` `

اليونسكو تُؤسّس منهجية في محاربة الأخبار الزائفة

أسماء الغول أسماء الغول
أخبار
31 يناير 2021
اليونسكو تُؤسّس منهجية في محاربة الأخبار الزائفة

لا يزال الكُتيّب الذي نشره مكتب اليونسكو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" في طشقند بالاشتراك مع جامعة الصحافة والإعلام بأوزبكستان، "الأخبار الزائفة: التضليل في وسائل الإعلام"، خلال العام الفائت، يثير مزيدًا من الاهتمام والنقاش.

 وخُصّص الكُتيّب الذي تم تمويله من قبل حكومة المملكة المتحدة، لطلاب الصحافة والإعلاميين، وهو متوفر بعدة لغات منها الروسية والأوزبكية.

ويحتوي على مادة نظرية حول مفهوم الأخبار الكاذبة وأصولها وطبيعتها وأضرارها، كما يناقش الكُتيّب طرق وأدوات التحقق من الأخبار والمعلومات.

وجاءت الفكرة بعد انتشار مصطلح الأخبار الزائفة خاصة في ظل جائحة فايروس كورونا المستجد، وقد رأت اليونسكو أنه يمكن أن يكون للمعلومات الزائفة والمضللة تأثير سلبي على وعي الجمهور، والمواقف العامة.

ويعتبر دليل "الأخبار الزائفة: التضليل في وسائل الإعلام" الخطوة الأولى لإنشاء أدبيات خاصة عن الأخبار الكاذبة قد تؤسّس منهجية في محاربة الأخبار المضللة تشرف عليها اليونسكو.

وجاء في مقدمة الكُتيب أن المعلومات هي محرك التنمية في القرنين العشرين والحادي والعشرين. وهذه المعلومات تغذيها وسائل الإعلام الإخبارية التي يمكن أن تعمل كوصي موثوق به للمصلحة العامة طالما كانت مستقلة، كجزء أساسي من المجتمع لتحافظ على الضوابط والتوازنات مع السلطة، لكن التطورات الأخيرة وضعت الصحافة تحت النار، فهناك التحولات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيد تشكيل مشهد الاتصالات وطرح العديد من الأسئلة حول جودة وتأثير ومصداقية الصحافة.

 ومما ذكرته المقدمة أيضًا "يتم تلويث بيئة المعلومات من خلال الحملات المنظمة لنشر الأكاذيب عن طريق التضليل. هذا الاضطراب مصحوب بالتلاعب بأنصاف الحقائق عبر المعلومات الخطأ والمشاركة غير المقصودة للمعلومات المضللة، ومن منطلق هذا السياق تنشر اليونسكو منهجًا دراسيًا نموذجيًا حول الأخبار الزائفة، موجّه بشكلٍ أساسي إلى معلمي ومدربي الصحافة، ولكنه موجّه أيضًا مباشرة للصحفيين الممارسين وغيرهم من المهتمين بجودة المعلومات في التداول".

ووجد الكُتيب أن السعي لحل مشكلة الأخبار الزائفة قد يحمل أخطارًا كبيرة، لأنه يعرض الحرية المشروعة للتعبير واستقلالية الصحافة الأصيلة إلى أن تخضع لرقابةٍ جديدة.

ويرى الكُتيب أيضًا أنه لا يمكن ترك حل الأخبار المفبركة إذا تركت للخوارزميات فقط، فالتدابير الفنية لا تعني أبدًا استبعاد وجود أشخاص لتقييم المعلومات وتنظيمها على أساس واضح وشفاف.

وينقسم المنهج في الكُتيب إلى جزأين، فتؤطر الوحدات الأربع الأولى المشكلة وإعطائها السياق، بينما تُركز الأربعة الأخيرة على الاستجابات لـ "اضطراب المعلومات" وعواقبه، ويشجع المتعلمين على التفكير بشكل أعمق لبناء الثقة في الصحافة.

 ومن المواضيع التي يناقشها الكُتيب، كيف تُغذي هذه الأخبار الكاذبة أزمة الثقة في الصحافة، وتقييم المصادر والمحتوى المرئي، والمعلومات الخطأ والدعاية في منظور تاريخي.

وقبل انتشار فايروس كورونا أطلقت اليونيسكو العديد من التحذيرات عن مدى تأثير التحول السياسي والاقتصادي والتكنولوجي في العالم على عملية تبادل المعلومات في السنوات الأخيرة، كما سلطت الضوء على ضرورة مكافحة حملات التضليل المنظمة في الفضاء الرقمي، والتي تشكل تهديدًا للصحافة القائمة على الحقائق، الأمر الذي تزايد بعد ظهور فايروس كورونا وانتشار الأكاذيب عنه.

في هذا الصدد يقول جاي بيرغر مدير سياسات واستراتيجيات الاتصال والمعلومات في اليونسكو في مقابلة مع UN News "بالكاد ثمّة منطقة لم تتأثر بالتضليل فيما يخص جائحة كوفيد-19، بدءًا من أصل الفايروس، وصولًا إلى أساليب الوقاية وطرائق العلاج غير المثبتة علميًا".

وأضاف بيرغر أنّه في زمن المخاوف والشكوك، هناك أرض خصبة لازدهار الأكاذيب والتلفيقات، وشدّد أن تكرار المعلومات المضللة من قبل أشخاص ذوي تأثير على الناس له أثر على انتشارها.

وكان مكتب اليونسكو في عمّان عام 2018 أطلق برنامج "تمكين الشباب: التربية الإعلامية والمعلوماتية" الذي يهدف إلى تعزيز مهارات الشباب في متابعة الإعلام والأخبار بعين نقدية تسائل كل ما يصادفها.

 والتقى "مسبار" العام الفائت بهنادي غرايبة، إحدى القائمات على البرنامج، وقالت في تصريح لـ"مسبار" إن البرنامج يساهم في زيادة فاعلية الشباب في الحياة العامة، ويعزّز من حرية التعبير وحرية الوصول إلى المعلومات".

وقد بدأ المشروع بمثابة مواجهة لخطاب الكراهية وفوضى المعلومات والأخبار الكاذبة عن طريق التربية الإعلامية ونشر ثقافة تقييم المحتوى. لكن عندما فكّر القائمون على البرنامج في كيفية تنفيذ المشروع، اتفقوا على ضرورة تجنّب الأساليب التلقينية التي تُنفّر الجميع، إضافة إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا لصلة الشباب الوثيقة بها. 

ومن هنا جاء ابتكار نواة إبداع لعبة الأدوار، المستقاة من ألعاب شعبية مثل لعبة مافيا الشهيرة، إذ يتقمّص المشاركون في اللعبة دور ناشري الأخبار الكاذبة ويحاولون كتابة وتصميم منشورات وصور تخدم هدفهم. ويُطلَب من المشاركين أن يتخيّلوا أنفسهم أطبّاء أسنان تضرّروا من انتشار استخدام معجون الأسنان بين الناس، مما أثّر على مداخيلهم بسبب أمراض الأسنان التي اختفت بعد انتشار استخدام المعجون. 

ومن المتوقع أن تنشر اليونسكو أجزاء أخرى للكُتيب تحوي التطورات الكبيرة في عالم الأخبار الزائفة في ظل استمرار أزمة وباء كورونا، وأزمة الانتخابات الأميركية التي غذّت بدورها الأخبار المضللة إلى حد كبير.

المصادر:

Unesco

Unesco

الأكثر قراءة