` `

 هل السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة؟

تغذية
27 ديسمبر 2020
 هل السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة؟
السبب الرئيسي في انّ السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة هو أنّه أحد الأطعمة الغنية بالدهون (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعرف اللوز بشكل رئيسي كأحد أنواع المُكسّرات، كما يتم استخدامه لتزيين بعض الأكلات وبعض أنواع الحلوى، وقد أُجريت العديد من الدراسات حول الفوائد الصحية لتناول اللوز، لكن فيما يخص مسألة إنقاص الوزن أو الحِفاظ عليه وتجنُّب أي زيادة غير مرغوبة، يبقى السؤال الأهم هو: هل السعرات الحرارية في اللوز مُرتفعة؟ وهل يُمكن أن يدخل اللوز في حِمية غذائية تهدِف إلى إنقاص الوزن؟ يُورِد هذا المقال مجموعة من الحقائق العِلمية ليُجيب على هذين السؤالين، بالإضافة إلى أسئلة أُخرى حول اللوز.

 

اللوز

عَرَف الإنسان شجرة اللوز منذ آلاف السنين كشجرة تنمو بشكل طبيعي في موطنها الأصلي، أي حوض البحر المتوسط وجنوب غرب قارة آسيا، ثم انتقلت إلى مناطق أخرى بعد أن أصبحت أحد المحاصيل الزراعية التي يحرص البشر على زراعتها بأنفسهم، في الوقت الحالي، 80% من إنتاج اللوز العالمي يأتي من ولاية كاليفورنيا، التي تتمتع بمناخ البحر المتوسط.

يصل طول شجرة اللوز إلى حوالي أربعة أمتار، وتُنتِج ثِماراً خضراء اللون، يُمكِن تناول اللوز في هذه المرحلة، ويُسمى حينها اللوز الأخضر، أو أن تُترك الثِمار لِتنضُج تماماً، في هذه الحالة تتشقق القشرة الخضراء الخارجية لِتُعطي بِذرة اللوز، المُحاطة بِقشرة صلبة ذات لون بُني فاتح.

هٌناك نَوعين رئيسييّن من اللوز، هُما اللوز المُر واللوز الحُلو، بطبيعة الحال اللوز الحُلو هو النوع الأكثر انتشاراً، ويُمكن تناوله بِطُرُق مُختلفة، كما يتم تصنيع عدد مِن المُنتجات الغذائية من اللوز الحُلو، مِثل زبدة اللوز وحليب اللوز. بينما يُستخدم زيت اللوز المُر في تصنيع خُلاصة اللوز، وهي مادة تُضاف إلى الأطعمة لِتُعطيها نكهة اللوز، لكن يُشترط أن يتم أولاً مُعالجة اللوز المُر بِطُرُق خاصة للتخلص من مادة حمض البروسيك، حيث تتواجد هذه المادة بشكل طبيعي في اللوزالمُر، وتُعتبر مادة سامّة.

 

هل السعرات الحرارية في اللوز مُرتفعة؟

نعم، تُعتبر السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة، والسبب الرئيسي لذلك هو أن اللوز أحد الأطعمة الغنية بالدهون. إلاّ أن هذه الإجابة المُختصرة لا تُوضّح حقيقة القيمة الغذائية والفوائد الصحية المُترتبة على تناول اللوز، كما أنها لا تعكس حقيقة تأثير اللوز على زيادة الوزن أو إنقاصه. فيما يلي القيمة الغذائية لِمائة جرام من اللوز:

العنصر الغذائي

لِكل 100 غرام

البروتين

21.15 غرام

الدهون

49.93 غرام

الكربوهيدرات

21.55 غرام 

الألياف

12.50 غرام

السكريات

4.35 غرام

السُعرات الحرارية في اللوز

579 سُعر حراري

 

كما أن اللوز يحتوي على كميّة جيدة من بعض أنواع المعادن والفيتامينات الضرورية لصحة جسم الإنسان مِثل:

  • الكالسيوم: 269 ملليغرام.
  • الحديد: 3.71 ملليغرام.
  • المغنيسيوم: 270 ملليغرام.
  • الفوسفور: 481 ملليغرام.
  • الزّنك: 3.12 ملليغرام.
  • فيتامين E (ألفا توكوفيرول): 25.63 ملليغرام.

بالإضافة إلى كميات مُتفاوتة من أنواع أخرى من المعادن والفيتامينات. يُمكن الاطّلاع على معلومات أكثر تفصيلاً فيما يخص المُحتوى الغذائي في اللوز على موقع وزارة الزراعة الأمريكية. هذا وقد أثبتت الدراسات العلمية العديد من الفوائد الصحية المُترتبة على تناول اللوز والتي سيتم إيضاحُها بشئ من التفصيل في الفقرة التالية.

 

الفوائد الصحية لتناول اللوز 

من أهم فوائد اللوز الصحية:

1- مصدر جيد لِمُضادات الأكسدة: يُعد اللوز من الأطعمة الغنية بمُضادات الأكسدة، وهي عناصر غذائية تحمي خلايا الجسم من التأكسد الضار الذي يتسبب ببعض الأمراض مثل الأورام الخبيثة، جدير بالذكر أن مُعظم مُضادات الأكسدة الموجودة في اللوز تتواجد في القشرة البُنية الرقيقة التي تُغطي حبة اللوز.

2-عامل مُساعد للسيطرة على مُستوى السُكر في الدم: حيثُ يحتوي اللوز على كمية قليلة نسبياً من الكربوهيدرات، وكمية كبيرة من البروتين والدهون الصحية (الدهون أُحادية التشبع)، كما أن اللوز مصدر جيد للمغنيسيوم، وقد وجدت بعض الدراسات رابطاً مُباشراً بين نقص المغنيسيوم وبين الإصابة بمرض السُكّر من النوع الثاني، كما أن المغنيسيوم يعمل على السيطرة على ضغط الدم المُرتفع. يُعتبر ارتفاع ضغط الدم مُشكلة صحيّة خطِرة، كما أن له مُضاعفات صحية أكثر خطورة مثل النوبات القلبية والجلطات. تُوضح بعض الدراسات أن مُعالجة نقص المغنيسيوم تؤدي إلى انخفاض ملحُوظ في ضغط الدم.

3- السيطرة على ارتفاع الكوليسترول: هُناك نوعين من الكوليسترول، يٌسمّى أحدهما الكوليسترول الضّار (LDL) والآخر الكوليسترول النافع (HDL). وقد توصّلت دراسة علمية إلى أن تناول 42 غراماً من اللوز يومياً أدّى إلى تراجع مستوى الكوليسترول الضار في الدم لدى المُشاركين في الدراسة، دون التأثير على مُستوى الكوليسترول النافع. كما أن تناول اللوز يمنع الكوليسترول الضار من التأكسد، وهو أمر مُهم لأن أكسدة الكوليسترول الضار تجعله أكثر ضرراً حيث يُصبح عاملاً رئيسياً للإصابة بأمراض القلب.

4- يُؤدي تناول اللوز إلى تحسُّن صحة الدماغ: يحتوي اللوز على عدد من العناصر الغذائية المٌهمة لِصحة الدِماغ، مِثل فيتامين E والأحماض الدُهنية غير المُشبّعة. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول اللوز قد يؤدي إلى تحسن الذاكرة.

5- يُساعد تناول اللوز على خسارة الوزن: نعم هذا صحيح. بالرغم من أن السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة، وبالرغم من أنه غني بالدهون، إلاّ أن تناول اللوز يٌساعد على خسارة الوزن، وذلك لعدة أسباب، أول تلك الأسباب هو أن جسم الإنسان لا يمتص السعرات الحرارية الموجودة في المُكسرات بالكامل، وإنما يحصل الجسم على نسبة تتراوح بين 85% و 90% من إجمالي السعرات الحرارية الموجودة في المُكسرات ومنها اللوز بطبيعة الحال.

أما السبب الثاني هو أن اللوز غني بالبروتين والدهون الصحية، مما يجعله أحد الأطعمة التي تُسبب الإحساس بالشبع لفترة أطول. تُشير إحدى الدراسات إلى أن تناول اللوز يومياً في إطار حِمية غذائية بإجمالي سعرات حرارية يومية مُنخفض، أدى إلى زيادة في خسارة الوزن بنسبة 62%، مُقارنةً بمجموعة أُخرى من المُتطوعين اتبعوا أيضاً حِمية غذائية مُنخفضة السعرات الحرارية، لكنّها لا تحتوي على اللوز.

جدير بالذكر أن الدراسة التي أُجريت حول تأثير تناول اللوز على الكوليسترول سجّلت أيضاً مُلاحظة هامة، وهي تراجع مُحيط الخصر لدى الُمشاركين.

 

هل هُناك مخاطر صحية لتناول اللوز؟

ليس هُناك مخاطر صِحية تُذكر لتناول اللوز، لكن يجب إعادة التذكير بأن السعرات الحرارية في اللوز مُرتفعة، مما يعني أنه من أجل الاستمتاع بمذاق اللوز والحصول على فوائده دون أن يتسبب في زيادة الوزن، يجب أن يتم تناول كميات محدودة من اللوز، يُشير أحد المصادر بناءً على عدد من الدراسات العلمية أن الكمية اليومية المُوصى بها من اللوز بالنسبة للبالغين تتراوح بين 20 و 50 غراماً.

 

اقرأ أيضاً:

 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على