` `

لماذا يُعدّ تويتر الأكثر مقاومة للمعلومات المضللة من باقي مواقع التواصل؟

أروى الزعبي أروى الزعبي
تكنولوجيا
1 يناير 2022
لماذا يُعدّ تويتر الأكثر مقاومة للمعلومات المضللة من باقي مواقع التواصل؟
مستخدمو تويتر يسعون باستمرار إلى مصادر موثوقة للمعلومات (Getty)

أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي، في زيادة انتشار نظريات المؤامرة والأخبار الزائفة والمعلومات المضللة والمحتوى الضار في السنوات الأخيرة، ولكن يبدو أن هناك منصة قادرة على مقاومة المعلومات المُضللة والأخبار الزائفة أكثر من غيرها، إذ توصلت دراسة حديثة نُشرت في مجلة New Media & Society، إلى أنّ موقع تويتر يُعد الموقع الأكثر مقاومة لانتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة مقارنةً مع مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.

وجاءت هذه الدراسة بعد أن قام باحث من جامعة كاتالونيا المفتوحة (UOC) والذي عمل مع 19 جامعة أخرى، بفحص الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات المضللة، والعلاقة بين كيفية استخدام هذه المنصات واعتقاد مستخدميها بهذا النوع من المعلومات. 

حلل الباحثون البيانات التي تم الحصول عليها من الدراسات الاستقصائية في 17 دولة أوروبية قبل وبعد ظهور وباء كوفيد-19، والمُتعلقة بمختلف منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر وفيسبوك و يوتيوب والعديد من تطبيقات المراسلة مثل واتساب.

ويؤكد مؤلفو هذا البحث أن منصات التواصل الاجتماعي لا تشجع كلها على انتشار المعلومات المُضللة بالقدر نفسه، إذ تؤثر البنية والميزات المختلفة لأنظمتها على كيفية انتشار هذه المعلومات من خلال تحديد سلوك المستخدمين ونوع التفاعلات والعمليات التي يتم من خلالها نقل المعلومات.

فمثلًا بنية النظام في “تويتر”، يمكنها كشف زيف المحتوى المستند إلى نظريات المؤامرة بسرعة و"إغراقه" بمعلومات ذات جودة أفضل، أو من خلال عدد كبير من الأشخاص المستعدين للقفز وتصحيح المفاهيم الخاطئة بسرعة.

ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن مستخدمي “تويتر” يتمتعون بمستويات أعلى من المتوسط ​​من التعليم مع ميل أكبر للبحث عن الأخبار والمشاركة في المناقشات السياسية أكثر من مستخدمي المنصات الأخرى المشمولة في الدراسة، وتعني هذه الخصائص أن مستخدمي المنصة يسعون إلى مصادر موثوقة وذات جودة أعلى للمعلومات.

أما في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى مثل فيسبوك أو واتساب، حيث توجد روابط أوثق بين المستخدمين، مثل الروابط العائلية أو الصداقة، فلا يقوم الأشخاص بالتحقق من المعلومات أو المحتوى المشكوك فيه بالدرجة نفسها، أي أن هذا النوع من وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة يميل إلى أن تكون أكثر خصوصية، مما قد يزيد من تداول المعلومات المضللة.

وإذا ما نظرنا إلى ما يتخذه موقع تويتر تحديدًا من سياساتٍ ضد انتشار المحتوى الزائف والمعلومات المُضللة فإننا سنلاحظ جديته في مكافحتها، إذ طلب الموقع في يناير/كانون الثاني 2021، من مستخدميه المساعدة في مكافحة الأخبار المزيفة، من خلال الإعلان عن تجربة مؤقتة تسمح للأشخاص بإرسال ملاحظات على تغريدات قد تكون خاطئة أو مضللة.

وحينها قال "تويتر" إن المبادرة المسماة "مراقبة الطيور"، يتم تجربتها في البداية بين مجموعة صغيرة في الولايات المتحدة، وأضاف أن النظام الجديد يجب أن يكون "مقاومًا لمحاولات التلاعب بالمستخدمين"، من خلال الإبلاغ عن التغريدات التي يعتقدون أنّها "مضللة أو خاطئة"، وتقديم أدلة على عكس ذلك ومناقشتها مع الآخرين وسيتم بعد ذلك وضع ملاحظات وأعلام إضافية على المحتوى.

 ويضيف "تويتر" بالفعل تسميات لبعض المعلومات المضللة، على سبيل المثال عندما صنفت الشركة العديد من مزاعم رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق دونالد ترامب الكاذبة بشأن تزوير الناخبين.

وإضافةً إلى ذلك يحتفظ الموقع أيضًا بحق إزالة التغريدات -وفي الظروف القصوى حظر المستخدمين- وهو ما فعله مع ترامب عقب أعمال الشغب في واشنطن في وقت سابق من ذات الشهر.

ومن الأمور التي تثبت جدية هذا الموقع في التعامل مع المعلومات المُضللة، إغلاقه ما يقرب من 3500 حساب ينشر دعاية مؤيدة للحكومات في ست دول، بما في ذلك الصين وروسيا، لأن الغالبية منها كانت جزءًا من شبكة “تُضخّم سرديات الحزب الشيوعي الصيني المُتعلقة بمعاملة الأيغور في شينجيانغ” وكان “مسبار” قد نشر سابقًا تقريرًا حول الموضوع.

وبحسب تقريرٍ لصحيفة USA Today، فإن مستندات مسربة أظهرت كيف أن مشاركة الروابط والأخبار في “فيسبوك" ساعدت في نشر المعلومات الخاطئة، ففي الوثائق الصادرة عن المديرة السابقة في المنصة فرانسيس هاوجين، حذر موظفو “فيسبوك” مرارًا وتكرارًا من احتمال أن تكون إعادة المشاركة هي الدافع الرئيسي لنشر المعلومات المضللة والأضرار التي يمكن أن تنتج عن ذلك.

واقترحوا حلولًا لا تعد ولا تحصى لإبطاء درجة انتشار المعلومات المضللة لكن تم تجاهل اقتراحاتهم، وأشار تقرير لـ “مسبار” سابقًا إلى السبب الذي يدفع “فيسبوك” إلى عدم التعامل بجدية مع هذه الاقتراحات.

ووفقًا لإحدى الوثائق فإن ما يصل إلى 70٪ من المعلومات المضللة تكون من الأشخاص الذين يشاركون ما شاركه الآخرون.

من جهة أخرى، أظهرت تجربة مقترحة من قبل موظفي "فيسبوك" للتعامل مع هذه الإشكالية، بأن إزالة زر المشاركة مع ردود الفعل والتعليقات على منشور، قلل من مشاهدة المعلومات المضللة بنسبة 34٪ والمحتوى العنيف بنسبة 35٪.

المصادر: 

مسبار 

مسبار

BBC

USA

IET

PHYS

الأكثر قراءة