` `

أين وصلت معركة فيسبوك مع أتباع QAnon المتطرّفين؟

أسماء الغول أسماء الغول
سياسة
11 أغسطس 2020
أين وصلت معركة فيسبوك مع أتباع QAnon المتطرّفين؟
يؤمنون بنظرية المؤامرة التي تحاك حول ترامب وأنصاره من قبل الدولة العميقة (Getty)

نشرت مواقع عالميّة إخباريّة في اليومين الأخيرين معلوماتٍ حول عملية تحقيقٍ كبيرةٍ يقوم بها عملاق الشبكات الاجتماعيّة فيسبوك بشأن حسابات ومجموعات ذات الصلة بالمنتمين إلىQAnon والتي استطاعت منذ 2017 أنْ تجمع ملايين الأعضاء حولها في عددٍ من الحسابات والمجموعات على صفحات فيسبوك.

وحتى الآن اكتشفت الشركة الآلاف من صفحات ومجموعاتQAnonعلى الموقع، لها جمهور يبلغ أكثر من 3 ملايين عضو ومتابع، كما كشف تحقيق Facebook أيضاً عن 185 إعلاناً يشيد أو يدعم أو يمثّلQAnon، وتم تشغيلها على المنصة في آخر 30 يوماً حوالي 4 ملايين مرة ظهور.

وحين تُعرفQAnon يُقال باختصار بأنّها نظريّة المؤامرة اليمينيّة المتطرّفة، إلّا أنّ هناك قصة خلف تشكيل هذا الحلف الذي أخذ يزداد شعبيّةً وغرابة، ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام2017 كتب شخص على لوحة الرسائل المجهولة 4chanمستخدماً الاسمQ، ومن هنا جاء اسمQAnon والذي يُفترض أنّه فردٌ أمريكيّ، ولكن أصبح فيما بعد مجموعة من الأشخاص، كتب أنّ لديه إمكانية الوصول إلى معلوماتٍ سريّةٍ تتعلق بإدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب وخصومها داخل الولايات المتحدة الأميركيّة، ثم أخذ ثلاثة أشخاص منشورQالأصليّ، وقاموا بتوسيعه عبر منصات الوسائط المتعددة لبناء شبكة متابعين عبر الإنترنت لتحقيق الدخل قبل أيّ شيء.

ومن ضمن ما تمت كتابته في هذه المنشورات الأولى أنّQ لديه تصريحاً أمنيّاً عالياً داخل حكومة الولايات المتحدة، كما أنّه يشارك مباشرة في تحقيقٍ سريّ بقيادة ترامب حول شبكة عالميّة من المعتدين على الأطفال، واتَّسعت التفسيرات لكل ما يحدث ضمن نظريّة مؤامرة، مفادها أنّ شبكة "الدولة العميقة" من الشخصيات الحكوميّة والتجاريّة والإعلاميّة القويّة تشن حرباً سريّة ضد دونالد ترامب.

وهذه التفسيرات وشعبيتها التي تزداد، شكّلت رعباً كبيراً لموقع فيسبوك الذي تحيط به اتهامات من كل جانب كونه يساهم في نشر معلوماتٍ مزوّرة ومضلّلة، إضافةً لدعم خطاب الكراهية، ما دفعه أنْ يتعامل معQAnon كما يتعامل مع المحتوى المتطرّف المتعلّق بتفوق الرجل الأبيض والقوميّة البيضاء، وذلك بالحظر منذ أوائل عام 2019.

كما حارب "فيسبوك" في العام ذاته المحتوى المضاد للتطعيم الطبيّ التقليديّ للأطفال والبالغين على صفحاته عبر إغلاق حسابات مكافحة التطعيم من نتائج البحث ومحرك التوصية  بجميع اللغات؛ ما جعل العثور على المحتوى صعباً، وبالتأكيد رفض جميع الإعلانات التي تروّج لمناهضة التلقيح أو التطعيم.

ومن هنا كانت نتائج عملية التحقيق التي يقوم بها "فيسبوك" أنّه حظر الأسبوع الماضي واحدة من أكبر مجموعاتQAnon، وتسمى بـ"Official Q / QAnon" ؛ لخرقها المتكرر لقواعد نشر المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية، وكان لدى المجموعة ما يقرب من 200000 عضو وقت إزالتها، وقالت متحدثة باسم فيسبوك لوسائل إعلام عالميّة إنّ المجموعة تمت إزالتها "لنشرها بشكلٍ متكررٍ محتوى ينتهك سياساتنا".

 وكان الموقع العملاق اتّخذ أول إجراء رئيسيّ له ضد محتوى QAnon في مايو/أيار الفائت عندما أزال شبكة من المجموعات والصفحات والحسابات حول نظرية المؤامرة من منصته.

كما أعلن "تويتر" في أواخر يوليو/تموز الفائت، أنّه سيمنع QAnon من الظهور في التوصيات الخاصة، وسيزيل الروابط المتعلّقة بنظرية المؤامرة، وبالفعل حظرTwitter آلاف الحسابات كما حظر عناوين URL لـQAnon، بينما حذف موقعTikTokعلامات التصنيف التي تُشير إلى مقاطع فيديوQAnon، وحظر مصطلحات ومحتوى QAnon من ميّزة البحث الخاصّة في الموقع.

ويُؤمن أتباع QAnon بوجود مؤامرة سريّة من قبل "دولة عميقة" ضد الرئيس الأميركيّ ترامب وأنصاره، ووصفتهم الصحافة الأميركيّة والعالميّة بأنّهم تجاوزوا الحد في خطابهم بسبب التنمر والمضايقة والكراهية وتبادل المعلومات المضلّلة التي قد تكون ضارة، كما أصدر مكتب التحقيقات الفيدراليّ العام الماضي، تحذيراً بشأن "المتطرّفين المحليّين الذين تحركهم نظرية المؤامرة" وتم وصفهم كتهديدٍ محليّ متطرّف محتمل.

ومع ذلك لا يزال هناك العديد من مجموعات QAnon الأخرى النشطة حالياً على صفحات "فيسبوك"، ولا تزال تُروّج هذه المجموعات لنظرية مؤامرة واسعة النطاق لا أساس لها من الصحة حول معركة الرئيس ترامب مع شبكة "الدولة العميقة" السريّة من النخب السياسيّة والتجاريّة والإعلاميّة والترفيهيّة التي تُحضّر لمؤامراتٍ شيطانيّة والاتجار بالأطفال.

وتحث هذه المجموعات المتابعين على إجراء أبحاثهم الخاصة، وحل ألغاز المؤامرات التي تُحاك حول ترامب وأنصاره، كما أنّ هذه المجموعات خلال جائحة فايروس كورونا المستجد، نشرت نظريات لا أساس لها من الصحة حول الفايروس، واصفة إياه بخدعة "الحالة العميقة"، وروّجت لمعلوماتٍ خاطئةٍ حول أقنعة الوجه واللقاحات.

وهذا السيل من التضليل والتزوير مستمر منذ ما يقرب ثلاث سنوات، جذب خلالها مئات الآلاف من المتابعين المتفانين على Facebook وTwitterوInstagramوYouTube وReddit، وبعضهم مشاهير، ومرشحين للكونغرس الأميركيّ هذا العام.

المصادر:

Mashable

BBC

الأكثر قراءة