` `

ما الذي يحدث مع "فيسبوك"؟

أسماء الغول أسماء الغول
تكنولوجيا
28 يونيو 2020
ما الذي يحدث مع "فيسبوك"؟
حملة مقاطعة لفيسبوك وموجة غضب عارمة (Getty)

قالت شركة فيسبوك في بيانٍ نشرته، فجر الجمعة الموافق27 يونيو/حزيران، "بدأنا في طرح شاشة إشعار على مستوى العالم لإعلام المستخدمين عندما يهمّون بمشاركة مقالاتٍ إخباريّة منشورة قبل أكثر من 90 يوماً".

وأضافت الشركة أنّ ذلك بهدف أنْ يكون لدى المستخدمين معرفة بشأن ما يتم مشاركته في فيسبوك، وستظهر شاشة الإشعار عندما ينقر المستخدمون على زر المشاركة في المقالات التي مضى عليها أكثر من 90 يوماً، ومع ذلك، سيكون بإمكان المستخدمين المُضي في المشاركة إذا قرّروا أنَّ المقالة ما تزال جديرةً بذلك.

وكان ناشرو الأخبار، قد أعربوا عن مخاوفهم لشركة فيسبوك بشأن مشاركة القصص القديمة على وسائل التواصل الاجتماعيّ كأخبارٍ حاليّة، الأمر الذي يمكن أنْ يُسيء فهم حالة الأحداث الجارية، واستخدام الأخبار القديمة بطرقٍ مضلّلة.

وقالت الشركة إنّها على مدار الأشهر القليلة القادمة ستختبر الاستخدامات الأخرى لشاشات الإشعارات، أمّا بالنسبة إلى المنشورات التي تحتوي على روابط تشير إلى فايروس كورونا المستجد؛ فإنّها تستكشف استخدام شاشة إعلامٍ مشابهة تُوفّر معلوماتٍ عن مصدر الروابط، وتُوجّه المستخدمين إلى مركز معلومات (كوفيد-19)؛ للحصول على معلوماتٍ صحيّةٍ موثوقة.

وتأتي هذه الإجراءات مباشرةً بعد موجة غضب سببها الموقع الشهير، وشنّ حملة لمقاطعته حملت اسم "ستوب هيت فور بروفيت" أي "أوقفوا الكراهية من أجل الربح"، وهذه المقاطعة ليست من المستخدمين هذه المرة أو نشطاء بل هي قويّة وذات تأثير؛ لأنّها تأتي من شركاتٍ كبيرةٍ تُعتبر من أهم المعلنين لدى "فيسبوك" مثل يونيليفر، وهوندا أميركا، وبيرشبوكس، وليفي شتراوس وشركاه، ولولوليمون، والوجه الشمالي، وباتاجونيا، وري، وستاربكس، وفيريزون.

وشركة يونيليفر واحدة من أكبر المعلنين في العالم، وآخر المنضمّين لحملة مقاطعة "فيسبوك"، وقالت إنّها لن تعرض إعلانات على Facebook وInstagram وTwitter في الولايات المتحدة حتى نهاية العام على الأقل بسبب "فترة الانتخابات المستقطبة".

 كما تعهّدت شركة Coca-Cola بوقف الإعلان على الموقع لمدة 30 يوماً على الأقل، واستخدام هذا الوقت لإعادة تقييم السياسات الإعلانيّة.

وأدَّت هذه الحملة إلى انخفاض سعر سهم شركة الوسائط الاجتماعيّة بنسبة 8.3٪ ما يعني خسارة المليارات، وهبوط القيمة الكليّة للشركة في السوق الماليّ إلى درجةٍ مُفاجِئة.

وقال جيم ستاير ، المدير التنفيذي لشركة Common Sense Mediaفي حديث إلى الوكالة العالمية للأنباء رويترز: إن حملة “Stop Hate for Profit” ستبدأ بدعوة الشركات الكبرى في أوروبا للانضمام إلى المقاطعة.

ووقعت أكثر من 160 شركة على وقف شراء الإعلانات خلال شهر يوليو/تموز، من أكبر منصة تواصل اجتماعية في العالم منذ إطلاق الحملة في وقت سابق من هذا الشهر،  ما يعني خسارة سبعين مليار دولار شهرياً.

وهنا يعيش "فيسبوك" تحدي بين الحفاظ على حريّة التعبير أو وضع قيود على خطابات المستخدمين، خاصة أنّه أمام اتّهام كونه لا يقوم بما يلزم لإلغاء صفحاتٍ تدعو إلى الكراهية والعنصريّة، وظهر ذلك بعد موجة احتجاجات أميركا نتيجةً لموت جورج فلويد تحت ركبة شرطيّ أميركيّ في مايو/أيار الفائت.

ومن جديد سيبقى "فيسبوك" في مواجهة فيضان المعلومات المضلّلة والزائفة؛ للحفاظ على دقة المعلومات ومحاربة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة خاصةً مع اقتراب الانتخابات الأميركيّة.

وأعلن الرئيس التنفيذيّ مارك زوكربيرج في منشور أنّFacebook سيرتبط بـ "مركز معلومات الانتخابات الأميركيّة" مباشرة، وفي الوقت ذاته ستكافح منصة فيسبوك قمع الناخبين عبر إزالة الادّعاءات الكاذبة حول ظروف الاقتراع خلال 72 ساعة قبل يوم الانتخابات، وذلك باستخدام أنظمة تم تطويرها طوال أزمةCOVID-19 لتحديد المعلومات غير الدقيقة والخطيرة.

ويأتي قمع الناخبين من قبل بعض المنشورات التي من المتوقع انتشارها وقت الانتخابات مثل تلك التي تدّعي كذباً أنّ أوراق الهجرة سيتم فحصها في أماكن الاقتراع (أسلوب تخويف لتثبيط الناس عن التصويت)، وجميعها سيتم إزالتها إضافةً إلى منشوراتٍ تحمل تهديداً مثل أنْ يقول شخص" أنا وأصدقائي سنقوم بمراقبتنا الخاصة للتأكّد من أنّ الأشخاص المناسبين فقط يصوّتون".

وكتب زوكربيرج "نعلم أنّ هذا سيكون تحدياً من الناحية العمليّة لأنّ الحقائق على الأرض قد تكون غير مؤكّدة ولا نريد إزالة معلوماتٍ دقيقة حول التحدّيات التي يواجهها الناس، لكنّنا نبني نظامنا حتى نتمكّن من الاستجابة بسرعة"، مؤكّداً كونهم يفعلون المزيد لحظر نوع اللغة المثيرة للانقسام والفتنة، ولافتاً إلى أنّهم وصلوا اليوم إلى حظر فئةٍ أوسع من المحتوى الذي يحضّ على الكراهية في الإعلانات.

وإنّ هذه الأزمة التي يواجهها "فيسبوك" لا يمكن حلها فقط بوضع إشارة على مقالةٍ قديمة، بل هي إشكاليّة جذريّة تناقش أزمة وجوده، وكيف يقود هذا الوجود إلى تزييف الواقع إذا لم يتم اعتماد آلية يتواصل عبرها الناس دون كره وزيف وتزوير وعنصريّة، لكن هذا يبدو مستحيلاً في وقتٍ يغدو فيه "الفيسبوك" هو الحياة ذاتها بما تحمله من عيوب البشر.

المصادر:

aitnews

mumbrella

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة