` `

أوروبا تدعو إلى تصنيف المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي

إسلام عزيز إسلام عزيز
تكنولوجيا
9 يونيو 2023
أوروبا تدعو إلى تصنيف المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي
أصبح لدى الشركات القدرة على نشر المعلومات المضللة بسبب الذكاء الاصطناعي(Getty)

حثّ الاتحاد الأوروبي شركات التكنولوجيا لتكثيف جهودها في مكافحة المعلومات الزائفة عن طريق إضافة تسميات إلى النصوص والصور والمحتويات الأخرى الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. 

وقالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، فيرا جوروفا، إن قدرة الجيل الجديد من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على إنشاء محتوى ومرئيات معقدة في ثوانٍ تثير "تحديات جديدة لمكافحة المعلومات المضللة".

وأضافت جوروفا خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، أنها طلبت من شركات التكنولوجيا مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت وتيك توك، وغيرها من الشركات التي وقعت على الاتفاق الطوعي للكتلة المكونة من 27 دولة بشأن مكافحة المعلومات المضللة للعمل على معالجة مشكلة الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن المنصات التي دمجت الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدماتها، مثل محرك بحث بينغ من مايكروسوفت وروبوت الدردشة براد من غوغل، يجب أن تعمل على إجراءات وقائية لمنع "الجهات الخبيثة" من توليد معلومات مضللة.

وأكدت أن الشركات التي تقدم أي خدمات أصبح لديها القدرة على نشر المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي حاليًا، مشيرة إلى أنه يجب أن تُطرح تقنية "للتعرف على هذا المحتوى وتسميته بوضوح للمستخدمين".

وقالت جوروفا إن لوائح الاتحاد الأوروبي تهدف إلى حماية حرية التعبير، موضحة "لكن عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، لا أرى أي حق للآلات في أن تتمتع بحرية التعبير".

قلق من تسبب الذكاء الاصطناعي في انتشار التضليل

أثار الارتفاع السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية، التي لديها القدرة على إنتاج نصوص وصور ومقاطع فيديو شبيهة بالبشر، دهشة الكثيرين وأذهلت العديد بقدرتها على تغيير العديد من جوانب الحياة اليومية. وتحاول أوروبا أن تلعب دورًا رائدًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي، من خلال قانون الذكاء الاصطناعي الخاص بها، لكن التشريع لا يزال بحاجة إلى الموافقة النهائية ولن يدخل حيز التنفيذ لعدة سنوات.

ويشعر المسؤولون في الاتحاد الأوروبي، الذي يقدم أيضًا مجموعة منفصلة من القواعد هذا العام لحماية الأشخاص من المحتوى الضار عبر الإنترنت، بالقلق من أنهم بحاجة إلى التصرف بشكل أسرع لمواكبة التطور السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، وفقًا لتقارير صحافية.

حتى أن السياسيين استخدموا الذكاء الاصطناعي نفسه للتحذير من مخاطره، إذ استخدمت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، أداة الذكاء الصناعي تشات جي بي تي، لصياغة افتتاح خطاب لها أمام البرلمان الأسبوع الفائت.

وألقت ميت فريدريكسن خطابها في البرلمان، لتسليط الضوء على هذه التكنولوجيا التي لا تخلو من المخاطر، وبعد الانتهاء من قراءة مقدمة خطابها، قالت إن "ما قرأتُه للتو ليس صادرًا عني، أو عن أي إنسان آخر".

وأضافت "رغم عدم تحقيق الهدف منه على الدوام، سواء في تفاصيل برنامج عمل الحكومة أو علامات الترقيم، فإن ما يمكن لتشات جي بي تي أن يفعله يثير مشاعر متضاربة من الدهشة والرعب في آن معًا”.

وقال مسؤولون أوروبيون وأميركيون، إنهم بصدد وضع مدونة سلوك طوعية للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون جاهزة في غضون أسابيع كطريقة لسد الفجوة قبل أن تدخل قواعد الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ.

وستصبح الالتزامات الطوعية المماثلة في قانون المعلومات المضللة للكتلة التزامات قانونية بحلول نهاية شهر أغسطس/آب، بموجب قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، والذي سيجبر شركات التكنولوجيا على مراقبة منصاتها بشكل أفضل لحماية المستخدمين من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والمواد الضارة الأخرى.

وتم تسجيل معظم الشركات الرقمية العملاقة بالفعل في ميثاق مكافحة المعلومات المضللة في الاتحاد الأوروبي عام 2018، والذي يتطلب من الشركات قياس عملها في مكافحة المعلومات الخاطئة وإصدار تقارير منتظمة حول التقدم الذي تحرزه.

وكان موقع تويتر قد انسحب من الميثاق الشهر الفائت، فيما بدا أنه أحدث خطوة من جانب إيلون ماسك لتخفيف القيود على شركة التواصل الاجتماعي بعد أن اشتراها العام الفائت.

وكان من الأمثلة الحديثة عن التزييف العميق بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتم الكشف عنه، صورة واقعية للبابا فرانسيس مرتديًا سترة بيضاء منتفخة وصورة لدخان أسود متصاعد بجوار مبنى مصحوبًا بدعوى أنه أظهر انفجارًا بالقرب من البنتاغون، وأمثلة أخرى نشرها "مسبار" في تقرير "كيف نكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي؟". 

المصادر:

pbs

theguardian

politico

اقرأ/أيضًا

مسؤول أوروبي: تويتر ينسحب من اتفاق طوعي في الاتحاد الأوروبي لمكافحة المعلومات المضللة

الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي وليست لشجرة برتقال في اليمن

الأكثر قراءة