في حدث رصده العالم أجمع، أطلقت الصين يوم 29 أبريل/نيسان الفائت، صاروخ لونغ مارتش 5 بي، حاملًا معه وحدة تيانخه؛ أول المكونات الثلاثة للمحطة الفضائية الصينية المخطّط بناؤها. أثار الحدث مزيدًا من الجدل بين الناس عقب إعلان خبراء خروج الصاروخ الصيني عن السيطرة، إذ تبيّن لهم أنّ المرحلة الأولى من الصاروخ دخلت المدار الأرضي، وأنها ستعود إلى الأرض بطريقة غير متحكّم بها.
وعلى الرغم من أنّ الخبراء رجّحوا أنّ الصاروخ سيسقط غالبًا في الماء، إلّا أن احتمالية سقوطه على الأرض كانت قائمة، وأشاروا إلى خوفهم من سقوطه على منطقة مأهولة، وتسببه أضرارًا للناس.
وكعادة الأخبار المثيرة للجدل، انتشرت إشاعات ومعلومات مضللة عدّة حول الصاروخ، رصد "مسبار" أبرزها وجمعها لكم في هذه المدوّنة.
كانت الحصة الأكبر من المعلومات المضلّلة حول الحادثة، لصور ومقاطع فيديو زعم ناشروها أنّها تظهر سقوط الصاروخ الصيني أو عبوره سماء دول مختلفة حول العالم، إذ تداول مستخدمون صورًا ادعوا أنها تظهر آثار سقوط الصاروخ في الهند، بينما وضّح "مسبار" أنّها تعود آثار حريق كبير في الهند.
كما تداولوا مقطع فيديو على أنّه للحظة سقوط الصاروخ في الهند، بينما يعود في حقيقته إلى قصف على سورية، بالإضافة إلى مقطع آخر يحمل الادعاء ذاته، ولكن بيّن "مسبار" أنه يعود لسقوط مركبة تابعة لشركة سبيس إكس الأميركية في فبراير/شباط الفائت ولا علاقة له بالصاروخ الصيني.
وانتشرت أيضًا ثلاث صور على أنّها تظهر سقوط الصاروخ في الهند، بينما وضّح تحقيق "مسبار" أنّ جميعها قديمة وتعود إلى ثلاثة حوادث مختلفة لا علاقة بالصاروخ الصينيّ أو حتى بالهند.
وفي السياق ذاته، تداول مستخدمو الإنترنت مقطع فيديو مضللّ قالوا إنه يظهر عبور الصاروخ الصيني سماء العراق، لكن تبيّن أنّه قديم ومنشور على موقع يوتيوب منذ عام 2018. كما انتشر مقطعٌ آخر على أنّه لعبور الصاروخ سماء فلسطين، واتضح بالتحقق أنّه التٌقط من سماء نيوزيلندا.
من جهة أخرى، انتشرت إشاعة لا أساس لها من الصحة، تقول إنّ الصين أعلنت عن تعويض بقيمة 35 مليون دولار لأي منزل يتأثر بسقوط الصاروخ الصيني، إذ اتّضح أنّ الجهات الرسمية في الصين لفتت إلى أنّ احتمالية سقوط الصاروخ على الأرض ضئيلة جدًا، ومن غير المتوقع أن يتسبّب سقوطه بأيّ أضرار.
واليوم، وعقب انتشار أنباء رسمية عن سقوط حطام الصاروخ الصيني في المحيط الهندي شمال المالديف، انتشر مقطعا فيديو على أنّهما يظهران تفكك الصاروخ أثناء عبوره الغلاف الجوي، ولكن تبيّن بالتحقق أنهما نُشرا على موقع يوتيوب في نهاية شهر مارس/آذار الفائت ولا علاقة لهما بسقوط الصاروخ.
