` `

الأخبار الزائفة عن اللقاحات تقلّل من قابليّة تلقّيها

أدت الأخبار الزائفة عن اللقاحات إلى تقليص أعداد من سيتلقّونها.
عمر فارس عمر فارس
صحة
11 فبراير 2021
الأخبار الزائفة عن اللقاحات تقلّل من قابليّة تلقّيها
أدت الأخبار الزائفة عن اللقاحات إلى تقليص أعداد من سيتلقّونها (Getty)

نشرت مجلة نيتشر، مؤخرًا، بحثًا حول أثر تعرّض الناس للأخبار الزائفة عن اللقاحات على نيتهم في تلقّيها داخل أميركا والمملكة المتحدة.

بدأت التجربة في شهر سبتمبر/أيلول من العام الفائت، على مجموعات مختارة في الولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف دراسة أثر الأخبار الزائفة عن اللقاحات على عدد الناس الذين سيقبلون تلقّي اللقاح، بهدف حماية أنفسهم، أو بهدف حماية آخرين أعزاء عليهم مثل الأصدقاء والأهل.

لاحظ العلماء القائمون على التجربة أن أعداد الناس الذي سيتلقّون اللقاح دون شكّ قليل نسبيًّا، ولا يكفي للوصول إلى ما يُعرف باسم "مناعة القطيع" التي تلزم للعودة إلى الحياة الطبيعية قبل جائحة فايروس كورونا المستجد. وأحد الأسباب الرئيسية لانخفاض هذه النسب يتمثّل في التعرّض للأخبار الزائفة عن اللقاحات.

مثّل عدد من قالوا أنهم سيتلقّون اللقاح بلا شكّ، بهدف حماية أنفسهم، 54.1% من السكّان في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت نسبتهم في المملكة المتحدة 42.5% من إجمالي السكّان. وينصح العلماء صنّاع القرار حول العالم بالعمل على رفع هذه النسب المنخفضة من خلال توجيه الرسائل التوعوية والتشجيعية التي تحثّ الناس على تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد-19.

أما نسبة من قالوا أنهم سيتلقّون اللقاح دون شكّ، لحماية أهاليهم أو أصدقائهم، أو الأشخاص ضعيفي المناعة من حولهم، فهي أعلى مقارنة بالنسب السابقة. الأمر الذي يشكّل، بحسب العلماء القائمين على الدراسة، فرصة يجب استغلالها من قبل الهيئات الصحية حول العالم، وتكييف دعوات تلقي اللقاحات لتخاطب حاجة حماية الآخرين، أو الأكبر سنًّا، أو الأضعف في المجتمع.

رغم أن نسبة من ستيلقّون اللقاح حماية لمن حولهم أعلى مِن نسبة مَن ستيلقّونه لحماية أنفسهم، إلا أن ذلك لا يعني عدم تأثر هذه الفئة بالأخبار الزائفة عن اللقاحات. فبحسب العلماء الذين نشروا هذه الدراسة، فقد تأثرت هذه الفئة بشدّة، وأدت الأخبار الزائفة عن اللقاحات إلى تقليص أعداد من سيتلقّونها حماية لمن حولهم.

بالإضافة إلى ما سبق، لاحظ الباحثون أن أشد الأخبار الزائفة تأثيرًا على قرار تلقّي اللقاحات أو عدمه، هي الشائعات التي تكون مغلفة بإطار علمي، أو تأتي على شكل حقيقة علمية في حين هي على النقيض من ذلك.

في النهاية، ما يزال العالم يعاني من شحّ اللقاحات وسوء توزيعها، لكن أن تكون نسب من سيتلقّونها على هذا الشكل قد يكون أمرًا مقلقًا عند توفّرها، لذلك على صنّاع القرار أخذ الحيطة والحذر وحث الناس على تلقي اللقاحات بطرق سليمة وناجعة.

المصادر

Nature

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة