` `

بركان إتنا: رحلت موجة الغاز السام وخلّفت موجة أخبار زائفة

بيان حمدان بيان حمدان
علوم
13 أبريل 2021
بركان إتنا: رحلت موجة الغاز السام وخلّفت موجة أخبار زائفة

في الآونة الأخيرة، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، بأخبار حول عبور موجة ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكبريت فوق منطقة الشرق الأوسط، ناتجة عن انفجار بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية، وقالت الأخبار إنّ الموجة ستعبر فوق مصر وليبيا وسورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق والسعودية.

وتضمّنت تحذيرات للناس من الخروج من المنزل أثناء عبور الموجة، تجنبًا لاستشناق غاز ثاني الكبريت السام، وراحت بعض المواقع الإخبارية إلى وصفها بـ"مصيبة جديدة تهدد صحة المواطن"، وغيرها من الأخبار التي أثارت ذعر الناس وجعلتهم في حالة ترقب للموجة وخوفٍ من تداعياتها.

صورة متعلقة توضيحية

سارع الخبراء والجهات المعنية في كل دولة إلى توضيح ما جاء في الأخبار المنتشرة حول الموجة، مجمعين على أنّ الصورة التي نقلها الإعلام مبالغ فيها، وأن الموجة ليست ضخمة أو  خطيرة كما الأخبار المتداولة عنها.

  • لبنان وسورية

في تقريرٍ نشرته صحيفة النهار اللبنانية، يوم 5 أبريل/نيسان الجاري، ذكرت فيه أنّها تواصلت مع رئيس مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، ميشال أفرام، الذي أكّد أنّه "لا خطر على لبنان من هذه السحابة، بسبب تأثير رياح شرقية دافئة تؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة في لبنان وسورية الأيام المقبلة، وإلى إبعاد سحابة ثاني أكسيد الكبريت SO2 عنهما"، كما أوضح أنّ "هذه الغيمة ليست ضخمة جدًا، كما يتم زعمه في الأخبار، وبالتالي، هناك شيء صحيح في الخبر عن الغيمة، لكن في المقابل هناك شيء مبالغ فيه عنها، لا سيما في ما يتعلق بتأثيرها. لقد مرّت فوق ليبيا ومصر، ولم تكن لها تأثيرات سلبية، وبدت كغبار في الأجواء".

وفي التقرير ذاته، قال رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، عبد الرحمن الزواوي "الصور التي يتم نشرها للغيمة صور ملوّنة لإظهار كثافة الغبار أو الرمل أو الملوثات الموجودة في الأجواء، للتمييز بينها، بالطبع هناك انبعاثات لبركان إتنا ولكن هذه الصور مضخّمة من حيث المقارنات. واذا قرأنا التفاصيل عن كمية ثاني أكسيد الكبريت الموجودة في الغيمة، نلاحظ أنها ليست كبيرة، فكمية 25 ملغ/م2 ليست كبيرة، وهي موجودة عادةً في الأجواء اللبنانية، وبالتالي لا شيء مميزًا في هذا الرقم."

  • فلسطين

فور انتشار أخبار عن عبور الموجة فوق الأراضي الفلسطينية، نفت الجمعية الفلكية الفلسطينية صحة ما تم تدواله في تقرير لها نُشر يوم 4 أبريل الجاري، وأكدت أنّ الموجة لن تعبر فوق فلسطين، وفقًا لنتائج أجهزة قاست آثار انفجار بركان إتنا.

  • مصر

من جهته، أصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، بيانًا رسميًّا، يوم 10 أبريل الجاري، نفى فيه صحة الأخبار المتداولة عن تعرّض مصر لكتلة هوائية ضخمة محملة بغاز ثاني أكسيد الكبريت، وبيّن أنه تواصل مع وزارة البيئة التي أكدت أنّ "محطات الرصد البيئي تعمل بشكل لحظي لرصد معدلات التلوث على مدار اليوم من خلال فرق متخصصة، ولم يتم رصد أي ملوثات أو انبعاثات بيئية ذات تأثير مباشر على الصحة العامة أو المنشآت".

وشددت وزارة البيئة على أنّ "تركيز غاز ثاني أكسيد الكبريت لم يسجل أي ارتفاعات"، بل لم يتجاوز متوسط الحد الأقصى المسموح به في الهواء، وأشارت إلى "متابعة الوزارة للموقف البيئي لجودة الهواء من خلال الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط والتي تعد الشبكة الأكبر من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإجمالي عدد 109 محطة على مستوى الجمهورية".

ولكن، حتى لحظة كتابة هذه المدونة، وبعد رحيل الموجة عن منطقة الشرق الأوسط، ما تزال بعض الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر الأخبار المضللة حول الموضوع، لأسباب عديدة قد يكون الخوف أو الجهل أو سهولة مشاركة الأخبار أحدها، ولكن بالتأكيد ليس بسبب عدم وجود المعلومات الصحيحة، فلو أنها أجرت بحثًا سريعًا لوجدت العديد من المصادر التي كشفت الحقيقة.

 

المصادر:

جريدة النهار 

الجمعية الفلكية الفلسطينية

المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري

الأكثر قراءة