` `

تحقيق صحفي ينفي رواية الجيش الأميركي حول الضربة الجوية الأخيرة في أفغانستان

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
11 سبتمبر 2021
تحقيق صحفي ينفي رواية الجيش الأميركي حول الضربة الجوية الأخيرة في أفغانستان
السكان المحليون قالوا إنّ سبعة أطفال قُتلوا في الغارة الأميركية (Getty)

نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز تحقيقًا يتعارض مع رواية الجيش الأميركي حول الضربة الأخيرة التي نفذها في أفغانستان، وكشفت الصحيفة من خلاله أنّ الضربة لم تؤدِّ إلى مقتل "جهادي" داخل سيارة مفخخة كما روجت الرواية الرسمية الأميركية، بل أودت بحياة عامل في منظمة غير حكومية كان يحمل عبوات مياه.

ودمرت الولايات المتحدة في 29 أغسطس/آب الفائت، بغارة جوية، سيارة قالت إنّها كانت محملة بمتفجرات، مؤكدة أنها أحبطت بذلك محاولة لتنظيم داعش تهدف لتفجير مطار كابول.

وكانت عائلة سائق السيارة، ويُدعى إزمراي أحمدي، قالت لوكالة الصحافة الفرنسية غداة الغارة الجوية، إنّ عشرة أشخاص قُتِلوا بسبب الغارة معظمهم أطفال.

وخلص التحقيق، التي يستند إلى مقابلات وصور التقطتها كاميرات مراقبة، أنّ تنقلات أحمدي في اليوم الذي نُفذت فيه الضربة، وهي تنقلات اعتبرها الجيش الأميركي مشبوهة، كانت تنقلات يقوم بها خلال يوم عمل عادي. 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المعطيات المتوفرة تؤكد أنّ تحركات الضحية في ذلك اليوم شملت نقل زملاء له إلى ومن أماكن عمل، فيما لم تكن في سيارته متفجرات بل قوارير من الماء كان ينوي نقلها إلى منزله.

كما شكّكت الصحيفة أيضًا استنادًا إلى مقابلات مع خبراء، في رواية الجيش الأميركي التي تفيد بأنّ الضربة الجوية قد تكون أدّت أيضًا إلى تفجير متفجرات مخزنة في صندوق السيارة.

ونفى التحقيق رواية الجيش الأميركي بسقوط ثلاث ضحايا مدنيين فقط في الغارة، إذ قال أقارب السيد أحمدي إن 10 أفراد من عائلاتهم، بينهم سبعة أطفال قُتلوا في الغارة.

وأكد مسؤول صحي أفغاني نقل جثث أطفال من الموقع، إنّ الانفجار مزق معظم الضحايا وشوهدت أشلاء بشرية داخل المجمع وحوله في اليوم التالي من قبل مراسل، بما في ذلك الدم واللحم المتناثر على الجدران والسقوف الداخلية. وقدّم أقارب السيد أحمدي صورًا لعدد من جثث أطفال محترقة بشدة.

وتوصل التحقيق إلى أنّ إزمراي أحمدي، قد عمل منذ فترة طويلة لصالج منظمة إغاثة أميركية، وقبل وفاته كان قد تقدّم بطلب لجوء إلى الولايات المتحدة. وقال إيمال شقيق السيد أحمدي للصحيفة "كلهم أبرياء.. أنت تقول إنه كان داعشيًا، لكنه عمل مع الأميركيين".

وعندما سُئل عما توصلت إليه صحيفة ذا نيويورك تايمز ، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إنّ التحقيق مستمر، مشدّدًا على أنه "لا يوجد جيش في العالم حريص، مثل الولايات المتحدة على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين".

وأوضح قائلًا في بيان مقتضب "الضربة استندت إلى معلومات استخبارية جيدة، وما زلنا نعتقد أنها منعت تهديدًا وشيكًا لمطار كابل".

يُذكر أنه قُتل نحو مئة مدني و13 جنديًا أمريكيًا في تفجير قرب مطار كابل في 26 أغسطس الفائت.

المصادر:

The New York Times

الأكثر قراءة