` `

إيفر غيفن: أغلقت قناة السويس وفتحت مجرى الأخبار الزائفة

أمين العطلة أمين العطلة
أخبار
31 مارس 2021
إيفر غيفن: أغلقت قناة السويس وفتحت مجرى الأخبار الزائفة

خسائر بملايين الدولارات، اضطرابات في بعض الأسواق العالمية، وعشرات السفن عالقة، كانت هذه أبرز الأحداث خلال ما يقرب من أسبوع أغلقت خلاله السفينة العملاقة إيفر غيفن، قناة السويس.

بتاريخ 23 من مارس/آذار الجاري، أعلنت السلطات المصرية عن جنوح السفينة العملاقة إيفر غيفن  خلال عبورها قناة السويس، ومن هنا بدأت الأخبار المفبركة تنتشر.

البداية كانت مع قبطان السفينة، إذ ادّعت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ القبطانة المصرية مروة السلحدار، هي التي كانت تقود سفينة إيفير غيفن، ونقلت بعض المنشورات صورة للخبر من موقع Arab News.

بعد التحقق من الخبر تبيّن أنّه زائف، ولم تكن مروة السلحدار قائدة السفينة، كما أن الخبر المتداول باللغة الإنجليزية على موقع  Arab News مُفبركٌ من تقرير صحفي نشره الموقع سابقًا، يتحدث عن قصة مروة السلحدار، وكيف أصبحت أوّل قبطانة بحرية مصريّة، ولا علاقة له بخبر السفينة التي جنحت في قناة السويس.

وما إنْ مرّت الساعات الأولى، حتى بدأت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منها صفحة قناة العربية مصر، تداول هذا المقطع على أنه للحظة جنوح السفينة إيفر غيفن في قناة السويس.

إلّا أنّ مقطع الفيديو لا علاقة له بالحادثة، إذ إنّ قناة الجزيرة مباشر نشرته منذ عام ألفين وثمانية عشر، ويوثق حادث تصادم خمس سفن داخل المجرى الملاحي لقناة السويس.

وبعد ثلاثة أيام من الحادثة انتشرت صورة منسوبة لموقع سي إن إن عربي، مرفقة بخبر جاء فيه "بعد تدخل الرئيس المصري، الملاحة البحرية تعود إلى طبيعتها إثر تحريك العملاقة الجانحة البنمية إيفر غيفن، بواسطة القاطرتين تحيا مصر1 وتحيا مصر2 بدقائق معدودات".

وبعد التحقق من الادعاء وجد “مسبار” أنّه زائف والصورة مفبركة، ولم ينشر موقع شبكة سي إن إن عربي الخبر عبر موقعه، أو على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وما إنْ أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، استعداد بلاده لتقديم المساعدة لتعويم السفينة الجانحة، حتى انتشرت هذه الصورة التي ادعى ناشروها أنها لسفينة إنقاذ تركية تُعرف باسم "نينه هاتون".

وبعد البحث عن الصورة تبين أنها مفبركة، إذ أُضيف العلم التركي للإيحاء بأنها سفينة تركية. ونُشرت الصورة سابقًا على مواقع وحسابات مهتمة بنشر صور وتصاميم عن السفن.

مقطع فيديو آخر تداولته حسابات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، منذ 28 مارس الجاري، ادعى ناشروه أنه التُقط من الجو ويُظهر 369 سفينة تنتظر عبور قناة السويس، من ناقلات البضائع وناقلات النفط والغاز الطبيعي.

تحقق "مسبار" من المقطع وتبين أنّه مضلل، فهو ليس لسفنٍ في قناة السويس. إذ نُشر المقطع الأصلي في فبراير/شباط الفائت، في حساب على موقع لينكد إن، على أنّه لسفنٍ راسية في ميناء شيتاغونغ في بنغلادش.

السلطات المصرية تمكنت خلال أسبوع من تعويم السفينة العملاقة وأوقفت شلال الخسائر المادية، لكن هذا لم يكبح جماح من يستغلون أي حادثة لنشر الشائعات، فتداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 29 مارس الجاري، بعد تعويم السفينة، صورة آلية الحفر "الكراكة" التي اشتهرت بشكل واسع أثناء محاولة تعويم السفينة، وادعت أنّها اعتمدت ضمن غلاف مجلة التايم، مع سهمٍ يُشير إلى مكان السائق، وعبارة بخط عريض بالإنجليزية ترجمتها "شخصية العام"، وقال ناشروها إنَّ المجلة اختارت سائق "الكراكة" رجل العام وسط مطالبات بتكريمه من الدولة.

بيد أنّ الصورة زائفة، إذ تم تعديل غلاف المجلة الشهير عبر برنامج تعديل الصور، ووضعت فيه صورة "الكراكة" الشهيرة.

ومن أحدث الأخبار المضللة حول الحادثة، تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ 30 مارس الجاري، منشورات تدعي أنّ شركة سمت سالفدج الهولندية التي شاركت في عملية تعويم السفينة العالقة في قناة السويس، أعلنت في بيانٍ لها أنها قامت وحدها بتحرير سفينة "إيفر غيفن".

لكن المنشورات المتداولة تحتوي على انتقائية في تناول البيان الأصلي للشركة. إذ أعلنت "سمت سالفدج" الهولندية، في بيان نشرته يوم 29 مارس الجاري، عن عملية الإنقاذ الناجحة لسفينة الحاويات "إيفر غيفن"، تحت عنوان "قناة السويس غير مقفلة: لقد سحبناها"، وذكرت أنّ نجاح العملية جاء نتيجة تضافر جهود التعاون مع هيئة قناة السويس، أي أنّ البيان أعلن عن التعاون الوثيق مع هيئة قناة السويس، ولم يذكر أنّ الشركة حرّرت السفينة العالقة بجهود منفردة، كما هو متداول.
حادث قطاري سوهاج.. تضارب في أعداد الوفيات

العلاقات التركية المصرية.. تقارب حَذِر وانتشار للشائعات

الأكثر قراءة