عدم ذكر الإسلام كدين للدولة في تونس مقترح لمسودة الدستور الجديد ولم يتبن رسميًّا

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه يحتوي على إثارة، إذ لم تقر تونس رسميًّا عدم إدراج الإسلام دينًا للدولة في دستورها بل هو مقترح تحدث عنه رئيس الهيئة المكلفة بكتابة مسودة الدستور.

وقال الصادق بلعيد الرئيس المنسق للهيئة الوطنية الاستشارية لإعداد دستور الجمهورية الجديدة، إنه "سيعرض على الرئيس التونسي قيس سعيّد مسودة لدستور لن تتضمن ذكر الإسلام كدين للدولة، بهدف التصدي للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية".

وأضاف في حديث له مع وكالة الأنباء الفرنسية "ثمانون في المئة من التونسيين ضد التطرف وضد توظيف الدين من أجل أهداف سياسية. وهذا ما سنفعله تحديدًا وسنقوم بكل بساطة بتعديل الصيغة الحالية للفصل الأول".

الهيئة المكلفة بكتابة المسودة

صدر المرسوم عدد 30 الذي ينص على تشكيل هيئة مكلفة بإعداد مسودة دستور جديد في البلاد في 20 مايو/أيار الفائت. وينص المرسوم على تشكيل ثلاث لجان تعمل ضمن الهيئة على أن "يرفع الرئيس المنسق إلى رئيس الجمهورية تقارير دورية عن تقدم أعمال لجنة الحوار"، وأن "يقدم له تقريرها النهائي طبقًا للفصل الثاني من هذا المرسوم في أجل أقصاه يوم 20 يونيو/حزيران الجاري".

وينص الفصل الثاني على أن يقدم هذا المشروع إلى رئيس الجمهورية، وأن تنشر نتائجه بإذن الرئيس أيضًّا وهو المخول وفق المرسوم لتبنّي المقترحات التي سترد في المسودة أو رفضها قبل عرضها على الاستفتاء الذي من المقرر أن يُجرى في 25 يوليو/تموز المقبل.

أي أنّ مقترح عدم إدراج الإسلام دينًا للدولة مازال في طور العمل عليه ضمن مسودة الدستور ولم يتبناه الرئيس بعد.

الإسلام دين الدولة في دستور 2014

ينص الفصل الأول من دستور تونس لعام 2014 على أنّ "تونس دولة حرّة، مستقلّة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها".

الدعوة لاستفتاء على الدستور

يُذكر أنّ قيس سعيّد بعد إعلانه عن إجراءاته التي اتخذها في يوليو 2021، واحتكاره للسلطات في البلاد، أقر خارطة طريق سياسية تهدف لتغيير الدستور الحالي واستفتاء الشعب في 25 يوليو المقبل على دستور جديد، وصولًا إلى انتخابات تشريعية نهاية العام الحالي، وسط معارضة داخلية له ومخاوف من العودة للحكم الاستبدادي في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا

هل حقًّا استغرقت صياغة مسودة دستور 1958 في فرنسا أسبوعًا واحدًا فقط؟

تضمن الدستور التونسي كلمة اقتصاد ولكن ليست في الفصول التي ذكرها بلعيد