` `

مؤشر مسبار: أبرز الأخبار الزائفة في يونيو/حزيران 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
2 يوليو 2020
مؤشر مسبار: أبرز الأخبار الزائفة في يونيو/حزيران 2020
تحقق "مسبار" من 274 خبراً في يونيو/حزيران 2020.

على الرغم من بدء تخفيف القيود التي فرضتها الدول للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والتي أجبرت الناس البقاء في البيوت، كحظر التجول وإغلاق أماكن العمل والحجر المنزلي، إلّا أن منصّات التواصل الاجتماعي لا تزال تشهد إقبالاً واسعاً، ولا يزال الفضاء الرقمي مصدراً لترويج الأخبار الزائفة والمضللّة. وفي إطار عمله من أجل الحد من انتشار الشائعات والأخبار الزائفة وكشف الحقائق، استطاع "مسبار" فحص 274 خبراً ومنشوراً وفق التصنيفات المُعتمدة كالمُحتوى الزائف والمضلّل والساخر والانتقائي، في كل من مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي كفيسبوك وتويتر في شهر يونيو/حزيران عام 2020، كما وتنافست الأخبار المضللّة والزائفة فيما بينها طيلة شهر يونيو/حزيران إلى أن استقرّت بعد حصول الأخبار المُضللة على الحيز الأكبر من مواد فحص الحقائق، كما هو موضّح في الشكل (1) أدناه.

صورة متعلقة توضيحية

الشكل (1): المقالات بحسب التصنيف

 

ولاحظ "مسبار" التحوّلات التي جرت في مُحتوى الفضاء الرقمي بالتوازي مع الوقائع والأحداث التي يشهدها العالم وأهمّها الاحتجاجات التي انطلقت في الولايات المتّحدة عقب مقتل المواطن الأميركي الأسود، جورج فلويد، والصراع الدائر في ليبيا، إذ احتلّ المُحتوى الزائف السياسي، كما هو موضّح في الشكل (2) أدناه، والمتعلّق بالأحداث المذكورة، حصّة كبيرة من المُحتويات التي تحقق منها "مسبار"، على حساب المُحتوى المتعلّق بفايروس كورونا المستجد والذّي رصد "مسبار" انخفاضًا في رواجه منذ شهر مايو/أيار الفائت.

صورة متعلقة توضيحية

الشكل (2): المقالات بحسب نوع الخبر

 

جغرافياً، حازت الولايات المتّحدة على النصيب الأكبر من مواد فحص الحقائق، أمّا عربياً، قد حازت مصر على أكبر حصّة من هذه المواد، تلتها تونس والسعودية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الترتيب يُطابق مؤشر مسبار لشهر مايو/أيار الفائت.

صورة متعلقة توضيحية

صورة متعلقة توضيحية

الشكل (3): توزّع الموضوعات بحسب الدول

 

الاحتجاجات في الولايات المتّحدة

القول أن الفضاء الرقمي وشبكة الإنترنت حوّلا العالم إلى قريةٍ صغيرةٍ ليس بتعبيرٍ مُبتذلٍ، فالاحتجاجات التي انطلقت في الولايات المتّحدة الأميركية، عقب مقتل المواطن الأميركي الأسود، جورج فلويد، على يد أحد عناصر الشرطة في 25 مايو/أيار الفائت، شغلت حيّزًا كبيرًا في المنصّات الإعلامية في العالم العربي، ولم تفوّت وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي هذه الواقعة، فإلى جانب تداول الأخبار الحقيقية عنها، لاحظ "مسبار" كثرة الأخبار الزائفة والمضللة التي رافقتها، فقد كانت حصّة الولايات المتّحدة من هذه الأخبار ما يقارب 45 خبراً، أكثر من أيّة دولة عربية أُخرى، كما هو مُوضّح في الشكل رقم (3) أعلاه. وتراوحت الأخبار المتداولة بين زائفة ومضللّة وساخرة، ويجدر الوقوف عند محاولة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي دمج بعض المُعطيات والعناصر المتعلّقة بالشرق الأوسط في الأخبار المتداولة، ربّما من أجل تقليص الفجوة الجغرافية بين القارة الأميركية والمنطقة العربية، فقد تداول بعض الصفحات مقطعاً مصوّراً يدّعي هتافات للرئيس العراقي السابق، صدّام حسين ولفلسطين أمام البيت الأبيض، ممّا تبيّن أنّه صُمّم من باب الفكاهة والسخرية فقط، وهنالك من روّج لرفع صور قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في الاحتجاجات الأميركية، وتبيّن لاحقاً أن الصور ليست لها علاقة بالاحتجاجات المذكورة، ويُذكر الترويج لصورةٍ زائفةٍ عن تسمية أحد الشوارع في إيران "جورج فلويد" نكاية بالأمريكان ونشر خبر مضلّل عن رفع المتظاهرين لصورة الرئيس الليبي الأسبق، معمر القذافي، إذ تبيّن أن الصورة تعود لاحتجاجات في جنوب أفريقيا عام 2011.

وواكبت الأخبار الزائفة الصراع الانتخابي الدائر في الولايات المتّحدة الأميركية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ أعادت هذه الأخبار تسليط الضوء على الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، وتداولت بعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً وأخباراً مضللّة عن دور أوباما في الاحتجاجات الأخيرة، كالصورة المضللة عن مشاركته في الاحتجاجات، والخبر الزائف عن لقائه بالرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، من أجل تهدئة الاحتجاجات بطلبٍ من الأخير. إضافةً، رُوّجت العديد من الصور والمقاطع المُضللة والمُقتطعة من سياقها كصور لداعمي ترامب أمام البيت الأبيض ، أو المقطع الذي يُظهر توزيع الأموال على المُحتجّين بعد اقتحام مصرف، إضافةً للأخبار الزائفة عن قطع شبكة الانترنت عن المحتجّين في ولاية واشنطن.

الصراعات الإقليمية في الفضاء الرقمي

تعيش المنطقة العربية في العقد الأخير حالة عدم استقرار، فقد شهدت المنطقة انتفاضاتٍ وحروبٍ أهلية وحروب بالوكالة وتحوّلاتٍ سياسية، جميعها شغلت حيّزاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي العربية، وهنالك من يُشير للدور الفعّال الّذي اتّخذته هذه الوسائل منذ انطلاق الثورة التونسية في أواخر عام 2010. مؤخّراً، واكبت وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي الصراع في ليبيا، واصطفاف عدّة جهاتٍ دوليةٍ وإقليمية كمصر والإمارات العربية المتّحدة وتركيا، وربّما من أبرز الأخبار التي حظت على رواجٍ واسعٍ وتحقق منها "مسبار" هو الادعاء الزائف عن فُقدان غواصتين تركيتين قبالة سواحل ليبيا، ممّا تم نفيه لاحقاُ في موقع وكالة الأناضول التركية ، فلم ينتشر الخبر فقط في صفوف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، انّما في عدّة مواقع إخبارية. وازداد تداول المعلومات الزائفة والمضللة المتعلّقة بهذا الصراع، إذ انتشرت بعض التصريحات المزيّفة لسياسيين، مثل تصريحٍ نُسب لرئيس الوزراء التركي عن عجز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمام الرئيس المصري في ليبيا،  أو التصريح الذي نُسب لوزير الدفاع التركي عن قُدرة تركيا باحتلال مصر خلال 6 ساعات، أو التصريح الزائف الذي نُسب للمتحدّث باسم الجيش الليبي ، وأخيراً التصريحان الزائفان اللذان نُسبا للرئيس التركي أردوعان.

ومع استمرار أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، انتشرت أخبار زائفة ومضللّة، كالمقطع المصوّر الذي يدّعي تصوير تدريب للجيش الإثيوبي من أجل مواجهة مصر، والذي تبيّن أنه مضلّل وأنه يعود لتدريبات للشرطة في إحدى الولايات في الهند، والتصريح الزائف الذي نُسب لرئيس الوزراء الاثيوبي عن جهوزية بلاده لخوض الحرب مع مصر، وأخيراً الخبر المضلّل عن ضبط أسلحة تركية كانت بطريقها إلى إثيوبيا، إذ تبيّن في الحقيقة أنها ضُبطت في السودان على يد الاستخبارات العسكرية ولا علاقة لها بتركيا.

فايروس كورونا لا يزال ينتشر في منصّات التواصل الاجتماعي

لاحظ "مسبار" أن عدد الأخبار الزائفة المتداولة عن فايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) انخفض مقارنة بالأشهر الأولى لتفشّيه، ولربّما يعود ذلك لتخفيف القيود التي فُرضت من قبل بعض الدول لمواجهة انتشاره، لكن على الرغم من ذلك تستمر المنصّات الإعلامية والرقمية بالانشغال بالجائحة، بشكلٍ يتماشى مع التغيرات التي تحدث في بعض الدول. واستمر تداول مواقع التواصل الاجتماعي الشائعات فيما يخص اكتشاف لقاح لعلاج الفايروس، مثل الخبر المضلل عن وجود لقاح سرّي في البيت الأبيض، والذي تبيّن أنه أُخرج عن سياقه الفكاهي، أو مثل خبرٍ آخرٍ أُخرج عن سياقه وهو أن عقار الفياغرا يمثّل علاجاً فعّالاً ضد فايروس كورونا، ممّا تبيّن أن الادعاء زائف. وبعد مرور قرابة نصف عام من الأبحاث الطبية والعلمية، انتشر تصريحاً مضللاً لطبيبٍ إيطاليٍ يدّعي انخفاض قوّة فايروس كورونا، ممّا دفع منظّمة الصحّة العالمية هذا نفي التصريح على الفور. ومع تطلّع المواطنين لتخفيف القيود المتعلّقة بالسفر، تم تداول بعد الشائعات عن نيّة الحكومة الألمانية فتح حدودها مع تونس دون عن باقي الدول العربية ، إذ تبيّن لاحقاً أن الادعاء زائف، وانتشر خبراً زائفاً عن فرض تونس إظهار تقاريراً طبيّة عن عدم الإصابة بفايروس كورونا على السيّاح الجزائريين، وأخيراً انتشار خبرٌ زائفٌ عن إغلاق الحدود التونسية.

فنانون ورياضيّون في ظل الشائعات

حصل الفنانين والرياضيين على نصيبٍ من الشائعات والأخبار المضللة في شهر يونيو/تموز عام 2020، أبرزها فبركة تصريح للممثلة المصرية عبلة كامل عن اعتزالها التمثيل، وقد تبيّن أن الحساب الذي نُشر منه التصريح زائف وينتحل شخصيّة كامل، وتحريف تصريح للممثل يوسف الشريف عن رفضه تمثيل المشاهد الساخنة، ليُروّج على أن الشريف يرفض ملامسة النساء في أعماله الفنيّة. وتحقق مسبار من خبر إصابة المغنية شيرين عبد الوهاب بفايروس كورونا ، ليتبيّن أنه عبارة عن شائعة. أمّا على الصعيد الرياضي، انتشرت على نطاقٍ واسعٍ ادّعاء زائف يُفيد أن لاعب كرة القدم المصري السابق، محمد أبو تريكة، فلسطيني الجنسية.

شائعات منوّعة

لا تقتصر الاخبار الزائفة على حدثٍ أو واقعةٍ بالتحديد، إذ ينتشر العديد منها ويحظى على رواجٍ واسعٍ بمعزل عن سياقٍ واضحٍ، وقد استطاع "مسبار" التحقق من زيف وتضليل هذه الأخبار، كالخبر الزائف الذي صنّف السعودية أفضل دولة عربياً تعيش فيها النساء، إلّا أنّ العديد من الدراسات العلميّة والمحكّمة تنفي المُعطيات الواردة في التصنيف الذي تم تداوله،  أو انتشار صورة زائفة ادّعى ناشروها أنها لوزيرة التربية السويسرية إلى جانب زوجها عامل النظافة، والذي تم تداولها بشكلٍ تلقائيٍ على الرغم من سهولة التحقق من صورة وزيرة التربية.

الأكثر قراءة