` `

وسائل للحد من خطاب الكراهية في منصات التواصل الاجتماعي

أسماء الغول أسماء الغول
تكنولوجيا
23 نوفمبر 2021
وسائل للحد من خطاب الكراهية في منصات التواصل الاجتماعي
خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي يتحول إلى عنف حقيقي (Getty)

يعتبر خطاب الكراهية أحد القضايا الرئيسة التي تعاني منها وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يبلغ أحيانًا ذروته في سيناريوهات مروعة وقت وقوع الأحداث السياسية الكبرى، مثل الإبادة الجماعية للروهينغا في ميانمار، والدعوة إلى العنف ضد المسلمين في سريلانكا، أو الأعمال الإرهابية في أوروبا. لذلك تصبح هناك حاجة إلى فهم آليات تفاعل المستخدم التي تسهل انتشار مثل هذا المحتوى.

أجريت عدة دراسات بحثت في ديناميكيات انتشار المدونات والتغريدات التي قام بها المستخدمون الذين ينشرون الكراهية، أحدها على موقع Gab، إذ جمع بياناتٍ ضخمة من 341 ألف مستخدم مع 21 مليون مشاركة، وحقّق فيها ليوضح ملاحظاته التالية بأنَّ المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة بعض المستخدمين يميل إلى الانتشار بشكلٍ أسرع وأبعد، كما يصل إلى جمهور أوسع مقارنة بالمحتوى الذي ينشئه المستخدمون العاديون.

 أما بخصوص تحليل بيانات المستخدمين على أساس خصائص حساباتهم وشبكاتهم، فمن النتائج المهمة أن المستخدمين الناشرين لخطاب الكراهية أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض من الآخرين.

وهذا ما يجعل خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي في أحيان كثيرة، يتحول إلى عنف حقيقي ضد الأقليات على الأرض، وهي قضية خطيرة تسعى المؤسسات السلمية والمدنية في جميع أنحاء العالم إلى حلها، لكنها مهمة صعبة ومعقدة.

وهذا ما أخذته بعين الاعتبار الدراسة الثانية التي قام بها باحثون من مركز جامعة نيويورك لوسائل التواصل الاجتماعي بعد أن فكروا: ماذا لو قاموا بتتبع الحسابات التي تم حظرها بسبب كلام يحضّ على الكراهية، وأُرسلت لهم ولمتابعيهم تحذيرات بشأن سلوكياتهم السيئة؟ هل سيتم الضغط على هؤلاء المستخدمين لتغيير ما ينشرونه؟ اتضح أن الإجابة هي نعم -على الأقل لفترة وجيزة بعد تلقي التحذير-.

وتتمثل الطريقة بوضع علامة على اسم المستخدم لحساب ينشر خطاب الكراهية، وتحذير المتابعين من أن حسابًا مُعينًا تابعوه قد تم تعليقه مؤخرًا لاستخدامه لغة مماثلة، وأنه قد يكون الدور التالي عليهم، إذا ما استمروا في التغريد بهذا الشكل، وتمت صياغة كل تحذير بشكلٍ مختلف قليلًا كي لا يبدو الرد آليًا.

وتابع الفريق تنزيل أكثر من 600,000 تغريدة في 21 يوليو/تموز 2020 تم نشرها، وحصرها في التغريدات التي تحتوي على كلمة واحدة على الأقل من قواميس لغة الكراهية المستخدمة في خطاب الكراهية العنصرية أو الجنسية، كما تابعوا حوالي 55 حسابًا، وتمكنوا من جمع قائمة المتابعين لـ 27 منهم قبل تعليق هذه الحسابات.

ويوضح أصحاب الدراسة أنهم تلقوا أكثر من 200 رد فعل على تغريدات التحذير، وبعضهم كان غاضبًا نوعًا ما من التحذير، واعتقدوا أن لديهم الحق في التعبير عن أنفسهم كيفما أرادوا، ومنهم من طالب بمعرفة التغريدات التي أطلقوها وأدّت إلى مثل هذه التحذيرات.

ويتابع القائمون على الدراسة أنهم قاموا بقياس نسبة تغريدات الكراهية إلى غيرها في كل مستخدم من المستخدمين الذين تبعوهم، قبل شهر من إرسال التحذير، وأسبوع واحد بعد تغريدة التحذير، ثم شهر بعده؛ ليكتشفوا أن التغريد الذي يحتوي على خطاب كراهية أصبح أقل بنسبة 10 في المئة من التغريدات التي تحتوي على لغةٍ كراهية مقارنة بما قبل، لكن بعد شهر واحد من ذلك.. تلاشت الآثار.

المصادر:

ACM

Popsci

الأكثر قراءة