` `

دراسة حول السمات الشخصية والميول السياسية وعلاقتهما بنشر الأخبار الكاذبة

إسماعيل الغول إسماعيل الغول
أخبار
25 ديسمبر 2021
دراسة حول السمات الشخصية والميول السياسية وعلاقتهما بنشر الأخبار الكاذبة
المحافظون ذوو الوعي المنخفض يشاركون الأخبار الكاذبة أكثر (Getty)

هذا المقال ترجمة لمقال عن موقع PsyPost.

قدَّمت دراسة جديدة نُشرت في مجلة العلم التجريبي أدلّة على أن قلّة الوعي والرَّغبة في إحداث الفوضى يلعبان دورًا هامًا في انتشار المعلومات المُضللة على الإنترنت، وأكّدت أن هناك علاقة بين المُحافظين السياسيين ونشر الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

قال آشر لوسون ( M. Asher Lawson )، مؤلف الدراسة والحاصل على درجة الدكتوراه في حقل الإدارة في جامعة ديوك  "أصبحنا مُهتمين بهذا الموضوع بعد قراءتنا للعديد من الصُّحف الإخبارية الكاذبة التي توضّح لنا أن الأيديولوجية السياسية المُحافظة أو الحزب الجمهوري لهما علاقة بنشر الأخبار الكاذبة".
 

وتابع: "يتوافق ذلك مع تجاربي الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن شعرتُ أن الصورة غير مكتملة المعالم، بالطبع، لا يشارك كل المحافظين الأخبار الكاذبة بدرجة كبيرة، وأيضًا، هناك شخصيات مُحافظة كلاسيكية مثل رونالد ريغان أو مارغريت تاتشر، ضد نشر الأخبار الكاذبة التي نراها اليوم، لذلك، أي نوع من المحافظين يقود ذلك؟".

وأجرى الباحثون سلسلة من ست دراسات على إجمالي 4642 مشاركًا أميركيًا لدراسة العلاقة بين خصائص الشَّخصية والميل إلى نشر المعلومات الكاذبة. عُرضت على المُشاركين عناوين إخبارية حقيقية وأخرى كاذبة وسألوا عن مدى احتمال نشرهم لها على مواقع التواصل الاجتماعي.تضمَّنت العناوين الرئيسية التي عُرضت بترتيب عشوائي، مزيجًا من القصص الإخبارية ذات الميول المُحافظة والليبرالية والحِيادية أيضًا.


وأظهر المشاركون الليبراليون والمحافظون على حد سواء رغبة أقل للمُشاركة في الأخبار الكاذبة التي كانت مخالفة لآرائهم. بعبارة أخرى، كان الليبراليون أقل رغبة في نشر الأخبار الكاذبة ذات الميول المُحافظة، وكان المحافظون أيضًا أقل استعدادًا لنشر الأخبار الكاذبة ذات الميول الليبرالية. 

ووجدَ الباحثون أن المُحافظين يميلون لنشر الأخبار الكاذبة أكثر من نظرائهم الليبراليين. وهذا الأمر يرجع لسمة الوعي، وهي سمة شخصية تتحكم بالانضباط الذاتي والتحكُّم في الانفعالات. 

كما كان المحافظون ذوي الوعي المُنخفض أكثر ميلًا لمشاركة الأخبار الكاذبة مُقارنة بأقرانهم الأكثر وعيًا، أما بالنسبة للمشاركين الأكثر وعيًا لم يكن هناك فرق كبير بين الليبراليين والمحافظين.  

بغض النظر عمَّا إذا كانت الأخبار الكاذبة تتعلق بفايروس كوفيد-19 أو الانتخابات الرئاسية لعام 2016 أو موضوعات مُحايِدة سياسيًا، وجد الباحثون أدلة على أن الرَّغبة في إحداث الفوضى لها علاقة بنشر الأخبار الكاذبة، وأن المحافظين ذوي الوعي المُنخفض يملكون رغبة في إحداث الفوضى مُقارنة بالمحافظين ذوي الوعي العالي والليبراليين. علاوة على ذلك، لم يكن هناك عوامل أخرى مثل دعم ترامب، أو تصديق وسائل الإعلام أو الخوف من انهيار الاقتصاد، مرتبطة بقوة الميل على مشاركة الأخبار الكاذبة.

قال لوسون لموقع PsyPost "حسب أبحاثنا لا يجب أن نعمم مشكلة نشر الأخبار الكاذبة على أي فريق- بما في ذلك المحافظون والجمهوريون – لأن التعميم يفتقد الكثير من الدقة والصواب، نحن وجدنا أن هناك مجموعة فرعية من المحافظين - ذوو الوعي المنخفض هم من شاركوا الأخبار الكاذبة. لم يكن للمحافظين ذوو الوعي العالي علاقة في ذلك. ستسمع غالبًا في وسائل الإعلام الناس يتحدثون عن المعلومات الكاذبة كمشكلة يقودها المحافظون، دون أي معرفة سابقة عن ذلك الأمر".


درس الباحثون أيضًا كيف أثرت تحذيرات مدقق الحقائق على سلوك الناس في نشر الأخبار الكاذبة، حيث تم إبلاغ المشاركين في إحدى الدراسات أن الأخبار التي يرغبون في نشرها كان قد اعترض عليها مدققو الحقائق، ثم سئلوا إذا كانوا لا يزالون يرغبون في نشرها. 
على الرغم من أن هذه المُبادرات قللت من الرغبة في نشر الأخبار الكاذبة إلى حد ما، إلا أنها لم تكن فعَّالة بين المحافظين ذوي الوعي المنخفض.

حول هذا قال لوسون “لا يستطيع مدققو الحقائق ردع ناشري الأخبار الكاذبة، لقد وجدنا أن الأخبار التي ينشرونها هي في الأصل كاذبة وهم يعلمون ذلك، وعدم صحة تلك الأخبار لا يؤثر على منعهم من نشرها، إن هذا لأمر مقلق للغاية إذ إن المعيار الذهبي للتدابير الإخبارية المزيفة - كما نرى في الرسائل المختلف عليها على فيسبوك - قد اعتمد على هذه الفعالية”.

أشار لوسون إلى أن الدراسات أجريت في ظروف معملية، مما يساعدنا في تصنيف الأخبار الكاذبة من الحقيقية، ومع ذلك قد يقوم الناس بنشر الأخبار الكاذبة في بعض المواقف الاجتماعية، بحيث لا يمكن حتى للوعي أن يمنعها.

وأضاف لوسون "أعتقد أن هناك ضرورة إلى مزيد من الأبحاث حول العلاقة بين البيئة الاجتماعية ونشر الأخبار الكاذبة، المعلومات المُضللة مشكلة متعددة الأبعاد، وبالتالي يصعب السيطرة عليها. إن النظر إلى الخصائص الاجتماعية للأفراد والمجتمعات مقارنة مع دراسة المؤثرات الشخصية ومتغيرات المستوى الفردي هي الخطوة التالية الرئيسية لإيجاد حل يعالج مشكلة الأخبار الكاذبة". 

المصدر

PsyPost

الأكثر قراءة