` `

التربية الإعلامية للأطفال سلاح فعّال ضد الأخبار الزائفة

الجائحة المعلوماتية ما تزال مستمرة وتزداد سوءًا.
عمر فارس عمر فارس
أخبار
18 فبراير 2021
التربية الإعلامية للأطفال سلاح فعّال ضد الأخبار الزائفة
الجائحة المعلوماتية ما تزال مستمرة وتزداد سوءًا (Getty)

كتبت وسائل الإعلام الأسبوع الفائت أن قرابة نصف تعداد الأطفال في المملكة المتحدة اشتكوا من تعرّضهم للأخبار الزائفة والمضللة يوميًّا. والمؤسف أن هذه الجائحة المعلوماتية (infodemic)، كما وصفتها منظمة الصحة العالمية، ما تزال مستمرة وتزداد سوءًا. لكن هنالك دولة تحاول أن تقلل من تفاقم الأمر.

تصدّرت فنلندا مؤخرًا لائحة أوروبية سنوية تقيس قدرة مقاومة شعوب هذه المنطقة للأخبار الزائفة والمضللة، وتعزو فنلندا تصدّرها إلى استهداف الأطفال في التربية الإعلامية. ففي سنة 2014، أدخلت الحكومة هذا الموضوع إلى منهاج الأطفال الذين تبلغ أعمارهم ست سنوات فما فوق، حتى يتعلّموا النظرة النقدية تجاه مصادر المعلومات.

يشجّع المعلمون الطلاب على تقييم مصداقية المواقع الإخبارية والتحقق من أخبارها، كما يطلبون على سبيل المثال من الطلبة البحث عن الأخبار التي تبدو مشكوكًا في صحّتها والتحقيق في مصادرها الأصلية، ليتعرفوا على كيفية التضليل في نقل المعلومة ومدى سهولة التلاعب في الإحصائيات والبيانات العلمية. كما أن التربية الإعلامية تدخل في جميع المناهج، ففي مادة الفنون مثلًا يتعلم الطلاب كيفية التلاعب بالصور رقميًّا، وفي مادة التاريخ يدرسون ويحللون حملات البروباغندا على مر السنين، وأخيرًا في مواد العلوم يتدارسون المعلومات المغلوطة حول لقاحات كوفيد-19.

في تقرير نُشر في جريدة هيلسنكي تايمز، امتلأت صناديق بريد السكّان في مدينة توركو جنوب فنلندا، بمطويّات تدعو الناس إلى التخلي عن ارتداء الكمامة والامتناع عن تلقي اللقاح ضد فايروس كورونا المستجد. إلا أن تأثيرها كان محدودًا، بحسب يوسي تويفانين، كبير متخصصي الاتصال في مكتب رئيس الوزراء الفنلندي، "لم تلق هذه المحاولات ترحيبًا لدى المجتمع. لدى سكاننا تفكير نقدي ويعون طبيعة هذه الأنشطة".

وفقًا لدراسة حديثة، فإن 80 في المئة من الفنلنديين ينوون تلقي لقاحات كوفيد-19، مقارنة بسكّان دول تذيلت اللائحة السنوية، ففي تركيا 53 في المئة عبّروا عن نيتهم لتلقي اللقاح، وفي مونتينيغرو 45 في المئة.

يعزو السيد تويفانين ارتفاع نسبة بلده إلى جهود المعلمين، "نظامنا التعليمي يلعب دورًا جوهريًّا في التصدي للأخبار الزائفة".

يُذكر أن التربية الإعلامية لا تقتصر على المدرسة. منذ 2016، أكثر من 10 آلاف عامل مدني، وصحفيين، وموفين في مؤسسات مجتمع مدني، تلقوا تدريبات حول كيفية مقاومة الأخبار الزائفة.

المراجع

The Telegraph

CNN

اقرأ/ي أيضًا:

بعد عام من التحقيق.. لا دليل على أن كورونا تسرب من مختبر في ووهان

الصين غاضبة من تغطية بي بي سي لجائحة كورونا على أراضيها

الأكثر قراءة