` `

انتقائية وتضليل: أبرز الادعاءات التي رافقت اعتقال راشد الغنوشي

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
19 أبريل 2023
انتقائية وتضليل: أبرز الادعاءات التي رافقت اعتقال راشد الغنوشي
نشرت ادّعاءات مضللة وانتقائية حول تصريحات الغنوشي الأخيرة وبعد اعتقاله (فيسبوك)

منذ اعتقال السلطات التونسية لرئيس حركة النهضة والبرلمان التونسي المنحل راشد الغنوشي، بتاريخ 17 إبريل/نيسان الجاري، انتشرت أخبار مضللة في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية حول سبب اعتقال الغنوشي وسياق تصريحات أدلى بها يُعتقد أنّها السبب وراء هذا الإيقاف.

وأعلنت حركة النهضة مداهمة فرقة أمنية لمنزل الغنوشي واعتقاله، كما أعلنت محاصرتها للمقر المركزي للحركة في العاصمة والمطالبة بإخلائه للتفتيش، في اليوم ذاته.

ويأتي اعتقال الغنوشي، وفق مصدر أمني لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على خلفية تصريحات أدلى بها تعتبر "تحريضية". من جانبها أكدت الحركة أنّها لا تعرف سبب اعتقال رئيسها، الذي تم منع محامييه من الحضور خلال عملية استنطاقه، حينها.

تصريحات راشد الغنوشي بثت مباشرة وليست تسريبًا

من الادّعاءات التي نشرتها وسائل إعلامية تونسية وعربية أنّ تصريحات راشد الغنوشي التي اعتقل على إثرها مسربة. وذكر موقع "كابيتاليس" التونسي أنّ التصريح غير منشور في صفحة جبهة الخلاص الوطني.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

لكن بالتحقق وجد "مسبار" أنّ مداخلة الغنوشي بثت مباشرة في صفحة جبهة الخلاص الوطني، المعارضة للرئيس التونسي قيس سعيّد، بتاريخ 15 إبريل 2023.

وتدخل بعض القياديين من أحزاب مختلفة خلال الجلسة التي بثت مع تعليق "مباشر: اختتام المسامرات الرمضانية بفضاء مقر الاعتصام من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين". وجاء تدخل الغنوشي في الساعة الثانية وسبع دقائق و35 ثانية.

صورة متعلقة توضيحية

انتقائية وتحريف في نقل تصريح راشد الغنوشي

نشر موقع العين الإخبارية، مقالًا حول اعتقال راشد الغنوشي بعنوان "نحن أو الحرب الأهلية".. تهديد إخواني لاستعادة الحكم بتونس.

صورة متعلقة توضيحية

وذُكر فيه أنّ الغنوشي صرح "بأن إبعاد حزب النهضة من السلطة هو تمهيد للحرب الأهلية في تونس وبداية لانطلاقة الفوضى في البلاد".

ونسبت إليه القول إن "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية".

كما نقل موقع حفريات تصريحًا منسوبًا للغنوشي وقالت إنّه من فيديو مسرب له جاء فيه "تونس بدون النهضة والإسلام السياسي مشروع حرب أهلية"، وأضافت على لسانه أنّ "حل البرلمان من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد"، "لا يحتفى به، وإنّما يرمى بالحجارة".

صورة متعلقة توضيحية

من جانبه نقل موقع الوفد قول الغنوشي "إنّ تصوّر تونس دون نهضة ودون إسلام سياسي.. هو مشروع حرب أهلية". وأضاف عنه "ولذلك الذين استقبلوا الانقلاب باحتفال لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين، بل هم استئصاليّون وإرهابيون ودُعاة لحرب أهلية".

صورة متعلقة توضيحية

كما نسبت له قول "لا يجب التسامح مع الانقلاب ولا يجب التسامح مع من تورطوا في الانقلاب". وأوضحت أنه وصفهم "بالإرهابيين والاستئصاليين"، وأنّه زعم أنّ "الانقلاب لا يحتفى به وإنما يرمى بالحجارة".

كما نشر موقع كابيتاليس التونسي مقالًا بعنوان "راشد الغنوشي: تونس دون إسلام سياسي مشروع حرب أهلية".

صورة متعلقة توضيحية

وبالتحقق وجد "مسبار" أنّ هذه التصريحات محرفة وانتقائية، إذ لم يقل راشد الغنوشي في اجتماع سياسي في مقر جبهة الخلاص الوطني التونسي "نحن أو الحرب الأهلية"، كما لم يستثن حركة النهضة وحدها حين حذر من حرب أهلية بل تحدث عن إقصاء المكونات السياسية في تونس عامة.

وقال بالتحديد "هناك إعاقة في تونس، هي إعاقة فكرية وأيديولوجية، تؤسس في الحقيقة للحرب الأهلية". وأوضح "لأن تصور تونس بدون هذا الطرف أو ذاك، تونس بدون نهضة، تونس بدون إسلام سياسي، تونس بدون يسار، تونس بدون مكون من المكونات، هو مشروع حرب أهلية، هذا إجرام في الحقيقة".

وينقل لكم "مسبار" ما جاء على لسان الغنوشي خلال الاجتماع في مقر جبهة الخلاص.

مداخلة الغنوشي في مقر جبهة الخلاص كاملة

قال راشد الغنوشي "إنّ مشروع جبهة الخلاص الوطني مثل تطورًا حقيقيًّا في تاريخ المعارضة التونسية، وفيها معالجة عملية لإعاقة خطرة ظلت تحكم خلال العشرية السابقة وقبل حتى العشرية".

وأضاف "خاصة خلال العشرية عندما أصبحت النهضة في السلطة فتكونت جبهة إيديولوجية معادية لها بعدمية، وهذا أدى إلى الانقلاب في النهاية"، وزاد "وهذا أدى إلى أن يستقبل الانقلاب، وهذه فضيحة فكرية وسياسية أنّ الانقلاب في بلد الثورة تونس استقبل باحتفاء، وهذا دوخ الشعوب ومن كانوا يتابعون الثورة التونسية بإكبار وإعجاب".

وتساءل الغنوشي “كيف يُستقبل الانقلاب على الديمقراطية بهذا الاحتفاء؟ هذه فضيحة وينبغي أن يشتد الخطاب والإدانة لمن تورط في هذه الفضيحة”. وأضاف "الانقلابات لا يحتفى بها الانقلابات ترمى بالحجارة، لأن أشد المنكرات هو الاستبداد".

كما قال رئيس حركة النهضة "لأنّ النخبة التونسية أو قطاع كبير منها احتفى بالانقلاب هذه فضيحة ينبغي أن لا نتساهل معها وأن لا نمارس معها السماحة".

وزاد "يجب أن تدان بشكل، ولذلك ما حققته الجبهة هو نجاح حتى تتجاوز هذه الإعاقة".

وبين أنّ "هناك إعاقة في تونس، هي إعاقة فكرية وأيديولوجية، تؤسس في الحقيقة للحرب الأهلية". وأوضح "لأن تصور تونس بدون هذا الطرف أو ذاك، تونس بدون نهضة، تونس بدون إسلام سياسي، تونس بدون يسار، تونس بدون مكون من المكونات، هو مشروع حرب أهلية، هذا إجرام في الحقيقة".

الغنوشي أضاف أنّ من استقبلوا هذا الانقلاب باحتفاء، "لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين بل هم استئصاليون، بل هم إرهابيون، بل هم دعاة حرب أهلية" وفق قوله.

وتساءل "ما معنى أن تقول هذا الطرف غير موجود، هو موجود، إنكاره هو تمهيد. لذلك أعتبر أنّ هذه الصورة (مشيرًا بيده إلى صورة قياديين من الجبهة في السجن) التي أمامنا تنال إعجابي بشكل غير محدود، هذه الصورة هي صورة الجبهة ليس كلهم أعضاء فيها لأنّها ليست حزبًا، بل هي مثل الحركات الوطنية تجعل هدفًا كبيرًا لها مثل تحرير البلاد من الاستعمار، ثم باقي التفاصيل لا تدخل فيها".

وأشار "ما يجمع هؤلاء هي الحرية، هؤلاء الذين يحاكمون هي علامة انتصار، الرسالة التي بعثوا بها إلينا أننا تجاوزنا المعارك الإيديولوجية، تجاوزنا الاستئصال وأنّنا مجتمعون حول الحرية".

وقال الغنوشي “يوجد صورة ناقصة في الجهة المقابلة، صورة كان ينبغي أن تجمع بن علي والقنزوعي والسرياطي والقلال، صورة الثورة المضادة. لأنّ هذه الثورة مقابل الثورة المضادة”.

وأوضح "هؤلاء يحاكمون ورموز الثورة المضادة يحاكمون أيضًا في دوائر العدالة الانتقالية، لكن الذين يحاكمون في دوائر العدالة الانتقالية جرائمهم ثابتة، بالقتل والتعذيب وهم خارج السجن، بينما رموز الثورة يحاكمون وهم في غياهب السجون، ويعذبون أو يضطهدون".

وأكد الغنوشي أنّ "الجبهة جعلت هذه الصورة ممكنة يكفيها هذا النجاح". وقال "بين الثورة والثورة المضادة هل نجد وسطًا؟ ولذلك فإن الذين عبروا وقالوا هذه معركة تحرير وطني، هؤلاء ليسوا مخطئين لأنّه لا يوجد وسط بين الثورة والثورة المضادة، ونحن الآن نعاند الثورة المضادة التي حصلت في سوريا وحصلت في مصر".

وبين أنّ "من عجائب تونس أن الثورة والثورة المضادة في تونس تتعايشان في نفس المرحلة، يعني سجون فيها رموز الثورة ومحاكم تحاكم رموز الثورة المضادة".

واستدرك "لكن مع فرق، أين قيس الآن؟، واضح مكانه، قيس الآن مع القنزوعي والسرياطي ومع بن علي، صحيح أنهم يحاكمون في زمن قضائي، لكن الزمن السياسي لصالحهم. بينما هؤلاء (في إشارة لمسجوني الجيهة) يحاكمون والزمن السياسي ليس لصالحهم والزمن القضائي يُسخر من قبل الزمن السياسي". 

وفقه، "هنا نجد مفارقة كبيرة، صحيح أنّه كانت هناك معارضة لبن علي، لكن هل معارضات بن علي الرسمية هي التي صنعت الثورة؟".

وأجاب "لا الثورة قامت من خارج السيستام (النظام)، والمعارضون الذين مهدوا لهذا يحسب لهم، ولكن الثورة لم تأت من داخل السيستام". موضحًا "الذي يتوقع أنّه من داخل منظومة قيس سعيد سيحدث التغيير، مثلًا يقول ندخل الانتخابات القادمة، من قال إنّ هناك انتخابات ستجري؟ لأنّ من يقول إنّ انتخابات ستحدث عام 2024، فهو يحسب بدستور 2014، الذي ديس عليه. ولذلك لا يجب أن نبني على الأوهام".

وأضاف "هو صرح بوضوح لن أترك البلاد لغير الوطنيين، معنى ذلك أنّه أصبح الناطق باسم الوطنية، ولذلك ينبغي أن نبني على ماهو واقع اليوم وأن انقلابًا حصل، داس على مكاسب الثورة وأهم مكاسب الثورة هو الحرية. وهو أننا بعد قرون طويلة أصبحنا قادرين على تغيير حكامنا". 

واختتم "غيرنا الحاكم الأول، غيرنا المبزع، غيرنا المرزوقي، جئنا بالباجي، وغيرنا الباجي وجئنا بمن هو بعده، وهذا لأول مرة يحصل. وهذا المكسب يجب أن نحافظ عليه. نحتاج إلى ثورة حقيقية، نحتاج إلى هذه الصورة، هذا اللقاء الجامع بقطع النظر عن التفاصيل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية".

الغنوشي في الإيقاف بسبب تورطه في الإرهاب؟

نشرت منصة مداد نيوز، مقطع فيديو في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعليق "تنظيم الإخوان في تونس يلفظ أنفاسه الأخيرة.. توقيف راشد الغنوشي بسبب التورط في الإرهاب".

صورة متعلقة توضيحية

لكن وجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلل، إذ لم يعلن أي طرف رسمي تونسي أنّ الغنوشي، موقوف بتهم إرهابية، وذكرت وسائل إعلام تونسية على لسان المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني، الثلاثاء 18 إبريل 2023، بأن النيابة العمومية لدى المحكمة الابتدائية بتونس عهدت لفرقة مكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات والاتصال، للمباشرة في التصريحات التي أدلى بها رئيس حركة النهضة.

صورة متعلقة توضيحية

من جانبها نقلت إذاعة موزاييك إف أم، اليوم 19 إبريل، أن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس قررت فتح تحقيق قضائي ضد الغنوشي وعدد من قيادات حركة النهضة من أجل تهم "تعلقت بالتآمر على أمن الدولة الداخلي وتدبير الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة".

صورة متعلقة توضيحية

يُذكر أنّ راشد الغنوشي خضع للتحقيق في عدة قضايا منذ الإعلان عن إجراءات الرئيس قيس سعيّد في 25 يوليو 2021، منها قضية شركة "انستالينغو" (مختصة في الإعلام) وقضية "التسفير إلى بؤر التوتر" وقضية جمعية "نما تونس" بتهمة تبييض أموال. وبعد ساعات من التحقيق تم الإبقاء عليه في حالة سراح.

مقاطع فيديو مضللة وليست لفرح تونسيين باعتقال الغنوشي

تحقق "مسبار" من مقطعي فيديو نشرا عقب اعتقال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي.

إذ نشرت صفحات وحسابات مقطع فيديو ادّعت أنّه يوثق احتفال تونسيين أمام منزل رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، بعد اعتقاله. لكن وجد "مسبار" أنّه قديم ومنشور منذ 26 يوليو/تموز 2021، أي بعد إجراءات الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم 25 يوليو، والتي أعلن فيها عن تعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.

كما تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعت أنّه لاحتفال تونسيين باعتقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي تبين أنّه منشور منذ 25 يوليو 2022، بالتزامن مع الاستفتاء على مشروع الدستور التونسي الذي اقترحه قيس سعيّد.

يُشار إلى أنّ السلطات التونسية أغلقت مقار حركة النهضة التونسية ومقر جبهة الخلاص الوطني إلى أجل غير معلوم.

ادعاءات مضللة وغير دقيقة حول الاستقرار المالي والدعم الخارجي لتونس

الادّعاءات المضللة حول المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

 

المصادر

جبهة الخلاص الوطني

حركة النهضة التونسية

جوهرة إف أم

Kashf TV كشف

الترا تونس

وكالة رويترز

إكسبريس إف أم

موزاييك إف أم

وكالة الأناضول

الأكثر قراءة