` `

وثائقي فرنسي عن كورونا يواجه اتهامات بالزيف والتآمر

عائشة غربي عائشة غربي
ثقافة وفن
17 نوفمبر 2020
وثائقي فرنسي عن كورونا يواجه اتهامات بالزيف والتآمر

منذ صدوره يوم الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على منصات مختلفة، أصبح الفيلم الوثائقي "Hold-Up" حديث مواقع التواصل الاجتماعي، لتشكيكه في الإجراءات المتخذة ضد فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) واتهامه من قبل سياسيين وخبراء باعتماده على نظرية المؤامرة.

أثار الفيلم ردود أفعال وتعليقات كثيرة وكان مادة لمنصات التحقق في فرنسا، التي أشارت إلى عدم الدقة وزيف المعلومات التي قدمها. الفيلم الذي شاهده ثلاثة ملايين شخص، على الأقل، حتى يوم الاثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفقًا لإحصائيات نشرها موقع "فرانس انترناسيونال" وكان ثالث أسرع الكلمات الرئيسية ظهوراً على "غوغل" يوم 11 من نفس الشهر، ضمّ مجموعة من الخبراء في مجالات مختلفة، انتقدوا الإجراءات المتخذة ضد انتشار الفايروس، وأحالوها إلى مؤامرة عالمية شارك فيها الحكام، منظمة الصحة العالمية، وسائل الإعلام، صناع الأدوية، الجيل الخامس، العملات المشفرة وشخصيات عالمية مؤثرة مثل بيل جيتس وجاك أتالي.

سياسيون فرنسيون ومنظمات غير حكومية أدانوا "Hold Up" الذي زعم أنه كشف "الأخطاء التي ارتكبتها السلطات" في علاقة بالفايروس وخلص إلى أن سكان العالم وقعوا في مؤامرة عالمية. وقالت كورالي دوبوست، نائبة رئيس حزب "الجمهورية إلى الأمام" في فرنسا في تغريدة لها على موقع تويتر "هذا ليس فيلماً وثائقياً ،هذه ليست صحافة، هذه دعاية تآمرية ضخمة الميزانية".

وبحسب "فرانس أنفو" يوجد ما لا يقل عن ثلاثين معلومة خاطئة بثها الفيلم منها أن "منظمة الصحة العالمية لم تقل إنه يجب على الجميع ارتداء القناع" والحال وفق الموقع، أن موقف منظمة الصحة العالمية تغير منذ يونيو/حزيران الفائت حول هذه المسألة، وكانت تنصح بالتشجيع على ارتداء الأقنعة من قبل عامة الناس".

فريق عمل من صحيفة ليبراسيون، أشرف على التحقق من الادعاءات التي ذكرت في الوثائقي، وخلص إلى أن هناك عدداً كبيراً من المعلومات الخاطئة والمضللة التي وردت على لسان المشاركين فيه. وتحقق الفريق من عشرة مزاعم نشرت على موقع الصحيفة، منها أن معهد باستور هو من صنع الفايروس في براءة اختراع منذ 15 عاماً، بإحداث Sars-CoV-1 ، ثم Sars-CoV-2، عن طريق إدخال "تسلسل الحمض النووي للملاريا" في فايروس أقل خطورة.

ووفق تحقق الصحيفة الفرنسية فإن براءات الاختراع هذه هي وثائق عامة، تشمل على سبيل المثال، أوصاف تسلسل فايروس كورونا في عام 2002 والخطوات الأولى لإيجاد لقاح.

وأوضح أوليفييه شوارتز، مدير وحدة الفيروسات والحصانة في معهد باستور، لليبيراسيون أنهم لا يخترعون لقاحاً، وأن هناك المئات، بل الآلاف من براءات الاختراع مثل هذا كل عام.

قام  الفيلم على جمع تمويلات منذ أغسطس/آب الفائت من خلال حملة تمويل جماعي عبر منصة "Ulule"، وتمكن القائمون عليه من الحصول على مبلغ 180 ألف يورو لإنتاجه.

الفيلم الوثائقي الذي استمر قرابة ثلاث ساعات من إخراج الصحافي السابق بيير بارنيرياس، وإنتاج كريستوف كوسيه الذي وصف الفايروس بأنه "ليس أسوأ من إنفلونزا موسمية أخرى".

بعد الحملة العكسية ضد الفيلم، قال المؤسس المشارك لموقع تمويل "Ulule" إن الفيلم سحب من إعلانات المنصة. وقال الكسندر بوتشيرو مؤسسة المنصة في بيان، "أدركنا أنه تجاوز الإطار الأولي المفترض وأصبح راية لنظريات المؤامرة بعيدة جدًا عما ندافع عنه". كما أزيل الوثائقي من قبل منصات أخرى شاركته، مثل Vimeo و Dailymotion ، وحظرت روابطه على "فيسبوك".

النسخة الكاملة من الفيلم الوثائقي الذي لا يزال على الإنترنت شوهد أكثر من 150 ألف مرة، بينما لا يزال المقطع الدعائي موجوداً على "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب". ووفقًا لإحصائيات نشرها موقع "فرانس إنترناسيونال"، خلال الأسبوع الفائت، تم تداول 392 تغريدة تحتوي على كلمات رئيسية ووسوم على صلة بالفيلم الوثائقي.

1.PNG

وذكر موقع فرانس انترناسيونال إن تمويل الفيلم مستمر من خلال منصة أخرى، Tipeee ، ويمكن للمشتركين اختيار دفع مبلغ صغير كل شهر. ووفقًا للأرقام المنشورة مساء الأحد على صفحة Tipeee للفيلم الوثائقي، دفع أكثر من 7600 شخص أكثر من 147 ألف يورو شهريًا لمنتجي الفيلم الوثائقي للمساعدة في إنتاج محتوى جديد.

وبعد إزالة مقاطع الفيديو من بعض المنصات التي نشرته، قرر منتجو العمل نشره على منصة تسمى "Odysee"، التي تتعهد بعدم ممارسة أي رقابة على محتويات الفيديوهات التي يلاحقها "يوتيوب".
صحيفة لوفيغارو تحدثت عن النجاح "المذهل" للفيلم الوثائقي، وقالت إن فشل وسائل الإعلام  في التفكيك الفعال للخطاب التآمري عن طريق "تحري الحقائق"، "يدفعنا للتساؤل عن عجز ما بعد الحداثة في مواجهة هذه النسبية. النسبية التي ساعد في إنتاجها والموجودة في مختلف مستويات المجتمع".

 

المصادر

لوفيغارو

ليبراسيون

فرانس أنفو

فرانس أنترناسيونال

Euronew

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة