` `

هل يمكن علاج القولون العصبي بالأعشاب؟

صحة
20 سبتمبر 2020
هل يمكن علاج القولون العصبي بالأعشاب؟
تعتبر العلاجات الطبيعية من اهم العلاجات المتاحة لعلاج القولون العصبي بالأعشاب
صحيح

تحقيق مسبار

مرض القولون العصبي اختلال في وظيفة الهضم يحدث على مستوى جزء من المعي الغليظ، بأعراض مزعجة وغير مريحة ومؤلمة في أغلب الأحيان. وهو مرض لا تزال أسبابه غير واضحة، ويتم تشخيصه في الغالب انطلاقاً من أعراضه، بينما تتنوع علاجاته من وصفات العقاقير إلى الحميات الغذائية. وتعتبر العلاجات الطبيعية بالنسبة للمرضى من أكثر العلاجات فعالية، حيث يلجأ الكثير من الناس إلى علاج القولون العصبي بالأعشاب.

في هذا المقال سوف نتعرف على أسباب وأعراض القولون العصبي، وما هي الأمراض التي من الممكن أن يسببها القولون العصبي، وسوف نعرف فيما لو كان من الممكن علاج القولون العصبي بالأعشاب، وما هي الأعشاب التي تُستخدم في علاج القولون العصبي.

 

أين يقع القولون؟

الأمعاء عبارة عن أنبوب عضلي متعرج يمتد من المعدة إلى فتحة الشرج، ذلك وتحتوي الأمعاء على عدد كبير من الخلايا العصبية في جدرانها، وهذا يفسر الألم أو الإسهال الذي يصاب به بعض الأشخاص عندما يشعرون بالتوتر أو الانزعاج، أما عن وظيفة الأمعاء الأساسية فهي كالتالي: 

  1. هضم الطعام 
  2. إنتاج مواد مختلفة تحمل رسائل إلى أجزاء أخرى من الجسم 
  3. محاربة الجراثيم 
  4. الحفاظ على توازن وتنظيم الماء في الجسم 
  5. تخليص الجسم من فضلات الهضم

تُقسم الأمعاء إلى قسمين:

  • الأمعاء الدقيقة: ترتبط الأمعاء الدقيقة مباشرة بالمعدة، ويبلغ طول الأمعاء الدقيقة من 3 إلى 5 أمتار من المعدة إلى الأمعاء الغليظة، كما تتكون الأمعاء الدقيقة من ثلاثة أقسام تعرف باسم الاثني عشر والصائم والدقاق. هذا ويحتوي الجدار الداخلي للأمعاء الدقيقة على طيات على نحو يجعلها تشبه جهاز الأكورديون الموسيقي. تقوم الأمعاء الدقيقة بتفكيك العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات أو البروتينات أو الدهون عن طريق الأنزيمات التي تُنتج فيها، تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص السكر والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح والماء، حيث تنتقل تلك العناصر الغذائية من الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم، لتنتقل بعد ذلك إلى باقي أنحاء الجسم. 
  • الأمعاء الغليظة (القولون): تقع الأمعاء الغليظة في أسفل البطن، حيث ترتبط بالأمعاء الدقيقة من جهة وفتحة الشرج من جهة أخرى، كما يبلغ طولها من 1 إلى 1.5 متر تقريبًا، هذا وتتكون الأمعاء الغليظة من الأعور والزائدة الدودية والقولون والمستقيم الذي ينتهي عند فتحة الشرج في القناة الشرجية.

 

ما هي وظيفة القولون؟

يقوم القولون بثلاث وظائف رئيسية وهي: 

  1. امتصاص الماء والكهارل.
  2. إنتاج الفيتامينات وامتصاصها.
  3. تشكيل البراز ودفعه نحو المستقيم للتخلص منه.

 

كيف يعمل القولون؟

يبدأ القولون بالعمل عند وصول المواد غير القابلة للهضم إليه خارجةً من الأمعاء الدقيقة، حيث تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص معظم العناصر الغذائية وما يصل إلى 90٪ من الماء، ويقوم القولون الصاعد بامتصاص الماء المتبقي والمغذيات الرئيسية الأخرى من المواد غير القابلة للهضم وترسيخها لتشكيل البراز. كذلك يقوم القولون النازل بتخزين البراز الذي يتم إفراغه في النهاية في المستقيم. كما يتقلص القولون السيني لزيادة الضغط داخل القولون، مما يتسبب في انتقال البراز إلى المستقيم ليحتفظ المستقيم بالبراز في انتظار التخلص منه عن طريق التغوط.

 

ما هي متلازمة القولون العصبي؟

تعرف متلازمة القولون العصبي ( Irritable Bowel Syndrome IBS) على أنها اضطراب معوي وظيفي، في العادة يرتبط الاضطراب بأوجاع البطن وتغير في عادات التبرز، كذلك يلاحظ الشخص تغير حاد في عادات التغوط، وقد يعاني الشخص المصاب من الإسهال أو الإمساك في أوقات متتابعة. هذا و يصاب بمتلازمة القولون العصبي الجنسين على حد سواء، ولكن في العادة تلجأ النساء لعلاج متلازمة القولون العصبي أكثر من الرجال، إذ تكون النساء أكثر حساسية لأعراض القولون العصبي والأوجاع التي ترافق الإصابة بالقولون العصبي. كذلك فإن أعراض القولون العصبي قد تؤثر على حياة الشخص المصاب به وخصوصًا النساء، ومن الجدير بالذكر إن النساء في سن انقطاع الطمث يكن أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي.

 

أعراض القولون العصبي

تعتبر أعراض متلازمة القولون العصبي مؤلمة ولكن في الغالب لا تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى أكثر خطورة، كذلك لا يؤدي القولون العصبي إلى تلف أعضاء أخرى أو يسبب تلفًا للجهاز الهضمي. إضافةً إلى ذلك فإن أعراض القولون العصبي قد تختلف من شخص إلى آخر، تاليًا أبرز أعراض القولون العصبي: 

  1. ألم وعدم ارتياح في منطقة البطن، وغالبًا ما يكون الألم مرتبطًا بحركة الأمعاء (قبل وأثناء وبعد التغوط).
  2. تغييرات في عادات التغوط تظهر على شكل إسهال أو إمساك أو أن يصاب الشخص بنوبات من الإسهال والإمساك في نفس الوقت.
  3. الشعور بعدم الانتهاء من التغوط وأن هناك المزيد لا يزال داخل الأمعاء، وذلك على الرغم من التغوط عدة مرات.
  4. الشعور بالانتفاخ وكبر حجم البطن.
  5. وجود مادة مخاطية بيضاء اللون في البراز في بعض الأحيان.
  6. تعاني النساء من اشتداد جميع أعراض القولون العصبي أثناء فترات دورتهن الشهرية.

 

كيف يتم تشخيص القولون العصبي؟

على الرغم من شيوع متلازمة القولون العصبي إلا أن تشخيص الحالة يمر بالعديد من المراحل، وذلك من أجل استبعاد أمراض أكثر خطورة تتشابه أعراضها مع القولون العصبي، لذلك يقوم الأطباء بالإجراءات التالية مع المريض لتشخيص القولون العصبي: 

1- مراجعة الأعراض: يقوم الطبيب المعالج بمراجعة الأعراض مع المريض، في العادة يشتكي المريض من واحد أو أكثر من الأعراض السابق ذكرها، كذلك يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة وذلك لاستبعاد الأمراض الأخرى مثل التهاب الأمعاء الذي تتشابه أعراضه بشكل كبير مع متلازمة القولون العصبي، وعادةً ما يرجح الطبيب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي إذا كان المريض يعاني من الأمور التالية: 

  • ارتباط الألم بحركة الأمعاء، بمعنى أن يسوء أو يتحسن الألم بعد التغوط.
  • تغير في عدد مرات التبرز.
  • تغيير في قوام وشكل البراز.
  • أن يعاني المريض من واحد أو أكثر من أعراض القولون العصبي السابق ذكرها خلال الأسبوع الذي سبق زيارة الطبيب، كذلك خلال فترة الثلاثة أشهر المنصرمة قبل زيارة الطبيب.

كما يقوم الطبيب في هذه المرحلة باستبعاد الإصابة بمتلازمة القولون العصبي إذا كان المريض يعاني من أحد الأمور التالية:

  • إذا كان المريض قد أصيب بفقر الدم خلال الفترة التي سبقت زيارة الطبيب.
  • إذا كان المريض يعاني من وجود نزيف دموي في المستقيم.
  • إذا كان المريض يعاني من وجود براز دموي أو أسود.
  • إذا كان المريض يعاني من فقدان ملحوظ للوزن.

2- مراجعة تاريخ المريض: يقوم الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ العائلي المرضي، بالإضافة إلى بعض الأسئلة المتعلقة بتاريخ المريض نفسه وطبيعة حياته، وذلك ليتمكن الطبيب من الربط بين الأعراض وبعض الممارسات التي يقوم بها المريض، تاليًا بعض الأسئلة التي يطرحها الطبيب: 

  • تاريخ العائلة مع الإصابة بالاضطرابات الهضمية وسرطان القولون.
  • تاريخ الشخص المرضي والأدوية التي يأخذها.
  • الإجهاد النفسي المرتبط ببداية ظهور الأعراض. 
  • الالتهابات التي أصابت المريض مؤخرًا. 
  • طبيعة غذاء المريض.

3- الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص المريض بدنيًا من أجل تشخيص الحالة بشكل أفضل، وخلال الفحص البدني يقوم الطبيب بالأمور التالية: 

  • التحقق من نوعية انتفاخ البطن.
  • التحقق من مصدر الألم في منطقة البطن.

4- الفحوصات المخبرية: يقوم الطبيب المعالج بطلب بعض الفحوصات المخبرية كخطوة أخيرة بعد التحقق من الأعراض وتاريخ الشخص المرضي والقيام بالفحص البدني، وقد تشتمل الفحوصات على تحاليل للدم أو للبراز، تاليًا الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب المعالج: 

  • فحوصات الدم: يقوم المريض بعمل تحليل للدم للتحقق من وجود فقر دم أو أي أثر لالتهابات معوية في الجسم.
  • فحوصات البراز: يقوم الطبيب بعمل تحليل للبراز للتحقق من وجود الدم في البراز أو علامات التهاب أو طفيليات، كذلك قد يقوم الطبيب بعمل فحص بدني للمستقيم للتحقق من وجود أثر للدم في البراز.

5- فحوصات أخرى: قد يقوم الطبيب بطلب فحوصات أخرى وفقًا لنتائج فحوصات الدم والبراز، تاليًا تلك الفحوصات:

  • اختبار تنفس الهيدروجين للتحقق من فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة.
  • فحوصات حساسية اللاكتوز.
  • تنظير الجهاز الهضمي مع خزعة للتحقق من أمراض الاضطرابات الهضمية الأخرى وسرطان القولون أو التهاب الأمعاء.

 

أسباب القولون العصبي

حتى مع التقدم الحاصل في مجال الطب والبحوث الطبية، إلا أن أسباب القولون العصبي لا تزال غير معروفة على وجه الدقة. وعلى الرغم من ذلك، يتم حصر الأسباب تقليديًا بثلاثة محاور وهي تغير حركة الأمعاء، فرط الحساسية للألم، إضافةً إلى البعد النفسي، إذ يُعتقد أن تلك المحاور لها صلة مباشرة بالإصابة بمتلازمة القولون العصبي. تاليًا أبرز العوامل التي تندرج تحت أسباب القولون العصبي المحتملة والتي قد تؤدي إلى تطوّر متلازمة القولون العصبي:

  1. اضطراب حركة الأمعاء: من الممكن أن تكون الإصابة بأعراض القولون العصبي نتيجة البطء في انتقال الطعام في الأمعاء الدقيقة، حيث يظهر ذلك البطء لدى المرضى الذين يعانون من القولون العصبي المصحوب بالإمساك، وعلى العكس قد يظهر بعض المرضى سرعة في انتقال الطعام في الأمعاء الدقيقة، لينتج عن ذلك نوبات الألم المصحوبة بالإسهال، وفي العادة يعاني هؤلاء المرضى من اضطرابات بولية أيضًا. 
  2. فرط الحساسية للألم: تظهر بعض أعراض متلازمة القولون العصبي لدى الأشخاص مفرطي الحساسية للألم، إذ من الممكن أن يشعر هؤلاء الأشخاص بألم في منطقة البطن حتى عندما تكون كميات طبيعية من الغازات أو البراز في الأمعاء.
  3. الأمراض النفسية: على الرغم من عدم وضوح آلية الارتباط، إلا أنّ الأمراض النفسية قد تكون من أسباب القولون العصبي، حيث أنّ المرضى الذين يسعون لعلاج حالات القولون العصبي هم من الذين يعانون من حالات الهلع النفسي والاكتئاب الشديد. كما أشارت دراسة منشورة  أن بعض المرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي قد يكون لديهم أفكار انتحارية، وأكدت الدراسة أن هؤلاء المرضى هم بالأساس من المرضى الذين يعانون من حالات اكتئاب سريري ويأس شديدين.
  4. الإصابة بالالتهابات المعوية: من الممكن أن تؤدي الإصابة بالتهاب الأمعاء الدقيقة والقولون لفترات طويلة إلى تطوير أعراض متلازمة التهاب القولون العصبي لدى بعض الأشخاص لاحقًا، وبحسب دراسة منشورة فإن وجود بعض العوامل قد تزيد من فرص الإصابة بالقولون العصبي بعد الالتهابات المعوية. ولعل التدخين من أبرز العوامل التي حددتها الدراسة. كذلك فقد أشارت الدراسة إلى أن نوع البكتيريا المسببة للالتهاب المعوي قد تكون عاملًا مسببًا للإصابة بمتلازمة القولون العصبي لاحقًا. كما ويلعب جنس المريض دورًا بالإصابة بمتلازمة القولون العصبي، إذ تعتبر الدراسة أن الإناث هن الأكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بعد الالتهابات المعوية. كذلك فإن المرضى الأصغر سنًا هم الأكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بعد الالتهابات المعوية. علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن المرضى الذين لا يتقيئون أثناء إصابتهم بالتهاب الأمعاء هم أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي بعد ذلك.
  5. فرط وجود البكتيريا: قد يكون فرط وجود البكتيريا من أسباب القولون العصبي، حيث أشارت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي يعانون من فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، خصوصًا إذا ما قورنوا بالأشخاص الأصحاء. كذلك يُعتقد أن فرط نمو البكتيريا هو سبب الانتفاخ الشائع الذي يعاني منه جميع المصابين بمتلازمة القولون العصبي. ويشمل علاج الانتفاخ إعطاء المريض جرعات مدروسة من البروبيوتيك و بعض المضادات الحيوية.
  6. العوامل الوراثية: أشارت دراسة منشورة إلى وجود ارتباط وثيق بين جين سوكراز-إيزومالتاز (SI) وزيادة خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، وهذا يعني أن بعض الأفراد هم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي بسبب صفاتهم الوراثية التي تنتقل ضمن نطاق العائلة الواحدة.
صورة متعلقة توضيحية

 

هل يسبب القولون العصبي أمراضًا أخرى؟

تختلف الأعراض حسب الحالات، إذ تساهم حركة الأمعاء في تخفيف تشنجات بعض الناس، بينما قد يعاني البعض الآخر من تقلصات ومشاكل في تمرير البراز. ورغم أن مرض القولون العصبي لا يؤدي إلى أي مرض عضوي كمرض "كرون" أو التهاب القولون التقرحي أو أي نوع من أنواع سرطان الأمعاء، إلا أنّه يزيد من احتمالات الإصابة ببعض المشكلات النفسية والعقلية كالاكتئاب والقلق.

 

كيف يمكن علاج القولون العصبي؟

يهدف العلاج عادة إلى تقليل أعراض القولون العصبي المزعجة كالإسهال أو التشنجات أو الألم أو الإمساك. لكن الخطوة الأولى في العلاج تبدأ بإجراء تغييرات في نمط العيش، بما في ذلك تبنّي عادات صحية مثل ممارسة الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم وتقليل التوتر واتباع نظام غذائي صحي. ويمكن للمريض أن يعتمد على مفكرة خاصة بالطعام لتحديد الأطعمة المحفزة أو المثيرة للأعراض من أجل تجنبها.

وإلى جانب ذلك هناك عدة أنواع مختلفة من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لعلاج القولون العصبي ومنها: 

  • مضادات التشنج.
  • مضادات الإسهال.
  • مضادات الاكتئاب.
  • المضادات الحيوية.
  • العقاقير الخاصة بالقولون العصبي.

ويعتبر علاج القولون بالأعشاب من أهم العلاجات المتاحة لهذا المرض.

صورة متعلقة توضيحية

 

علاج القولون العصبي بالأدوية الطبية

من الممكن علاج القولون بالأدوية الطبية عن طريق إدارة أعراض القولون العصبي، إذ يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب لكل حالة على حدا. تاليًا أبرز طرق علاج القولون العصبي بالأدوية الطبية: 

  1. مُليّنات مُشِكلّة للكتلة والحجم (Bulking agents): ويقصد بها الأدوية التي تعمل على إبطاء حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي، ومن تلك الأدوية السيليوم ونخالة القمح وألياف الذرة، إذ قد تساعد هذه الأدوية في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي. 
  2. المضادات الحيوية: من الممكن أن تغير المضادات الحيوية من كمية البكتيريا الموجودة في الأمعاء، لذلك يمكن اعتبار المضادات الحيوية من طرق علاج القولون العصبي بالأدوية الطبية.
  3. مضادات التشنج: من الممكن أن يصف الطبيب المعالج بعض مضادات التشنج للتحكم في تقلص عضلات القولون. ولكن هناك بعض الأعراض الجانبية لذلك النوع من الأدوية، مثل الأعراض في النعاس أو الإصابة بالإمساك، وهذا يجعل بعض المرضى يمتنعون عن أخذ تلك الأدوية. 
  4.  مضادات الاكتئاب: يصف الأطباء مضادات الاكتئاب للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مع متلازمة القولون العصبي، إذ من شأنها أن تحسن الأعراض، وذلك لقدرتها على التخفيف من القلق والتوتر المحفزان للقولون العصبي.
  5. البكتيريا النافعة: وهي عبارة بكتيريا وخمائر حية مفيدة يقوم الطبيب بوصفها للمرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وتعتبر من طرق علاج القولون العصبي بالأدوية الطبية التي قد تساعد في تخطي مشاكل الجهاز الهضمي.

 

هل يمكن علاج القولون العصبي بالأعشاب؟

بالإضافة إلى العلاجات والأدوية المذكورة أعلاه، يجد الكثير من مرضى القولون العصبي بعض الراحة في استخدام علاجات بديلة تعتمد على الأعشاب ومستخلصاتها. فقد أظهرت بعض الدراسات مثلًا أن زيت النعناع المغلف معويًا له خصائص قوية مضادة للتشنج، وبالتالي قد يكون فعالًا في تخفيف آلام القولون العصبي. كما أن هناك مجموعة متنوعة من المكملات العشبية الأخرى التي يُعتقد أنها مفيدة لصحة الجهاز الهضمي بشكل عام وإدارة أعراض الجهاز الهضمي أيضًا. ويمكن لبعض هذه الأعشاب أن يتم شربها كشاي للتخفيف من الأعراض. فما هي أهم هذه الأعشاب؟

 

أعشاب لتهدئة القولون العصبي

يلجأ البعض للبحث عن أعشاب لتهدئة القولون العصبي، إذ قد تساعد بعض العلاجات النباتية الطبيعية في تهدئة أعراض متلازمة القولون العصبي. كما أثبتت الدراسات العلمية نجاعة الكثير من الأعشاب في تهدئة القولون العصبي، سواء كانت تلك الأعشاب تؤخذ على شكل شاي للشرب أو على شكل أقراص مكملات غذائية، تاليًا أبرز ما أثبتته الأبحاث من أعشاب لتهدئة القولون العصبي: 

  1. النعناع: وجدت مراجعة منشورة أن الكبسولات المعوية المغلفة والمصنوعة من مُركّز زيت النعناع قادرة بالفعل على تهدئة حدة أوجاع القولون العصبي، وعلى الرغم من نجاح الكبسولات في تهدئة الألم، إلا أنه لا ينصح بأخذها من قبل الأشخاص الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز أو مشاكل المرارة. هذا وتحذّر دراسة أمريكية من مخاطر تناول الزيت العطري للنعناع عن طريق الفم مباشرة دون استشارة الأطباء، وذلك كون الجرعات العالية من زيت النعناع خطرة جدًا ومن الممكن أن تكون مميتة. ومع هذا، بالإمكان استخدام زيت النعناع عن طريق الاستنشاق إما بخلطه بالماء وتعريضه لمصدر حراري أو بالإمكان فركه على الجلد مباشرة.
  2. الكركم: أشارت دراسة نشرت سنة 2005 إلى الأثر المهدئ للكركم على الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، حيث أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تناولوا أقراص مستخلص الكركم لمدة 8 أسابيع قد شهدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض القولون العصبي. كذلك وجد الباحثون أن الكركم يقلل من أوجاع البطن. وبالإضافة إلى فوائده المثبتة في تحسين أعراض القولون العصبي، من المعروف أن الكركم مضادًا للأكسدة أيضًا. هذا ومن الواجب التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ الكركم بكل أشكاله لمن يعانون من مشاكل في المرارة أو مشاكل في تخثر الدم أو ممن يعانون من مرض السكري، إذ تشير دراسة منشورة إلى أثر الكركمين (المادة النشطة في الكركم) على مستويات السكر في الدم، لذلك من المهم أن يقوم الأشخاص الذين يعانون من السكري ومتلازمة القولون العصبي بأخذ رأي الطبيب المعالج قبل البدء بأخذ الكركم. 
  3. الشومر: أشارت دراسة منشورة إلى أثر زيت الكركمين والشومر العطري في تحسين أعراض متلازمة القولون العصبي، إذ خلصت الدراسة إلى أن أخذ مزيج الكركمين والشومر العطري لمدة 30 يومًا على التوالي يؤثر بشكل إيجابي على أعراض القولون العصبي. كذلك أشارت الدراسة إلى أن هناك حاجة حقيقية للبحث في أثر الشومر على القولون العصبي بشكل أعمق. ويمكن تحضير شاي الشومر منزليًا أو بشراء أكياس شاي الشومر من الصيدليات والأسواق. أما بالنسبة للنساء الحوامل اللواتي يعانين من متلازمة القولون العصبي، فمن الواجب عليهن استشارة الطبيب قبل أخذ الشومر بجميع أشكاله. 

تجدر الإشارة إلى أن تأثير أعشاب تهدئة القولون العصبي سواء من الزيوت العطرية والمكملات الغذائية أو الشاي المصنوع من الأعشاب والبهارات الآنفة الذكر متفاوتة من حيث التأثير على أعراض القولون العصبي، ولكن بشكل عام من الممكن اعتبار الشاي المصنوع من الأعشاب أكثر أمنًا من المستخلصات أو الزيوت العطرية، إذ يبقى أثر الشاي محدودًا إلى حد ما، وغالبًا ما يكون الشاي إضافة جيدة للنظام الغذائي الصحي، كذلك فإن إستشارة الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية من الأمور الجوهرية قبل أخذ العلاجات العشبية المتداولة لإدارة أعراض القولون العصبي.

 

ما الفرق بين التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي؟ 

قد يخطئ البعض ويتصور أن مرض التهاب القولون هو ذاته متلازمة القولون العصبي، وقد يكون السبب هو التشابه في الأعراض بين الحالتين إلى حدٍ ما، ولكن الحقيقة هي أن الحالتين مختلفتين تمامًا من الناحية الطبية، تاليًا أبرز الفروقات بين التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي:

  1. يُصنف المختصون التهاب القولون على أنه مرض، بينما يعد القولون العصبي متلازمة، أي مجموعة من الأعراض المتفرقة التي تصيب الشخص. 
  2. تختلف الأسباب الكامنة وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي ومرض التهاب القولون. 
  3. تختلف طريقة علاج القولون العصبي عن طريقة علاج التهاب القولون، كذلك تختلف طرق الإدارة للأعراض في الحالتين إلى حد ما. 
  4. تؤثر متلازمة القولون العصبي على وظيفة الأمعاء، إذ من الممكن أن تسبب تقلصًا أقل أو أكثر من المعتاد ولا تحدث أي تلف في الأمعاء نفسها، بينما يؤثر مرض التهاب الأمعاء على الأمعاء نفسها مؤديًا إلى تلفها وإلحاق الضرر بها.
  5. يرفع مرض التهاب القولون من فرص الإصابة بسرطان الأمعاء على عكس متلازمة القولون العصبي. 
  6. من الممكن الكشف عن مرض التهاب القولون بإجراء الفحوص التصويرية للأمعاء، بينما تعجز تلك الفحوص عن تشخيص متلازمة القولون العصبي. 
  7. من النادر خضوع الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي للجراحة، على عكس المصابين بأمراض القولون العصبي، إذ من الممكن أن يخضع البعض منهم للجراحات العلاجية. 

 

التهاب القولون

يعرف التهاب القولون (Inflammatory Bowel Disease IBD) على أنه مجموعة من الاضطرابات المعوية التي تسبب التهابًا مزمنًا في الأمعاء، حيث يؤثر الالتهاب بشكل طويل الأمد على الأمعاء، كذلك يُسبب التهاب القولون ألمًا وتورمًا مزمنين في الأمعاء، وتعتبر حالة التهاب القولون من الحالات التي تؤثر على صحة الشخص المصاب لمدى الحياة، وقد تساعد العلاجات في إدارة أعراض المرض فقط. 

 

أعراض التهاب القولون 

يعتبر التهاب القولون من الأمراض طويلة الأمد أو المزمنة، بمعنى أنه من الأمراض التي لا يمكن التخلص من أعراضها تمامًا، إنما من الممكن أن تختفي لفترات طويلة أو قصيرة، ومن ثم تعود لتظهر عند وجود المحفزات، وتسمى الفترات التي يعاني فيها المريض من الأعراض بالنوبات، تاليًا أبرز الأعراض التي تحصل خلال نوبات التهاب القولون: 

  1. ألم في البطن.
  2. الإسهال (من الممكن أن يتزامن مع نوبات الإمساك).
  3. الغازات والانتفاخ.
  4. وجود الدم والمخاط في البراز.
  5. اضطراب المعدة.

أما عن الأعراض الشديدة والنادرة فهي كالتالي: 

  1. الشعور بالإعياء والتعب الشديدين.
  2. ارتفاع درجات الحرارة.
  3. ألم شديد في المفاصل.
  4. حدوث احمرار وحكة وألم في العينين.
  5. الشعور بالغثيان والاستفراغ.
  6. ظهور طفح جلدي وتقرحات.
  7. مشاكل في الرؤيا.

 

ما هي أسباب التهاب القولون؟ 

لا تزال أسباب التهاب القولون غير واضحة إلى يومنا هذا، ولكن يعتقد أنه ناتج عن أحد العوامل التالية: 

  1. عوامل وراثية، إذ ترتفع نسب الإصابة عند إصابة أحد أفراد العائلة به.
  2. مشاكل في جهاز المناعة.
  3. التدخين، إذ ترتفع نسب الإصابة بالتهاب القولون لدى الأشخاص المدخنين أكثر من غيرهم.

 

أنواع التهاب القولون

يوجد أنواع رئيسية لأشكال التهاب القولون، وهي: 

  1. داء كرون: يسبب مرض كرون ألمًا وتورمًا في الجهاز الهضمي، ومن الممكن أن يؤثر داء كرون على أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي ابتداءً من فتحة الفم وصولًا إلى فتحة الشرج، كذلك تعتبر الأمعاء الدقيقة والجزء العلوي من الأمعاء الغليظة هي الأكثر تأثرًا بداء كرون. 
  2. التهاب القولون المصحوب بالقرح: يسبب هذا النوع من التهابات الأمعاء تورمًا وتقرحات في الأمعاء الغليظة (القولون والمستقيم).
  3. التهاب القولون المجهري: يسبب هذا النوع من التهابات القولون التهابًا معويًا لا يمكن اكتشافه إلا بالمجهر، لذلك يطلق عليه تسمية المجهري.

 

علاج التهاب القولون بالأعشاب الطبيعية

هناك الكثير من الدراسات التي بحثت في علاج القولون بالأعشاب الطبيعية، من ضمن هذه الدراسات دراسة أدرجت بعض الأعشاب التي من شأنها تخفيف أعراض التهاب القولون. وأكدت الدراسة على ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل أخذ أي علاجات بديلة سواء كان على شكل شاي أو كبسولات وغيرها. كما خلصت الدراسة في توصياتها إلى أن أكثر المرضى المصابين بالتهاب القولون والذين لا يشهدون تحسنًا في إدارة الأعراض هم المرضى الذين لا يلتزمون بتناول الأدوية أو الأعشاب بانتظام. لكن أكدت الدراسة إلى أهمية إجراء تجارب ودراسات سريرية عميقة لتعميم العلاجات البديلة الأكثر شيوعًا والأكثر تأثيرًا على إدارة أعراض القولون بشكل أفضل. 

تاليًا مجموعة من النباتات التي تم دراستها للبحث في تأثيرها على علاج القولون بالأعشاب الطبيعية، والتي وُجد لها تأثيرات في تحسين أعراض القولون العصبي: 

  1. الصبار (Aloe Vera): يستخدم الصبار منذ وقت بعيد في جميع أنواع الطب التقليدي، حيث يستخدم العصير المستخلص من الصبار كمضاد نشط للالتهابات كما أظهرت نتائج الدراسة التي سبق ذكرها، إذ أبلغ الأشخاص الذين أخذوا 100 مل من جل الصبار الفموي عن تحسّن في الأعراض مقارنة باللذين أخذوا دواءً وهميًا، ومع ذلك تشير الدراسة إلى ضرورة عمل دراسات معمقة في المستقبل، إذ لا تزال الآلية الدقيقة لعمل الصبار كمهدئ للجهاز الهضمي غير واضحة تمامًا.
  2. اللبان الهندي (Boswellia serrata): أظهرت دراسة أجريت على الحيوانات أثرًا إيجابيًا لمركب (Acid Boswellic)المكوّن الرئيس للبان الهندي على تحسين أعراض التهاب القولون، والذي أثبتت قابليته على علاج الالتهابات في الجسم بشكل عام إضافةً إلى التهاب القولون. كذلك أجريت دراسة أُخرى على مرضى يعانون من التهاب القولون المصحوب بالتقرحات، حيث أظهرت الدراسة أن 14 شخصًا من أصل 20 شهدوا تحسنًا في واحد أو أكثر من أعراض التهاب القولون بعد أخذ أحد العقاقير المصنوعة من اللبان الهندي. 
  3. عرق السوس (Licorice): يعتبر عرق السوس من الأعشاب المستخدمة على نطاق واسع في الطب الصيني التقليدي، إذ يوصف لعلاج الكثير من الأمراض ومنها التهاب القولون، كما يعمل على تعزيز مناعة الجسم، لذلك يمتلك عرق السوس أثرًا على تحسين أعراض التهاب القولون الناجم عن اضطرابات المناعة. وفي دراسة أجريت على الفئران،  أظهر عرق السوس أثرًا في تحسين التهاب الغشاء المخاطي للقولون. 
  4. الدردار (Slippery elm): يعتبر الدردار من العلاجات التقليدية القديمة المستخدمة من قبل الأمريكيين الأصليين لعلاج السعال والإسهال وأمراض الجهاز الهضمي المختلفة. هذا وقد أثبتت دراسة منشورة دور المكملات الغذائية المصنوعة من الدردار كمضاد للأكسدة، بينما أشارت دراسة أخرى إلى ضرورة عمل المزيد من الدراسات لإثبات دور الدردار في علاج مرض التهاب القولون، وذلك على الرغم من استخدامه على نطاق واسع لتحسين حالات اضطرابات الجهاز الهضمي. 
  5. عشبة القمح (Wheat Grass): أظهرت دراسة أن تناول عصير عشب القمح لمدة شهر من شأنه تحسين أعراض التهاب القولون، إذ بلغت نسبة الأشخاص الذين شهدوا تحسنًا في الأعراض 87% من المشاركين في التجربة. هذا وقد أضافت الدراسة أن عصير عشبة القمح يُعتبر علاجًا نافعًا وآمنًا سواء أعطي كعلاج منفرد أو مساعد مع العلاجات التقليدية.
  6. زيت النعناع: يعتبر زيت النعناع العلاجي مفيدًا ويمكن أن يقدم فوائد كبيرة للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي. وقد وجد الباحثون أن متوسط ​​معدلات نجاح زيت النعناع في العلاج يبلغ 58 في المائة، أي ضعف معدلات نجاح الأدوية الوهمية حسب 16 تجربة سريرية تم تنفيذها. وكانت الآثار الجانبية لزيت النعناع خفيفة ومؤقتة، بما في ذلك حرقة المعدة. وعند مقارنته بالحلول الأخرى، يرى الباحثون أن زيت النعناع يمكن اعتباره العلاج الأول إذا كان لديك أعراض القولون العصبي العامة.
  7. الينسون: يساعد شاي الينسون في تهدئة المعدة وتنظيم عملية الهضم. ويتميز أيضًا بخصائصه المساعدة في ارتخاء العضلات وفي علاج الإمساك، الذي يمكن أن يكون أحد أعراض القولون العصبي. ويتميز أيضًا بسهولة تحضيره في البيت باستخدام مدق وهاون وطحن ملعقة كبيرة من بذور اليانسون، ثم توضع البذور المطحونة في كوبين من الماء المغلي، ويترك لمدة 5 دقائق ثم يتم تناوله.
  8. الأعشاب  الصينية: يُقدم الطب الصيني التقليدي بعض الحلول لأعراض القولون العصبي. حيث يدّعي الطب الصيني التقليدي أنّه يمكن علاج القولون العصبي بالأعشاب الصينية، ومنها مسحوق الفاوانيا والحمضيات وعرق السوس. وقد سجلت إحدى الدراسات التي عالجت الأشخاص الذين يعانون من أعراض القولون العصبي باستخدام المستحضرات العشبية الصينية تحسنًا كبيرًا بين المرضى الذين خضعوا للاختبارات، بعد استخدامهم لأعشاب صينية مثل نبتة الدبيق والماغنوليا الطبية.

 

هل يمكن علاج القولون نهائيًا؟

في الحقيقة حتى الآن لا يمكن علاج القولون نهائيًا، إذ يعتبر كلًا من مرض التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي من الحالات المزمنة التي ترافق المريض طوال حياته. ويعتبر ذلك من الأمور المحبطة للمريض كونه لا يستطيع تحديد سبب حصول الحالة من الأساس ولا يمكن علاج القولون نهائيًا بحالتيه. ولكن هذا لا يعني أن المريض سيكون في حالة من الألم المستمر أو يعاني من أعراض قوية طوال حياته، إذ من الممكن جدًا أن يشهد المريض فترات طويلة بدون أعراض، وذلك يرجع إلى نجاح الطريقة التي يتبعها المريض لإدارة أعراض مرض التهاب القولون أو متلازمة القولون العصبي.

وبالنظر إلى حالات مرض التهاب القولون تحديدًا، هناك فترات تكون فيها الحالة مستقرة تمامًا ولا يُكشف فيها أي ظواهر للمرض عند عمل التنظير. ويُنصح مرضى القولون دائمًا بالالتزام ببعض التغييرات في نمط حياتهم إلى جانب أخذ العلاجات بانتظام، سواء كانت عقاقير طبية أو مكملات غذائية ، وذلك في سبيل الحصول على فترات طويلة من الراحة النسبية. 

أما بالنسبة للمرضى المصابين بالتهاب القولون المصحوب بالتقرحات والذين يخضعون لجراحة استئصال القولون كملجأ أخير لعلاج القولون نهائيًا، فهم في الغالب يعانون لاحقًا من آثار الالتهاب في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (الدقاق الطرفي)، كذلك قد يعاني هؤلاء المرضى من مشكلات ذات الصلة مثل المضاعفات الجراحية والطفح الجلدي وآلام المفاصل، أو تكرار الالتهاب في أجزاء أخرى من الأمعاء على الأغلب. 

 

نصائح للأشخاص المصابين بالقولون العصبي

على الرغم من أنه لا يوجد حمية غذائية موحدة أو نصائح معينة تُقدم لجميع الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وذلك نظرًا لخصوصية الحالات وفرديتها واختلاف الأسباب وراء كل حالة، لكن هناك بعض الممارسات التي من شأنها تحسين نوعية الحياة بشكل عام. كما ينصح كل مريض بمناقشة حالته مع طبيبه المعالج للحصول على تصور أفضل فيما يخص حالته تحديدًا كي يتمكن من إدارة أعراض مرضه بشكل فعال أكثر، تاليًا أبرز النصائح التي من الممكن أن يستفيد منها مرضى متلازمة القولون العصبي: 

  1. طهي الوجبات منزليًا: يُنصح الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي بطهي وجبات الطعام الخاصة بهم في المنزل، كما يُنصح باستخدام المكونات الطازجة لصنع الوجبات على قدر المستطاع. 
  2. الاحتفاظ بالملاحظات: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من القولون بعمل دفتر ملاحظات خاص، يوثق فيه المريض جميع الأعراض التي عانى منها على فترات معينة، وما هي الأطعمة التي تناولها الشخص خلال تلك الفترة،  كذلك يوثق في الدفتر الممارسات اليومية التي قام بها والتي قد تُحفز القولون وتسبب ظهور أعراض لاحقًا، إذ يكمن الهدف وراء تسجيل الملاحظات وربط الأعراض مع المحفزات تجنب حصولها لاحقًا. 
  3. الاسترخاء: يعتبر التوتر العصبي والذهني أحد المحفزات للقولون بصفة عامة، لذلك يُنصح الأشخاص الذين يُعانون من القولون بإيجاد طرق مناسبة للاسترخاء وطرد التوتر من حياتهم. 
  4. النشاط البدني: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من القولون بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وذلك للأثر الإيجابي للرياضة على الصحة. 
  5. الخمائر الفموية: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من القولون بتجربة أخذ الخمائر عن طريق الفم، إذ يعتقد أنها تلعب دورًا في تحسين أعراض القولون. 
  6. الانتظام: يُنصح الأشخاص المصابين بالقولون بأخذ وجباتهم بانتظام وعدم تخطي أو ترك أي وجبة. 
  7. نوعية الطعام: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القولون بعدم تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو الحارة أو المعالجة، كما ويُنصح هؤلاء الأشخاص بعدم أخذ أكثر من 3 حصص من الفواكه، وتبلغ كمية الحصة الواحدة من الفواكه 80 غم، كذلك يُنصح بالحد من تناول المشروبات الغازية أو الكحول. 
  8. الحد من تناول الكافيين: يُنصح الأشخاص المصابون بالقولون بالحد من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، إذ ينصح المختصون بتناول كمية محددة يصل مجموعها إلى 3 أكواب من القهوة أو الشاي.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على