` `

هل بلوتو كوكب؟

علوم
25 يونيو 2020
هل بلوتو كوكب؟
صورة لكوكب بلوتو مع مقطع جيولوجي يظهر سهلًا من الجليد وبعض التضاريس المحيطة (NASA)
صحيح

تحقيق مسبار

عام 1930، وفي مرصد لويل في ولاية أريزونا الأمريكية، اكتشف عالم الفلك كلايد دبليو تومبوغ جسمًا سماويًا جديدًا في المجموعة الشمسية، يبعد عن الأرض مليارات الكيلومترات، ويصغر في كتلته كوكب عطارد –أصغر الكواكب المعروفة حينها.

شكّل اكتشاف ذلك الجسم حدثًا كبيرًا احتلّ أخبار الصحف والإذاعات حول العالم. وتلقّى المرصد آلاف الاقتراحات من الأسماء لتسمية الجسم الجديد في مجموعتنا الشمسية، فوقع الاختيار على اسم "بلوتو"، باقتراحٍ من فينيتيا بارني، طفلة في عامها الحادي عشر غيرَ أنها كانت مهتمة بالميثولوجيا وعلم الفلك.

رحلة اكتشاف بلوتو كانت قد بدأت عام 1906. أي قبل اكتشافه بـ24 عامًا. أمّا النتائج التي وصل إليها تومبوغ لم تكن ممكنة دون محاولات من سبقوه من زملائه الفلكيّين. لكن على ما يبدو، فالكلمة الأخيرة فيما يتعلّق بالكوكب لم تكن له. فما قصة بلوتو؟

 

إعادة تعريف الكوكب

في عام ٢٠٠٦ وبعد سنوات من النقاشات، اجتمعت الجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي في براغ عاصمة جمهورية التشيك لمناقشة مسودة اقتراح قدّمها مجموعة من علماء الفلك وتطلب وضع تعريفٍ جديد لمصطلح "الكوكب" وخلصت إلى أنّه: جسم يدور حول الشمس، ولديه كتلة كافية ليملك جاذبيته الخاصة تمكّنه من الحفاظ على مداره حول الشمس، ويتخلّص من الأجسام المجاورة له.

ومن هذا التعريف الجديد، سُحبت من بلوتو رتبته كوكبٍ في النظام الشمسيّ إلى رتبة "الكوكب القزم"؛ إذ أنه وعلى الرغم من وجوده حول الشمس، وامتلاكه للكتلة التي تمكّنه من البقاء في مداره، إلّا أنه على مدى مليارات السنين لم يتمكّن من التخلّص من الأجسام المجاورة له في الفضاء.

وبذلك خرج بلوتو من المجموعة الشمسية ليصبح عدد كواكبها ثمانية كواكب فقط؛ هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون. ويدخل بلوتو في تصنيف جديد هو الكواكب القزمة بسبب حجمه الصغير ووقوعه ضمن منطقة تحتوي على أجسام أخرى ذات حجم مماثل تعرف بالمنطقة ما وراء النبتونية.

 

إلى الواجهة من جديد: كوكب أم لا؟

في عام ٢٠١٥ طارت مركبة الفضاء نيو هورايزونز التابعة لوكالة ناسا حول بلوتو وزودّت الوكالة بالعديد من الصور والصور الطيفية التي غيّرت ما نعرفه عن بلوتو. حيث أثبتت الصور أنّ بلوتو أكبر من الكوكب القزم إيريس وهو أكبر جسمٍ في حزام كايبر الذي يتكوّن من مجموعة من الجسيمات الفضائية يصل عددها إلى أكثر من مئة ألف جسيم. وكشفت الصور أيضًا عن منظر طبيعي على سطح بلوتو يحتوي على مجموعة متنوعة من الأشكال الأرضية، بما في ذلك السهول والسلاسل الجبلية التي يبلغ ارتفاعها عدة كيلومترات، بالإضافة إلى صور تدل على وجود براكين.

بعد هذه الصور والمعطيات الجديدة، خرج مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، جيم بردنشتاين خلال أول حدث للروبوتات في ولاية كولورادو الأمريكية وقال: "كما تعلمون، في رأيي، بلوتو كوكب، ويمكنكم أن تكتبوا إن مدير ناسا أعلن أن بلوتو كوكب مرة أخرى". وهو ما أثار ضجّةً كبيرة وقتها في الأوساط العلمية والفلَكية.

 

 

وإلى اليوم، لا يزال الباحثون والمختصّون بشؤون الفلك منقسمين حول رتبة أو تسمية بلوتو دون أنْ يحسموا قولهم بخصوصه. هل هو كوكب أم لا؟ ما زلنا لا ندري.

 

اقرأ أيضاً:

هل توجد حياة خارج كوكب الأرض؟

هل تشرب وتمتص الأرض الدماء؟

هل إيفيرست هي أعلى قمة جبلية في العالم؟

ما هي حقيقة مثلث برمودا؟

هل الأرض كروية أم مسطّحة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على