` `

نعم ثقب الأوزون يتعافى.. لكنها حقيقة ناقصة

أسماء الغول أسماء الغول
علوم
9 أبريل 2020
نعم ثقب الأوزون يتعافى.. لكنها حقيقة ناقصة
هناك ثقب جديد في طبقة الأوزون (Getty)

الادعاء

ثقب الأوزون يتعافى.

الخبر المتداول

تداولت مواقع إخبارية، وبعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، خبراً مفاده أن وكالة الفضاء الأوروبية أعلنت أن ثقب الأوزون الضخم فوق القطب الشمالي الناتج عن انخفاض درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير سينغلق في أواسط أبريل/نيسان الجاري.

صورة متعلقة توضيحية

صورة متعلقة توضيحية

 

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقّق "مسبار" من الأخبار من أكثر من موقع علمي، ليجد أن الأخبار باللغة العربية حول تعافي طبقة الأوزون من تحلل الغاز وبمعنى آخر "سد ثقب الأوزون" يمكن تصنيفها  بالانتقائية، بل تصل إلى حد التضليل في حال رُبط هذا التعافي بأزمة انتشار وباء كورونا المستجد "كوفيد 19".

وعند فحص هذه الأخبار العلمية في موقع وكالة الفضاء الأوروبية، وجد "مسبار" أنها تتحدث عن ثقب جديد في طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي تقدر مساحته بأقل من مليون كيلومتر مربع، سببه الانخفاض الشديد في درجات الحرارة في الغلاف الجوي، ما أدى إلى تحلل في غاز الأوزون، إلا أنه يعتبر صغيراً مقارنة بثقب الأوزون الأشهر فوق القطب الجنوبي والذي تبلغ مساحته من 20 إلى 25 مليون كيلومتراً مربعاً. ومن هنا جاءت الأخبار عن توقع إغلاق الثقب، ووقف استنفاد غاز الأوزون فوق القطب الشمالي مع منتصف شهر ابريل/ نيسان الحالي.

تنفي المواقع المتخصصة في الفضاء والطقس أي علاقة لهذه التطورات بالحجر الصحي الذي يتبعه العالم الآن عقب انتشار وباء كورونا، وانحسار أنشطة البشر وبالتالي انحسار التلوث، بل إن الالتئام يحدث مع تغير درجات الحرارة وحركة الرياح، وانتشار الغازات الدفيئة، وبالتأكيد عمل الدول باتفاقية مونتريال 1987 التي تنص علي تقليل الانبعاثات الكونية للأنشطة البشرية المؤدية لتآكل طبقه الأوزون مثل مركبات الكربون الكلورية فلورية والهالونات.

ومن هنا نلاحظ مدى التبدل الذي حدث في المعلومات لتصل باللغة العربية، فتصبح " مشكلة ثقب الأوزون سيتم حلها"، دون الحديث عن ثقب جديد جرى رصده فوق القطب الشمالي، وأنه هو الذي سيتماثل للالتئام قريباً.

أما الثقب الأكبر والأشهر فوق القطب الجنوبي فقد وجدت وكالة الفضاء الأوروبية أنه يتعافى ببطء وتدريجياً، فمن خلال التقييم العلمي للوكالة منذ عام 2018 لاستنفاد الأوزون، تظهر البيانات أن طبقة الأوزون في أجزاء من الستراتوسفير قد تعافت بمعدل 1-3 ٪ لكل عقد منذ عام 2000، وعند هذه المعدلات المتوقعة، فمن المتوقع حدوث التعافي الكامل من تحلل طبقة الأوزون في نصف الكرة الشمالي، بحلول عام 2030، تليها نصف الكرة الجنوبي حوالي عام 2050، أما المناطق القطبية بحلول عام 2060.

وكان تحلل غاز الأوزون فوق القطب الجنوبي سبباً رئيسياً للقلق لأكثر من أربعة عقود، وهو وراء تخفيض إنتاج المواد الكيميائية المستنفدة للأوزون بشكل كبير، بموجب بروتوكول مونتريال لعام 1987، وكان التراجع جيداً في استخدام هذه المواد، لكن فجأة في عام 2018 تم الكشف عن انبعاث غازات غير مصرح بها من شرق الصين ساهمت في تراجع هذا التعافي للثقب.

ومن المعروف أن طبقة الأوزون تحمي الأرض من المستويات الضارة من الأشعة فوق البنفسجية، والتي تسبب سرطان الجلد وإعتام العين.

صورة متعلقة توضيحية صورة متعلقة توضيحية صورة متعلقة توضيحية

صورة متعلقة توضيحية

تصنيف الخبر

انتقائي

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة