` `

شائعات رافقت أولمبياد طوكيو 2020

إسلام عزيز إسلام عزيز
رياضة
7 أغسطس 2021
شائعات رافقت أولمبياد طوكيو 2020

انطلقت منافسات دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، في العاصمة اليابانية طوكيو يوم 23 يوليو/تموز الفائت، وسط احتفالات غابت عنها الجماهير وجرت في ظل قيود مشددة للحد من انتشار جائحة كورونا.

وجاء ذلك بعد عام من الموعد الأصلي للدورة وأشهر من التردد بسبب تداعيات الجائحة، وظل غياب الجماهير بعيدًا عن المشهد الأولمبي، خلال منافسات الدورة التي تستمر حتى 8 أغسطس/آب الجاري.

وكما هو الحال مع أيّ حدث رياضي عالمي، لم تمر منافسات الأولمبياد مرور الكرام، دون انتشار العديد من الأخبار الزائفة والمضللة، والبعض منها كان ينطوي على سخرية. وفند "مسبار" عدد كبير من الأخبار، كان أغلبها مرتبط برياضيين عرب شاركوا في الأولمبياد.

وبدأت الأخبار الزائفة حول الأولمبياد قبل موعد الانطلاق بأيام، مع صور نشرتها مواقع إخبارية ادعت أنها لأسرّة خاصة مصنوعة من الكرتون لمنع العلاقات الجنسية بين الرياضيين داخل القرية الأولمبية في طوكيو، خلال البطولة. لكن بحث "مسبار" عن حقيقة الخبر ووجد أنه زائف، إذ إنّ الهدف من هذه الأسرّة ليس منع العلاقات الجنسية. 

وجاء نشر الخبر بعدما استندت بعض وسائل الإعلام إلى تغريدة نشرها العداء الأميركي بول شيليمو، لصور الأسرّة، زاعمًا أنها "تهدف إلى تجنب العلاقة الحميمة بين الرياضيين"، حفاظًا على التباعد الاجتماعي في ظل انتشار فايروس كورونا. وردًا على ذلك، أكد منظمو أولمبياد طوكيو أن الأسرّة المصنوعة من الورق المقوى "متينة"، وأن هياكلها مصنوعة من الورق المقوى القابل لإعادة التدوير والمراتب مصنوعة من مواد البولي إيثيلين، التي سُيعاد استخدامها في صناعة المنتجات البلاستيكية بعد دورة ألعاب طوكيو، في رسالة للحفاظ على البيئة.

وفي يوم حفل الانطلاق، انتشرت صور على أنها تُظهر خريطة فلسطين صغيرة ومجتزأة، وفق رؤية صفقة القرن الأميركية، وليست للخارطة المعروفة لدولة فلسطين، وكانت وقت دخول الفريق الفلسطيني المشارك في حفل الافتتاح. وتحقق "مسبار" من الصور التي تضم خارطة فلسطين المجتزأة، وتأكد أن منظمي افتتاح الأولمبياد في طوكيو، ليس لهم علاقة بالخارطة وظهورها، فهي ليست لافتة على أرض الملعب، بل مونتاج وتعديل رقمي ظهر خلال تغطية الاحتفال وقت دخول الفريق الفلسطيني على شاشة مجموعة قنوات CNBC الأميركية. في حين أن بث القنوات الأخرى التي لها حق تغطية الافتتاح لم تظهر فيه الخارطة المجتزأة.

ومع انطلاق المنافسات، بدأت الشائعات تنتشر حول الرياضيين العرب، وكانت البداية مع لاعب رياضة التجديف السعودي حسين علي رضا، الذي انتشر حوله عدد من المنشورات تدعي أنه وصل متأخرًا بفارق ساعة ونصف عن باقي المتسابقين في منافسة التجديف. لكن حقيقة الأمر أنها منشورات مضللة، ولم تستند إلى نتائج رسمية، إذ وصل اللاعب السعودي وفق الإحصائيات الرسمية عند الدقيقة السابعة و54 ثانية و18 جزءً في المئة، ليأتي في المركز الخامس في التصفيات التي ضمت خمسة متسابقين، متأخرًا بفارق نحو 50 ثانية عن المتصدر في المركز الأول، وحوالي 30 ثانية عن صاحب المركز الرابع. ورغم حصول رضا على المركز الخامس، لم يغادر المنافسات حينها، واستمر لأنه كانت لديه فرصة أخرى، للتأهل إلى ربع النهائي في سباق "إعطاء الفرصة"، حيث يسمح نظام التأهل للجميع بالاستمرار لتحديد 18 الأوائل من ضمن 32 مشاركًا. وتأهل حسين علي بعد ذلك إلى ربع نهائي مسابقة القارب الفردي بعد حصوله على المركز الثاني. واختتم حسين مشاركته في طوكيو 2020 بعدما حل في المركز السادس بنهائي D والمركز الـ24 في الترتيب العام للتصفيات.

ونواصل مع منافسات التجديف ومع لاعب عربي آخر، نُشر أنه حصل على المركز الأخيرة أيضًا. إذ تداولت حسابات وصفحات على موقع فيسبوك، خبرًا مفاده أن لاعب رياضة التجديف العراقي محمد الخفاجي، احتل المركز الأخير في منافسة التجديف، بعد أن وصل متأخرًا بفارق ساعتين وسبع دقائق عن باقي المتسابقين. والحقيقة أنّ الخبر مضلل، لأن الخفاجي حل في المركز السادس والأخير في المرحلة الاولى من سباق التجديف، لكن الوقت المستغرق كان 8 دقائق و57 ثانية، أي أن الفارق دقيقتان وثلاث ثوان عن المركز الأول وليس بساعتين وسبع دقائق كما هو متداول. وأنهى الخفاجي السباق في المرحلة الثانية وهي جولة الإعادة، في المسافة البالغة 2000 متر، بفارق دقيقتين و3 ثوان عن صاحب المركز الأول، ليحتل المركز الثاني وليس الأخير، ويصعد إلى منافسات ربع النهائي.

ونشرت حسابات خبرًا مفاده فوز السبّاق التونسي وليد كتيلة بميدالية ذهبية في سباق 800 متر كراسي. لكنه خبر زائف، إذ انتشر أصلًا قبل انطلاق الألعاب البارالمبية للأشخاص من ذوي الإعاقة في طوكيو، والتي كانت ستبدأ رسميًا في 24 أغسطس الجاري. 

وتستمر الأخبار مع الرياضيين العرب مع  لاعبة الرماية المصرية، الزهراء شعبان، التي نُشر حولها أنها استُبعدت من أولمبياد طوكيو 2020، بعد تسببها في إصابة الحكم أثناء منافسات الرماية. وتحقق "مسبار" من الخبر وتبين أنه زائف، إذ لم تُستبعد الزهراء شعبان من الأولمبياد بسبب إصابتها الحكم، بل ودعت منافسات الرماية للسيدات بعدما فشلت في التأهل إلى النهائيات خلال منافسات الرماية 50 متر بندقية، والتي حلت فيها في المركز 35، ولذلك غادرت المسابقات. وكانت الزهراء تحتاج أن تكون في أول 8 مراكز من أصل 37 متنافسة لتتأهل.

خرجت لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني من دور الـ32 لمسابقة الجودو وزن أكثر من 78 كلغ بعد هزيمتها أمام الإسرائيلية راز هيرشكو في أولمبياد طوكيو، في مباراة أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل، لعدم انسحابها أسوة بزملائها العرب. فانتشر بعدها خبر مفاده وفاة تهاني القحطاني عقب خسارتها أمام اللاعبة الإسرائيلية. وقالت مواقع إن مصادر رسمية أعلنت وفاتها في المستشفى التي نقلت إليها بعد إصابتها بأزمة قلبية بسبب كونها انفعلت للغاية بعد خسارتها. وكان الخبر نشره أولًا موقع يحمل اسم سبق الإلكتروني، ثم نقلته بقية المواقع والتغريدات، بالتفاصيل ذاتها.

ووجد "مسبار" أنه خبر زائف، فموقع سبق الذي نشر الخبر أولًا هو نسخة مزورة عن صحيفة سبق السعودية الأصلية التي لم يرد على صفحاتها الخبر، إذ يبدو شعار الموقع وامتداده مختلفين على الرغم من تشابه بقية العناوين الإخبارية. كما كتب الصحافي الذي يحمل الخبر اسمه ورئيس تحرير موقع الصحيفة عبد الله البرقاوي على حسابه في "تويتر" إن هناك مواقع تنتحل شعارهم واسمه لنشر أخبار كاذبة. وقالت القحطاني لوكالة الأنباء الفرنسية عقب خسارتها: "كانت مباراة عادية. لقد خسرت، ولكن شعوري عادي وهذه في النهاية رياضة". ولدى سؤالها عن الجدل المثار حيال هذا اللقاء، أضافت القحطاني: "لست مهتمة. لقد أطفأت هاتفي خلال اليومين الماضيين".

لم تخل الشائعات من الصور القديمة التي يُعاد تداولها على أنها من طوكيو 2020، فنشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة قالوا إنها من أولمبياد طوكيو للاعبة المنتخب الإيطالي لكرة الطائرة باولا إيغونو، وهي تحلق في السماء. لكنه ادعاء مضلل، واللقطة مأخوذة من مباراة السيدات بين هولندا وإيطاليا في بطولة التصفيات الأولمبية الدولية للكرة الطائرة للاتحاد الدولي للكرة الطائرة 2019.

وتداول العديد من الحسابات والصفحات صورة أخرى، ادعت أنها للاعبتين من المنتخب البرازيلي والياباني لكرة الطائرة في أولمبياد طوكيو 2020. وتحقق "مسبار" من الصورة ووجد أن الادعاء مضلل، إذ تبين أن الصورة قديمة، تعود إلى أغسطس/آب 2014، من مباراة بين منتخبي البرازيل واليابان لكرة الطائرة النسائية في مسابقة FIVB العالمية لكرة الطائرة. وتُظهر الصورة لاعبة المنتخب البرازيلي تايسا مينيزيس، صاحبة القامة الطويلة، وأمامها لاعبة المنتخب الياباني هيتومي ناكاميشي.

أما عن هذه الصورة، فتنتشر مع كل مسابقة أولمبية أو مع أي مسابقات تخص السباحة، وهذه المرة مع أولمبياد طوكيو انتشرت بادعائين مختلفين، الأول قال إنها للاعب سباحة إيراني يُدعى رعد جاني، حصل على المركز 67 في منافسات طوكيو، من أصل 67 مشاركًا. وتحقق "مسبار" من الصورة وتبين أنّها مضللة، إذ أنها قديمة وليست لسباح إيراني، بل تعود إلى لاعب السباحة الإثيوبي، روبل كيروس، بعد ظهوره في منافسات 100 متر سباحة حرة، في أولمبياد ريو دي جانيرو، في البرازيل 2016. ولفت السباح اهتمام الصحف الأجنبية حينها، التي تساءلت بدورها عن مهارات روبل كيروس، التي أهلته للمشاركة في الأولمبياد، بسبب بروز بطنه واختلاف بنيته الجسدية عن السباحين الآخرين. واحتل كيروس آخر الترتيب العام في المنافسة، في المرتبة الـ 59 من أصل 59 منافسًا، في زمن قدره دقيقة و4.95 ثانية، بفارق 17 ثانية عن السباح الأسترالي كايل تشالمرز الذي احتل المرتبة قبل الأخيرة.

وكشف أحد الصحفيين الإثيوبيين حينها، أن السباح الإثيوبي هو ابن رئيس اتحاد السباحة في بلاده كيروس هابتي نيف، ونشر صورة تجمع اللاعب بوالده في فعالية رياضية للسباحة.

وكان الادعاء الثاني يقول إن الصورة للاعب السّباحة الإثيوبي روبل كيروس هابتي، أثناء مشاركته في أولمبياد طوكيو، وزعمت أنه حلّ في المركز الأخير ضمن منافسة شارك فيها 56 لاعبًا. لكن وجد "مسبار" أن روبل لم يشارك في البعثة الإثيوبية التي توجّهت إلى طوكيو للمشاركة في الأولمبياد. واختارت إثيوبيا، وفقًا للموقع الرسمي للألعاب الأولمبية، 38 رياضيًا للمشاركة في رياضات مختلفة، توزّعوا بين 21 امرأة و17 رجلًا، ولم يكن هابتي واحدًا منهم.

يُذكر أن الصورة نفسها انتشرت في وقت سابق، على أنها لسباح سعودي يُدعى أحمد جبريل، قالوا إنه حصل على المركز 47 في الأولمبياد من أصل 47 مشترك.

الأكثر قراءة