` `

تضارب المعلومات في الإعلام الإسرائيلي.. آخرها عن صواريخ جنوب لبنان

نور حطيط نور حطيط
سياسة
10 أبريل 2023
تضارب المعلومات في الإعلام الإسرائيلي.. آخرها عن صواريخ جنوب لبنان
آثار القصف الإسرائيلي على غزة عقب إطلاق صواريخ من لبنان (Getty)

أُطلقتْ عشرات الصواريخ من الجنوب اللبنانيّ على شمالي "إسرائيل"، يوم الخميس الفائت 7 إبريل/نيسان.
وقالت هيئة البثّ الإسرائيليّ إنَّ معظم الصواريخ التي تمّ رصدها هي من طرازيّ كاتيوشيا وغراد، وقد تسبّبت باندلاع الحرائق في بعض مستوطنات الجليل الغربيّ كما أُصيب عدد من المواطنين "الإسرائيليين" بإصابات طفيفة بحسب ما ذكرت فرق الإسعاف الإسرائيلية. وقدقرّرَت "إسرائيل” عقب سقوط الصواريخ فتح الملاجئ وإغلاق المجال الجويّ حتى الحدود مع لبنان. 

في نقلها للخبر العاجل، نشرت الوسائط المتعددة الإسرائيلية معلومات متضاربة حول عدد الصواريخ التي سقطت في شمالي الأراضي المحتلة.

تضارب الرواية الإسرائيلية حول عدد الصواريخ

بعد إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبنانيّ، سُمعت العديد من الإنذارات في الشمال الإسرائيلي، فأوردت القناة الـ14 العبرية في خبرها الأوليّ العاجل، إنَّ "100 صاروخ أُطلق من لبنان إلى مستوطنات شمالي إسرائيل خلال 10 دقائق"، وسرعان ما قامت بحذفه.

ونقلت الصحف والتلفزيونات العربية الخبر، بعد سماع دويّ انفجارات في مستوطنة "المطلّة" وغيرها، قرب الحدود مع لبنان.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

 

فيما، انتشر الخبر المضلل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقله مستخدمون عرب ومؤثرون على نطاق واسع.

صورة متعلقة توضيحية

وبالغت القناة 14 الإسرائيلية في تقدير أعداد الصواريخ التي أطلقت على دفعتين يوم الخميس الفائت، قبل أن تذكر إذاعة الجيش الإسرائيلي، تسجيل 30 عملية إطلاق على الأقل من الأراضي اللبنانية، مشيرة أنه تم اعتراض 15 صاروخًا منها، عبر القبة الحديدية في منطقة الجليل.

رواية الجيش الإسرائيليّ حول عدد الصواريخ من لبنان

رصد الجيش الإسرائيلي بحسب المعطيات الأولية لديه، إطلاق 34 قذيفة صاروخية من جنوبي لبنان، تجاه المستوطنات، واعترضت الدفاعات الجوية 25 صاروخًا، فيما سقطت خمس قذائف داخل منطقة الجليل، وتمّ تعيين أربعة صواريخ أخرى ما زال البحث عن أماكن سقوطها مستمرًا. وأشار الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكترونيّ بأنَّ معطياته غير نهائية.

صورة متعلقة توضيحية

فيما قالت صحيفة معاريف إنّه تمّ رصد 34 قذيفة صاروخية، اعترضت القبة الحديدية 25 منها، فيما سقطت خمس منها في الأراضي المحتلة، ولم تُشر إلى أنها معطيات غير نهائية مثلما ذكر جيش الاحتلال.

صورة متعلقة توضيحية

روايات إسرائيلية متضاربة حول أحداث مختلفة

مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة

أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيليّ مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، قتلت رصاصة أطلقتها القوات الإسرائيلية الصحفية شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/أيّار عام 2022.

وتضاربت الروايات بشأن مقتل الصحافية في شبكة الجزيرة، وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلي ومواقع إسرائيلية في روايتها الأولى –حينها- فإنَّ "الجيش الإسرائيليّ حيّد إرهابيين في مخيم جنّين"، ونسب الإعلام العبري الرواية، لمصادر عسكرية، لكنّه سارع في حذفها عن وسائطه الإعلامية، بعدما تبيّن، أنَّ صحفيين اثنين أصيبا، هما شيرين أبو عاقلة وعلي السمودي الذي نُقِل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وفي رواية مختلفة –في ذلك الوقت- نشرَ الجيش الإسرائيليّ وبحسب تقديراته الأولية، إنَّ شيرين قُتلت بسبب نيران المسلحين الفلسطيين أثناء تغطيتها للأحداث في مخيم جنيّن.

ونقلت وسائل إعلامية ما نشره الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، حول إمكانية مقتل شيرين أبو عاقلة بسلاح فلسطيني. 

صورة متعلقة توضيحية

وادّعت صحيفة هآرتس في روايتها مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، بحسب التقديرات الأولية، برصاص المسلحين الفلسطيين أثناء تغطيتها للأحداث في مخيم جنين في الضفة الغربية.

 وجاء بعد ذلك، على لسان رئيس الأركان الإسرائيليّ أفيف كوخافي، أنه لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار على شيرين أبو عاقلة، فنقلت وسائل إعلامية مختلفة: إنَّ شيرين قُتلت جراء تبادل لإطلاق النار في  "معقل التنظيمات الإرهابية" الواقعة في الضفة الغربية أثناء تغطيها الأحداث.

من جانبها، أوردت صحيفة ynet الإسرائيلية خبرًا مفاده، أنَّ شيرين قتلت في تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيليّ والتنظيمات الإرهابية.

تضارب المعلومات حول منفذ هجوم مستوطنة النبي يعقوب في القدس

تضاربت الرواية الإسرائيلية بشأن هوية منفذّ عملية القدس، عقب الهجوم في مستوطنة النبي يعقوب، قرب كنيس في القدس الشرقية، والذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص في 27 يناير/كانون الثاني من العام الجاري. 

وذكرت شبكة الجزيرة، نقلًا عن وسائل إعلام إسرائيلية في بثها المباشر، أنَّ منفذّ العملية هو "فادي عياش فلسطيني من مخيّم شعفاط في مدينة القدس، وينتمي لكتائب شهداء الأقصى"، قبل أن تتراجع الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن روايتها.

وتداولت الصحف العربية وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي وقتئذ، صورًا لفادي عياش، لكن الأخير نفى في منشور على صفحته في موقع فيسبوك بأن يكون له علاقة بتنفيذ العملية، مطالبا بعدم نشر اسمه وصوره.

صورة متعلقة توضيحية

وصدر عن الشرطة الإسرائيلية فيما بعد، بيان مفاده أنَّ منفذَّ العملية يُدعى خيري علقم، يبلغ من العمر 21 عامًا ويسكن في بلدة الطور في مدينة القدس.

تضارب المعلومات حول "مسلح أطلق الرصاص قرب حاجز الجلمة"

وفي تاريخ الثالث من إبريل/نيسان الجاري، تراجعت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خبر يفيد بمقتل شاب فلسطيني بجانب حاجز الجلمة في جنين الواقعة في الضفة الغربية بعد إطلاق النار عليه من قبل الجيش الإسرائيلي. وتناولت وسائل إعلامية عربية الخبر المضلل.

صورة متعلقة توضيحية

لتؤكد إذاعة الجيش الإسرائيلي لاحقًا أنَّ "حرّاس الأمن أطلقوا النار بعدما شاهدوا مسلحًا فلسطينيًا، وعلى إثر ذلك انسحب الفلسطيني من المكان، ولم تقع إصابات".

وهكذا يتبين أنّه يتوجب على الصحف والقنوات العربية، التدقيق في الأخبار والمعلومات التي تنقلها عن الوسائط الإعلامية الإسرائيلية قبل نشرها، خصوصًا فيما يتعلق بأحداث مرتبطة بالقضية الفلسطينية.

المصادر:

جيش الدفاع الإسرائيلي

Maariv

Ynet

الجزيرة

مسبار

Haaretz

Ynet

Tahaqaq

اقرأ/ي أيضًا

ما حقيقة الادّعاء بأن الفلسطينيين افتعلوا الأحداث في الأقصى؟

ادعاءات مضللة رافقت اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى   

الأكثر قراءة