فيديو شكر مندوب السودان للإمارات قديم وليس بعد تقديمه شكوى ضدها في مجلس الأمن

تحقّق "مسبار" من الادّعاء وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وهو مجتزأ من كلمة مندوب السودان في جلسة مجلس الأمن الدولي، المنعقدة في 26 إبريل/نيسان عام 2023.

مندوب السودان في مجلس الأمن يشكر الإمارات

أكّد السفير الحارث إدريس، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، خلال كلمة فى جلسة طارئة بمجلس الأمن، عقدت في 26 إبريل 2023 لمناقشة الأوضاع فى السودان، أنّ الاشتباكات  بين الجيش وقوات الدعم السريع أثرت على الوضع الإنساني في عدد من المدن السودانية. ووجه المندوب الشكر للدول التي بادرت بتقديم المساعدات الانسانية للشعب السوداني، عبر التواصل الثنائي مع الجهات السودانية المختصة. وخص الحارث إدريس بالشكر دولة الامارات العربية المتحدة، التي تبرعت بخمسين مليون دولار دعمًا للعمليات الإنسانية في السودان.

وتعهّدت الإمارات في وقت سابق، على لسان السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان.

البسودان تتقدم بشكوى رسمية ضد الإمارات في مجلس الأمن

تقدم السودان بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث "عدوان الإمارات على الشعب السوداني"، ومساندتها لقوات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها ضد الجيش، بحسب ما صرّح به مسؤول دبلوماسي سوداني لوكالة فرانس برس، في 27 إبريل الفائت.

وأفادت وكالة أنباء السودان (سونا) بأنّ مندوب الخرطوم، الحارث إدريس، قدم الطلب "ردًّا على مذكرة مندوب الإمارات للمجلس"، وشدّد على أنّ "دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع الإجرامية التي شنت الحرب على الدولة، يجعل الإمارات شريكة في كل جرائمها".

وأعقبت الخطوة تقديم السودان، في 29 مارس/آذار الفائت، شكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات، بسبب "دعم الأخيرة لقوات الدعم السريع" في مواجهة الجيش السوداني.

وقال الحارث إدريس، حينها، إنّ الإمارات "لعبت دورًا رئيسًا في إشعال الحرب عبر حليفها الداخلي، ميليشيا الدعم السريع، ولفت إلى أنّ "أفعال دولة الإمارات شكّلت تهديدًا جديًا للسلم الإقليمي والدولي، وضربًا من ضروب أعمال العدوان والإخلال بالسلم، وانتهاكًا صارخًا لسيادة السودان، كما مثلت أيضًا أفدح صور التدخلات غير المشروعة، بل وأخطرها، وهي التدخلات العدوانية التي تهدد السيادة والسلامة الإقليمية وحرية الشعوب واستقلالها ورفاهها".

وطالب المندوب الإمارات بتعويض الأضرار والخسائر "التي تسبب فيها هجوم "ميليشيا الدعم السريع" المدعومة من قبلها، وفقًا لمبادئ القانون الدولي المتصلة بمسؤولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دوليًا".

وطلب السودان، في ديسمبر الفائت، من 15 دبلوماسي إماراتي مغادرة البلاد، بعدما اتهم قائد بارز في الجيش أبوظبي بمساندة قوات الدعم السريع. وخرجت خلال الفترة ذاتها مظاهرات في مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، تطالب بطرد السفير الإماراتي.

وأدّت الحرب في السودان إلى مقتل الآلاف ودفعت البلاد، البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة، إلى حافة المجاعة. كما دمّرت أعمال العنف البنى التحتية المتهالكة أساسًا وتسبّبت بتشريد أزيد من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

الإمارات ترفض مزاعم السودان بشأن زعزعة استقراره

في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الأسبوع الفائت، رفضت أبوظبي اتهامات الخرطوم وأكدّت أنّها مزاعم لا أساس لها من الصحة.

وقال مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، في الرّد الذي سلمه لمجلس الأمن، إنّ "نشر المعلومات المضلّلة، والروايات الزائفة، بعد مرور عام على الصراع، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان".

وأضاف أنّ "الإمارات ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وبدعم أي عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي، للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية".

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو لقصف إسرائيلي على منزل شمالي قطاع غزة وليس من حرب السودان

الصورة قديمة وليست لطائرة عسكرية أرسلتها الإمارات إلى تشاد لدعم قوات الدعم السريع