` `

آلاف الحسابات روجت لمؤامرة تسبُّب برنامج هارب بزلزال تركيا وسوريا

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
15 فبراير 2023
آلاف الحسابات روجت لمؤامرة تسبُّب برنامج هارب بزلزال تركيا وسوريا
الكثير من التغريدات كانت عبارة عن دعاية مناهضة للناتو (Getty)

تزايدت الادّعاءات المضللة المستندة إلى نظرية المؤامرة، بعد وقوع الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر يوم الاثنين السادس من فبراير/شباط الجاري، وقد تركز بعضها حول دور برنامج هارب في الكارثة. 

واتهم مستخدمون "هارب" بافتعال الكوارث الطبيعية، كما سبق واتُّهم من قبل بأنه يتحكم بالطقس ويفتعل الزلازل والفيضانات، وتصل الادّعاءات أحيانًا إلى حد القول إنه يتحكم بالعقول.

ما هو برنامج هارب؟

اسمه الكامل برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP)، وهو منشأة بحثية تُديرها حاليًا جامعة ألاسكا فيربانكس، كوسيلة لدراسة طبقة الأيونوسفير الجويّة والغلاف المغناطيسي. تتكوّن المنشأة من 360 جهاز إرسال لاسلكي و180 هوائيًا. وتغطي نحو 14 هكتارًا (0.14 كيلومتر مربع) بالقرب من بلدة جاكونا، ألاسكا.

ونشر "مسبار" تقريرًا سابقًا يوضح فيه ما هو برنامج هارب، وأبرز الادعاءات التي انتشرت عنه بعد الزلزال الأخير، يمكن الاطلاع عليه عبر هذا الرابط.

روجت آلاف الحسابات لنظرية المؤامرة حول برنامج هارب

في هذا التقرير يسلط "مسبار" الضوء على تحليل أجرأه مارك أوين جونز، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط في جامعة حمد بن خليفة والمتخصص في مجال البروباغندا الرقمية، والذي كشف في سلسلة تغريدات، عن حجم التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر التي روجت لنظرية المؤامرة المرتبطة بدور برنامج هارب في الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا.

وقال أوين جونز، بعد تحليل أجراه، إنّ التغريدات التي تحدثت عن برنامج هارب بعد زلزال تركيا وسوريا، كانت أكبر بكثير مما توقع، ورصد نحو 300 ألف تغريدة عن برنامج هارب، جاءت بلغات عدّة عبر أكثر من 130 ألف حساب.

وأوضح جونز، أنّ معظم التغريدات كانت باللغات الإنجليزية والتركية والإسبانية والفرنسية، مشيرًا إلى أنّ ليس كل من شارك في الحديث عن برنامج هارب دعم نظرية المؤامرة حوله، لكن أغلب التغريدات في العموم دعمت النظرية.

كما تبين لجونز أنّ عدد من الحسابات الناطقة باللغة الإنجليزية، تشير إلى أنّها أميركية يمينية، ومناهضة للتطعيم ضد كوفيد-19، وفي بعض الأحيان تروج لنظريات مؤامرة معادية للسامية. وأنّ بعض الحسابات الأكثر مشاركة تحدثت أيضًا عن "الحزمة الزرقاء للمشروع"، والتي يبدو أنها تقنية مستخدمة للتحكم في الجنس البشري أو شيء من هذا القبيل.

بالإضافة إلى أن شعار MAGA (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى - ‏وهو شعار يُستخدم في السياسة الأميركية، وظهر بشكل بارز في حملة الانتخابات الرئاسية 2016 لدونالد ترامب)، كان ضمن الشعارات الأكثر شيوعًا في السيرة الذاتية لعدد من الحسابات التي روجت لادعاءات تسنتد إلى نظرية المؤامرة حول “هارب”.

وأضاف جونز، أنّ الكثير من التغريدات كانت عبارة عن دعاية مناهضة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مشيرًا إلى وجود مشاركة روسية في الترويج للنظرية. وأنّ أحد المزاعم أفاد بأنّ الناتو استخدم "هارب" ضد تركيا لمعاقبتها على موقفها مع روسيا.

وأشار جونز إلى أنّ إرجاع ظهور الغيمة الغريبة في مدينة بورصة التركية إلى استخدام برنامج هارب، كان من أكثر المزاعم انتشارًا. وهي في الحقيقة غيمة قديمة كانت قبل الزلزال كما أوضح "مسبار" في تقرير سابق.

بدأت المزاعم حول برنامج هارب منذ اليوم الأول لزلزال تركيا

ووفقًا لتحليل جونز، فإنّ الشيء المثير للاهتمام حول مؤامرة "هارب"، هو أنّها بدأت في يوم حدوث الزلزال نفسه، في السادس من فبراير/شباط الجاري، وما زالت مستمرة حتى الآن.

ومن الجوانب الملفتة أيضًا أنّ الكثير من التغريدات شاركت في الحملة ولم تكن تتحدث في الواقع عن نظرية المؤامرة، ولكنها تخبر الناس بأشياء أخرى، مستغلة ظهور كلمة "هارب" ضمن أكثر الكلمات المتداولة.

الصورة

مسبار يتحقق من الأخبار الزائفة عن زلزال تركيا وسوريا

يتابع "مسبار" جهوده في رصد الأخبار الزائفة التي بدأت بالانتشار عقب زلزال تركيا وسوريا. إذ نشر ما يزيد عن 40 مادة تحقق، كشف فيها حقيقة شائعات وصور ومقاطع فيديو. وبالإمكان الاطلاع عليها عبر هذا الرابط.

زلزال تركيا وسوريا 

وتجاوز عدد ضحايا زلزال تركيا وسوريا حتى الآن، 41 ألفًا، ملحقًا أضرارًا فادحة في البنية التحتية في مناطق من تركيا وسورية.

ودخل وفد من الأمم المتحدة لأول مرة إلى شمال شرقي سوريا، منذ الزلزال المدمر، بهدف إلى تقييم الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة الطبيعية.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أنّ ما يزيد عن سبعة ملايين طفل يعيشون في المناطق المنكوبة جراء الزلزال، بواقع 4.6 ملايين في تركيا و2.5 مليونًا في سوريا.

كما اعتبرت منظمة الصحة العالمية، أن الزلزال الذي خلّف أكثر من 41 ألف قتيل في تركيا وسوريا هو "أكبر كارثة طبيعية خلال قرن"، تضرب بلدًا واقعًا ضمن منطقتها الأوروبية.

 

المصادر:

Marc Owen Jones

مسبار

العربي الجديد

التلفزيون العربي

اقرأ/ي أيضًا

بعد الزلزال.. تركيا تطلق تطبيقًا لمكافحة الأخبار المضللة

صورة أثارت الجدل لمبنى في قهرمان مرعش صمد أمام الزلزال المدمر .. ما قصتها؟

الأكثر قراءة