` `

في يد أوباما كتابٌ يتنبأ بنهاية أميركا.. ما القصة؟

مجد أبو عامر مجد أبو عامر
سياسة
9 يونيو 2020
في يد أوباما كتابٌ يتنبأ بنهاية أميركا.. ما القصة؟
التُقطت الصورة في ولاية مونتانا عام 2008 (فيسبوك)

الادعاء

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يحمل كتابًا يتنبأ بنهاية أميركا على يد "رجل أسود".

الخبر المتداول

تتداول مواقع إلكترونية وصفحات وحسابات على موقع فيسبوك منذ عام 2012، صورةً للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وهو يحمل كتابًا يحمل عنوان "عالم ما بعد نهاية أميركا"، لتشير مرةً أن الكتاب يتنبأ بانهيار ما وصفته بـ"الإمبراطورية الأميركية الماسونية" وحليفتها "إسرائيل"، إثر حرب أهلية أميركية تُعيد أوباما إلى الحكم ليوحّد "أصحاب البشرة السوداء"، وبالمقابل تصعد قوة إسلامية في الشرق الأوسط لتحكم العالم، وذكر بعضها أن مؤلف الكتاب فريد زكريا هو هندي مسلم، مُدعيةً أن الكتاب يُعبّر عن منظور إسلامي لعالم "ما بعد أميركا".

A screenshot of a social media post

Description automatically generated
صورة متعلقة توضيحية
A screenshot of a person

Description automatically generated

تحقيق مسبار

تحقّق "مسبار" من الادعاء ووجد أنّه زائف، رغم أنّ الصورة المتداولة صحيحة، فهي تعود إلى صحيفة نيويورك تايمز، والتُقطت عام 2008، لحظة وصول أوباما إلى مدينة بوزمان في ولاية مونتانا الأميركية لحضور حملة انتخابية. إلّا أن التعليقات المُصاحبة للصورة تحملُ العديد من المغالطات نُفصّلها فيما يلي، وهذا ليسَ محصورًا على التناول العربي للصورة، إنما أيضًا في الأوساط الأمريكية أيضًا.

بدايةً، يندرجُ كتاب فريد زكريا "The Post–American World" الصادر عام 2008، في فضاء الدراسات الاستشرافية حول شكل النظام العالمي ومستقبله، مُحاورًا النقاش الأكاديمي المُستمر منذ تفكّك الاتحاد السوفييتي (1991)، والذي تساءل: هل العالم متجهٌ إلى عالمٍ أحادي القطب، ثنائي القُطب، أم متعدّد الأقطاب؟ وقد تُرجم الكتاب إلى العربية عام 2009 من قِبل بسّام شيحا، وفيما يتعلقُ بالمغالطات نوضّحها فيما يلي، بعد الاطلاع على الكتاب:

المغالطة الأولى: عنوان الكتاب هو "The Post–American World"، وترجمه إلى العربية حسام شيحا إلى "عالم ما بعد أميركا"، وليس "عالم ما بعد نهاية أميركا".

المغالطة الثانية: صحيحٌ أن الصحافي وعالم السياسية الأميركي (من أصل هندي) فريد رفيق زكريا (56 عاماً)، قد ولد في الهند لعائلة مسلمة، إلّا أنّه أشار في مقابلاتٍ عدّة أنه لا يعتبرُ نفسه رجلاً مُتديناً، وبالتالي من الخطأ وصفه بالكاتب المُسلم، إضافةً إلى أنّ توجهه السياسي أبعد ما يكون عن "الفكر الإسلامي"، فهو يُعرّف نفسه على أنّه "وسطي"، وآخرون يشيرون يصفونه بالليبرالي أو المحافظ أو المعتدل.

المغالطة الثالثة: لا يُشير الكتاب بأي طريقة، إلى أن الولايات المتحدة ستنهار أو تفقد مكانتها السياسية أو الاقتصادية، إنما يُشيرُ إلى صعود قوى أخرى في العالم مع حفاظ الولايات المتحدة على مكانتها.

المغالطة الرابعة: لم يشر الكتاب بأي طريقة إلى دمار وسقوط الولايات المتحدة الأمريكية مع "طفلتها" إسرائيل، إنما وصف العلاقة الأميركية-الإسرائيلية على أنها تحالف وجودي/ طبيعي، أكثر مما هي تبادل دبلوماسي، أو محكومة بتغيّر الإدارات الحاكمة في واشنطن أو تل أبيب.

المغالطة الخامسة: لم يتنبأ الكتاب بسقوط الولايات المُتحدة على يدِ "رجلٍ أسود"، ولا عودة أوباما وسقوط ترامب، إنما أشار أن أخطر تحدي يواجه الولايات المتحدة حالياً هو ضعفها السياسي، مقابل تعاظم قوى أخرى، مما قد يتسبّب بتراجع دورها المركزي.

تصنيف الخبر

زائف

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة