` `

كيف يستخدم مؤثرون إنستغرام لخداع العلامات التجارية واستغلال اسمها؟

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
تكنولوجيا
7 أكتوبر 2022
كيف يستخدم مؤثرون إنستغرام لخداع العلامات التجارية واستغلال اسمها؟
الحسابات الزائفة على إنستغرام تحد من إمكانية جعله موقع التسوق المستقبلي (Getty)

خلقت مواقع التواصل الاجتماعي عوالم رديفة للواقع؛ أبطالها هم مؤثِّرون يصنعون محتوى للعالم الجديد، اكتسبوا أسماءً من قدرتهم على جذب أكبر عدد من المتابعين الافتراضيين والتأثير في خياراتهم وذوقهم وتوجيههم نحو اهتمامات محدّدة. فيلجأ متابعوهم إلى تقليدهم والاقتداء بهم والاقتناع بطرحهم في أحيان كثيرة.

هذه القدرة لدى المؤثِّرين في خلق عدد كبير من المتابعين الأوفياء والموالين لهم إذا صحّ التعبير، جذبت نحوهم العلامات التجارية العالمية التي تدفع مليارات الدولارات سنويًا على مستوى العالم للترويج لمنتجاتها من خلالهم. ويساعد التسويق المؤثِّر، الذي يعتمد على منصات مثل إنستغرام وسناب تشات ويوتيوب، هذه العلامات التجارية للوصول إلى جماهيرها المستهدفة بطريقة قد تبدو أكثر واقعية. 

ولكن ماذا لو لم يكن المؤثرون مؤثرين فعلًا أو أقلّه بالقدر الذي تتخيّله العلامات التجارية؟ وكيف يمكن تضليل العلامات التجارية المُعلِنة وخداعها من خلال مفهوم التأثير لمنصّات التواصل الاجتماعي؟

تقرير جديد: ثلاثة من كل أربعة مؤثرين على إنستغرام اشترى أكثر من 10000 متابع

أظهر تقرير نُشر حديثًا إلى أن هؤلاء المُعلِنين يتعرّضون للسرقة في جزء كبير من إنفاقهم على ترويج سلعهم بالاعتماد على مؤثرين. ويشير بحث أجرته شركة “influence marketing” للذكاء الاصطناعي (IMAI) خلال العام الجاري، إلى أن واحدًا من أربعة مؤثرين على موقع إنستغرام دفع مبالغ مالية لقاء حصوله على 15% من نسبة متابعيه. كما قام ثلاثة من كل أربعة مؤثرين على المنصة ذاتها بشراء أكثر من 10000 متابع. وبالتالي، فإنّ عددًا من المؤثرين يلجأون إلى شراء متابعين مزيفين ودفع مبالغ مالية مقابل الحصول على إعجاب من روبوتات أو التعليق على منشوراتهم، ويفعلون ذلك بهدف الظهور بمظهر أكثر تأثيرًا ممّا هم عليه في الواقع.

وتوصّلت الشركة إلى هذه النتائج بعد اعتمادها على تقنية الذكاء الاصطناعي في تحليل 130 مليون ملف تعريفي لمستخدمين على موقع إنستغرام. كذلك، كشفت بيانات جمعتها شركة الإحصاءات ستاتيستيكا (Statista) عام 2021، إلى أن 49% من المؤثرين على موقع إنستغرام يمارسون الاحتيال بخصوص حقيقة عدد متابعيهم. 

إذًا توضح هذه النتائج الخداع الذي يمارسه عدد من المؤثرين على منصة إنستغرام بهدف دفع العلامات التجارية للتعاقد معهم وإيهامها أن حساباتهم تنمو وعدد متابعيهم يرتفع؛ ولكن تشعب العلاقة بين المؤثرين والعلامات التجارية ومنصة إنستغرام، يتعدّى شراء المتابعين ليصل حدّ استخدام المنصة لبيع علامات تجارية مقلّدة، ممّا يكبّد هذه العلامات التجارية خسائر إضافية.

حسابات المبيعات الزائفة على إنستغرام تهدد سعيه ليصبح موقع التسوّق المستقبلي

شكّلت طموحات منصات مثل إنستغرام في أن تصبح مستقبل التسوّق، أرضًا خصبة لمؤثرين عمدوا إلى استخدام المنصة لبيع ماركات عالمية مقلّدة، مستخدمين أسماء مزيّفة، ممّا أضعف الثقة بالموقع وأخلّ بحق الملكية الفكرية التي تملكه العلامات التجارية. 

ووجد تقرير صدر عن شركة التحليلات Ghost Data عام 2019، إلى أن عدد الحسابات المزيفة النشطة على “إنستغرام” نما بنسبة 171٪ منذ عام 2016. وتبيّن أن ميزة القصص التي تختفي بعد 24 ساعة، ساعدت البائعين المزيفين على تسويق المنتجات المزيفة بسهولة أكبر دون إمكانية تتبع أثر منشوراتهم.

وقال موقع إنستغرام حينها "لدينا حافز قوي لإزالة المحتوى المزيف بقوة وحظر الأفراد المسؤولين من منصتنا"، إلّا أنه مع مرور الوقت ثبت أنه من الصعب رصد جميع هذه الحسابات المزيفة بسهولة، إذ مازال العديد منها نشط على “إنستغرام” حتى اللحظة.

ففي السابع من سبتمبر/أيلول الفائت، أصدرت محكمة ليدز الجزئية في بريطانيا حكمًا قضائيًا بحقّ المؤثّر على وسائل التواصل الاجتماعي، جاك ألان، بتهمة انتهاكه حقوق الملكية الفكرية لماركات عالمية وبيعه سلع مقلّدة عنها، مستخدِمًا منصتي إنستغرام ويوتيوب لممارسة نشاطه. 

جاء الحُكم على ألان بالسجن 16 أسبوعًا مع وقف التنفيذ لمدة 12 شهرًا، وإكمال 150 ساعة من العمل غير مدفوع الأجر، إضافة إلى دفع رسوم إضافية بقيمة 128 جنيهًا إسترلينيًا، بعد أن كشفت إحدى الماركات التقليد في السلع التي يبيعها وبلّغت شرطة لندن عنه.

كما تبيّن أن ألان باع ملابس وهواتف محمولة مقلّدة لأكثر من 20 ألف متابع له على "إنستغرام"، وكسب لقاء ذلك أكثر من 14 ألف جنيه إسترليني. وارتدى قناعًا ليروّج هذه السلع في قناة له على موقع يوتيوب استخدم لها اسمًا مستعارًا.  

ونشر موقع مسائل أمنية، تعليق نائب المدير التنفيذي لحقوق الملكية الفكرية في مكتب الملكية الفكرية (IPO)، ماثيو كوب، على جرم ألان، فقال "يستهدف المجرمون المنصات الرقمية من خلال السلع المقلدة غير القانونية التي غالبًا ما ترافق إنتاجها عيوبًا وتضرّ بثقة المستهلك... هذا يؤثر سلبًا على أصحاب المنتج الأصليين ويسبب ضررًا للأفراد والمجتمعات".

اقرأ/ي أيضًا

الثراء الزائف: كيف يسهم موقع انستغرام في الترويج له؟

غوغل تعلن عن حملة إعلانات توعوية ضد المعلومات المضللة المتعلقة باللاجئين الأوكرانيين

المصادر

business insider

security matters

cnbc

forbes

imai

Washington post

الأكثر قراءة