` `

هل تنبّأت "عيون الظلام" بفايروس كورونا؟

أسماء الغول أسماء الغول
ثقافة وفن
11 مارس 2020
هل تنبّأت "عيون الظلام" بفايروس كورونا؟
تدور أحداث الرواية حول أُمٍ تحاول أن تكتشف السر الحقيقي وراء موت ابنها (Getty)

الادعاء

 رواية عيون الظلام التي نشرت عام 1981 تتنبّأ بظهور فايروس كورونا المستجد "كوفيد19"

الخبر المتداول

يتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ منتصف فبراير/شباط المنصرم حتى تاريخ هذا التقرير، مقتطفاتٍ من روايةٍ نُشرت قبل 39 عاماً للكاتب الأميركي دين كونتز، في إشارةٍ إلى أنّه تنبّأ في هذه المقتطفات بظهور فايروس كورونا المستجد.

 الرواية التي كتبها كونتز عام 1981، تحت عنوان "عيون الظلام"، قال ناشطون أنّه تحدّث بها عن فايروس قاتل يدّعى "ووهان400" يصيب العالم عام 2020، وأنه صُنّع ضمن حرب بيولوجية، وكان مركز انتشاره من مدينة ووهان الصينية؛ ليحد من تكاثر السكان في الكرة الأرضية.

 

 

 

 

تحقيق مسبار

تحقّق "مسبار" من الرواية، واستطاع عبر الانترنت الحصول على طبعة عام 2008، ليجد أنّ الكاتب بالفعل في الطبعة الجديدة للكتاب يتحدث عن سلاح بيولوجي عبارة عن فايروس اسمه "ووهان 400" مصدره المدينة ذاتها في الصين.

 إلّا أنّه لم يأتِ على ذكر كورونا أو أعراضه الأساسية كالأزمة التنفسية وارتفاع درجة الحرارة أو مدة حضانة الفايروس التي تتراوح بين عشرة أيام إلى أسبوعين، بل تأتي روايته في معرض حديثه عن الخيال العلمي والتشويق، وحبكة عن حرب السلاح البيولوجي بين الدول الكبرى.

 وفي أدب روايات الخيال العلمي ليس أمراً نادراً التحدث عن حرب بيولوجية، واختبارها على البشر، وتدور أحداث الرواية حول أُمٍ تحاول أن تكتشف السر الحقيقي وراء موت ابنها الذي قُتل في حادث، لكن شيئاً فشيئاً تكتشف الحقيقية وأنه لا يزال حياً.

 

أمّا المفارقة الحقيقة، فإنّ هذه التفاصيل جميعها لم تأتِ في الرواية التي كتبها دين كونتز قبل 39 عاماً، بل جاءت فقط بالطبعة الثانية من روايته، وكان اسم السلاح في الطبعة الأولى Gorki-400نسبة إلى مدينة روسية، إذ كانت روسيا هي العدو لأميركا في ذلك الوقت، أما في الألفية الثانية لم تعد روسيا كاتحاد سوفيتي تشكّل أي خطر على أميركا، أي أنّها لم تعد المنافس الأول لها، لذلك وجّه الكاتب قلمه إلى الصين ومدينة ووهان تحديداً، وبذلك غير اسم سلاحه والعدو المستهدف في روايته.

بحث "مسبار" طويلاً عن النسخة لعام 1981 لكن لم يجد أثراً لها على شبكة الانترنت إلّا أنّ موقع كشف الحقائق الأميركي سنوبز نشر صورة لهذا الجزء منها.

أمّا كيف جاء اسم مدينة "ووهان" بالذات التي انتشر منها فايروس كورونا المستجد الذي يذهب ضحيته الآن المئات من مختلف دول العالم، فمن المهم الإشارة إلى أنّ مختبر ووهان العلمي لدراسة الفيروسات الخطيرة كان وقت الطبعة الثانية قيد الإنشاء وحدثاً عالمياً، كما أنّ مدينة ووهان لديها تاريخ مع المختبرات العلمية والبحثية منذ عقود.

وكان "مسبار" نشر في تقرير سابق أنّ الموافقة على بناء المختبر جاءت من الأكاديمية الصينية للعلوم في عام 2003، وتم تصميم المختبر وبناؤه بمساعدة فرنسية كجزء من اتفاقية تعاونية لعام 2004 بشأن الوقاية من الأمراض المعدية الناشئة ومكافحتها. لكن تعقيد المشروع، ونقص خبرة الصين، وصعوبة الحفاظ على التمويل وإجراءات الموافقة الحكومية الطويلة جعلت البناء يكتمل في نهاية عام 2014، إذن فإنّ كلّ هذه التفاصيل لا تجعل خيار الكاتب صعباً للمدينة وشكل السلاح بأنَ يكون عبارة عن فايروس وكذلك اختيار اسمه.

ومن الممكن القول أنّ تداول الأمر بهذا الشكل ما هو إلا سعي وراء الإثارة وجذب أكبر عدد من القراء والمتابعين، خاصة أنّ الأغلبية الآن تبدو مفتونة بموضوع فايروس كورونا المستجد وأسباب انتشاره المفاجئة، لذلك فإنّ أي قصة خيالية ستتحدث عن الأمر من قريب أو بعيد سيتم تسليط الضوء عليها كما حدث مع مقال للكاتب المصري د. أحمد خالد توفيق خلال الشهر الجاري.

 

 

تصنيف الخبر

إثارة

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة