بعض الأساليب الدعائية التي تستخدم الزيف وتروّج لنصف الحقائق للتأثير على أفكار واتجاهات الناس (Getty)

قد لا تكون الشائعة أو المعلومة الخاطئة مجرد خبر زائف أُنتج وتولّد عن طريق المصادفة ليلقى انتشاراً واسعاً، فهناك بعض الأساليب الدعائية التي تستخدم الزيف وتروّج لنصف الحقائق للتأثير على أفكار واتجاهات الناس. هنا نتحدث عن تعريفات الدعاية السوداء، والدعاية الرمادية، مع أمثلة تطبيقية وتحقيقات نشرها "مسبار".

الدعاية السوداء

تُعرّف الدعاية السوداء بأنها تلك الدعاية التي تخاطب العاطفة والغرائز والانفعالات، وتحشد الأكاذيب والأوهام دون الكشف عن مصدرها، أو هي الدعاية التي ادعت أنها جاءت من مصدر معيّن، وهي في الحقيقة لم تأتِ منه.

وكمثال على هذا النوع من الدعاية، خبٌر انتشر في مارس/آذار 2020، يفيد بسفر وزيرة الصحة المصرية إلى إيطاليا لمساندتها في التخلص من وباء كورونا، وتقريرٌ من مجلة فورين بوليسي تحت عنوان وتساؤلات: "ماذا في حقيبة وزيرة الصحة المصرية المتجهة بها إلى إيطاليا، هل المصريين لديهم العلاج؟ وماذا قدمت للصين لكي ينحصر الوباء بها عقب زيارتها مباشرة؟ ولماذا لم ينتشر الوباء في شعب مصر رغم بنيته المتواضعة في كافة المجالات؟"

نفت وزارة الصحة المصرية هالة زايد، على لسان متحدثها الرسمي خالد مجاهد، زيارة الوزيرة لإيطاليا، وقال مجاهد بلهجة حادة خلال مداخلة هاتفية يوم الجمعة 20 مارس/آذار 2020 "مَن يعيد نشر هذا الخبر الزائف الذي نُفي أكثر من مرة، صحف ومواقع قومية تابعة للحكومة وهو أمر لا يصحّ على الإطلاق"، مطالباً بالالتزام ببيانات الوزارة الرسمية. وبالطبع لم يكن للتقرير المنسوب إلى مجلة فورين بوليسي وجود على الإطلاق.

يُظهر هذا الخبر الملفق كيفية استخدام الدعاية السوداء سواء بقصد أو دون قصد من خلال نشر معلومات كاذبة لا أساس لها من الصحة.

الدعاية الرمادية

إنْ كانت الدعاية السوداء خطيرة، فإنّ الدعاية الرمادية قد تنطوي على خطورة أكبر لاعتمادها على زيفٍ مغلّفٍ ببعض الحقائق، ممّا يصعّب اكتشافها ويُسهّل من مهمة الخداع التي ترمي إليها. وتُعرّف الدعاية الرمادية على أنها الدعاية التي تستند إلى حقيقة أو مجموعة حقائق، مضيفةً إليها بعض الأكاذيب بحرص شديد يُصعّب على المتلقي غير المدقق اكتشاف ما فيها من تضليل وخداع، فهي تدمج بين مخاطبة العقل ومخاطبة الغرائز، وتكشف عن مصدرها في وقت تظل نواياها غامضة للجمهور أو مضللة له.

وفي مثالٍ على الدعاية الرمادية، انتشر في بداية شهر مارس/آذار من العام الحالي بيان منسوب لليونيسيف يقدّم العديد من النصائح للوقاية من فايروس كورونا، تتضمن الابتعاد عن الآيس كريم والأكل البارد. تحقق "مسبار" من البيان وكشف زيفه،  فبالعودة إلى الموقع الرسمي لمنظمة يونيسف لم يجد البيان المزعوم، بل على العكس وجد نفياً له، إذ قالت المنظمة الأممية: "يبدو أن هناك رسالة مغلوطة تم تداولها عبر الإنترنت في العديد من أنحاء العالم وبعدة لغات، تزعم أنها صادرة عن اليونيسف، وتشير من بين عدّة أمور إلى أنّ تجنب المثلجات وأنواع الأطعمة الباردة الأخرى يمكن أن يساعد في منع ظهور المرض. هذا بالطبع غير صحيح على الإطلاق"، ودعت المنظمة "مبتدعي مثل هذه الرسائل المغلوطة" للتوقف عن تداولها، معتبرةً نسبها للمنظمة الدولية أمراً خاطئاً وخطيراً.

اعتمد مختلقو البيان المزعوم على دمج معلومات مغلوطة وغير مثبتة، مع أخرى صحيحة، مثل دور تعقيم اليدين بالكحول في الوقاية من كورونا، لإضفاء المزيد من الصدقية على البيان الزائف.

https://lh6.googleusercontent.com/QS8hpC-6jf5t0mgDxdTWcggEqiy9i4k4YTw-tQLBpKrNn0mZH6ErOJnlsFXrEPx8x44_NzhJb92S_wOjsuC8oYyML1gP46MwovN1ZHcA33ActOJiMGs6OSWsgUqYQGd2c0vwh2BI

 

المصادر:

  1. محمود يوسف. مقدمة في العلاقات العامة، كلية الإعلام جامعة القاهرة. ص54.
  2. Unicef

الأكثر قراءة