` `

هل الدولار أقوى عملة في العالم؟

أعمال
1 فبراير 2021
هل الدولار أقوى عملة في العالم؟
هناك عدة عوامل والكثير من التاريخ وراء تربع الدولار على عرش أقوى عملة في العالم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ربما يتساءل الكثير من الناس عن أقوى عملة في العالم، وعن أسباب قوة عملة ما وأسباب ضعفها. هذا المقال سوف يتحدث عن إحدى هذه العملات القوية وهي الدولار الأمريكي، وسوف يجيب عن سؤال هل الدولار أقوى عملة في العالم؟

صورة متعلقة توضيحية

 

الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي هو العملة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية، ويتكوّن الدولار الواحد من مئة سنت، ويرمز للدولار الأمريكي بالأحرف الثلاثة الأولى من اسمه (USD)، ويعتبر الدولار عملة مرجعية تستعمل على نطاق عالي في المعاملات حول العالم. وإضافة لكونه عملة الولايات المتحدة الرسمية، يتم استخدامه كعملة رسمية في العديد من دول العالم أيضًا، كما أنّ الكثير من دول العالم تدرجه كعملة ثانية إلى جانب عُملاتها.

تم استخدام أول دولار طبقًا لقانون العملات لعام 1792، والذي حدد قيمة الدولار الواحد بما يساوي ما بين 371 و 416 حبة من الفضة، كما يلعب الدولار دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي، حيث أنّ له مؤشره الخاص والذي يسمى (USDX)، ويعد الدولار العملة الأكثر تداولًا حول العالم، كما يعتبر الدولار العملة الأكثر استقرارًا في العالم، وتم الإعلان عن الدولار كعملة عالمية عام 1944.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي أقوى عملة في العالم؟

يُمكن القول أن أقوى عملة في العالم هي الدولار الأمريكي. والحقيقة أنه في الكثير من الأحيان، يحدث خلط أو التباس بين مفهوم أغلى عملة في العالم ومفهوم أقوى عملة في العالم، لكن الواقع هو أن هناك فرق بين هذين الأمرين. قد يكون التفريق بين هذين الأمرين بالتفصيل أمر صعب لكن يمكن تلخيص هذا الفارق في قاعدة عامة وهي: ارتفاع سعر صرف عملة ما لا يعني بالضرورة أنها الأقوى، أو أنها أقوى من عملات أخرى ذات سعر صرف أدنى. 

هُناك العديد من العوامل التي جعلت من الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم، أول هذه العوامل والتي تُعتبر الأساس لقوة الدولار وجعله العملة الرائدة والمُهيمنة في العالم هي اتفاقية بريتون وودز. وهي اتفاقية تم عقدها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتشمل عددًا من البنود من بينها أن تقوم كل دولة من الدُول الموقعة على هذه الاتفاقية بربط قيمة عملتها الوطنية بقيمة الدولار، في حين تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بربط سعر الدولار بالذهب، وتثبيت سعر الدولار مقابل الذهب عند 35 دولار أمريكي لكل أونصة من الذهب. فيما بعد، اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى طباعة كميات أكبر من الدولار دون توفر كميات مُكافئة من الذهب ليتم استخدامها في التجارة الدولية، وبالتالي لم يعد هناك إمكانية لتطبيق عملية استبدال الدولار بالذهب، مما دفع رئيس الولايات المتحدة آنذاك ريتشارد نيكسون لوقف العمل بنظام إمكانية استبدال الدولار بالذهب، أي نظام أسعار الصرف الثابتة، والذي يُمكن القول أنه البند الرئيسي في اتفاقية بريتون وودز.

وبالرغم من انتهاء العمل باتفاقية بريتون وودز التي جعلت الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم، ظل الدولار مُحافظًا على هذه المكانة لأسباب مُتعددة ومنها:

  • الاستقرار: يُعتبر الدولار الأمريكي واحد من العملات الأكثر استقرارًا من حيث القيمة.
  • حجم الاقتصاد الأمريكي: يحتل الاقتصاد الأمريكي المركز الأول عالميًا، بإجمالي ناتج محلي (Gross Domestic Product) تجاوز 19 تريليون و485 مليار دولار بحسب إحصائيات عام 2017. أي ما يُعادل 24% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
  • القوة السياسية: تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القوة العُظمى في العالم والتي تتمتع بتأثير وحضور سياسي في المحافل الدولية وهو أمر يُعزز من قوة عملتها الوطنية.
  • احتياطيات النقد الأجنبي: استنادًا إلى ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية بريتون وودز، اعتبرت أغلب دول العالم الدولار كعملة عالمية بسبب ارتباط قيمته بالذهب عند سعر استبدال مُعين وهو 35 دولار لكل أونصة من الذهب، وحَرِصَت دول العالم على الاحتفاظ بكمية كافية من الدولار كاحتياطي نقد أجنبي. وحتى بعد إلغاء اتفاقية بريتون وودز، وعدم إمكانية استبدال الدولار بالذهب، كان من الصعب التخلي عن الدولار كعملة أجنبية أو كعملة صعبة، بسبب التداعيات السلبية لهكذا إجراء على اقتصاد كل دولة تمتلك احتياطي نقدي من الدولار.
  • دور الدولار في التجارة العالمية: يُعتبر الدولار الأمريكي العملة الأكثر موثوقية في التعاملات التجارية بين الدول، وتقريبًا، جميع عمليات الاستيراد والتصدير التي تقوم بها جميع دول العالم يتم إجراؤها بالدولار الأمريكي، كما أن هُناك بعض السلع الأساسية في السوق العالمية يتم تسعيرها وبيعها وشراؤها بشكل شبه حصري بالدولار الأمريكي، على رأس هذه السلع البترول.

 

هل الدولار أقوى عملة في العالم؟

بشكل عام، نعم يعتبر الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم. وهناك عدة عوامل والكثير من التاريخ وراء تربعه على عرش أقوى عملة في العالم، يعود ذلك كون الولايات المتحدة توفر الكثير من الاستقرار عندما يتعلق الأمر بالسياسات الاقتصادية والمناخ السياسي، فقد تم تقييد نسبة كبيرة من احتياطيات البنوك الأجنبية بالدولار، كما أن سندات الخزانة الأميركية، وهي شكل من أشكال الدين الحكومي، تعتبر جديرة بالثقة بسبب الكيفية التي تتمتع بها البلاد بسمعتها في سدادها بالكامل وفي الوقت المحدد، كما يتم الاعتماد على الدولار كوسيلة للتبادل في جميع أنحاء العالم، وتحديدًا في أجزاء من روسيا وأمريكا اللاتينية، والبلدان التي لديها عملة قوية عليها أن تتعامل مع بعض الإيجابيات والسلبيات، فالدولار القوي يعني أنك تحصل على المزيد من الجنيهات واليورو مقابل أموالك، وبسبب هذا، فإن استيراد السلع من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يكون أرخص كثيرًا بالنسبة للشركات والمستهلكين الأميركيين، كما أنّ العطلات في الخارج تكون أكثر يسرًا بكثير. ولكن ليست كل الأخبار المرتبطة بالدولار القوي هي أخبار جيدة، فوجود دولار قوي يمكن أن يعني أنه من الصعب على الشركات الأمريكية التي تأمل في تصدير منتجاتها في جميع أنحاء العالم أن تفعل ذلك، لأن الدولار القوي سيجعل سلعها أكثر تكلفة بكثير، ولهذا السبب تستخدم بعض البلدان تدابير متعمدة لإبقاء عملاتها ضعيفة.

صورة متعلقة توضيحية

لكن أن تكون أقوى عملة في العالم هذا لا يعني أنك العملة الأكثر قيمة في العالم، وهذه هي بعض العملات الأعلى قيمة حول العالم:

  1. الدينار الكويتي: أغلى عملة في العالم مقابل الدولار الأمريكي، حيث يساوي الدينار الكويتي ما يقارب 3.29 دولار أمريكي.
  2. الدينار البحريني: وهو ثاني أغلى عملة في العالم مقابل الدولار الأمريكي، حيث يساوي الدينار البحريني ما يقارب 2.66 دولار أمريكي، ويعود سبب ارتفاع قيمته إلى صادرات البحرين من النفط.
  3. الريال العماني: يحتل الريال العماني ثالث عملات العالم الأغلى قيمة أمام الدولار، حيث يساوي الريال العماني ما يقارب 2.60 دولار أمريكي.
  4. الدينار الأردني: من المدهش أن نرى عملة بلدٍ يفتقر للموارد الأساسية وللاقتصاد القوي، أن تحتل عملته مرتبة متقدمة في قائمة أغلى العملات أمام الدولار، حيث يساوي الدينار الأردني ما يقارب 1.41 دولار أمريكي.
  5. الجنيه الإسترليني: يفترض معظم الناس أن الجنيه الإسترليني هو أغلى عملة في العالم، ولكن في الحقيقة هو ليس الأغلى، ويساوي الجنيه الإسترليني الواحد ما يقارب 1.32 دولار أمريكي.
  6. دولار جزر كايمان: تعتبر جزر كايمان واحدة من أكثر الملاذات الضريبية قيمة في العالم، ويساوي الواحد دولار لجزر كايمان ما يقارب 1.22 دولار أمريكي.
  7. اليورو الأوروبي: تأتي هذه القوة من حقيقة أنها العملة الرسمية للدول الأوروبية، ومعظمها من البلدان المتقدمة، حيث يساوي اليورو الواحد ما يقارب 1.11 دولار أمريكي.
  8. الفرنك السويسري: إلى جانب أن سويسرا من أكثر البلدان استقرارًا، فإن نظامها المصرفي معروف جيداً بـالسرية المصرفية، ويساوي الفرنك السويسري ما قيمته 1.01 دولار أمريكي.

 

كيف أصبح الدولار الأمريكي عملة عالمية؟

على الرغم من الاستخدام الهائل للدولار حول العالم، إلا أنه لم يصبح عملة عالمية إلا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث انهارت أغلب العملات الأوروبية نتيجة الدمار الذي حل بأوروبا، ومع ازدياد الحاجة للمنتجات التي تصدرها الولايات المتحدة، كانت اتفاقية بريتون وودز في عام 1944 بهدف خلق نظام نقدي من شأنه أن يدعم الاستقرار الدولي ومستقبل العملات والتجارة الدولية، حيث تم التحدث بطرق عدة تحكم مستقبل العملات والتجارة الدولية. لكن وبإصرار من هنري ديكستر ممثل وزارة الخزانة الأمريكية، تم اختيار النموذج الذي أدخل معيار العملة الذهبية مع قابلية تحويل الدولار إلى ذهب بنسبة ثابتة ودون أي قيود، وقد تم تحديد النسبة الثابتة للدولار مقابل الذهب والتي بلغت 35 دولارًا للأونصة من الذهب، وكانت مهمة الدول الأخرى تثبيت أسعار عملاتها مقابل الدولار وكذلك التدخل في سوق الصرف الأجنبي من أجل الحفاظ على هذه العلاقة.

وبناءً على مخرجات مؤتمر بريتون وودز، أنشئت مؤسستان جديدتان هما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وكان هدفها مساعدة البلدان في حالة التقلبات المفرطة في عملاتها مقابل الدولار وفي حالات العجز الكبير في التجارة الخارجية، وتقرر أن يدفع كل بلد عضو في صندوق النقد الدولي 25٪ من حصته بالدولار أو الذهب، في حين أن البقية يمكن أن تدفعها بعملتها الخاصة. وبهذه الطريقة، كان للدولار الباب المفتوح لاحتلال مكانة رئيسية في النظام المالي العالمي الجديد، عندما كان تشكيل احتياطيات النقد الأجنبي موضع تساؤل في فترة ما بعد الحرب 1945-1949.

وفي عام 1950 عادت الحياة الاقتصادية للبلدان الأوروبية، وكان اقتصادها ينمو، وبالتالي خلق حجم أكبر من الإنتاج، كذلك قد زاد كل ذلك من الطلب على الدولار نتيجة لإنشاء احتياطيات من العملات الأجنبية في البلدان الأوروبية، هنا وللمرة الأولى واجهت الحكومة الأمريكية عجزًا في ميزان المدفوعات وفيضًا من الدولارات في البلدان المتقدمة حديثًا، سرعان ما جلبت الحكومة الأمريكية قرارات مختلفة من أجل منع تدفق الدولارات التي يمكن تحويلها إلى ذهب، وكان مثل هذا القرار هو الذي يحظر على المواطنين الأمريكيين الاحتفاظ بالذهب في الخارج، كما أنشأت الحكومة الأمريكية صناديق خاصة بالعملات الأجنبية تحت إشراف بنك الاحتياطي الفيدرالي لتمكين شراء الدولار دون استخدام الذهب. غير أن هذه التدابير لم تؤد إلى نتائج طويلة الأجل، لأنها أدّت بالفعل في عام 1968 إلى عجز في ميزان التجارة الخارجية للولايات المتحدة الذي تم تمويله بإصدار الدولارات، ونتيجة لذلك، عام 1970 بلغ مبلغ الدولار المتداول 40 مليار دولار، وقد أصبحت نسبة الدولار مقابل الذهب غير مقبولة لأن الولايات المتحدة لم تتمكن من تحويل الدولار إلى ذهب دون المساس بشكل خطير باحتياطاتها من العملة،  فاتخذ الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون قرارًا ألغى بموجبه قابلية تحويل الدولار الى ذهب عام 1970، وعلى الرغم من هذا القرار الذي اعتبر تخليًا عن اتفاقية بريتون وودز، فإنه أبقى وجود الدولار في المعاملات المالية العالمية باعتباره العملة رقم واحد في العالم.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي أقوى العملات بالترتيب؟

من الصعب تحديد أقوى العملات بالترتيب  بناءً على جميع المعايير المؤثرة في قوة العملات، فكما اتضح من الفقرات السابقة، قوة العملة لا تتوقف على سعر صرفها أمام العملات الأخرى بشكل حصري، وقد تبيّن أيضًا أن ارتفاع سعر الصرف لا يعني بالضرورة قوة تأثير العملة في المعاملات التجارية الدولية، أو أن اقتصاد الدولة المُصدرة للعملة ذات سعر الصرف المرتفع قوي. لكن إذا تم تجاوز هذه الحقائق والاستناد إلى سعر الصرف بشكل رئيسي، يُصبح بالإمكان تحديد أقوى العملات على مستوى العالم. القائمة التالية توضح أقوى العملات بالترتيب من الأقل في سعر الصرف إلى الأعلى في سعر الصرف:

  • الدولار الكندي: يحتل الدولار الكندي المركز السادس في العملات الأكثر تداولًا، والمركز العاشر في قائمة أقوى العملات، ويستمد قوته من الثروات المعدنية التي تتمتع بها كندا، كما أنه يتأثر بقيمة الدولار الأمريكي، بسبب حجم التبادل التجاري بين البلدين الجارين كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
  • الدولار الأمريكي: بالرغم من القوة العالمية للدولار الأمريكي، إلا أنه يحتل المركز التاسع في هذه القائمة التي تراعي بشكل رئيسي سعر الصرف أمام العملات الأخرى.
  • الفرنك السويسري: وهي العملة التي تُعتبر أكثر العملات ثباتًا بسبب ثروة البلاد واستقرارها السياسي والاقتصادي، مما يجعله من العُملات المُفضلة كعملة احتياطي أجنبي.
  • اليورو: وهو العملة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وبالتالي يستمد قوته من اقتصاد 27 دولة وليس دولة واحدة فقط، ويحتل المركز الثاني كعملة احتياطي أجنبي بعد الدولار من حيث حجم الاحتياطي الذي تحتفظ به البنوك المركزية لمختلف دول العالم.
  • دولار جزر كايمان: تعتبر جزر كايمان من أقاليم ما وراء البحار البريطانية، ولهذه العملة مقدار عالي من الثبات والاستقرار، وذلك بسبب تثبيت قيمة هذه العملة مقابل الدولار الأمريكي. يُشار إلى أن قيمة دولار جزر كايمان لحظة كتابة المقال هي 1 دولار جزر كايمان = 1.20 دولارًا أمريكيًا.
  • الجنيه الاسترليني: وهو العملة الوطنية للمملكة المتحدة أو بريطانيا العظمى والأقاليم التابعة لها، والذي تبلغ قيمته مقابل الدولار 1 جنيه استرليني = 1.32 دولار أمريكي.
  • الدينار الأردني: بالرغم من ضعف اقتصاد المملكة الأردنية الهاشمية، وارتفاع حجم الديون التي تُثقِل الاقتصاد الأردني، إلا أن الأردن استطاعت أن تربط عملتها الوطنية الدينار الأردني بالدولار الأمريكي وتثبيت سعر الصرف بما يتجاوز الدولار الأمريكي، إذ تبلغ قيمة دينارًا أردنيًا واحدًا حوالي 1.4 دولار أمريكي.
  • الريال العماني: تتمتع سلطنة عمان باقتصاد قوي قائم على مجموعة من القطاعات وعلى رأسها قطاع النفط، إذ تعتبر إحدى الدول التي تمتلك احتياطيات نفطية عالية تؤهلها لتصبح إحدى الدول المصدرة للنفط. وتبلغ قيمة الريال العماني الواحد حوالي 2.6 دولار أمريكي.

معلومات أكثر حول سلطنة عمان والاقتصاد العماني في مقال مسبار هل السفر إلى سلطنة عمان للعمل سهل؟

  • الدينار البحريني: تُعتبر البحرين أيضًا من الدول النفطية، وقد استطاعت ربط عملتها الوطنية بالدولار وتثبيت قيمتها مقابل الدولار عند 1 دينار = 2.6 دولار أمريكي.
  • الدينار الكويتي: العملة التي تحتل بجدارة المركز الأول في قائمة أقوى العملات بالترتيب. والذي سبق توضيح أسباب قوتها في فقرة سابقة من المقال. جدير بالذكر أن الدينار الكويتي كان قد تم ربطه سابقًا بالدولار الأمريكي، إلا أنه في عام 2007، قررت الكويت ربط الدينار بمجموعة غير معلنة من العملات بدلًا من ربطه بالدولار فقط.

 

ما هي أقوى عملة مقابل الدولار؟

من أجل تحديد ما هي أقوى عملة مقابل الدولار، يجب أولًا أن يتم الاتفاق على مفهوم قوة العملة، وبالتالي المؤشرات التي سيتم أخذها في الاعتبار من أجل تحديد قوة أي عملة في العالم. بالنسبة للكثيرين، قوة العملة تتمثل في قيمتها أمام عملات أخرى، أو بتعبير آخر سعر الصرف مقابل العملات الرئيسية وعلى رأسها الدولار الأمريكي، وإذا ما تم اعتماد هذا المعيار وحده لتحديد قوة العملات، تكون أقوى عملة مقابل الدولار هي الدينار الكويتي، إذ بلغ سعر صرف الدينار الكويتي أمام الدولار الأمريكي لحظة كتابة هذا المقال 1 دينار = 3.31 دولار أمريكي.

لكن الحقيقة هي أن سعر صرف عملة ما مقابل الدولار وغيره من العملات، يُعتبر مؤشرٌ واحدٌ ضمن مجموعة من المؤشرات التي تُؤثر في قوة هذه العملة، هذه المؤشرات تشمل:

  • القوة الشرائية: أي مقدار البضائع والخدمات التي يُمكن شراؤها بهذه العملة، عادة في نطاقها المحلي.
  • سعر الصرف: وذلك أمام العملات الأجنبية ومن بينها الدولار الأمريكي.
  • معدلات التضخم: والتي تنعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات.
  • معدلات النمو: والمقصود هو معدل النمو الاقتصادي الذي يحققه اقتصاد الدولة المُصدِرة للعملة.

ومن المُهم أيضًا التأكيد على أن القيمة المرتفعة لأي عملة أمام الدولار، لا تعني بالضرورة أن اقتصاد الدولة صاحبة هذه العملة هو اقتصاد قوي، أو أن حجم هذا الاقتصاد أكبر من حجم الاقتصاد الأمريكي مثلًا. كما أن تحديد قوة عملة معينة يتطلب دراسة العوامل المذكورة في القائمة أعلاه، بالإضافة إلى حجم العرض والطلب على هذه العملة، وذلك على مدى فترة زمنية طويلة.

بناءً على ما سبق، يتضح أنه من الصعب تحديد ما هي أقوى عملة مقابل الدولار بالشكل الذي يعكس حقيقة قوة هذه العملة واقتصاد الدولة صاحبة هذه العملة بدقة. وبالرغم من ذلك، هُناك مجموعة من العملات التي تتمتع بالعديد من الخصائص، التي تجعل منها عملات قوية مُرشحة لمنافسة الدولار كأقوى عملة في العالم، أو أن تحل محل الدولار لتصبح العملة الأكثر تداولًا على مستوى عالمي، والتي يتم استخدامها في المعاملات التجارية الدولية أي الاستيراد والتصدير. من بينها اليورو الذي يحتل المركز الثاني في قائمة العملات الاحتياطية في العالم. وكذلك اليوان الصيني الذي تمت إضافته إلى سلة عملات حقوق السحب الخاصة من قِبَل صندوق النقد الدولي في عام 2016، وذلك بسبب الدور المُتنامي للصين في الاقتصاد العالمي، وحجم حصة الصين من التجارة الدولية، وبالتالي حجم تداول اليوان الصيني على المستوى الدولي في عمليات الاستيراد والتصدير.

 

ما هي أغلى عملة مقابل الدولار؟

يُعتبر الدينار الكويتي هو أغلى عملة مقابل الدولار، أي فيما يخص أسعار الصرف، والمقصود هو أن تكلفة شراء دينار كويتي واحد بالدولار الأمريكي أعلى من تكلفة شراء عدد واحد من أي عملة أخرى. وهُناك العديد من المؤشرات التي يُمكن أن تُؤخذ في الحُسبان عند الحديث عن العملة الأكثر قيمة، على سبيل المثال القوة الشرائية لتلك العُملة في البلد الصادرة عنها، وفي أحيانٍ أخرى، قد يعتمد بعض المُحللين والمُختصين على معيار آخر وهو مدى تصاعد تقديرات عملة ما بالمقارنة مع الدولار. وباختلاف المعيار المُستخدم لتصنيف العُملات، تختلف الإجابة بطبيعة الحال. إلا أنه فيما يخص سعر الصرف، يظل الدينار الكويتي هو أغلى عملة مقابل الدولار في العالم. والحقيقة أن الدينار الكويتي استطاع أن يُحافظ على المركز الأول في قائمة أغلى العملات لسنوات طويلة، كما يتوقع بعض المُحللين أن يبقى سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار والعملات الأخرى كما هو لسنوات قادمة. وهو الأمر الذي يُثير التساؤل التالي: ما الذي يجعل الدينار الكويتي أغلى عملة مقابل الدولار؟

في الحقيقة هناك عدد من العوامل والخصائص التي تتميز بها دولة الكويت والاقتصاد الكويتي، تجعل الدينار الكويتي يتمتع بأعلى قيمة أو سعر صرف مقابل الدولار ومنها:

  • الاحتياطي النفطي: تُعتبر دولة الكويت من أهم الدول المُصدرة للنفط، وبحسب بعض التقديرات تمتلك الكويت احتياطيًا هائلًا من النفط الخام يتجاوز المائة مليار برميل، أي ما يُعادل 10% تقريبًا من إجمالي مخزون النفط العالمي.
  • الميزان التجاري: استطاعت دولة الكويت أن تُحقق فائضًا في الميزان التجاري، والمقصود هو أن الكويت هي إحدى الدول التي تتجاوز قيمة ما تقوم بتصديره قيمة ما تقوم باستيراده. على سبيل المثال، في عام 2011 تجاوزت قيمة صادرات الكويت 94 مليار دولار، بينما كانت القيمة الإجمالية لواردات الكويت أقل من 23 مليار دولار.
  • تثبيت أسعار الصرف: استطاعت الكويت أن تحقق فائضًا في الميزان التجاري من خلال عائدات النفط وصناعة البتروكيماويات، مما أتاح لدولة الكويت أن تُؤسس قطاعًا ماليًا قويًا، وأن تُحقق نجاحًا ملحوظًا في مكافحة البطالة، حيث تُعتبر واحدةٌ من الدول الأقل بطالة في العالم. وكنتيجة لذلك، أصبح بمقدور الكويت أن تُحدد سعر صرف عملتها الوطنية عند مستوى مرتفع، وأن تقوم بتثبيت سعر الصرف عند ذلك المستوى دون أن يحدث أي تغيير كبير في سعر الصرف على مدار سنوات.

تجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار في شهر أكتوبر من العام الجاري 2021 هو: 1 دينار كويتي = 3.14 دولار. وبالرغم من تعرض الدينار الكويتي إلى القليل من الانخفاض في أسعار الصرف من حينٍ لآخر، إلاّ أنها تظل تغيرات طفيفة لا تؤدي إلى خسارة الدينار الكويتي مركزه كأغلى عملة مقابل الدولار.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على