` `

أوباما يُحذّر من خطر المعلومات المضللة

محمد العتر محمد العتر
أخبار
25 أبريل 2022
أوباما يُحذّر من خطر المعلومات المضللة
تركز اهتمام أوباما مؤخرًا على قضية المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة (Getty)

بالتوازي مع تصنيف فايروس كوفيد-19 وباءً عالميًا، أطلقت منظمة الصحة العالمية أيضًا مصطلح "الوباء" على سيل المعلومات المضللة الذي رافق انتشار كورونا.

وقالت "الصحة العالمية" في بيان مشترك مع الأمم المتحدة واليونيسيف وغيرها من المنظمات الأممية، إنّ كوفيد-19 يُعدّ أول وباء في التاريخ تكون فيه وسائل التواصل الاجتماعي حاضرةً على هذا النطاق الواسع. 

ففي الوقت التي أصبحت فيها تكنولوجيا الاتصال الحديثة وسيلة لإعلام الناس بالمستجدات ودعوتهم للحفاظ على سلامتهم، أفسحت المجال أيضًا لما سمّته منظمة الصحة العالمية "وباءًا معلوماتيًا"، قالت إنّه "ما فتئ يُقوّض جهود الاستجابة العالمية ويهدّد التدابير المتخذة لمكافحة الجائحة".

صورة متعلقة توضيحية

سلّط الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، الضوء مؤخرًا على ما قد يؤدي إليه هذا الوباء المعلوماتي المتمثل في التضليل والتزييف عبر الفضاء العمومي، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليثير نقاشًا واسعًا على وسائل الإعلام حول الأهمية المتزايدة للنظر إلى المعلومات المضللة باعتبارها خطرًا حقيقيًّا على المجتمعات.

وفي خطاب له يوم 21 إبريل الجاري، في جامعة ستانفورد الأميركية، قال أوباما إنّ واحدًا من بين كل خمسة أميركيين، لا يزال رافضًا لتلقي لقاح كورونا رغم استخدام مليارات الأشخاص للقاح حول العالم، فضلًا عن التجارب السريرية التي سبقت ذلك.

تمحور خطاب أوباما حول مكافحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، باعتبارها وباءً مهددًا. لكنه لم يقتصر على ما يخصّ الجانب الصحي وتأثير هذا الوباء المعلوماتي على مواجهة العالم للأوبئة الصحية مثل كورونا، بل تضمن أيضًا إشارات واضحة إلى ما يمكن وصفها بالقضايا الأساسية التي لفتت انتباه العالم إلى خطورة الأخبار الكاذبة، أو ما وصفها أوباما بـ"الأسس الديمقراطية".

وقال الرئيس الأميركي الأسبق "إنّ حل مشكلة المعلومات المضللة ربما لن يعالج كل ما يؤثر على ديمقراطيتنا أو يمزق نسيج عالمنا، لكن من الممكن أن يُساهم في إعادة بناء الثقة والتضامن الضروريين لتقوية الديمقراطية".

وبحسب صحيفة ذا نيويورك تايمز، يأتي خطاب أوباما ليسلط الضوء على مشكلة الأخبار الكاذبة، في وقتٍ تعرف فيه الولايات المتحدة انقسامًا بين المُشرّعين بشأن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، رغم اتفاقهم على انتقاد تلك المنصات.

من وجهة نظر الديمقراطيين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن، فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي فشلت في مكافحة التضليل. بالنسبة لجو بايدن نفسه فإنّ تلك المواقع "تقتل الناس" على حد تعبيره في تصريح انتقد فيه انتشار الأخبار الكاذبة حول لقاحات كورونا على تلك المنصات.

ومن جهة الجمهوريين، فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي تقمع حرية التعبير بفرضها رقابة على الأصوات المحسوبة على اليمين، وعلى رأسها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حُظر من موقعي فيسبوك وتويتر على خلفية أحداث الشغب في الكابيتول هيل في يناير/كانون الثاني من العام الفائت.

لكن بالنسبة لأوباما فمن المنطقي أن يُجري المجتمع نقاشًا لصياغة إجراءات تنظيمية تترك الفرصة لمواقع التواصل الاجتماعي أن تكسب المال، لكن في المقابل تمنع ممارسات "غير مفيدة للمجتمع" على حد تعبيره في خطاب سابق في جامعة شيكاغو، كان محوره المعلومات المضللة أيضًا.

وفي حين يشير البعض إلى أنّ اهتمام أوباما بمشكلة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، نابعٌ عن محاولة استعادة ألق الأضواء، إلا أنّ الأخبار المضللة والتزييف، يمثلان بالفعل تهديدًا على المجتمعات، قد يصل أحيانًا إلى درجة التهديد الوجودي أو ضياع حق الاقتصاص بعد التعرض للعنف. 

 

المصادر:

منظمة الصحة العالمية

ذا نيويورك تايمز

الحرة

CNN

الأكثر قراءة