` `

هل الإسقاط النجمي ممكن حقًا؟

علوم
2 فبراير 2021
هل الإسقاط النجمي ممكن حقًا؟
الإسقاط النجمي غير مُمكن ويتفق العلماء وعُلماء الدين على إنكاره واعتباره وهم أو خيال أو أحلام (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعتبر الإسقاط النجمي أحد الممارسات الروحانية المُثيرة للجدل والحيرة على حدٍ سواء، فمن ناحية، يُؤكد المؤمنون به على أن الإسقاط النجمي حقيقة، وأنهم قادرون على ممارسته وقد شعروا بنتائجه بالفعل، ومن ناحية أخرى يُؤكد مُعارضو فكرة الإسقاط النجمي أنه ليس إلاّ ضرب من ضروب الوهم أو الخيال أو أنه نوع من أنواع الأحلام. وهو الأمر الذي يُثير لدى الكثيرين العديد من التساؤلات مثل: ما هو الإسقاط النجمي؟ هل الإسقاط النجمي ممكن حقًا؟ وإن كانت الإجابة بنعم، فهل هُناك أدلة موثوقة على أن الإسقاط النجمي حقيقة؟
يبحث هذا المقال في موضوع الإسقاط النجمي، ويتتبع مُختلف الآراء حول المسألة لِيُقدم الإجابات الصحيحة على التساؤلات المذكورة أعلاه.

 

ما هو الإسقاط النجمي؟

من بين الأمور التي تُسبب الحيرة والالتباس عند الحديث عن الإسقاط النجمي هو صعوبة تحديد تعريف واضح ودقيق لهذه الظاهرة، إلاّ أنه يُمكن تعريف الإسقاط النجمي على أنه قُدرة الشخص على إخراج روحه من جسده المادي المحسوس بشكل مُتعمد ثُم تنقل الروح في الكون أوالسفر إلى أماكن بعيدة، أو هو القدرة على الفصل بين الوعي وبين الجسد بما يُتيح لوعي الشخص التنقل في أماكن أخرى مختلفة عن مكان تواجد جسده، أو الانتقال إلى عالم آخر بِخلاف العالم الواقعي الذي نعيش فيه ونُدركه بحواسنا.

وهُناك ظاهرة أخرى عادةً ما يتم الحديث عنها عند الحديث عن الإسقاط النجمي، تُسمى هذه الظاهرة بحالة الخروج من الجسد، وبالرغم من أن البعض يعتبر الإسقاط النجمي وحالة الخروج من الجسد أمرًا واحدًا، يُشير أحد المصادر إلى وجود فروق حقيقية بين كِلا الأمرين.

 

ما هي حالة الخروج من الجسد؟ وما الفرق بينها وبين الإسقاط النجمي؟

حالة الخروج من الجسد هو إحساس يُصيب العديد من الأشخاص بأن وعيهم أو إدراكهم قد غادر جسدهم، ولكي تتضح الفكرة بشكل أفضل، حالة الوعي الطبيعية التي يعيشها الجميع هي الشعور بأن وعينا جُزء منّا غير مُنفصل عن أجسادنا، وأن مكان تواجدنا يُحيط بنا ونُدركه بحواسنا على أنه ما حولنا من أشياء وأشخاص، أما أثناء مُرور الأشخاص بما يُسمى بحالة الخروج من الجسد، فإنهم يشعرون كما لو أن وعيهم أصبح خارج جسدهم، وأن الجسد المادي شئ موجود في المكان ينظرون إليه كأي شيئ آخر مُنفصل عنهم. يُوضح الجدول التالي الفرق بين حالة الخروج من الجسد والإسقاط النجمي:

الإسقاط النجمي

حالة الخروج من الجسد

  • تحدث بشكل مُتعمد.
  • انتقال الوعي إلى أماكن أو عوالم أخرى.

 

  • مُمارسة روحانية.
  • تحدث بشكل عَرضي غير مقصود.
  • انفصال الوعي عن الجسد والنظر إليه من الأعلى كما لو أن الشخص يسبح في الهواء خارج جسده الموجود في الأسفل.
  • إحساس مُرتبط بحالات مَرضيّة مُعينة كالصرع والصداع النصفي وغيرها.

 

جدير بالذكر أن العديد من الأطباء يُقرون بصدق الأحاسيس التي يصفها مرضاهم أثناء مُرورهم بحالة الخروج من الجسد، الأمر الذي جعلها موضوعًا للعديد من الدراسات العلمية.

 

لكن هل الإسقاط النجمي مُمكن حقًا؟

قد تبدو الإجابة على سؤال مثل هل الإسقاط النجمي ممكن حقًا أمرًا مُعقدًا، ولهذا تستعرض هذه الفقرة من المقال أهم الآراء حول الإسقاط النجمي، وبعض الأدلة التي تستند عليها هذه الآراء كما يلي:

  • رأي العلم حول الإسقاط النجمي: حتى هذه اللحظة ليس هُناك أي دليل علمي قاطع على أن الإسقاط النجمي مُمكن حقًا، ومن المُلفِت أن هناك عددًا كبيرًا نِسبيًا من الناس يزعمون أنهم مرّوا بحالة الخروج من الجسد، أو حالة الإسقاط النجمي، إما أثناء النوم، أو لدى الخضوع لجلسات التنويم المغناطيسي أو كنتيجة لممارسة التأمل والاسترخاء، إلا أنها تبقى مُجرد آراء مبنية على تجارب شخصية، وليس هُناك دراسة علمية تُقدم نتائج واضحة تدعم مزاعمهم.

وبالرغم من ذلك، فإن هُناك العديد من الكُتُب والدورات التعليمية التي يدّعي القائمون عليها أنها يُمكن أن تُعلّم المُلتحقين بها كيفية الوصول لحالة الإسقاط النجمي، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن مُحتوى هذه الكُتُب حقيقي ويُمكن الوثوق به، خاصةً إذا أخذنا بعين الاعتبار، حقيقة أن مِثل هذه الكتب وهذه الدورات التعليمية تهدف إلى الرّبح في المقام الأول.

  • رأي الدين حول الإسقاط النجمي: قد يُجادل بعض من يدعون بأن الإسقاط النجمي مُمكن العُلماء، ويقومون برفض آرائهم مُستندين إلى منطق مُعين ألا وهو: طالما أن الإسقاط النجمي تجربة روحانية بالأساس، هذا يعني أنها لا تخضع بالضرورة للعلم والمنهجية العلمية، فكثير من المُعتقدات الدينية لا يدعمها العلم حتى وإن لم يُنكرها. إلاّ أن عُلماء الشريعة الإسلامية يرون أن الإسقاط النجمي غير مُمكن وأنه شكل من أشكال الادعاء الذي لا يستند إلى دليل حقيقي. ويَرون أيضًا أن التصديق بأن الإسقاط النجمي ممكن وحقيقي مُحرّم من الناحية الشرعية، كما أكدوا على أن أصل هذه المُمارسة أي الإسقاط النجمي يعود إلى الديانات الوثنية الشرقية. ومن أهم الأمور التي ذُكِرت حول الإسقاط النجمي من الناحية الشرعية، هو أن الإسقاط النجمي وهم لا أساس له من الصحة، حتى لو ترتب عليه في بعض الأحيان نتائج صحيحة.

 

بناءً على ما سبق يُمكن القول أن إجابة سؤال هل الإسقاط النجمي ممكن حقًا؟ هي لا. الإسقاط النجمي غير مُمكن وهو من الأمور التي يتفق العلماء وعُلماء الشريعة على إنكارها واعتبارها وهم أو خيال أو نوع من الأحلام، لا يُمكن إثباته ولا يُمكن الإعتماد عليه.

 

هل هُناك تفسير علمي لما يرويه من يدعون ممارستهم الإسقاط النجمي؟

نعم، التفسير العلمي لهذه القصص حول تجارب شخصية لأشخاص يمارسون الإسقاط النجمي، هو أنهم يتخيلون تلك الأمور أو يحلمون بها، فقد وجد استطلاع رأي شارك فيه عدد من هؤلاء، أن من يُمارسون الإسقاط النجمي لديهم قابلية أعلى للخضوع للتنويم المغناطيسي، كما أن لديهم قدرة عالية على التخيل، والتركيز ذِهنيًا على أي شئ حتى لو كان غير حقيقي كالأفلام والانغماس بشكل كبير في تفاصيلها. ومن المُهم التذكير بأن الأوهام البصرية والسمعية من الأعراض الشهيرة للعديد من الأمراض العصبية والنفسية، كما أنها تحدث كنتيجة لتناول عدد من العقاقير والأدوية العصبية.


 

اقرأ\ي أيضًا:

هل يمكن العيش على كوكب المريخ؟

هل توجد كائنات فضائية؟

هل الأبراج علم؟

هل السفر عبر الزمن ممكن؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على