` `

هل الخفاش من الطيور؟

علوم
30 سبتمبر 2020
هل الخفاش من الطيور؟
يُعتقد أنه الحيوان الطائر الفعلي الوحيد، ومن هنا يظن البعض أن الخفاش من الطيور (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

عند النظر عن كثب في الخفّاش قد يتبادر إلى الذهن سؤال مُهم هو هل الخفّاش من الطُيور أم من الثَديّات ولماذا هو كذلك؟ وما أهم ما يميّزه عن الطيور؟ هذا ما يجيب عليه هذا المقال بشكل علمي.

 

تشريح الخفاش

من الصعب الحديث عن تشريح الخفاش بالشكل الذي يشمل جميع الخصائص والمميزات التشريحية التي يتمتع بها هذا الكائن، وذلك لعدة أسباب من بينها العدد الكبير لأنواع الخفافيش. كما أن الحديث عن جميع جوانب موضوع تشريح الخفاش، يعني الحديث عن جميع الأعضاء والأجهزة الحيوية لجسم الخفاش. لذا، تستعرض هذه الفقرة الهيكل العظمي للخفاش، والذي يُعتبر من أهم ما يُميز الخفافيش، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء والصفات الشكلية على النحو التالي:

أولًا: تشريح الخفاش - الهيكل العظمي: 

الهيكل العظمي للخفاش يُشبه إلى حدٍ ما الهيكل العظمي للثدييات في العموم، إلاّ أن وظيفة الطيران التي لا يتمتع بها أي نوع من الثدييات سوى الخفاش، تتطلب وجود عدد من الفوارق في الهيكل العظمي للخفاش. وأهم الصفات التي تُميز تشريح الخفاش وخصوصًا هيكله العظمي والتي ترتبط بوظيفة الطيران هي:

  • عظام الأصابع الطويلة: تُشكل عظام الأصابع لدى الخفاش في الأطراف الأمامية الهيكل الذي يُوفر الدعم للجناحين، وحتى فيما يخص أصابع الأطراف الخلفية، تُعتبر أيضًا طويلة مُقارنة بمثيلاتها لدى الثدييات الأخرى.
  • العظام الإضافية: عند تشريح الخفاش وتفحص الهيكل العظمي بدقة، يُلاحظ وجود عظام خاصة لا تمتلكها أنواع الثدييات الأخرى أو حتى الطيور، منها عظمة تُسمى عظمة الطنف (Calcar) توجد في القدم بجوار الأصابع الخمسة وتُشبه جناح الخفاش الجلدي، وتوفر الدعم لرقعة من الجلد تمتد بين القدم والذيل، كما أنها تُستخدم في الطيران والصيد.

بالإضافة إلى العظام التي تخدم وظيفة الطيران، يُلاحظ شكل الجمجمة لدى الخفاش، والذي يختلف من نوع لآخر اعتمادًا على نوعية الغذاء. على سبيل المثال الأنواع التي تمتص الرحيق من الأزهار والثمار لديها جُمجمة طويلة ودقيقة نسبيًا، بينما تمتلك الأنواع التي تتغذى على الحشرات جُمجمة قصيرة وعريضة إلى حد ما.

ثانيًا: تشريح الخفاش - الأجهزة والأعضاء:

يمتلك الخفاش جهازًا دوريًا يتكون بشكل رئيسي من قلب ذو أربع حجرات تمامًا كقلب البشر، بالإضافة إلى الرئتين والأوعية الدموية، والتي تتميز بوجود صمامات خاصة تمنع تدفق الدم إلى الرأس بشكل كبير تحت تأثير الجاذبية، مما يمنح الخفاش القدرة على النوم مقلوبًا أثناء تعلقه بالأشجار. ولعلّه من المهم عند الحديث عن تشريح الخفاش، نفي الاعتقاد الخاطئ بأن الخفافيش لا تمتلك أعين أو أنها عمياء، فالحقيقة أن الخفافيش لديها أعين ويُمكنها الرؤية. كما تمتلك الخفافيش أذنين كبيرتين، يستخدمهما الخفاش في أداء واحدة من أهم الوظائف الحسية التي يتمتع بها الخفاش وهي خاصية (Echolocation).

 

هل الخفاش من الطيور؟

نظرًا لتشريح الخفاش، يُعتقد أنه الحيوان الطائر الفعلي الوحيد، ومن هنا يظن البعض أن الخفاش من الطيور.

لكن لا يُصنّف الخفاش من الطيور، بل صنّفه العلماء على أنّه من فصيلة الثدييات، وذلك لأن أُنثاه تَلِد صِغارها ولادة. ويوجد حوالي 1400 صنف من الخفافيش في العالم، وهو ما يجعلها ثاني أكبر الثدييات تنوّعًا بعد القوارض، والخفاش يعيش في مختلف أنحاء الكرة الأرضية عدا القُطبين المتجمدين، وهو الحيوان الثديي الوحيد القادر على الطيران، وهذه الخاصية الفريدة هي ما يُميّزه عن باقي الثدييات.

 

أنواع الخفافيش

مع وجود أكثر من ألف نوع من الخفافيش، فإنّ السِّمات وما قد يميزها عن بعضها تكاد لا تنتهي، أدناه، أبرز الأنواع الفريدة للخفافيش، وبعض الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام عنها:

  1. الخفاش الطائر العملاق ذو التاج الذهبي

أهم ما يميّز هذا النوع من الخفافيش هو حجمه، فهي ليست كبيرة بشكل غير عادي فحسب، بل إنها أيضًا أحد أندر أنواع الخفافيش، في أكبر حجم لها، يبلغ طول جناحيها نحو المتر والنصف، ويعتبر أحد الأنواع المهددة بالانقراض.

  1. الخفاش الطنّان

ليس هذا النوع من الخفافيش هو الأصغر فحسب، بل ربما يكون أصغر الثدييات في العالم أيضًا، وتكثر في غرب تايلاند وجنوب شرق بورما، حيث تعيش في الكهوف الجيرية على ضفاف الأنهار.

  1. خفاش رحيق الأنبوب

على الرغم من أن العديد من أنواع الخفافيش تأكل الحشرات، فإن خفاش رحيق الأنبوب يأكل مجموعة متنوعة من الوجبات، وكما يوحي اسمه، يتغذى هذا النوع بشكل أساسي على رحيق الأزهار، حيث لديه أطول لسان في العالم مقارنة بحجم أجسامهم، إذ يبلغ طول لسانه ضعف ونصف حجم جسمه.

  1. الخفاش المرقط

تميّز هذا النوع من الخفافيش بكِبر حجم آذانها، حيث لديها أكبر آذان من أي خفاش في أمريكا الشمالية، وتنمو آذانهم الطويلة حتى 4 سم، وبالرغم من أن هذا الرقم لا يبدو كثيرًا، لكنه يشكّل ثُلث طول جسمه البالغ 12 سم فقط.

 

مناطق عيش الخفافيش

من الممكن أن تَجد هذه الحيوانات في جميع أنحاء العالم تقريبًا، حيث تعيش هذه على كل مساحة اليابسة تقريبًا، باستثناء مناطق القطبين المتجمدين. وتشمل بعض المناطق المختلفة التي تسكنها الخفافيش أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية وأفريقيا وأستراليا وغيرها. لكن  على الرغم من أنها تعيش في جميع هذه المناطق، إلا أن المناطق الاستوائية لديها أكبر تنوع في الأنواع منها. كما يمكن للخفافيش العيش في الحقول والأراضي العشبية والغابات والأراضي الحرجية والغابات المطيرة والصحاري، وتعتبر المناطق القريبة من مصادر المياه مُفضلة بشكل خاص لأنها تجذب الحشرات التي تتغذى عليها الخفافيش.

 

حركة الخفافيش

تتبع الخفافيش الحركة وتعيين الموضع بواسطة الصدى (Echolocation)، وهو نظام ملاحة يستخدمه الخفاش في البحث عن الغذاء واكتشاف العوائق والتواصل مع أبناء جِنسه، حيث يبث الخفاش موجات عالية التردد في الهواء، وحين تصطدم هذه الأصوات بعائق ما فإنها ترتد إليه وتساعده على إيجاد طريقه، ويمكن للخفاش أن يميز شكل وحجم شيء ما باستخدامه لنظام تعيين الموقع بالصدى.

 

طيران الخفاش

يُمكن القول أن طيران الخفاش من أهم المُميزات التي يتمتع بها هذا الكائن، وذلك لأن الخفاش هو الكائن الوحيد الذي ينتمي إلى طائفة الثدييات وفي نفس الوقت يمكنه الطيران. وبطبيعة الحال، من أجل التعرّف على طريقة طيران الخفاش، من المُهم الاطلاع على تركيب جناحي الخفاش. والحقيقة أن هُناك حوالي 900 نوع من الخفافيش حول العالم، ومع اختلاف حجم الخفاش ونظامه الغذائي من فصيلة إلى أخرى، تختلف أيضًا طريقة طيران الخفاش بِحسب عدة عوامل لتتلائم مع حجمه واحتياجاته الغذائية. فيما يلي عدد من الخصائص التشريحية التي تُميز جناحي الخفاش:

  • الهيكل: الهيكل الخاص بجناح الخفاش يمكن تشبيهه بيد الإنسان، حيث يتكون من خمسة أصابع، الإصبع الأول من هذه الأصابع الخمسة لا يُستخدم في طيران الخفاش وإنما لأغراض أخرى مثل التسلق، أما الأصابع الأربع الباقية تمنح الخفاش القدرة على بَسط جناحيه وتغيير وضعية الجناحين أثناء الطيران. كما تمتاز عظام الذراع والأصابع والتي تُشكل بمجملها هيكل الجناح بوزنها الخفيف، بالإضافة إلى أنها طويلة نسبيًا ورفيعة للغاية.
  • الغشاء: جناح الخفاش هو في الحقيقة عبارة عن طبقتين رقيقتين جدًا من الجلد، يربطان الذراعين والأصابع بجسم الخفاش. وفي بعض الفصائل، هناك رقعة من الجلد أو الغشاء تَصِل الأقدام بالذيل، والتي تُستخدم كمكابح لتخفيف السرعة أثناء طيران الخفاش. كما يُشار أيضًا إلى أن العضلات التي تتحكم في حركة الجناحين أثناء طيران الخفاش مُتصلة بلوح الكتف وليس بعظام الصدر كما هو الحال لدى الطيور، وهي من العوامل التي تمنح الخفاش خفة الحركة وقدرة أكبر على التحكم أثناء الطيران. 

ويُمكن القول أن الصفات المذكورة أعلاه هي صفات مشتركة في جميع أنواع الخفافيش، لكن تبقى هُناك فوارق بين كل فصيلة وأخرى تمنح هذه الأنواع القدرة على الطيران بطرق وأشكال مُختلفة. ويتأثر طيران الخفاش وغيره من الكائنات بمجموعة من العوامل من بينها:

  • قوة الرفع: وهي القوة اللازمة للإقلاع عن الأرض والتي يجب أن تزيد عن وزن الجسم وجاذبية الأرض له، لكي يتمكن من الإقلاع. ويتناسب حجم الجناح طرديًا مع قوة الرفع التي يولدها، أي كلما كان الجناح أكبر، كُلما كان قادرًا على توليد قوة رفع أكبر.
  • قوة الدفع: وهي القوة اللازمة من أجل التحرك إلى الأمام أثناء طيران الخفاش، وتتولد هذه القوة أيضًا من خلال حركة الجناحين تمامًا كقوة الرفع، وتتأثر بدرجة ميل الجناح وشكله. حيث في كل مرة يقوم الخفاش بخفق جناحيه، يقوم بتوليد قوة رفع وقوة دفع، ومن خلال التحكم في شكل الجناح وزاوية ميله، يتحكم بمقدار ما يتم توليده من هاتين القوتين. 

وبالتالي تم تمييز عدد من أنماط طيران الخفاش، فالأنواع التي تحتاج للطيران ببطء ودرجة عالية من المراوغة لاصطياد الحشرات الزاحفة تمتلك أجنحة صغيرة، أما الأنواع التي تصطاد الحشرات الطائرة أثناء الطيران تمتلك أجنحة متوسطة الحجم، وبالنسبة للأنواع التي تتغذى على الفاكهة فعادةً ما تكون كبيرة الحجم وتمتلك أجنحة كبيرة تُمكنها من الطيران لمسافات طويلة وبسرعة كبيرة نسبيًا.

 

حواس الخفاش للبحث عن الطعام

حواس الخفاش للبحث عن الطعام تُعتبر أيضًا من الخصائص التي تُميز هذا الكائن. وقد يعتقد البعض أن جميع أنواع الخفافيش تستخدم نفس الحاسة للبحث عن الطعام، وهي حاسة السونار إن صحت التسمية، إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح بالمطلق. وذلك لأن حواس الخفاش للبحث عن الطعام مُتعددة ومختلفة، بِحسب نوع الخفاش ونوع الغذاء الذي يعتمد عليه كل نوع من الخفافيش. ويمكن القول أن كل فصيلة من الخفافيش، تعتمد على حاسة واحدة للبحث عن الطعام بشكل رئيسي، مع استثناءات لبعض الفصائل التي تستخدم أكثر من حاسة لنفس الغرض، لكن طالما أن كلمة خُفاش، تُشير في الحقيقة إلى نوع بأكمله وإلى كُل ما يندرج تحته من فصائل، ومع مراعاة الاختلافات بين هذه الفصائل، يُلاحظ أن حواس الخفاش للبحث عن الطعام هي ثلاث حواس على أقل تقدير. القائمة التالية تُوضح عدد من الخفافيش المُختلفة، وحواس كُل خفاش للبحث عن الطعام على النحو التالي:

  • الخفاش البني الكبير: يعيش هذا النوع في ولاية شيكاغو، ويتغذى على الخنافس وغيرها من الحشرات. يستخدم هذا النوع الحاسّة الأكثر تميزًا من حواس الخفاش للبحث عن الطعام، وهي حاسة السونار، حيث يقوم بإصدار موجات فوق صوتية من فمه، تصطدم هذه الموجات بالأشياء المُحيطة به وترتد إليه، ومن خلال الموجات المُرتدة يتمكن من تمييز كل ما يحيط به بما في ذلك أنواع الحشرات التي يبحث عنها ليأكلها.
  • الثعلب الطائر الذهبي: الثعلب الطائر الذهبي هو الاسم الشائع لأحد أنواع الخفافيش التي تعيش في الفلبين. يتغذى هذا الخفاش على الفواكه، وتحديدًا على فاكهة التين. ولا يستخدم هذا النوع من الخفافيش السونار، وإنما يعتمد على حاسة الإبصار للبحث عن الطعام.
  • خفاش الشبح الآسيوي: يعيش هذا النوع من الخفافيش في الجزء الجنوبي من قارة آسيا. وبالرغم من امتلاكه لحاسة السونار واستخدامها من أجل الطيران، إلاّ أنه يعتمد على حاسة أخرى للبحث عن الطعام، وهي حاسة السمع. حيث يستدل هذا النوع على مكان الحشرات التي يتغذى عليها من خلال الأصوات التي تُصدرها تلك الحشرات، فيقوم بتتبع هذه الأصوات لاصطياد فريسته. ومن بين الأنواع التي يتغذى عليها الخنافس وصراصير الليل.
  • خُفاش حدوة الحصان ذو الأذن الضخمة: حواس هذا الخفاش للبحث عن الطعام هي حاسة السونار وحاسة السمع معًا. حيث يقوم بتتبع الحشرات التي يرغب باصطيادها مثل حشرة العث من خلال الاستدلال على وجودها في محيطه عن طريق تتبع صوت رفرفة أجنحتها ثم اصطيادها.

إضافة إلى حواس الخفاش للبحث عن الطعام المذكورة أعلاه، اكتشف العلماء قدرة أحد أنواع الخفافيش على استشعار المواد الكيميائية السامة التي تصدرها فرائسها، كحاسّة مُساعدة للبحث عن الطعام. حيث يتغذى هذا النوع من الخفافيش على عدد من الكائنات من بينها الضفادع، ويستخدم حاسة السونار للعثور على الضفدع واصطياده، لكنه إذا اكتشف أن هذا الضفدع سامًا، يقوم بإلقائه والبدء بالبحث عن فريسة أخرى.

 

تصنيف الخفاش من الثدييات

يُمكن القول أن تصنيف الخفاش من الثدييات من الحقائق العلمية المُتفق عليها، ولكن من أجل فهم هذا التصنيف، ولماذا يحظى باتفاق العلماء، يجب الإلمام ببعض المعلومات حول علم التصنيف، والخصائص التي تُعتبر أهم ما يُميز الثدييات.

يعود علم التصنيف إلى القرن الثامن عشر، وقد قام بتأسيسه العالم السويدي كارل لينيوس، والذي أصبح يُلقب بـ "أب علم التصنيف". وبشكلٍ مبسط يمكن تعريف علم التصنيف على أنّه علم فرز الكائنات الحية وتقسيمها إلى مجموعات استنادًا إلى الصفات المشتركة بينها. ومع تطور هذا العلم، وبالرغم من وجود أسس علمية يتم الالتزام بها، إلا أنه قد يحدث فروقات بين عالِم وآخر أو مرجع وآخر عند تصنيف أي كائن حي. ولكن يوجد سبع درجات تصنيفية على أقل تقدير وهي:

  • مملكة.
  • شعبة.
  • طائفة.
  • رتبة.
  • فصيلة (أو عائلة).
  • جنس.
  • نوع.

وقد يصل عدد الدرجات التصنيفية إلى أكثر من سبعين، لكن ماذا عن تصنيف الخفاش من الثدييات؟ هل يقع مثل هذا الخلاف حول تصنيف الخفاش من الثدييات؟ أم أنها حقيقة متفق عليها؟ بحسب علم التصنيف أهم ما يُميز الثدييات مجموعة من الصفات الشكلية والتشريحية وتشمل:

  • تمتلك أربعة أطراف.
  • الأنثى لديها غدد لبنية تُنتج اللبن كغذاء للصغار.

بالإضافة إلى عدد من الصفات التي تتوفر في معظم الثدييات، لكنها تتواجد أيضًا في طوائف أخرى، منها مثلًا أن تمتلك غدد عرقية، وأن تمتلك أربعة أنواع مختلفة من الأسنان، وكذلك أن يكون القلب مُقسّم إلى أربع حُجرات. وبالتالي لا خلاف حول تصنيف الخفاش من الثدييات، فجميع أنواع الخفافيش تتصف بأهم ما يُميز الثدييات. فيما يلي مثال لتصنيف أحد أنواع الخفافيش:

  • مملكة الحيوان.
  • شعبة الحبليات.
  • طائفة الثدييات.
  • رتبة الخفاشيات.

وبالرغم من اتفاق جميع المصادر العلمية حول تصنيف الخفاش من الثدييات بسبب امتلاكه لأهم ما يُميز الثدييات من خصائص حيوية وصفات شكلية، إلاّ أن بعض المصادر قد تختلف حول درجات تصنيفية أخرى عند تصنيف الخفاش، فمثلًا بعض المصادر تقوم بتقسيم طائفة الثدييات إلى طوائف فرعية، وفي هذه الحالة يتم تصنيف الخفاش من الثدييات الحقيقية وهي طائفة فرعية، ثُم تصنيفه من رتبة الخفاشيات. لكن بجميع الأحوال، لا يُمكن تصنيف الخفاش من الطيور بسبب قدرته على الطيران مثلًا.

يُشار أيضًا إلى أن هُناك اعتقاد خاطئ شائع حول تصنيف الخفاش، حيث يقوم البعض بتسمية الخفاش بالجرذان الطائرة، والحقيقة هي أن كل من الخفافيش والجرذان تمتلك أهم ما يُميز الثدييات، إلا أن  الخفافيش تنتمي إلى رتبة قائمة بذاتها وخاصة بها وهي رتبة الخفاشيات، بينما تنتمي الجرذان إلى رُتبة القوارض، مما يعني أنه من ناحية علم التصنيف، ينتهي التشابه بين الخفاش والجرذ عند الدرجة التصنيفية التي تُسمى طائفة، حيث ينتمي كلاهما إلى طائفة الثدييات.

 

أهمية الخفافيش

على الرغم من كل المفاهيم الخاطئة المحيطة بالخفافيش ومن ضمنها أنّ الخفاش من الطيور، إلّا أنها مهمة جداً للإنسان والبيئة، حيث تستهلك الخفافيش الآكلة للحشرات ملايين الحشرات كل ليلة، وتعمل كمُكافحة طبيعية للآفات الزراعية، فبفضل الخفافيش، قد يعتمد المزارعون بدرجة أقل على مبيدات الآفات السامة، والتي تكلفهم ملايين الدولارات كل عام. كما تقوم الخفافيش التي تشرب الرحيق بتلقيح النباتات حتى تتمكن من إنتاج الفاكهة، وفي الواقع، يعتمد أكثر من 500 نوع من النباتات، بما في ذلك المانجو والموز والأفوكادو على الخفافيش للتلقيح. كذلك تساعد الخفافيش آكلة الفاكهة في نشر البذور حتى تنمو الغابات المطيرة، مما يساعد على التخفيف من آثار إزالة الغابات على نطاق واسع.

 

أنواع الطيور الليلية

هُناك الكثير من أنواع الطيور الليلية التي تنتشر في مُختلف مناطق العالم، والحقيقة أن تصنيف هذه الفصائل ضمن أنواع الطيور الليلية يحظى باتفاق العلماء إلى حدٍ كبير. إلاّ أن هذا التصنيف قد لا يكون سهلًا في بعض الأحيان، وذلك بسبب وجود عدد من أنواع الطيور التي تنشط في أوقات متعددة من اليوم، أي في النهار والليل على حدٍ سواء. كما أن هُناك نوع من الطيور وهو السِمّان، يندرج تحته عدة فصائل تختلف من حيث فترة النشاط والسلوك، أي أن هُناك أنواع ليلية من السمان وأنواع نهارية منه. وبالرغم من ذلك، يُمكن القول أنه إذا كان أي نوع من الطيورعادةً ما يَنشط خلال ساعات الليل، يتم اعتباره ضمن أنواع الطيور الليلية.

بالإضافة إلى ما سبق، هُناك عدد من الصفات المميزة التي يمكن اعتبارها صفات مشتركة لمختلف أنواع الطيور الليلية، هذه الصفات تشمل ما يلي:

  • لون الريش: الألوان الزاهية مثل اللون الأحمر والبرتقالي تُميز الطيور النهارية، أما أنواع الطيور الليلية، فتمتاز بألوان مثل الرمادي والأسود والبني بدرجات مُختلفة، وكذلك الأبيض في بعض الأحيان. هذه الألوان تُساعد على التخفّي أثناء الليل لذلك تُعتبر صفة مشتركة بين ذكور وإناث الطيور الليلية.
  • العيون الكبيرة: نظرًا لتدني مُستوى الإضاءة في الليل، تُساعد العيون الكبيرة الطيور الليلية على الرؤية بشكلٍ أفضل في الظلام، وذلك بالاعتماد على الإضاءة الخافتة المتوفرة في الليل.
  • حاسة السمع الحادة: قوة حاسة السمع لدى مختلف أنواع الطيور الليلية تُساعدها أيضًا على ممارسة نشاطات مثل البحث عن الطعام والصيد بشكلٍ أفضل في ساعات الليل المُظلمة.

بالإضافة إلى صفات أخرى يُمكن أن تتواجد في أحد أنواع الطيور الليلية لكن ليس جميعها. فيما يلي اثنين من أنواع الطيور الليلية وبعض خصائصها ومميزاتها:

  • البوم: يمكن القول أن البومة هي أشهر أنواع الطيور الليلية، وربما كان السبب وراء هذه الشهرة هو العدد الكبير لفصائل البوم، إذ يبلغ عدد فصائل البومة بحسب بعض التقديرات حوالي 234 فصيلة مُنتشرة تقريبًا في جميع مناطق العالم. بالإضافة للصفات المشتركة بين أنواع الطيور الليلية، تمتلك البومة نوعًا خاصًا من الريش الذي يُتيح لها الطيران دون إصدار صوت رفرفة جناحيها، وهو الأمر الذي يُمكنها من الانقضاض على فريستها دون أن تنتبه الفريسة أن هُناك بومة تقترب منها وعلى وشك اصطيادها.
  • طائر السُبد المصري (Egyptian Nightjar): هو أحد أنواع الطيور الليلية الذي ينتمي لفصيلة تحمل نفس الاسم. والنوع المصري منه تحديدًا يتواجد في الكثير من الدول العربية، مثل دول الخليج العربي واليمن، بالإضافة إلى عدد من الدول غير العربية مثل إيران وكازاخستان. ويتمتع هذا النوع بخاصية الطيران الصامت أو الطيران الليلي تمامًا كالبومة. ويتميّز هذا الطائر الليلي بسلوك آخر هو أنه لا يقوم ببناء عش، وإنما يضع بيضه على الرمال.

 

بماذا تمتاز عظام الطيور؟

تمتاز عظام الطيور بعدد من الخصائص التي يعتقد العلماء أنها تُساعدها على الطيران، وقد يظن البعض أن الأمر الوحيد الذي تمتاز عظام الطيور به عن عظام الكائنات الأخرى هو أنها خفيفة الوزن. لكن الحقيقة أن هُناك صفات أخرى يجب أخذها في الاعتبار عند دراسة الطيور، والتي تُعتبر ضمن الخصائص التي تمتاز بها عظام الطيور، والتي ترتبط أيضًا بوظيفة الطيران. فيما يلي عدد من هذه الخصائص وتأثيرها على قدرة الطيور على الطيران:

  • خفة الوزن: الوزن الخفيف هو أشهر الخصائص التي تمتاز عظام الطيور بها، وذلك لأن عظام الطيور مجوفة، كما أن بعض عظام الطيور صغيرة جدًا من ناحية الحجم، إلاّ أنه لا تمتاز جميع عظام الطيور بكونها مجوفة، ويختلف عدد العظام المجوفة من نوع إلى آخر. كما أن منقار الطيور والذي يُنظر له كبديل عن عظام الفك والأسنان لدى الكائنات الأخرى، يمتاز بخفة وزنه إذا ما تمّت مقارنته بعظام الفك.
  • القوة: صحيح أن عظام الطيور تمتاز بخفة الوزن، لكن هذا لا يعني أنها ضعيفة أو هشّة، بل على العكس، تمتاز عِظام الطيور بأنها أقوى من عظام الثدييات مثلًا بالرغم من أنها أخف وزنًا، والسبب في ذلك يرجع للنتوءات والتشكيلات العظمية التي تتواجد في التجويف الداخلي لعظام الطيور، والتي تُمثل دعامات لهذه العظام تجعلها أقوى وأكثر صلابة.
  • الكثافة: تمتاز عظام الطيور بكثافتها العالية، وهو مؤشر آخر على قوة وصلابة عظام الطيور. وفي دراسة تم إجراؤها للتعرف على كثافة عظام الطيور، تم قياس كثافة عظام الفخذ وعظام العضد في أحد أنواع الطيور والخفافيش والقوارض، وذلك عن طريق قياس حجم وكتلة هذه العظام ثم حساب كثافتها، وكانت النتيجة هي أن هذه العظام أكثر كثافة لدى الطيور. وقد أشارت الباحثة إليزابيث ديمونت التي قامت بإجراء هذه الدراسة إلى أن هذه الصفة عادةً ما تتواجد في هياكل الأجسام الطائرة من صُنع الإنسان، أي الطائرات بشكل رئيسي، حيث يتم تصنيعها من مواد ذات كثافة عالية تضمن القوة والصلابة الكافية، دون أن يكون وزنها ثقيلًا.
  • الشكل والتكوين: بِحسب نفس الدراسة المذكورة أعلاه، تعتقد السيدة إليزابيث ديمونت أن المواد التي تدخل في تكوين عظام الطيور، بالإضافة إلى شكل العظام، هي أيضًا من بين الأمور التي تمتاز بها عظام الطيور، والتي تلعب دورًا هامًا في وظيفة الطيران، كما تُشير إلى أن هذه الصفات، يمكن أن تفسر كيف تكون عظام الطيور صغيرة ودقيقة، لكن نسبة وزنها قياسًا إلى إجمالي وزن الجسم، تُعادل تقريبًا نفس هذه النسبة لدى الثدييات.

 

تشريح الجمبري

عند دراسة تشريح الجمبري، يُمكن تقسيم الموضوع إلى قسمين رئيسيين، تشريح الجمبري الخارجي، وتشريح الجمبري الداخلي. تُوضح هذه الفقرة تشريح الجمبري بشكل مُبسط وذلك كما يلي:

أولًا: تشريح الجمبري الخارجي: 

يشمل هذا القسم من تشريح الجمبري تقسيم جسم الجمبري من الخارج وأهم الأعضاء الخارجية التي يسهل رؤيتها لدى الجمبري. حيث يتكون جسم الجمبري من منطقتين وهما المنطقة الرأس-صدرية والتي تشمل الرأس والصدر مُندمجين في منطقة واحدة. والمنطقة الثانية هي منطقة البطن. وتتواجد مُعظم الأعضاء الحيوية في المنطقة الرأس-صدرية بما في ذلك قرني الاستشعار والعينين والفم. وللجمبري 19 زوجًا من الأرجل التي تتواجد على امتداد الجسم، وتختلف اختلافًا بسيطًا لتؤدي وظائف مختلفة، منها المشي والسباحة. وفي ذكور الجمبري، يوجد زوج من الأرجل ضمن الأرجل المخصصة للسباحة، يؤدي وظيفة نقل الحيوانات المنوية.

ثانيًا: تشريح الجمبري الداخلي:

يشمل هذا القسم من تشريح الجمبري الأعضاء الحيوية الداخلية، والتي تشمل كُل مما يلي:

  • الجهاز الهضمي: يتكون الجهاز الهضمي لدى الجمبري من الفم والمصران الأمامي والمصران الأوسط والمصران الخلفي، بالإضافة إلى عُضو مُدمج يؤدي وظيفة الكبد والبنكرياس (Hepatopancreas).

     
  • الخياشيم: والتي تتواجد في منطقة الصدر من جسم الجمبري، أو الجزء الصدري من المنطقة الرأس-صدرية. 
  • القلب: ينقسم قلب الجمبري إلى عدد من الحجرات ويُحيط به غشاء ضام إسفنجي يعمل على حماية القلب. ويتفرع من القلب عدد من الشرايين التي تنقل السائل اللمفي دموي والذي يُعادل الدم لدى الإنسان إلى أنحاء جسم الجمبري. ويُذكر أنه في كل شريان يوجد صمّام يمنع جريان الدم في الاتجاه الخاطئ.
  • الدماغ: يقع الدماغ خلف الأرجل الأمامية الواقعة في المنطقة الرأس-صدرية، كما يملك الجمبري عدد من الأعصاب والشعيرات العصبية التي توفر التغذية العصبية لمختلف أنحاء الجسم. ومن الجدير بالذكر أن القلب مُرتبط بالعصب المركزي لدى الجمبري.
  • العينين: يمتلك الجمبري عينين مُركبتين أو مُعقدتين تُشبه إلى حد ما عيون الذباب، حيث تتكون كل عين من عدد كبير من العُوينات أو أجزاء الإبصار، وتغلف كل جزء الإبصار طبقة من الخلايا القرنية، ويتصل كل جزء إبصار بقمع كريستالي يقع خلفه الشبكية.
  • الخصيتين والمبيضين: وهي أهم الأعضاء التناسلية لدى الجمبري، تمتلك ذكور الجمبري خصيتين مسؤولتين عن إنتاج الحيوانات المنوية، بينما تمتلك الإناث مبيضين يقومان بإنتاج البويضات.

يُشار إلى أن أهمية دراسة تشريح الجمبري ووظائفه الحيوية، نشأت وجذبت انتباه الأطباء البيطريين نتيجة لتطور مزارع الجمبري، والذي تم إنشاؤها في العديد من دول العالم لتلبية احتياجات السوق من هذا المصدر الغذائي الهام. على سبيل المثال، في عام 1991م، أنتجت مزارع الجمبري في الصين 150 ألف طن من الجمبري.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على