` `

هل فوائد الثوم مثبتة علميًا؟

مأكولات ومشروبات
31 مارس 2021
هل فوائد الثوم مثبتة علميًا؟
يستعرض المقال أهم فوائد الثوم التي أثبتتها الأبحاث الطبية والعلمية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتساءل الكثيرون عن فوائد الثوم كون الثوم أحد المُنتَجات الطبيعية المستخدمة في الطب البديل منذ القدم، كما أنّه ما زال يُستخدم في الأغراض الطبية لفوائده الكثيرة. ويُشار إلى الثوم كونه نباتًا وقائيًا وعلاجيًا منذ القدم، إذ اعتمد الإغريقيون على تناول الثوم خاصة الرياضيين منهم من أجل زيادة قدرتهم على التحمل. كما وقد عمد إليه كل من الطب الصيني والهندي كونه علاجًا فعَّالًا لمشكلات التنفس والهضم وغيرها من الأمراض.

فهل فوائد الثوم مثبتة علميًا؟ يجيب هذا المقال على هذا السؤال، كما ويقدم أهم الدراسات العلمية في فوائد الثوم، بالإضافة إلى استعراض نبذة قصيرة عن الثوم.

صورة متعلقة توضيحية

 

نبذة عن الثوم

يعتبر الثوم نباتًا عُشبيًا أُحادي الفلقة واسمه العلمي (Allium sativum L). وهو من فصيلة الثوميات (Alliaceae)، ويُعد ثاني أكثر أنواع الثوميات انتشارًا حول العالم. ويتميز الثوم بنكهته القوية والمميزة واستخداماته المتعددة في أغراض الطهي وغيرها من الاستخدامات الطبية.

تعود الرائحة القوية التي تفوح من الثوم بعد هرسه أو تقطيعه إلى إنزيم الأليناز (Alliinase) الذي يحفز من تكوين الأليسين (Allicin) والذي يتحلل لينجم عنه ما يسمى بمركبات الكبريت العضوي، والتي مازالت الدراسات تجري حول مدى قدرتها على معالجة الأمراض والوقاية منها.

صورة متعلقة توضيحية

 

قيمة وفوائد الثوم الغذائية

بحسب وزارة الزراعة الأمريكية ((USDA، فإن كل 100 غرام من الثوم غير المطبوخ يحتوي على:

149 سعرة حرارية.

6.3 غرام بروتين.

0.5 غرام دهون.

33 غرام كربوهيدرات.

2.1 غرام ألياف.

1 غرام سكريات.

بالإضافة إلى احتوائه على الكالسيوم، المغنيسيوم، البوتاسيوم، الفسفور، الزنك، الصوديوم، الحديد، وفيتامين ج.

هل فوائد الثوم مُثبتة علميًا؟

صحيح، هناك الكثير فوائد الثوم مثبتة علميًا، وهذا ما زاد من ارتفاع حصيلة نبات الثوم من الاهتمام العالمي، إذ يدخل الثوم في علاج مجموعة من الأمراض،  إلى جانب كونه إضافة مميزة في عدد كبير من الأطباق.

 

فوائد الثوم المثبتة علميًا

  • فوائد الثوم في الحماية من الأمراض: أثبتت دراسة أجريت عام 2006 قدرة مستخلص الثوم على الحفاظ على الجسم من مخاطر الإصابة بأمراض عدة كالقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى قدرته على حماية الأشخاص من خطر الإصابة بالخَرَف. ويعود ذلك إلى احتوائه على مضادات الأكسدة، إذ تعمل هذه المضادات على محاربة الإجهاد أو الأضرار التأكسدية والتي تعد ضمن الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض الخطيرة كالقلب والخرف وغيرها، كما ولها القدرة على تقوية الذاكرة ومهارات التعلم.
  • في دراسة أُجريت عام 2006 على الفئران، استُنتِج بأن لمستخلص زيت الثوم دور في تعزيز انتقال الكالسيوم في الأمعاء، بالإضافة إلى قدرته على التقليل من مشكلة نقص الهرمونات الموجودة في المبيض والتي ينجم عنها ضعف في المعادن التي تتواجد في العظام. ويعمل كل من تعزيز انتقال الكالسيوم في الأمعاء ومعالجة مشكلة نقص الهرمونات في المبيض على تقوية الكتلة المعدنية للعظام.
  • بحسب دراسة أجريت عام 2007 فإن المركبات الناتجة عن الثوم تُنتج أكسجينًا تفاعليًا، يساهم هذا الأكسجين في موت الخلايا المبرمج للورم الأرومي الدبقي، إذ يعد هذا الورم أحد أخطر أنواع أورام الدماغ الخبيثة.
  • بحسب مراجعة علمية، فإن الثوم يساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات، من خلال قدرته على التقليل من فرط شحميات الدم ومستويات ضغط الدم في الجسم. وفي التجارب التي أجريت على الحيوانات، تبين قدرة الثوم على تقليل نسبة الدهون في الشرايين، وإيقاف عمليات تراكم الدهون. الأمر الذي بدأ بتوجيه الطب لإجراء التجارب السريرية على البشر من أجل دراسة العلاقة بين الثوم وقدرته على حماية جسم الإنسان من تصلب الشرايين والأمراض المرتبطة به.
  • في دراسة نُشرت عام 2013، وأجريت على ستين شخصًا مُصابًا بداء السكري من النوع الثاني بالإضافة إلى معاناتهم من السمنة، فإن تناول الثوم إلى جانب علاج المتفورمين (Metformin) يساعد في التقليل من نسبة السكر في الدم الصيامي وسكر الدم بعد الأكل. كما وشُوهِد انخفاضًا في البروتين التفاعلي -c. ويمكن الاستنتاج من ذلك، قدرة الثوم على الحفاظ على مستويات السكر في الدم ومن مخاطر المضاعفات التي قد تنتج عنه.
  • في دراسة أُجريت على 42 رجلاً يعانون من فرط الكولسترول في الدم بنسب قليلة، وتتراوح أعمارهم ما بين 35 و70 ومن خلال تناولهم لأقراص الثوم المجفف ما مدته 8 إلى 12 أسبوعًا، تبيَّن قدرة الثوم على خفض نسب الكولسترول الكلي بما يعادل 11.5 بالمئة. إذ يمكن الاستدلال من ذلك قدرة الثوم على التقليل من مستويات الكولسترول في الدم.
  • في دراسة أجريت على 96 فأرًا ذكرًا عام 2018، ظهرت النتائج بعد إعطاء فئران التجارب من مستخلص الزيوت الطيارة للثوم ولمدة شهرين انخفاضًا في وزن الأنسجة الدهنية والكولسترول الكلي، بالإضافة إلى انخفاض في الدهون الثلاثية، وقد حدث تحسُّنًا في مستويات الكولسترول الجيد. وهذا ما يجعل الثوم ضمن الأطعمة المساهمة في تقليل وزن الجسم والحفاظ عليه من الدهون الضارة.
صورة متعلقة توضيحية

 

الثوم والكوليسترول

علاوةً على الفوائد الصحية الكثيرة للثوم، فإنَّ هناك علاقةٌ أيضًا بين الثوم والكوليسترول، فقد بينت العديد من الأبحاث والتقارير الطبية قدرة الثوم على خفضِ مستويات الكوليسترول، إلى جانب ما يمنحه الثوم من فوائد صحية مختلفة للجسم.

  • أظهرت العديد من الأبحاث وجود علاقة بين الثوم والكوليسترول، حيث يساعد استهلاك الثوم يوميًا على انخفاض مستويات الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة، أو ما يُعرف بالكوليسترول الضار، ويقدر معدل الاستهلاك اليومي من الثوم كي ينخفض الكوليسترول من نصف إلى واحد جرام يوميًا.
  • العلاقة بين الثوم والكوليسترول إيجابية وذات منفعةٍ كبيرة للجسم، فبينما تتأثر مستويات الكوليسترول الضار في الجسم بتناول الثوم، فإنَّ مستويات الكوليسترول مرتفع الكثافة -الكوليسترول غير hgضار- لا تتأثرُ بتناول الثوم، وبالتالي فإنَّه يؤثر إيجابًا على مستويات ونوعية الكوليسترول الموجودة في الجسم.
  • من الممكنِ أن تختلف فعالية الثوم في خفض مستويات الكوليسترول في الجسم باختلاف الطريقة التي يتم بها تناول الثوم، حيث تتأثرُ المواد والمركبات الموجودة فيها وتتغير مستوياتها إذا تم تناول مستخلص الثوم أو تم تناوله نيئًا أو مضافًا إلى الأطعمة الاخرى.

رغم تأكيد العديد من الدراساتِ على أنَّ الثوم قادرٌ على خفض مستويات الكوليسترول في الجسم، إلاَّ أنَّ بعض الدراسات قد نفت ذلك، كما يقول بعض المختصين بأنَّ الثوم يؤثر على مستويات الكوليسترول بشكلٍ مؤقت وغير دائم، كما أن تناول قد يسبب العديد من المشاكل الصحية.

  • لا يُنصح أبدًا بتناول الثوم بشكلٍ مفرط لما قد يسببه من مضاعفات صحية خطيرة على الجسم، والحد الأقصى من الكمية المسموح بتناولها يوميًا يجب أن لا تزيد عن 300 ملي جرام من مسحوق الثوم أو 1-2 فص من الثوم يوميًا.
  • إذا كان الثوم جزءًا من النظام الغذائي اليومي، فيجب إخبار الطبيب بذلك، فمن الممكن أن يتفاعل الثوم مع بعض الأدوية، مثل دواء ساكوينافير (saquinavir)، وهو دواءٌ يستخدم لعلاج الإيدز، كما يمكن أن يتفاعل الثوم مع أدوية أخرى.
  • لا يُنصح أبدًا بتناول الثوم للأشخاص المُقبلين على إجراء عمليات جراحية، فإضافةً إلى ما قد يسببه من تفاعل سلبيٍ مع بعض الأدوية، قد يؤثر تناول الثوم على فعالية مضادات التخثر، لذا لا يُنصح به لمن سيجرون عمليات جراحية أو لمن يعانون من أرق الدم.
  • من الممكن أن يسبب تناول الثوم بعض المشاكل الصحية في الكبد، خصوصًا إذا تم تناوله بشكل مفرط، وبالرغم من وجود حدٍ مسموح به يوميًا لا يزيد عن فصين من الثوم، إلا أنَّ الكبد قد يتأثر إذا تم تناول أكبر من الحد الأقصى بكثير، لكن مع ذلك، يجب الحفاظ على الكمية المسموح بها.

على الرغمِ من وجود علاقة بين الثوم والكوليسترول، إلا أنَّ تناول الثوم قد يسبب بعض المشاكل الصحية، كما أن فعاليته في خفض مستويات الكوليسترول مؤقتة، لكن لحسن الحظ، فإنَّ هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.

  • تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون الغير مشبعة، مثل المقالي، وكمية أقل من الدهون المشبعة أيضًا مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون الأحادية الغير مشبعة مثل الخضروات والفواكه والزيوت النباتية، فالدهونُ فيها تتخذ الشكل السائل ولا تسببُ مشاكل صحية.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتعددة الغير مشبعة، فهذا النوع من الدهون لا يسبب أيةِ مشاكل صحية، ومن الأمثلة عليها عين الجمل والأسماك وبعض الزيوت النباتية.
  • تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان، والألياف من المواد التي لها الكثيرُ من الفوائد الصحية وتساعد في خفض مستويات الكوليسترول.

 

أضرار أقراص الثوم 

يختلف الثوم الذي يتم تناوله طبيعيًا عن أقراص أو مكملات الثوم العشبية، إذ يمكن تناول الثوم بشكل آمن، أما عن مكملات الثوم فقد تتسبب ببعض الآثار الجانبية التي يمكن ذكرها فيما يأتي:

  • قد تتفاعل مُكمِّلات الثوم مع بعض العلاجات والأدوية الطبية، فلو كان هناك علاج معين، من المهم الأخذ بمشورة الطبيب قبل البدء بتناول مكملات الثوم حتى لا يحدث ذلك التفاعل غير المرغوب فيه.
  • قد تتسبب أقراص الثوم بحدوث الغازات وآلام في المعدة.
  • أحد أخطر أضرار أقراص الثوم حدوث النزيف ونزيف في الأنف، إذ يوجد في الثوم مركبات تمنع من تجلط الصفائح الدموية، وعلى ذلك ينصح بعدم تناول مكملات الثوم للأشخاص المُقبِلين على إجراء عمليات جراحية.
  • تتسبب أقراص الثوم بإحداث رائحة فم وجسم كريهة.
صورة متعلقة توضيحية

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الثوم مفيد للشعر؟

هل فوائد الثوم للشعر مثبتة علميًا؟

هل فوائد الكركديه للضغط مثبتة علميًا؟

هل فوائد الحلتيت مثبتة علميًا؟

هل فوائد السبيرولينا مثبتة علميًا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على