` `

مديرة سابقة في فيسبوك: الشركة تراجعت عن مكافحة التضليل بمجرد انتهاء الانتخابات الأميركية

محمد العتر محمد العتر
أخبار
5 أكتوبر 2021
مديرة سابقة في فيسبوك: الشركة تراجعت عن مكافحة التضليل بمجرد انتهاء الانتخابات الأميركية
كانت فرانسيس هوغن موظفة بدرجة مديرة في شركة فيسبوك (يوتيوب)

في مقابلة مع قناة سي بي إس الأميركية، قالت فرانسيس هوغن، مديرة سابقة في شركة فيسبوك، إنّ الشركة تعطي الأولوية دائمًا للربح المادي ولو كان على حساب سلامة المستخدمين.

كانت فرانسيس موظفة بدرجة مديرة في شركة فيسبوك قبل أن تترك العمل في مايو/أيّار الفائت، وقد احتفظت بنسخ من وثائق داخلية، سربتها لاحقًا دون الكشف عن هويتها، ونشرت عنها صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا في 14 سبتمبر/أيلول الفائت. 

بعض هذه الوثائق كشفت عن التأثير السلبي لموقع انستغرام المملوك لشركة فيسبوك، على المراهقات، إذ أعربت 32% من الفتيات المراهقات أنّ الموقع أثّر سلبيًا على شعورهن اتجاه أجسادهن. هذه البيانات كانت بحوزة شركة فيسبوك، فهي التي أجرت الدراسة، لكن يبدو أنّ ذلك لم يغير شيئًا من سياساتها. 

لفتت المعلومات الواردة في الوثائق المسربة انتباه الكونغرس الأميركي وأثارت حفيظة عدد من أعضائه. وقد سبق لمجلس الشيوخ الأميركي استجواب مارك زوكربيرغ في 2018 على خلفية تعرض البيانات الشخصية لملايين مستخدمي فيسبوك للانتهاك من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا.

والآن حان دور فرانسيس هوغن لتدلي بشهادتها أمام مجلس الشيوخ، اليوم الثلاثاء الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في جلسة استماع بعنوان "حماية الأطفال على الإنترنت". وستكون شهادتها حول الدراسة التي أجرتها فيسبوك بخصوص تأثير “انستغرام” على الصحة النفسية للمراهقات.

وكان لافتًا أيضًا في تصريحات فرانسيس هوغن لقناة سي بي إس، إشارتها إلى ما يمكن اعتباره تلاعبًا من قبل فيسبوك بالخوارزميات، إذ قالت إنّ الشركة عدّلت خوارزمياتها أثناء الانتخابات الأميركية 2020، لمكافحة ظهور المعلومات المضللة والادعاءات الزائفة. لكن مع انتهاء الانتخابات عادت الشركة إلى اعتماد الخوارزميات القديمة. قالت هوغن "بمجرد الانتهاء من الانتخابات، قاموا بتعديل الخوارزميات إلى ما كانت عليه من قبل، لإعطاء الأولوية للربح المادي على سلامة المستخدمين"، واصفةً ذلك بـ"خيانة الديمقراطية".

وبحسب وثيقة مسربة من فيسبوك نشرتها وول ستريت جورنال، لاحظت الشركة أنّ المنشورات التي تحظى بمشاركة أكبر هي التي تتضمن محتوى يحض على الكراهية أو ينطوي على تضليل. ووفقًا لفرانسيس هوغن، لم تفعل شركة فيسبوك شيئًا حال هذا الأمر.

وكانت وول ستريت جورنال نشرت أيضًا، استنادًا إلى الوثائق المسربة من داخل فيسبوك، أنّ الشركة استحدثت قائمة سرية تُسمى "القائمة البيضاء"، تضم نحو خمسة ملايين و800 ألف من المشاهير والشخصيات العامة والسياسيين، ممن لا تطبق عليهم سياسات وقواعد المحتوى في موقعي فيسبوك وانستغرام.

وبحسب الوثائق، كانت شركة فيسبوك تعلم بخرق عدد من أعضاء القائمة البيضاء لقواعد المحتوى بما في ذلك نشر معلومات مضللة وادعاءات زائفة ونظريات مؤامرة، لكنّها رغم ذلك لم تُخضع حسابات هؤلاء للمراقبة الفورية للخوارزميات، وبدلًا عن ذلك تركت مراجعة المحتوى الذي يشاركونه إلى موظفين في الشركة، وفي بعض الأحيان لم تكن المراجعة تحدث.

وجاءت التصريحات التلفزيونية لفرانسيس هوغن قبل ساعات من عطل أصاب كافة تطبيقات شركة فيسبوك بما في ذلك انستغرام وواتساب وماسنجر، دام ساعات، بالتوازي مع هبوط سعر سهم الشركة بأكثر من 5% في أسوأ هبوط له منذ عام.

كما علّق البيت الأبيض على ما كشفت عنه المديرة السابقة في فيسبوك، معربًا عن قلقه تجاه قدرة التنظيم الذاتي لمواقع التواصل الاجتماعي. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن "يعتقد منذ فترة طويلة أنّ التنظيم الذاتي لمواقع التواصل الاجتماعي لا يعمل". 

 

المصادر:

CBS

BBC

The Wall Street Journal

Business AM

CNN

 

اقرأ/ي أيضًا:

يوتيوب يعمل على إزالة المعلومات المضللة حول جميع اللقاحات

هل تختلف السمات الشخصية لمستخدمي فيسبوك عن مستخدمي تويتر؟

 

 

الأكثر قراءة