` `

أبرز الأخبار المضلّلة عن الطقس والمناخ في يناير 2022

وداد السعودي وداد السعودي
أخبار
31 يناير 2022
أبرز الأخبار المضلّلة عن الطقس والمناخ في يناير 2022
فنّد مسبار الكثير من الادعاءات الزائفة عن الطقس خلال شهر يناير (Getty)

تنتشر الأخبار المضلّلة عن الطقس والمناخ في جميع فصول السنة، إلا أنّ وتيرتها تزداد خلال فصل الشتاء، سواء من ناحية التنبؤات الجوية أو من ناحية تغطية الأحداث الجوية. 

وخلال شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، رصد فريق مسبار الكثير من الأخبار التي ترافقت مع الأحوال الجوية التي أثّرت في مناطق ودول عدّة حول العالم، من بينها مقطع فيديو تداولته حسابات على "فيسبوك"، على أنّه للعاصفة الجوية هبة التي ضربت مدينة الإسكندرية في مصر، بتاريخ 26 يناير الجاري، وبالتحقق وجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل. 

كما انتشرت صورة مضللة لتراكم الثلوج على الأوتوستراد الدولي بين دمشق ودرعا جنوب سورية. إلّا أنّ الصورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته صحيفة البيضاء التركية عبر حسابها الخاص على موقع تويتر يوم 24 يناير الجاري.

وجرى تداول صورتين قديمتين عبر "فيسبوك" لعاصفة ترابيّة، ادّعى ناشروهما أنّها من العراق حديثًا، ووجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل إذ نُشرت الصورة الأولى في مواقع إخبارية عراقية، في أبريل/نيسان 2013 على أنها لعاصفة ترابية اجتاحت محافظة ميسان شرقي العراق، فيما نشرت مواقع إخبارية عربية، الصورة الثانية، منذ مارس/آذار 2017.

Graphical user interface, application, PowerPoint

Description automatically generated
Graphical user interface, application, PowerPoint

Description automatically generated

كما تحقّق "مسبار" من صورة انتشرت على موقع فيسوك، على أنّها توثّق موجة ضباب اجتاحت مدينة السليمانية في كردستان العراق، بتاريخ 19 يناير الجاري. ووجد أنّها قديمة سبق أن نُشرت في مارس/آذار 2021 على أنّها لعاصفة رمليّة اجتاحت العاصمة السعودية الرياض. 

وانتشر حديثًا، ادّعاء مضلّل مرافق لصورة قديمة على أنّها  لتساقط الثلوج في قطاع غزة، بينما تعود الصورة إلى تساقط البَرَد في منطقة الرمال وسط مدينة غزة بتاريخ 17 فبراير/شباط عام 2021.

ولم تُغطِ الثلوج بتاريخ 20 يناير الجاري، ساحة الأمويين في العاصمة السورية دمشق، إذ بيّن التحقّق أنّ الصورة قديمة، التقطها المصور السوري يحيى أبو عسلي في ديسمبر/كانون الأول 2013، ونشرها في سبتمبر/أيلول 2014 على موقع بانوراميو (Panoramio) للصور التابع لشركة غوغل، والذي أُغلق عام 2016.

Graphical user interface

Description automatically generated with low confidence

هذا ونفت شركة الطيران الكويتية في بيانٍ لها، الادّعاء المرافق لصور مرفقة بخبر اصطدام طائرة تابعة لها بغيوم جليديّة أثناء رحلتها من الكويت إلى بيروت بتاريخ 20 يناير الجاري، تزامنًا مع تأثّر لبنان بعاصفة هبة الثلجية. 

وتداولت صفحات إخبارية وحسابات على موقع فيسبوك، صورتين مع ادّعاء مضلّل بأنّهما لتراكم الثلوج في مطار الأبرق الدولي شرقي ليبيا. وبيّن تحقّق "مسبار" أنّ الصورتين تعودان إلى مطار إسطنبول التركي، حيث تسبّب التساقط الغزير للثلوج في توقف حركة الملاحة الجوية في المطار بتاريخ 24 يناير.

كما تحقّق "مسبار" من صورةٍ ادّعت حسابات على "فيسبوك" أنّها لعاصفة ثلجية، بدأت في إسطنبول بتاريخ 23 يناير 2022، ووجد أنّها مضلّلة، إذ تبيّن أنّها تعود إلى عاصفة ثلجية ضربت العاصمة الإسبانية مدريد في يناير 2021. 

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر نفوق حيوانات متجمّدة وهي تقف على أقدامها وسط الثلوج، وقال ناشروه إنّ الحادثة وقعت في كازاخستان بعد انخفاض الحرارة إلى 51 درجة مئوية تحت الصفر، وبعض المنشورات قالت إنّ مقطع الفيديو من تركيا مؤخرًا. ووجد تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء مُضلّل وقديم، إذ نُشر على موقع يوتيوب منذ يناير عام 2021، تحت عنوان "تجمدت الحيوانات حتى الموت في كازاخستان".

Graphical user interface

Description automatically generated

كذلك تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، صورةً مضللةً وقديمةً، ادّعت أنّها لعاصفة ثلجية ضربت محافظة أربيل العراقية بتاريخ 17 يناير 2022، إلّا أنّ الصورة تعود إلى موجة ثلوج ضربت مناطق من محافظة أربيل في يناير عام 2021.

وانتشرت على صفحات في "فيسبوك"، بتاريخ 16 يناير ، صورة قديمة ومضلّلة، على أنّها لقارب يستخدمه عناصر الدفاع المدني في غزة للتنقّل عبر السيول التي تشكّلت نتيجة الأمطار الغزيرة مؤخرًا. لكن تبين أن الصورة تعود لشهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014، وتوثّق استخدام قوات الدفاع المدني في مدينة غزة للزوارق من أجل التنقّل بعد سيول غمرت الشوارع.

وتحقّق "مسبار" من مقطع فيديو ادّعى ناشروه على مواقع التواصل الاجتماعي أنّه من الفيضانات التي ضربت جنوبي إيران بتاريخ الخامس من يناير 2022، ووجد أنّ المقطع قديم، سبق أن نشرته وسائل إعلام في مارس عام 2019، على أنّه لفيضانات ضربت مدينة شيراز الإيرانية

نصيب معاناة اللاجئين في الشتاء من الأخبار المضلّلة

انتشرت صورٌ توثّق أوضاع اللاجئين في المخيّمات شمالي سورية، في ظلّ العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة مؤخرًا. وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ تلك الصور مضلّلة وقديمة، إذ نُشرت على مواقع إخبارية مع أخبار مصاحبة لأحداث مختلفة، فنشر موقع بي بي سي صورتين منها في ديسمبر عام 2013، قال إنّهما توثّقان معاناة اللاجئين السوريين خلال العاصفة أليكسا التي اجتاحت لبنان آنذاك. وفي يناير 2015، نُشرت صورة منها خلال العاصفة هدى التي ضربت لبنان.

A picture containing text

Description automatically generated

كما أظهر تحقّق "مسبار" من صور انتشرت على أنّها لعائلة عراقية توفّي أفرادها نتيجة موجة البرد الأخيرة التي ضربت العراق، أنها صور قديمة تعود لعائلة سورية نازحة فارق أفرادها الحياة في فبراير عام 2020، اختناقًا بدخان مادة الفحم التي استخدموها للتدفئة، في مخيم الضياء في محافظة إدلب شمالي سورية.

وتداولت مواقع إخبارية وصفحات قنوات تلفزيونية على "فيسبوك"، صورةً قديمة ومضلّلة ادّعت أنّها لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، بعد تأثّرها بالعاصفة الثلجية هبة. وتعود الصورة إلى فتاة تحمل طفلًا في مخيمات عرسال للّاجئين السوريين في لبنان، بتاريخ 10 يناير 2019. 

تزايد أهمية محاربة الأخبار المضلّلة المتعلّقة بالطقس والمناخ 

ولأهمية محاربة الأخبار المضللة المتعلقة بالطقس والمناخ، أقرّت شركة غوغل وقف عرض الإعلانات في مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، إضافة إلى المحتوى الذي يُنكر التغيّر المناخي، كما ستحظر الشركة الإعلانات التي تروّج لادعاءات من هذا النوع.

كما أنشأت منصة فيسبوك مركز المعلومات المناخية الذي يعمل على توجيه مستخدميه إلى الخبراء، لكشف الخرافات والخداع في محاولة مكثّفة لمكافحة المعلومات المضلّلة على الموقع.

وجاء في مقال بعنوان "مع زيادة الطقس المتطرف تتكيّف المعلومات المضللة مع المناخ" على موقع وكالة أسوشييتد برس، أنّ الادّعاءات المضلّلة المرتبطة بالطقس والتغيّر المناخي، شهدت تحوّلًا مهمًا في الآونة الأخيرة، فبدلًا من التركيز على إنكار التغيّر المناخي وتأثيره على الطقس، أصبحت المعلومات المضلّلة حول المناخ محليّة، وتركّز على الأحداث المناخية المتطرّفة المرتبطة بتغيّر المناخ، مثل عاصفة تكساس أو حرائق الغابات الأخيرة التي اجتاحت كاليفورنيا وأستراليا.

وأكّد المقال أنّ المعلومات المضلّلة عبر الإنترنت مستمرة، على الرغم من المحاولات المعلنة من قبل المنصات على الإنترنت للقضاء عليها. ويرى أنّ اهتمام كلّ من شركات فيسبوك وتويتر ويوتيوب بإزالة المحتوى الذي ينشر معلومات مضلّلة عن كوفيد-19 أو الانتخابات الأميركية الأخيرة، كان أكبر من تلك المتعلّقة بالمناخ.

الأكثر قراءة