` `

اختراق بث قنوات وتصيّد إلكتروني: واجهة جديدة للحرب الروسية الأوكرانية؟

أسماء الغول أسماء الغول
تكنولوجيا
1 أكتوبر 2022
اختراق بث قنوات وتصيّد إلكتروني: واجهة جديدة للحرب الروسية الأوكرانية؟
لم تعلق قناة دويتشه فيله على مزاعم اختراق بثها لتمرير خطاب بوتين (يوتيوب)

في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، تتزايد الأخبار المتعلقة باختراق بثّ القنوات الفضائية، ومدى تأثيرها على آراء المتابعين، تجاه أطراف النزاع.

وهذا الاختراق رجحت مصادر إعلامية أنه حدث مؤخرًا، حين تبدّلَ فجأة خطاب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أمس الجمعة، وهو يتحدث عن ضم روسيا لأربعة أقاليم أوكرانية، ليتحول إلى خطاب الرئيس فلاديمير بوتين من الساحة الحمراء، على شاشة قناة دويتشه فيله الألمانية.

وعلّق المذيع مباشرة بالقول “يبدو أنّ هناك خطأ تقنيًّا”، وعاد إلى خطاب الناتو، ومع ذلك فإن حرب اختراق القنوات مستمر منذ أشهر عديدة بين الدول الأوروبية وأوكرانيا من جهة، وروسيا من جهة أخرى.

إذ اخترقت مجموعة من قراصنة الإنترنت "أنونيموس" في السابع من مارس/آذار الفائت، قنوات تلفزيونية روسية، وعرضت صورًا من الحرب الدائرة في أوكرانيا، في مسعى لإحراج موسكو، واتهامها بارتكاب ما وصفته بانتهاكاتٍ وجرائم حرب.

وذكرت المجموعة، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنها تمكنت من اختراق قنوات روسية مثل "روسيا 24" و"شانيل وان" و"موسكو 24"، إلى جانب الوصول لعدد من مواقع بثّ في البلاد.

وقامت المجموعة، التي تُعرّف نفسها بمثابة تجمع لقراصنة من مختلف دول العالم، بعرض صور من قصف المنازل والمدن، وكانت وقتها الحرب قد دخلت أسبوعها الثاني.

وخُتم الاختراق في النهاية برسالة تقول إنّ المواطنين الروس العاديين يرفضون الحرب. في غضون ذلك، أكّدت مؤسسة "كييف إندبندنت" الإخبارية، ومقرها في أوكرانيا، حصول الهجمات السيبرانية ضد منابر روسية.

وبمجرد بدء العمليات العسكرية الروسية في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الفائت، أعلن قراصنة إنترنت خوضهم "حربًا سيبرانية" ضد الحكومة الروسية.

وجرى شن عدة هجمات إلكترونية على مواقع روسية رسمية منذ ذلك الحين، وفي السادس والعشرين من فبراير الفائت، توقف الموقع الإلكتروني الرسمي للكرملين عن العمل لفترة، فيما كانت السلطات الروسية قد حظرت موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، ردًا على ما تعتبرها رقابة "متحيزة" ضد وسائل الإعلام الروسية.

وفي ذكرى يوم النصر الروسي في التاسع من مايو/أيار الفائت، بدل من أن يشاهد المتفرج الروسي احتفالات النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، شاهد قوائم جداول التلفزيون الذكية الروسية، تتحول إلى لوحة إعلانات معارضة صراحة للحرب، وُنشر في البيان أن "دماء آلاف الأوكرانيين ومئات أطفالهم المقتولين على يدي، التلفزيون والسلطات تكذب. لا للحرب".

من جانبه، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق، من الهجمات الإلكترونية الروسية في الولايات المتحدة، قائلًا إن البلاد لديها قدرات إلكترونية متطورة للغاية. وزعم أن هناك "تطورًا استخباراتيًّا" وأنّ موسكو كانت تتطلع إلى تنفيذ هجمات إلكترونية ردًا على العقوبات الغربية.

وقال سفين هيربيج، خبير الأمن السيبراني في مؤسسة Stiftung Neue Verantwortung التي تتخذ من برلين مقرًا لها، إن ما يجب أخذه في الاعتبار هو أن "هناك هجومًا واسع النطاق على البنية التحتية الحيوية في الغرب قد يؤدي ذلك إلى الاحتجاج بالمادة 5 من التحالف، التي تنص على أن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على جميع الأعضاء". 

وعلى الرغم من كون القنوات الإخبارية العربية وكثير من المواقع أقرت أنّ ما وقع اختراق لبث تلفزيون الدويتشه فيله، إلّا أنّ الأخيرة لم تصدر بيانًا بعد، ولم تعلق حول الأمر.

Graphical user interface, text, application

Description automatically generated

ومع ذلك، يقول ماتياس شولز من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في وقت سابق للإعلام المحلي "لوحظت مؤخرًا أنشطة تصيّد جديدة قادمة من عناوين IP روسية، وتستهدف المؤسسات الحكومية الغربية".

وأضاف أنه يجب على الشركات والمؤسسات اتخاذ تدابير احترازية مثل عمل نسخ احتياطية منتظمة لبياناتهم، متابعًا "هذا شيء كان يجب أن يفعلوه قبل الحرب ويجب أن يستمروا في فعله الآن".

المصادر:

MSNBC

Francis Scarr

قناة الغد

Businessinsider

Gizmodo

Rferl

DW

الأكثر قراءة