لا شك بأنّ تفاعل مستخدمي الإنترنت مع مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة يُعدّ مادة غنية جدًا للدراسة والتحليل من قبل علماء النفس، والدراسات العلمية في هذا الحقل تزداد يومًا بعد يوم.
في هذا السياق، انتشر مؤخرًا ادعاءٌ يقول إنّ مستخدمي تويتر أكثر ذكاءً وإبداعًا من مستخدمي فيسبوك، وبالبحث عن الموضوع، عُثر على دراسة مثيرة للاهتمام، منشورة في موقع اتحاد علماء النفس الأميركي، تقارن بين السمات الشخصية لمستخدمي الموقعين.
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة برونيل لندن، مكوّنة من تجربتين، التجربة الأولى درسوا فيها السمات الشخصية ل 346 مستخدمًا على موقع تويتر، و269 مستخدمًا على موقع فيسبوك، توصلوا فيها إلى أنّ مستخدمي "تويتر" أكثر انفتاحًا وإبداعًا من مستخدمي "فيسبوك".
وفي التجربة الثانية التي أُجريت على 255 مستخدمًا لموقع تويتر و248 مستخدمًا لموقع فيسبوك، وُجد أنّ مستخدمي موقع تويتر أكثر انفتاحًا و"ميكافيليةً" من مستخدمي “فيسبوك”.
والميكافيلية هي فلسفة اسمها مأخوذ من اسم السياسي الإيطالي نيكولو ميكافيلي، من مقولاتها الشهيرة أنّ “الغاية تبرر الوسيلة”.
كما وُجد أنّ مستخدمي "تويتر" في التجربتين كانوا أكثر انسياقًا إلى استخدام الموقع لترويج إنجازاتهم المهنية والشخصية، وأنهم يغردون بشكل مستمر ويحبون القراءة في المواضيع الفكرية.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أنّ جزءًا من الأشخاص المهتمين بالترويج لأنفسهم على "تويتر"، مصابون بداء النرجسية، والنرجسية هي حالة نفسية يشعر بها الفرد بأهمية مبالغ فيها بذاته وتقدير محاسنه، الشكلية أكثر من الشخصية.
وفي مقابلة مع الباحثة الرئيسة، تارا مارشال، قالت لموقع PsyPost حول دوافع الدراسة، إنّها كانت مهتمة بمعرفة الأسباب التي تدفع الناس لاستخدام موقع تويتر على الرغم من انتشار موقع فيسبوك الواسع، وخلُصت إلى أنّ الأشخاص الأكثر انفتاحًا ينجذبون لـ"تويتر" لترويج إنجازاتهم والتغريد حول مواضيع فكرية كالسياسة.
هذه الدراسة التي قارنت بين مستخدمي عملاقي مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، ما هي إلا غيضٌ من فيض، وبتطوّر مواقع التواصل تقنيًّا وزيادة انتشارها، من المتوقع أنّ الحقل الذي يدرس ويحلل سلوك الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي سيصبح من أبرز حقول علم النفس وأكثرها أهمية.
المصادر:
