` `

هل تأكل القطة أولادها وصغارها؟

علوم
20 سبتمبر 2020
هل تأكل القطة أولادها وصغارها؟
القطط قد تأكل أولادها وصغارها حديثي الولادة بعد ولادتها لهم أو في أول أيامهم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

عند الحديث عن القطط، نستشعرُ طاقةً كبيرةً من الجمال والرقة، كونها مخلوقات مجبولة على الألفة بين البشر، لذلك، قد يستنكر البعض فكرة أن تأكل القطط أولادها وصغارها حديثي الولادة عند ولادتها لهم. فيصبح السؤال ماثلاُ ومستهجناُ، هل تأكل القطط أولادها وصغارها فعلاً؟

في هذا المقال، سنتحدث عن القطط، وسنجيب على سؤال: هل تأكل القطة أولادها وصغارها؟ كما سنتحدث عن الأسباب التي تجعل القطط تأكل أولادها وصغارها، وعن طرق تمكِّننا من مساعدة القطط من أجل الحفاظ على صغارها منها. 

القطط 

تُعتبر القطط أحد الحيوانات الأليفة من فصيلة السنوريات، وهي حيوانات ثديية، تتكاثر بالولادة وتعتمد الرضاعة وسيلة تغذية لصغارها بعد الولادة. يكسو جلدها الشعر، ومنها ألوان وأنواع عدة. تتميز بحبها للنظافة، فهي تقوم بلعق نفسها بواسطة لسانها كطريقة تتخذها لتنظيف نفسها من الأوساخ والروائح العالقة. تعتمد وسيلة الصيد من أجل الحصول على الغذاء، فهي تصطاد الفئران والحشرات لتتغذى عليها. وتتمتع بقدرة عالية على الصيد خاصة أثناء الليل، وإنّ ما يساعدها على ذلك قدرة عيونها على عكس الضوء برؤية أفضل من فريستها، كما وتتمتع بقدرة جيدة على السمع.

تميزت القطة عبر العصور بعلاقتها الوطيدة مع الإنسان، فهي تسكن وتتعايش معه وتقاسمه الحياة منذ وقت طويل، وقد تطورت علاقتها معه حتى أصبحت جزءاً من حياته، فيما صنع لها طعاماً خاصاً وبيوتاً بلاستيكية صغيرة تناسبها ورمالاً مخصصة لقضاء حاجتها.

هل تأكل القطة أولادها وصغارها؟

صحيح، وهو أمر يحدث عند كل أنواع القطط، البرية وغير البرية منها. لكن، غالباً ما يحدث ذلك عند القطط البرية في محاولات من أجل حماية نفسها وحماية صغارها في نفس الوقت. وعلى الرغم من مدى حسن ألفة القطط في تعاملها مع البشر، إلا أنّ القطط قد تأكل أولادها وصغارها حديثي الولادة بعد ولادتها لهم أو في أول أيامهم صانعة في ذلك صورة قاسية ومشهداً غير مألوف ولا يشبه طبيعتها التي نراها في كل مرة فيها. لكن، دائماً ما تبقى الأسباب والغرائز التي تتبعها بعض الحيوانات في زاوية بعيدة عن غرائز البشري على أقل تقدير.

أسباب أكل القطط لأولادها وصغارها:

في دائرة الاستنكار تلك، تبقى للقطط أسبابها التي تدفعها لتناول صغارها، والتي تتمثل فيما يأتي:

  1. قد تأكل القطة صغارها لو شعرت بأنّ صغيرها مريضاً أو به تشوهات خلقية، وكذلك لو كان ميتاً. إذ يساعدها في ذلك حاسة الشم التي تتميز بها، والتي تجعلها تميز الخلل الناجم عن صغارها.
  2. قد يتسبب عدم اكتمال غرائز الأمومة لدى القطة رغباتها بالتخلص من صغارها، وهو ما يشكل عائقاً أمامها وبينهم فتضطر للتخلص منهم من خلال تناولها لهم.
  3. قد تقوم القطة بأكل صغارها في محاولات لها من أجل حماية صغارها من الحيوانات الأخرى أو من البشر.
  4. تعرُّض القطة الأم لسوء شديد في التغذية يرغمها على أن تأكل أولادها وصغارها دون وعي منها. إذ يكون جسدها بحاجة لتعويض مقابل ما تنتجه من غذاء، فتصبح مضطرة لتناول أحدهم.
  5. شعور القطة الأم بتغيّر رائحة صغارها، وقد يكون ذلك لو قام أحدهم بلمسهم أو عزلهم عنها لوقت ولو كان بالقصير. إذ تقل لديها غريزة الأمومة فتقوم بتناولهم.
  6. قد تضطر القطة الأم لتناول صغارها لو كانت تعاني من التهابات في ضروعها، وهذا ما ينقل لهم العدوى ويقلل من مناعتهم، فتستسلم أمام تناولهم.

طرق حماية القطط الصغيرة من القطة الأم:

تحتاج بعض القطط إلى المساعدة، خاصة تلك التي تُربّى في البيوت وتعتمد على صاحبها في الغذاء والشراب، فمن أجل عدم الوصول إلى الحالة التي تأكل القطط أولادها وصغارها فيها، يتوجّب اتباع ما يلي:

  • مراقبة القطة الأم وعَد صغارها منذ لحظة ولادتهم لها، والاستمرار بمتابعة تصرفاتها مع صغارها، والتأكد من سلامة سلوكياتها معهم.
  • ضرورة توفير الطعام والشراب للقطة الأم حتى تشعر بالاكتفاء وعدم حاجتها لتناول صغارها، ولتكون قادرة على مدهم بالغذاء الكافي لسد احتياجاتهم منه.
  • حماية القطة وصغارها من أي توتر خارجي، وتوفير مكان آمن لهم حتى لا تضطرب وتستخدم أساليب الحماية غير السوية من أجلهم.
  • تقوم بعض أمهات القطط بعزل قططها التي تراها مريضة عنها، أو تلك التي لا تستشعر بأمومتها معها لتغيّر رائحتها أو ما شابه. لذلك، يتوجب على المعتنين بالقطة وصغارها بأخذ القطط المعزولة ومحاولة إبعادهم عن القطة الأم والبدء بالاهتمام بهم من خلال إطعامهم وتوفير الحماية لهم. كما ويتوجب أخذهم إلى الطبيب البيطري للكشف عن حالتهم الصحية للتأكد من عدم وجود مشكلات.
  • محاولة عدم لمس صغار القطة الأم، حتى لا تتغير رائحتهم عليها، وكي لا تدخل في صراع بين حقيقة أمومتها وصغارها. فلا تضطر لتناولهم.
  • قد يصل الأمر أحياناً إلى ضرورة فصل القطة الأم عن صغارها، وذلك في حالة تغير سلوكها بشكل ملحوظ، وقيامها بأفعال غير طبيعية تجاه صغارها من إهمال وتقصير.
  • تقديم الرعاية للقطة الأم، وعرضها على الطبيب البيطري في حال ملاحظة وجود التهاب في ضروعها أو خروج تقرحات وغير ذلك.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على