` `

دراسة: فحص الحقائق هو الطريقة الأكثر فاعلية لمواجهة الأخبار الكاذبة

محمد العتر محمد العتر
أخبار
14 سبتمبر 2021
دراسة: فحص الحقائق هو الطريقة الأكثر فاعلية لمواجهة الأخبار الكاذبة
يعتمد تدقيق الحقائق على منهجية منطقية في تفنيد الادعاءات الزائفة (Getty)

الشائعات، المعلومات الزائفة، والتضليل، ظاهرات قديمة، لكن تخصيص وحدات لفحص وتدقيق الحقائق ومكافحة الأخبار الكاذبة، هو الأمر الجديد نسبيًا، والذي تعاظم دوره، والتفتت إلى أهميته العديد من المؤسسات الإعلامية، بعد موجة التضليل والأخبار الكاذبة التي استهدفت التأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2016.

وجنبًا إلى جنب مع خدمات فحص الحقائق (Fact Check)، عملت منظمات خاصة وأهلية ومؤسسات حكومية، على إطلاق حملات توعية من مخاطر الأخبار الكاذبة. لكن دراسة حديثة كشفت أنّ فحص الحقائق هو الطريقة الأكثر فاعلية لمواجهة الزيف والتضليل.

وأجرا الباحثان المتخصصان إيثان بروتر أستاذ الإعلام بجامعة جورج واشنطن، وتوماس وود أستاذ العلوم السياسية في الجامعة نفسها، دراسة لقياس مدى فاعلية تدقيق الحقائق في مواجهة الأخبار الكاذبة، ليجدا أنها الطريقة الأكثر فاعلية عبر الدول والثقافات والبيئات السياسية المختلفة.

الدراسة التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، وجدت أنّ تدقيق الحقائق يمكنه أن يُقلّل من تصديق المعلومات المضللة، وأنّ ذلك يحدث في أيّ مكان في العالم، فعلى عكس الأبحاث السابقة، ركزت هذه الدراسة على ثلاث دول نامية، هي نيجيريا وجنوب أفريقيا والأرجنتين.

كما وجدت الدراسة أنّ أثر فحص الحقائق يبقى لمدة طويلة على المتلقي، ما يزيد من ميله إلى تدقيق الحقائق بغض النظر عن انتماءاته السياسية والأيديولوجية، فالمشاركين في الدراسة ظلوا متأثرين بالحقائق التي قُدمت لهم حتى بعد أسبوعين من المشاركة في التجارب الأولى للدراسة.

وفي حين تلعب الأيديولوجيا دورًا بارزًا في الانحياز نحو ما يعزز سردية معينة حتى لو بصورة مضللة أو زائفة، فإنّ مواجهة الجمهور، بما في ذلك الجمهور المؤدلج، بالحقائق التي تم فحصها وتدقيقها؛ سيؤثر بشكل إيجابي على موقفهم من الزيف والتضليل تجاه قضايا تلعب الأيديولوجيا دورًا هامًا في تحديد المواقف منها، مثل التغير المناخي على سبيل المثال أو وباء كورونا.

وظهرت حول العالم مجموعات تعتقد أنّ وباء كورونا مؤامرة، وتعتقد أيضًا أنّ اللقاحات مؤامرة بشكل ما. يصل الاعتقاد أحيانًا إلى أنّ الغرض من لقاحات كورونا هو السيطرة على البشر. 

وتدفع بعض الأيديولوجيات السياسية التي لاقت زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، نحو مثل هذه الاعتقادات. في المقابل، يدفع فحص الحقائق إلى دحض هذه الاعتقادات أكثر حتى من حملات التوعية ضد الأخبار الكاذبة والمضللة، وذلك لأنّ تدقيق الحقائق، على عكس حملات التوعية، لا يعتمد خطابات دعائية، وإنما منهجية منطقية في تفنيد الادعاءات الزائفة والمضللة وتقديم الحقيقة في مقابلها.

المصادر:

The global effectiveness of fact-checking

ars Technica

اقرأ/ي أيضًا:

دراسة: المعلومات المضللة على فيسبوك تحصل على تفاعل أكثر بستة أضعاف من الحقيقية

الأخبار الكاذبة ليست أخبارًا

الأكثر قراءة