الصحة العالمية لم تُعلن حالة الطوارئ بسبب تفشي جدري القرود

تحقّق "مسبار" من الخبر المتداول وتبيّن أنّه زائف، إذ لم تُعلن منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ بسبب تفشي فايروس جدري القرود، ولم ينشر أيّ مصدر رسميّ الخبر.

تقارير منظمة الصحة العالمية عن جدري القرود

وفي 20 مايو/أيّار الجاري، نشرت منظمة الصحة العالمية بيانًا، قالت فيه إنّها تعمل مع شركائها على فهم مدى وسبب تفشي جدري القرود. وأضافت "يتوطّن هذا الفايروس في بعض المجموعات الحيوانية في عدد من البلدان، مما يؤدي إلى ظهور فاشيات بين السكان المحليين والمسافرين من حين إلى آخر".

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّها تعمل مع البلدان المتأثرة وغيرها، لتوسيع نطاق رصد المرض للعثور على الأشخاص المحتمل إصابتهم وتزويدهم بالدعم، وتقديم إرشادات بشأن كيفية التعامل العلاجي مع المرض. ولا تزال منظمة الصحة تتلقى أحدث المعلومات عن تفشي الفايروس في البلدان التي ظهرت فيها إصابات بجدري القرود.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنّها تلقت تقارير من 12 دولة، معظمها في أوروبا، تؤكد إصابة عشرات الأشخاص بمرض جدري القرود، مشيرة إلى وجود حالات أخرى يشتبه في إصابتها بالمرض، مع توقعها ظهور مزيد من الحالات عالميًا.

وأضافت المنظمة أنّ "المعلومات المتاحة تشير إلى أنّ انتقال العدوى من إنسان لآخر، يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض".

وقال ديفيد هيمان المسؤول في منظمة الصحة العالمية لوكالة رويترز، إنّ لجنة دولية من الخبراء اجتمعت في مؤتمر عبر تقنية الفيديو، للنظر فيما يلزم دراسته حول تفشي المرض، بما في ذلك إذا كان هناك أي انتشار من دون ظهور أعراض، ومن هم الأكثر عرضة للخطر، والطرائق المختلفة للانتقال.

وأضاف هيمان أنّه "من المعقول بيولوجيًا أنّ الفايروس كان ينتشر خارج البلدان التي يتوطّن فيها، لكنه لم يؤدِّ إلى تفشٍّ كبير نتيجة إجراءات الإغلاق المتعلقة بمكافحة كوفيد-19 والتباعد الاجتماعي وقيود السفر". وشدّد على أنّ تفشي جدري القرود لا يشبه الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19، لأنّه لا ينتقل بسهولة. 

وقال خبراء في الصحة إنّ المرض لن يؤدي إلى انتشار وباء جديد بمستوى كوفيد-19، ويحذرون من خطورته، ويدعون إلى ضرورة التعامل معه بجدية. 

ما هو جدري القرود؟

ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية وجهات صحية أخرى، يُعدّ جدري القرود من الأمراض المعدية التي تكون عادةً متوطنة في أجزاء من غربيّ ووسط أفريقيا، وينتشر الفايروس عن طريق الاتصال الوثيق، ويمكن احتواؤه بسهولة نسبيًا عبر تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة الشخصية.

وجدري القرود هو مشابه لمرض الجدري، لكنه يعدّ أقل خطورة وأقل عدوى. كما يعدّ مرضًا نادرًا، واكتُشف الفايروس للمرة الأولى في مختبرات الدانمارك، في القرود المستخدمة في البحث عام 1958، وتم الإبلاغ عن أوّل إصابة بشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.

وفي بريطانيا وعدد من الدول التي ظهر فيها المرض مؤخرًا، تواصل منظمات الصحة تحقيقاتها في أسباب انتشار الفايروس، بعد أن ارتفعت أعداد الإصابات.

وبدأت المملكة المتحدة في تلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين قد يكونون في خطر أثناء رعاية المرضى بلقاح الجدري، والذي يمكن أن يحمي أيضًا من جدري القرود.

اقرأ/ي أيضًا:

لم يتنبأ مسلسل عائلة سمبسون بظهور جدري القردة

السعودية لم تعلن إغلاق مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية لمدة أربعة أشهر