` `

أخبار زائفة رافقت الأحداث الأخيرة في السودان

وداد السعودي وداد السعودي
سياسة
31 أكتوبر 2021
أخبار زائفة رافقت الأحداث الأخيرة في السودان
ضج الفضاء الرقمي بأخبار كاذبة عقب استحواذ الجيش على السلطة في السودان (Getty)

تصَاعد التّوتُّرُ في السودان منذ إعلان رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حلّ مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية.

وترافق إعلان البرهان، مع أنباء أفادت باعتقال عددٍ من المسؤولين المدنيين في الحكومة والمجلس الانتقالي، من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وكان مجلس السيادة وحكومة عبد الله حمدوك، قد تسلما السلطة في السودان، في أغسطس/آب 2019، بموجب اتفاق توصلت إليه القوى المدنية والعسكرية في البلاد، بعد بضعة أشهر من عزل عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.

وعقب استحواذ الجيش على السلطة في البلاد مؤخرًا، ضجّ الفضاء الرقمي بالكثير من الأخبار الزائفة التي انتشرت بشكل واسع حول ما يجري في السودان، خاصة بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

فيما يلي أبرز الأخبار الزائفة التي رصدها "مسبار" عن تطورات الأوضاع في السودان مؤخرًا:

تداولت صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تصريحًا منسوبًا للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، جاء فيه أنّ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، لم يستشره في ترتيبات “الانقلاب العسكري”. وزعمت قوله إنّ على البرهان تحمل المسؤولية كاملة أمام الشعب. 

بالتحقق، وجد "مسبار" أنّ الادعاء زائف، إذ لم يُصرّح حميدتي بأنّ البرهان لم يستشره في ترتيبات القرارات التي أعلنها، أو أنه يُحمّله المسؤولية كاملة. 

Graphical user interface, application

Description automatically generated

وانتشر عبر صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، خبرٌ منسوبٌ لصحيفة ذا غارديان البريطانية،  تذكر فيه أنّ هناك تقارير موثوقة تؤكد دعم مصر لما وصفته بـ"الانقلاب العسكري" في السودان. 

تحقّق "مسبار" من الخبر ووجد أنّه ينطوي على إثارة، فمنذ استحواذ الجيش على السلطة في السودان بعد قرارات البرهان، وحتى 30 أكتوبر 2021، نشر ذا غارديان تقريرًا واحدًا جاء على ذكر مصر في صدد الحديث عن تطورات الأوضاع في السودان. ولم تقل الصحيفة في التقرير إن "هناك تقارير موثوقة بأن مصر دعمت الانقلاب العسكري في السودان"، وإنما نقلت عن تيودور مورفي مدير برنامج أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إشارته إلى أنّ "الجيش (السوداني) تصرف خوفًا من إضعافه، وأنّ تحركه كان مدعومًا من الخارج". وقال مورفي "تشير تقارير موثوقة إلى أنّ مصر والإمارات تدعمان الاتجاه العام للقوات المسلحة في السودان".

كذلك تداولت حسابات وصفحات على موقعيّ التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، صورةً قالت إنّها مُسربة تُظهر عبد الله حمدوك إلى جانب عبد الفتاح البرهان، مرفقة بادعاء بأنهما يناقشان تشكيل الحكومة المقبلة.

وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ الادعاء المُتداول زائف، إذ إنّ الصورة مُفبركة عن صورة قديمة نُشرت في شهر مايو/أيار 2019 الفائت، يَظهر فيها البرهان وإلى جانبه سيدة، بحسب وسائل إعلام سودانية محلية. وجرى تداول الادعاء عقب تصريح للبرهان في مؤتمر صحفي، قال فيه إن حمدوك “ليس معتقلًا” وأنه يقيم في منزله “من أجل سلامته”.

Graphical user interface, application

Description automatically generated

كما وجد تحقق لـ"مسبار" أنّ الصورتين اللتين تداولتهما حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر،  وزعمت أنّهما لحمدوك لحظة اعتقاله من قبل قوات الجيش؛ مضلّلتان، إذ تبين أنهما قديمتان ونُشرتا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، في موقع غيتي للصور، ومواقع سودانية محلية.

كما انتشر عبر حسابات وصفحات على موقع تويتر، مقطع فيديو لعبد الفتاح البرهان  خلال إعلانه حلّ مجلسي السيادة والوزراء، يوم 25 أكتوبر الجاري، وقالت إنّ البيان الذي تلاه سُجل في مصر بدليل أنّ العلم المصري هو الظاهر في الخلفية. وزعم الناشرون أنّ جهاز الاستخبارات المصريّ نسي استبدال العلم المصري بالعلم السوداني قبل البدء بالتصوير.

لكن تحقّق "مسبار" أظهر أنّه ادعاء مضلّل، فالظاهر في الخلفية هو علم الرئاسة السودانية، الذي يحتوي رمزًا لأحد الصقور، بالإضافة إلى عبارة "النصر لنا".

Website

Description automatically generated

وتداولت حسابات على موقع تويتر، صورةً ادعت أنها من مليونية 30 أكتوبر الرافضة لسيطرة الجيش على الحكم في السودان. ووجد تحقق "مسبار" أنّ الصورة مضلّلة، لأنها متداولة منذ 26 أكتوبر الجاري، ومنشورة على أنها من تجمع يوم 25 أكتوبر ، الرافض لسيطرة الجيش السوداني على الحكم، ومرفقة بتعليق يشير إلى أنها من تصوير شخص يدعى فائز أبو بكر.

A group of people walking on a street

Description automatically generated with low confidence

 كما انتشر عبر حسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لاعتداءات قوات الدعم السريع السودانية على متظاهرين في الخرطوم، لكنّ تحقق "مسبار" أظهر أنّ مقطع الفيديو مضلل كونه قديم، سبق أن نشر منذ يونيو/حزيران 2019 على أنه لفض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اعتصام في الخرطوم آنذاك.

A picture containing text

Description automatically generated

وانتشرت كذلك صورٌ ادعى ناشروها أنّها لقتلى ومصابين سودانيين سقطوا أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم، على يد قوات من الجيش ومن الدعم السريع، في يوم الاثنين 25 أكتوبر 2021.

وجد تحقّق "مسبار" أن الادعاء مُضلّل وأنّ الصورة قديمة، إذ سبق أن نُشرت في الثالث من يونيو عام 2019 على أنها من أحداث فض اعتصامٍ أمام مقر القيادة العامة في العاصمة السودانية الخرطوم، ما أدى حينها إلى سقوط قتلى ومصابين. 

ادعاءات كاذبة طالت أحداث وشخصيات سودانية 

وقبل القرارات التي أصدرها البرهان، خرجت العديد من المظاهرات الاحتجاجية في عدة مدن سودانية للمطالبة بالتحول الديموقراطي وتسليم السلطة للمدنيين، انتشرت حولها أيضًا العديد من الأخبار الزائفة التي تحقق منها "مسبار":

تداولت حسابات على موقع تويتر بتاريخ 21 أكتوبر 2021 صورة ادعت أنّها من مظاهرات شهدها السودان حينها، لكن بالتحقق منها تبين أنها قديمة، سبق أن نشرت في 2019 لمظاهرات خرجت آنذاك للمطالبة بـ"تصحيح مسار الثورة السودانية".

كذلك انتشر عبر حسابات على موقع تويتر، صورة ادعى الناشرون أنّها من مظاهرة حديثة في مدينة توتي السودانية. تحقق "مسبار" أظهر أنّ الادعاء مضلل وأن الصورة قديمة وليست من مظاهرات السودان الأخيرة، إذ نشرتها صفحة "لجان المقاومة والتغيير بتوتي" في 28 مايو 2019، تزامنًا مع مظاهرات تُطالب بدولة مدنية، آنذاك.

Graphical user interface, application

Description automatically generated

اقرأ/ي أيضًا:

أخبار زائفة رافقت الأزمة السياسية بين فرنسا والجزائر

إقليم كشمير: تصاعد للعنف والأخبار الزائفة

الأكثر قراءة