` `

مؤشر مسبار: الأخبار الزائفة حول كورونا في شهر يونيو/حزيران 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
2 يوليو 2020
مؤشر  مسبار: الأخبار الزائفة حول كورونا في شهر يونيو/حزيران 2020

يقول والتر ليبمان إنّ المشكلة الأساسية للديمقراطية هي حماية الأخبار - مصدر الرأي العام - من الدعاية الزائفة، إذ لا يمكن وفق رأيه لأيّ مجتمع حديث يفتقر إلى آليات الكشف عن الأكاذيب أن يعتبر نفسه حراً، لأنه سيصبح ضحية التلاعب والتوجيه.

مخاوف ليبمان وغيره من المختصين في حقل الإعلام والاتصال والمطلعين على العمل الصحفي ومراحله، تزايدت مع تغير المجتمعات وتطور الصحافة كرأس مال اقتصادي أهدافه تجارية يقوم أساساً على التسويق والإشهار، وتهميش أهم ركن تقوم عليه الصحافة كمهنة، وهو التحقق والتحري لتقديم المعلومة الصحيحة.

إذ تعود "الأخبار الزائفة" تاريخياً إلى عقود من الزمن، تقوم على أوجه متعددة وهدف واحد هو تضليل الجمهور. وقد انتشرت القصص الزائفة لغايات متعددة، منها زيادة مبيعات الصحف مع"خدعة القمر العظيمة" في صحيفة نيويورك صن عام 1835، ومنها للدعاية السياسية خلال الحروب.

وفي ذلك يقول الكاتب الأميركي، مارك توين، "إذا لم تكن تقرأ الصحف فلن تكون مطلعاً وإذا كنت تقرأ الصحف بالفعل فسيتمّ تضليلك".

ومع الطفرة الرقمية واتخاذ الأخبار الزائفة أوجهاً مختلفة، واكب "مسبار" شكل هذه الأخبار ودرجة زيفها والنية الكامنة وراءها، مثل التضليل والإثارة أو السخرية، خاصة المعلقة بانتشار فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم.

imgpsh_fullsize_anim (3).png

وفي شهر يونيو/حزيران 2020،  تحقّق "مسبار" من 67 خبراً في علاقة بالفايروس من مجموع 274 خبراً تحرى منه، أي بنسبة 25 في المائة. وعلى غرار الشهر الفائت، بقي مؤشر كورونا منخفضاً مقارنة بما سبقهما.

وتظهر المؤشرات أن حوالي نصف الأخبار المتعلقة بفايروس كورونا المستجد زائفة، في حين أن 36 في المائة منها هي أخبار مضللة. وتتنزل أغلب الأخبار في خانة الصحة بنسبة 34 في المائة في حين أن الأخبار الدينية هي الأقل عدداً بنسبة 3 في المائة.

وتحتلّ تونس المرتبة الأولى في عدد التقارير التي تعلقت بالفايروس ب16 تقريراً، وتتبعها مصر بـ12 تقريراً، وتأتي أميركا في المرتبة الثالثة ب9 تقارير.

imgpsh_fullsize_anim (2).png

المشاهير في مرمى كورونا

رصد "مسبار" خلال عملية التحري من الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية 4 ادعاءات زائفة متداولة حول إصابة فنانين وممثلين بفايروس كورونا المستجدّ، منها المتعلق بإصابة الممثل المصري أمير كرارة بالفايروس والفنان السعودي محمد عبده.

كما تداولت هذه المنصات 3 أخبار حول وفاة نجوم الفن بالفايروس مثل الخبر الذي انتشر بكثافة حول وفاة الممثلة المصرية رجاء الجداوي، التي نفت ابنتها أميرة مختار، عبر صفحتها على موقع فيسبوك، خبر وفاة. كما نفت المطربة التونسية صوفية صادق خبر وفاتها بالفايروس. ولم يكن الرياضيون بمنأى عن هذه الأخبار، إذ تواتر خبر إصابة رئيس نادي الأهلي المصري، محمود الخطيب بالفايروس. 

وسياسياً تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خبر إصابة زعيم التيار الصدري في العراق، مفتدى الصدر بكوفيد-19، ما دفع المتحدث باسم التيار الصدري، الشيخ صلاح العبيدي إلى تفنيد الخبر.
علاج كورونا بين التضليل والسخرية

ظهرت خلال شهر يونيو/حزيران أخبار حول الوصول إلى علاج لقاح لفايروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، من بينها خبر اكتشاف طبيب مصري للقاح كورونا من سم النحل. وقد تحقّق "مسبار" من الخبر وتبين أنه مضلل، إذ سبق أن نشرت الجريدة الرسمية للجمعية البرازيلية لعلم السموم، مقالة علمية للطبيب الصيني "وي يانج"، بتاريخ 30 مارس/أذار الفائت عن فعالية سمّ النحل، أي قبل إعلان الطبيب المصري بقرابة ثلاثة أشهر.

وراج في نفس الفترة خبر عن تونسي يبيع مادة البسيسة في إيطاليا كعلاج فعال ضد كورونا، ووجد "مسبار" أنه خبر منشور في موقع تونس نيوز الساخر يوم 13 يونيو/ حزيران الجاري، وتناقلته صفحات إخبارية كخبر صحيح.وانتشر خبر أنّ منظمة الصحة العالمية أعلنت أن موعد توزيع لقاح كورونا في جميع أنحاء العالم سيكون في أيلول المقبل، وتبين أنه إثارة إذ لم تصرح الصحة العالمية بذلك، كما يوجد 123 لقاحاً قيد التطوير، 10 منها في التجارب السريرية، لكن دون دليل قاطع على أنها فعالة ضدّ فايروس كورونا المستجدّ.

وتتداول نشطاء مقطع فيديو مضلل حول وجود لقاح سري ضدّ فايروس كورونا المستجدّ في البيت الأبيض،  وتأكد "مسبار" من أن حواراً جرى بالفعل بين صحفيّين في البيت الأبيض حول الموضوع، لكنه كان من باب المزاح.
وراج تصريح منسوب لطبيب مصري يقول فيه إنّ مناعة التونسيين قد تكون علاجاً لكورونا، وهو خبر زائف.

imgpsh_fullsize_anim (5).png

إعادة فتح الحدود بعد الحجر الصحي

مع انتهاء فترة الحجر الصحي وانحسارها في أغلب دول العالم، انتشرت أخبار عديدة حول الموسم السياحي وإعادة فتح المجال الجوي وممارسة الشعائر الدينية.

وانتشر خبر صحيح حول إقامة مناسك الحج هذا العام بأعداد محدودة من داخل المملكة بعد أن أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية عن القرار. وقالت في بيانها "‏ستقام شعيرة الحج هذا العام بأعداد محدودة من جنسيات مختلقة من داخل المملكة العربية السعودية، مع إجراءات احترازية دقيقة".

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن تونس تفرض على السياح الجزائريين شهادة عدم الإصابة بكورونا وهو خبر انتقائي، لأن البلاد فرضت على كل الوافدين إليها الاستظهار بالشهادة ضمن الإجراءات الاحترازية.

ونقلت صفحات إخبارية أنّ أستراليا ستُغلق حدودها حتى عام 2021 لمواجهة فايروس كورونا، في حين أنّ البلاد لم تقر ذلك رسمياً.

ومن الأخبار الزائفة التي انتشرت هي تمديد الحجر الصحي في محافظات جزائرية بسبب انتشار فايروس كورونا المستجدّ، في حين أنها لم تقر ذلك.

 

المصادر

مسبار

موسوعة أكسفورد

مجلة ذا نيويوركر

كتاب الصحافة اليوم

الأكثر قراءة