` `

لوموند الفرنسية لم تقل في عنوان أحد مقالاتها إنّ تونس محمية الجزائر

عائشة غربي عائشة غربي
سياسة
19 سبتمبر 2022
لوموند الفرنسية لم تقل في عنوان أحد مقالاتها إنّ تونس محمية الجزائر
تحدثت الصحيفة عن الظل الذي تلقيه الجزائر على تونس (Getty)

الادعاء

جريدة "لوموندالفرنسية تصدر تحقيقًا بعنوان "تونس محمية الجزائر". 

الخبر المتداول

تتداول صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، حديثًا، صورة مقال منسوب لصحيفة لوموند الفرنسية، قالت إنّه صدر مؤخرًا بعنوان "تونس محمية الجزائر". وذكرت أنّه لتحقيق يتطرق لوقائع ومعلومات جعلت قيس سعيّد يرسم تونس ولاية جزائرية.

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ لم تعنون صحيفة لوموند الفرنسية مقالها بأنّ "تونس محمية الجزائر" بل جاء المقال بعنوان "الظل الذي تلقيه الجزائر على تونس الضعيفة".

وجاء في المقال الذي نُشر بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول الجاري، أنّ "الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وتونس بشأن الصحراء الغربية تغذيها قبضة الجزائر المتزايدة على جارتها الشرقية الصغيرة التي تعيش في حالة شبه إفلاس مالي".

صورة متعلقة توضيحية

وورد في المقال أنّ "الغضب المغربي لا يتراجع"، وأنّ الأزمة التي اندلعت في 26 أغسطس/آب الفائت، بين الرباط وتونس بشأن الصحراء الغربية مقدّرٌ لها أن تدوم، مما يلقي بظلاله على التوازن الاستراتيجي لبلد مغاربي أضعف استقراره بالفعل بسبب الانقسام الجزائري المغربي. 

وأضافت أنّ المملكة المغربية تعمل على مواصلة الضغط على الرئيس التونسي قيس سعيد الذي، في رأيها، تجاوز الخط الأحمر للملاءمة الدبلوماسية، من خلال منح ترحيب جدير برئيس دولة لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، في اليوم السابق لافتتاح القمة اليابانية الأفريقية (تيكاد 7).

وأشارت الصحيفة أنّ الغضب المغربي تغذى على قناعة، أنّ حادثة مطار تونس قرطاج ليست مجرد حادث بسيط، لكنها تنبع من اصطفاف تونس المتزايد مع الجزائر منذ انتخاب الرئيس قيس سعيد في عام 2019، وبشكل خاص منذ انقلابه في يوليو 2021. وأضافت على لسان نزار الدردابي الضابط الكبير السابق في الدرك الملكي والخبير الأمني قوله "لقد فقدت تونس بوضوح سيادتها في السياسة الخارجية". وأنّه من الواضح أن النظام الجزائري يملي إرادته الآن، على الأقل في قضية الصحراء.

وأشارت الصحيفة أنّه "في اليوم التالي لانقلاب سعيد في صيف عام 2021. سرعان ما وجد رئيس الدولة التونسي نفسه محاصرًا بين المحور الذي شكلته مصر والإمارات العربية المتحدة، وهو مصدر إلهام محتمل لهجومه على الإسلاميين من حزب النهضة، والجزائر التي كانت قلقة من رؤية فنائها الخلفي التونسي تحت سيطرة رعاة جدد. وذكرت على لسان مسؤول تونسي كبير سابق لم تذكره "تونس للجزائر، ولبنان لسورية".

وتطرقت الصحيفة أيضًا، إلى تأثير الوضع المالي في تونس على العلاقة مع الجزائر وموقفها من قضية الصحراء الغربية، إذ قالت إنّه "على شفا الإفلاس المالي بالنسبة لنظام الجزائر، أصبح الدومينو التونسي أكثر استراتيجية، وأدى التحالف الجديد بين المغرب وإسرائيل، الذي ختمه تطبيع ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى تأجيج مخاوفه من تطويق الغرب والشرق". 

وزادت أنّه "على مدى الأشهر، انتهى الأمر بتونس التي كانت على وشك الإفلاس المالي بالاستجابة لطلبات معينة من الجزائر، والتي كانت أكثر سخاء، وقدمت قرضًا بقيمة 300 مليون دولار في نهاية عام 2021.

وقالت إنّ تونس منحت في هذا السياق، هدية دبلوماسية لطيفة للجزائر بالامتناع في أكتوبر 2021، إلى جانب الروس، أثناء التصويت على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية.

وجاء في المقال “كان هذا بالنسبة للرباط أول إنذار جاد، نذير تحول في تونس”.

وقالت الصحيفة “هذا الظل الذي تلقيه الجزائر على تونس لا يؤثر فقط على الدبلوماسية. كما أنه يحد الآن من مساحة المناورة الداخلية لقيس سعيّد. وبحسب مصدر مقرب من النهضة، فقد أعلن الجزائريون في تونس أنهم ضد اعتقال راشد الغنوشي، رئيس الحزب الإسلامي التونسي المحافظ الذي يسعى السيد سعيد إلى ربطه بالإجراءات القانونية”.

كما تطرقت إلى دعوة الجزائر للأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الخامس من يوليو/تموز الفائت ومحاولة التأثير في الحياة السياسية والاجتماعية في تونس، “عبر تفعيل وسيلتي ضغط من أجل تأمين القفل التونسي. أولًا، سلاح الغاز الجزائري الذي تستمد منه تونس 99٪ من طاقتها الكهربائية. وثانيًا، أثر إغلاق الحدود بشكل كبير على الاقتصاد التونسي، ولا سيما قطاع السياحة”.

بداية الأزمة التونسية الجزائرية

وبدأت الأزمة بين المغرب وتونس، عندما استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيّد، يوم 26 أغسطس الفائت، زعيم جبهة البوليساريو في قصر قرطاج، على هامش مشاركته في الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي الياباني، الذي استضافته تونس في 27 و28 من الشهر نفسه.

ولم يتأخر الردّ المغربي على الخطوة التونسية، إذ أعلن المغرب، في اليوم نفسه عبر بيان من وزارة الخارجية، عدم مشاركته في أعمال القمة، كذلك استدعاء سفيره في تونس للتشاور.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية التونسية، في بيان نشرته في 27 أغسطس، عن "استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية". كما دعت سفيرها في الرباط للتشاور.

اقرأ/ي أيضًا

الصورة من الجزائر وليست لتلميذ تونسي تعثر أثناء عبوره جسرًا

ادعاءات مضللة وغير دقيقة حول الاستقرار المالي والدعم الخارجي لتونس

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة