` `

هل السعرات الحرارية في زيت الزيتون مرتفعة؟

هل السعرات الحرارية في زيت الزيتون مرتفعة؟
تختلف السعرات الحرارية في زيت الزيتون بحسب نوع الزيت وطريقة تصنيعه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتبر زيت الزيتون أحد أهمّ مكوّنات المطبخ في ثقافات البحر الأبيض المتوسّط، وتنتشر الكثير من النصائح حول فوائده الصحية. فما القيمة الغذائية لزيت الزيتون؟ وهل حقاً السعرات الحرارية في زيت الزيتون مرتفعة؟ وما هي فوائد زيت الزيتون؟ وهل هناك أضرار لاستخدام زيت الزيتون؟

 

ما هو زيت الزيتون؟

يُستخلص زيت الزيتون من ثمرة شجرة الزيتون، وهي من المحاصيل التقليدية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وتتم صناعة زيت الزيتون عن طريق عصر الزيتون، ويُستخدم زيت الزيتون في الطبخ، وفي صناعة العديد من مستحضرات التجميل، والأدوية، والصابون، كما كان يُستخدم سابقاً كوقود للمصابيح التقليدية. يأتي زيت الزيتون في الأصل من مناطق البحر الأبيض المتوسط، ولكنّه اليوم يحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم.

 

هل السعرات الحرارية في زيت الزيتون مرتفعة؟

قد يُساعد زيت الزيتون، عند تناوله بكميات معقولة مع الوجبات اليومية، على إنقاص الوزن. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الزيت أو استخدامه لطهي كل طبق قد لا يساعد في تحقيق هدف البعض المتمثل في التخلص من الوزن الزائد، حيث أن الزيت نفسه غني بالسعرات الحرارية.

وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، تحتوي كل ملعقة كبيرة من زيت الزيتون على 119 سعرة حرارية، بينما يحتوي ما مقداره 100 جرام من زيت الزيتون على 884 سعرة حرارية. ويحتوي زيت الزيتون البكر على 800 سعرة حرارية لكل 100 جرام.

الفرق بين أنواع زيت الزيتون يأتي من عملية التصنيع، حيث يتم الحصول على زيت الزيتون البكر عن طريق عصر الزيتون والحصول على الزيت الطازج، وبالتالي فهو يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن الطبيعية مُقارنة بمُختلف أنواع الزيت الأخرى، ويعتبر زيت الزيتون البكر أنقى أنواع زيت الزيتون، حيث يتم تصنيعه بحيث لا يخضع لأي معالجة ولا يحتوي على أي إضافات كيميائية، ولهذا السبب، ينصح خبراء التغذية وأخصائيي التغذية باستخدام هذا النوع من زيت الزيتون بالتحديد.

 

هل يؤدي استهلاك زيت الزيتون إلى زيادة الوزن؟

يؤدي تناول كميات كبيرة من الدهون إلى زيادة الوزن، ومع ذلك، فقد ربطت العديد من الدراسات بين نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي الغني بزيت الزيتون والتأثيرات الإيجابية على وزن الجسم، ففي دراسة استمرت 30 شهراً على أكثر من 7000 طالب جامعي إسباني، لم يكن استهلاك الكثير من زيت الزيتون مُرتبطاً بزيادة الوزن. بل إنّ دراسة أُخرى استمرت لمدة ثلاث سنوات وأجريت على 187 مشاركاً، انتهت إلى أنّ اتباع نظام غذائي غني بزيت الزيتون مُرتبط بزيادة مستويات مُضادات الأكسدة في الدم، فضلاً عن فقدان الوزن.

 

ما هي أهم فوائد زيت الزيتون؟

نظرت العديد من الدراسات في الفوائد الصحية لزيت الزيتون، وتالياً أهم فوائد زيت الزيتون الصحية والدراسات التي أُجريت عليه:

  • زيت الزيتون غني بمضادات الأكسدة

من المعروف أنّ زيت الزيتون غنيّ بمضادات الأكسدة، كما أنّ الخبراء يعتبرون الدهون التي يحتويها زيت الزيتون دهوناً صحية، إذ تحتوي أحماض دهنية أحادية غير مشبعة. وتُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في زيت الزيتون على الحد من تلف الخلايا الذي يتسبب بالعديد من الأمراض، ويحتوي زيت الزيتون البكر على كميات أكبر من مضادات الأكسدة مقارنةً بالزيوت التي تخضع لمُعالجة أكبر، ويتميّز زيت الزيتون البكر بمرارته.

زيت الزيتون البكر هو أفضل أشكال الزيوت المُستخرجة من الزيتون لغناه بمُضادات الأكسدة التي تُساعد على منع تلف الخلايا الذي تُسببه جُزيئات تُسمى الجذور الحرة، وهي عبارة عن مواد يُنتجها الجسم أثناء عمليات الأيض، وتقوم مضادات الأكسدة بإبطال عمل هذه الجذور الحرة.

إذا تراكمت الكثير من الجذور الحرة في الجسم فإنّها قد تُسبب الإجهاد التأكسدي، ويُمكن أن يُؤدي ذلك إلى تلف خلايا الجسم، مما قد يلعب دوراً في تطور بعض الأمراض، بما في ذلك أنواع معينة من السرطان.

 

  • فوائد زيت الزيتون للقلب والشرايين

 زيت الزيتون هو المصدر الرئيسي للدهون في النظام الغذائي لمناطق البحر الأبيض المتوسط. خلصت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون هذا النظام الغذائي لديهم متوسط ​​عمر متوقع مرتفع نسبياً، بما في ذلك فُرص أقل للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، مُقارنةً بالأشخاص الذين يتّبعون أنظمة غذائية أخرى.

وقارنت دراسة أُجريت عام 2018 عدد النوبات القلبية بين الأشخاص الذين يعتمدون حمية البحر الأبيض المتوسط في نظامهم الغذائي​​، إمّا بزيت الزيتون أو المُكسرات، مع من يتّبعون نظام غذائي قليل الدسم، وخلصت الدراسة إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون حمية البحر الأبيض المتوسط​​، سواء كان ذلك بزيت الزيتون أو المكسرات، هم أقل عُرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من أولئك الذين يتبعون حمية منخفضة الدهون.

وأشارت نتائج دراسة أخرى أُجريت عام 2017 إلى أنّ مادة البوليفينول الموجودة في زيت الزيتون البكر، وهي نوع من مضادات الأكسدة، قد توفّر حماية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية واختلال وظائف الدماغ والسرطان.

 

  • زيت الزيتون ومتلازمة الأيض

متلازمة الأيض هي حالة تتميّز بمجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض، بما في ذلك السُمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات السكر في الدم.

خلصت دراسة أُجريت عام 2019 إلى أنّ زيت الزيتون في النظام الغذائي لمناطق البحر الأبيض المتوسط قد يُحسّن سمات متلازمة الأيض، مثل ارتفاع السكر في الدم والدهون الثلاثية (ارتفاع نسبة الدهون في الدم) والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو ما يُعرف بالكوليسترول الضار. بينما في المقابل، يزيد زيت الزيتون من مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، أو ما يُعرف بالكوليسترول الحميد أو الجيد.

 

  • زيت الزيتون والاكتئاب

انتهت دراسة أُجريت على الفئران عام 2013 إلى أنّ المكونات الموجودة في زيت الزيتون البكر قد تُساعد في حماية الجهاز العصبي ويُمكن أن تكون مفيدة في علاج الاكتئاب والقلق.

قبل ذلك بعامين، كان العلماء قد وجدوا أدلّة على أن الأشخاص الذين يتناولون الدهون المُشبعة في روتين غذائهم اليومي، وهي دهون غير صحية توجد في الأطعمة السريعة، كانوا أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب من أولئك الذين يتناولون الدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون.

 

  • زيت الزيتون ومرض الزهايمر

في عام 2016، توصّل بعض العلماء إلى أنّ تضمين زيت الزيتون البكر في النظام الغذائي قد يُساعد في الوقاية من مرض الزهايمر، ويُعزى ذلك إلى تأثيره الوقائي على الأوعية الدموية في الدماغ. كما خلص مؤلفو دراسة أجريت على الفئران ونُشرت في عام 2019 أنّ استهلاك زيت الزيتون البكر الغني بالأوليوكانثال يُمكن أن يُساعد في إبطاء أو وقف تطور مرض الزهايمر.

 

  • زيت الزيتون والكبد

وجدت مُراجعة أُجريت عام 2018 للدراسات المختبرية أنّ بعض المواد الموجودة في زيت الزيتون البكر قد تُساعد في منع تلف الكبد أو إصلاحه. ويُعتقد أنّ الأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبعة في الزيت، والتي تتكوّن أساساً من حمض الأوليك، ومركباته الفينولية، تُساعد في منع الالتهاب والإجهاد التأكسدي ومقاومة الأنسولين والتغيرات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى تلف الكبد.

 

  • زيت الزيتون وداء الأمعاء الالتهابي

يتسبب داء الأمعاء الالتهابي (IBD) في حدوث التهابات في الجهاز الهضمي، ويعتبر التهاب القولون التقرحي وداء كرون أهم أنواع داء الأمعاء الالتهابي.

وجدت مراجعة أجريت عام 2019 أن الفينولات الموجودة في زيت الزيتون قد تُساعد في تعزيز مناعة وصحة الأمعاء عن طريق تغيير الميكروبات الموجودة في القناة الهضمية، وهذا قد يكون مفيداً للأشخاص المصابين بالتهاب القولون أو بأنواع أُخرى من داء الأمعاء الالتهابي. إلّا أنّنا لا نزال بحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.

 

اقرأ أيضاً:

هل السعرات الحرارية في الشوفان مرتفعة؟

هل عدد السعرات الحرارية في التمر عالية؟

هل السعرات الحرارية في شوربة العدس مرتفعة؟

هل السعرات الحرارية في العنب مرتفعة؟ 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على