` `

معهد ماساتشوستس يطلق دورة لمحو الأمية الإعلامية في عصر التزييف العميق

إسماعيل الغول إسماعيل الغول
تكنولوجيا
6 يونيو 2022
معهد ماساتشوستس يطلق دورة لمحو الأمية الإعلامية في عصر التزييف العميق
صُمّمت الدورة المجانية بأقصى درجات المرونة (Getty)

هذه المدوّنة ترجمة لمقال من موقع Good Men Project.

 

بينما يتصفح الناس وسائل التواصل الاجتماعي يوميًّا للحصول على الأخبار ومعرفة ما يدور من حولهم، يستمرّ معدّل تدفّق الأخبار المضللة وانتشارها بالارتفاع.

وفق استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في الفترة بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول عام 2020، فإنّ 53% من البالغين في الولايات المتحدة يتلقّون الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من معرفة الناس بالصور المزيفة والمعلومات المضللة، إلا أن التعلَّم الآلي وزيادة التطور العلمي والتكنولوجي أتاح انتشار العديد من الصور ومقاطع الفيديو المعدّلة بتقنية التزييف العميق. 
بدوره، أنشأ مركز ماساتشوستس للواقع الافتراضي المتقدّم، دورة تعالج المعلومات المضللة ومقاربتها من ناحية الظواهر التكنولوجية المُعاصرة، ومن منظور الإعلام لها من ناحية أخرى.

يقول جوشوا غليك، المنتج التعليمي لمشروع الواقع الافتراضي في المركز، وأستاذ الدراسات الإعلامية في كلية هندريكس، إنّنا نواجه حاليًا أزمة معلومات، إذ أدى وجود مزيج من القوى السياسية والتكنولوجية والاقتصادية إلى انتشار المعلومات المضللة في جميع أنحاء بيئتنا الإعلامية، بالإضافة إلى أنّ وباء كورونا ساعد على تضخَّم الأزمة بشكل كبير. 
يُعدّ مركز ماساتشوستس للواقع الافتراضي المتقدم، جزءًا من دورات التعليم المفتوح التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويديره المتخصص في الذكاء الاصطناعي البروفيسور دي فوكس هاريل. وقد أنشأ المركز دورة مجانية عبر الإنترنت، بعنوان "محو الأمية الإعلامية في عصر التزييف العميق"، وتهدف الدورة إلى تزويد المُعّلمين والمتعلمين المستقلين بالموارد والمهارات الأساسية اللازمة لفهم خطر المعلومات المضللة وكيفية الحد من انتشارها. بالإضافة إلى تعليم المشاركين طرائق تمييز الأخبار الحقيقية عن المضللة، والتأكُّد من المصادر الموثوقة للأخبار.

كما تهدف الدورة إلى كشف أساليب التزييف العميق لمقاطع الفيديو والصور، وإظهار كيفية استخدام النشطاء والفنانين والتقنيين، وصانعي الأفلام تقنية التزييف العميق لمجموعة واسعة من المشاريع المدنية.

نُظّمت الدورة عبر موقع ويب ديناميكي متعدّد الطبقات. يتضمَّن الموقع مواد الفيديو وحالات للدراسة، بالإضافة إلى تقديم المزيد من المعلومات من خلال وحدات التعلم الذاتية المختلفة، على سبيل المثال، أحد الأمثلة التوضيحية المُستخدمة في الدورة هو "حادثة كارثة القمر"، وهو إنتاج افتراضي حائز على جائزة "إيمي" من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، شارك في إخراجه فرانشيسكا بانيتا وهالسي بورغوند، إذ يعرض المشروع مقطع فيديو مزيّف للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وهو يلقي خطاب الطوارئ الحقيقي المكتوب عام 1969 لسيناريو لم يتمكن فيه طاقم أبولو11 من العودة من القمر، ويتميز بالعديد من موارد التعلَّم والتحليل.

علاوة على ذلك، قدَّم مختبر عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم العالي (J-WEL) منحة لمشروع محو الأمية الإعلامية في عصر التزييف العميق من أجل تصميم سلسلة من التجارب التعليمية داخل الفصل للطلاب ودورات تدريبية عبر الإنترنت.
ولخلق تجربة تعليمية غنية ومتميزة ومناسبة للتعليم العالي، عيَّن البروفيسور هاريل، الباحث الرئيس في المنحة، الأستاذ غليك، وهو خبير في العلوم الإنسانية العامة، للعمل في المشروع ومن بين المساهمين فيه إلى جانب المديرة الأولى للمشروع ريتا ساهو، وأخصائية النشر الرقمي في مبادرة المناهج التعليمية المفتوحة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كاثلين ناليزيتي، بالإضافة إلى مطور الويب نيكولاي هيريرا، والمصمّم الاستشاري كسينيا سلافينا، وأخيرًا مصمم الغرافيك دان شاركي.

من جهته، يقول البروفيسور هاريل، إنّ الدورة ضرورية وهامة لمعالجة قضية المعلومات المضللة في مجالات متنوعة، مثل مجال السياسة، ومجال التدخلات التكنولوجية، إذ نركّز في هذه الحالة على تعزيز المعرفة العامة والفهم الشامل، فالتزييف العميق هو مجرد مثال واحد على تقنية الواقع الافتراضي، والتي نصفها بالتقنية التي تمزج الخيال مع العالم المادي.
وتابع قائلًا، يعدّ مركزنا رائدًا في الاستخدامات الإبداعية والمؤثرة لهذه التقنيات من أجل التعلَّم وبناء بيئة إعلامية صالحة اجتماعيًا ونفسيًا، وكذلك لمكافحة القضايا السلبية مثل المعلومات المضللة، إذ تتمثل أهداف هذه الدورة بتعريف الطلاب والمعلمين ببيئتهم الإعلامية، والمساعدة على تجهيزهم وصقل مهاراتهم ليصبحوا متمكّنين من مواجهة القضايا التي يتعرّضون لها يوميًا في وسائل الإعلام مثل قضية الأخبار المضللة.

صُمّمت الدورة بأقصى قدر من المرونة، وتتألف من ثلاث وحدات تعليمية يمكن تدريسها بشكل فردي، على هيئة دروس قصيرة ضمن الفصل الدراسي لوسائل الإعلام، أو علوم الكمبيوتر، أو علوم الاتصالات، أو كلها معًا كفترة ممتدّة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.
بالإضافة إلى ذلك، يشمل موقع الدورة التدريبية على قسم من الموارد مع المهام المتعلقة بالوحدات الدراسية، على سبيل المثال هناك مشروع "قصص الخرائط" الذي يتضمن أبحاثًا وقصصًا في الصحف التاريخية، وتصميمًا فوريًا لنموذج أولي من الوسائط الاصطناعية، وكذلك يشتمل موقع الدورة على فهرس طويل، وعيّنة لمنهج يمكن استخدامه لفصل دراسي.
شملت الدورة العديد من الاقتباسات والمراجع في جميع الوحدات، مما سمح للمعلمين بالتعمَّق في الموضوع، ومعرفة المزيد حول موضوعات معينة، مثل المعلومات المضللة في القرن العشرين، أو الفنّ المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
وفي السياق ذاته، استُخدمت دورة "محو الأمية الإعلامية في عصر التزييف العميق" ضمن دورات ودراسات الوسائط المقارنة وفنون الإعلام، والعلوم في العديد من الكليات والمعاهد، منها كلية دارتموث، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واستٌخدمت أيضًا في سلسلة المناهج التعليمية المفتوحة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مما جعلها متاحة لملايين المتعلمين والمعلمين حول العالم الذين يلجؤون إلى هذا الموقع للحصول على أفضل المواد التعليمية المجانية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
يقول غليك، لقد كان من الجيد والمثير للاهتمام أن نسمع من الزملاء عن كيفية تفاعل فصولهم مع هذه الدورة التدريبية عبر الإنترنت ومدى استفادة طلابهم منها، فإذا كان الطلاب أكثر انتقادًا للمقالات المضللة ومقاطع الفيديو والصور المزيفة التي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، فسيكون المشروع قد حقّق بعض الإنجازات الجيدة، ونأمل أن يتمكنوا من تطبيق ما يتعلمونه في الدورات الدراسية وحياتهم المهنية والعامة خارج الجامعة.

اقرأ/ي أيضًا:

عن تجربة فنلندا في مواجهة مشكلة المعلومات المضللة

كيف نحافظ على خصوصية بياناتنا في عالم مدعوم بالذكاء الاصطناعي؟

الأكثر قراءة