` `

هل يزيد الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية؟

صحة
21 أبريل 2021
هل يزيد الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية؟
صحيح

تحقيق مسبار

يتساءل المقبلون على إجراء عملية استئصال الغدة الدرقية هل يزيد الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية، وذلك بسبب تغييرات الوزن التي ترتبط باضطرابات الغدة الدرقية وأمراضها، 

يُعرّف هذا المقال بالغدة الدرقية والحالات التي تستدعي استئصال الغدة الدرقية، ويعرض أنواع عمليات استئصال الغدة الدرقية ومخاطرها، كما يُجيب على سؤال هل يزيد الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية؟ وفي النهاية يُقدّم نصائح في كيفية إدارة الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي الغدة 

بشكلها الذي يشبه الفراشة ولونها البُنّي المائل إلى الأحمر، تقع الغدة الدرقية أسفل مقدمة العنق. تتكوّن الغدة الدرقية من فصين يتصلان بجسرٍ في المنتصف، ويمر بها العديد من الأوعية الدموية والأعصاب المهمة التي تتحكم بالصوت.

تُعتبر الغدة الدرقية إحدى أهم الغُدد الصماء في الجسم، حيث تفرز عدة هرمونات تسمى مجتمعة بهرمونات الغدة الدرقية، والهرمون الرئيسي الذي تفرزه يُطلق عليه اسم T4. تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على التمثيل الغذائي والنمو والتطور ودرجة حرارة الجسم، ويُعتبر هرمون الغدة الدرقية ضروري وحاسم لنمو الدماغ عند الأطفال خلال فترة الرضاعة والطفولة.

صورة متعلقة توضيحية

 

حالات مرضية تستدعي استئصال الغدة الدرقية

يَلجأ الطبيب المُعالج للجراحة لاستئصال الغدة الدرقية عند فشل العلاج بالعقاقير والأدوية، وتعتبر عملية استئصال الغدة الدرقية عملية خطرة ولا ينصح بها إلا للحالات الضرورية والحرجة والتي تهدد حياة المريض. تاليًا أبرز الحالات التي تستدعي استئصال الغدة الدرقية: 

  1. تضخم الغدة الدرقية: حالة مرضية تصيب الغدة الدرقية فيتجاوز حجمها المعدل الطبيعي. يرتبط تضخم الغدة الدرقية بحالات نقص اليود والتهاب الغدة الدرقية أو مرض هاشيموتو، ونادرًا ما يكون تضخم الغدة الدرقية غير ضار. 
  2. التهاب الغدة الدرقية: تُصاب الغدة الدرقية بالالتهاب نتيجة العدوى أحيانًا أو عندما يقوم الجسم بتصنيع أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية فتصاب بالالتهاب المناعي، وتعرف هذه الحالة أيضًا بالتهاب الغدة اللمفاوي المزمن أو مرض هاشيموتو.
  3. الغدة الدرقية النشطة: تحدث هذه الحالة عندما تقوم الغدة الدرقية بإفراز كميات مضاعفة من هرموناتها تَزيد عن حاجة الجسم، أحيانًا يكون سبب الزيادة في الإفراز نتيجة مرض مناعي يصيب الغدة الدرقية يعرف باسم (Graves' Disease).
  4. سرطان الغدة الدرقية: يُعد سرطان الغدة الدرقية من السرطانات النادرة يصيب الأشخاص في الثلاثينيات من العمر أو الذين تزيد أعمارهم عن ستين عامًا. وتعتبر النساء أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الغدة الدرقية من الرجال بمرتين أو ثلاثة. وسرطان الغدة الدرقية قابل للعلاج ويمكن الشفاء منه في كثير من الحالات، لكنّه من أنواع السرطانات التي بإمكانها العودة للجسم حتى بعد إتمام العلاج.
  5. عُقَد الغدة الدرقية: تُعتبر العُقد أو الكتل الدرقية حالة شائعة بين الحالات المرضية التي تُصيب الغدة الدرقية، حيث تتكون كُتل وعُقيدات قد تكون صلبة أو مليئة بالسوائل على سطح الغدة، وفي أغلب الأحيان تكون الكُتل حميدة ونادرًا ما تكون سرطانية. 
  6. التسمم الدرقي: تُعتبر حالة التسمم الدرقي نادرة لكنها خطيرة وتهدد حياة المَريض. ويحدث تسمم الدرق نتيجة فرط إنتاج هرمون الغدة الدرقية في الجسم، كما يمكن أن يُصاب الشخص بالتسمم الدرقي كنتيجة للضغوط أو الصدمة النفسية والنوبات القلبية أو التهابات الغدة لدى المرضى المشخصين أصلًا بفرط نشاط الغدة الدرقية غير المنضبط.
صورة متعلقة توضيحية

أنواع عمليات استئصال الغدة الدرقية   

تختلف أنواع الجراحات التي تُجرى على الغدة الدرقية حسب حالة الغدة الدرقية نفسها، تاليًا أنواع العمليات الجراحية التي تجرى على الغدة الدرقية:

  1. الاستئصال الجزئي: يُزال عن طريق هذا الإجراء فص واحد من فصوص الغدة الدرقية أو جزء من أحد الفَصين فقط. 
  2. الاستئصال شبه الكلي: يُزال عن طريق هذا الإجراء أغلب الغدة الدرقية، ويُترك كمية صغيرة من أنسجتها فقط.
  3. الاستئصال الكلي: يُزال عن طريق هذا الإجراء كامل الغدة الدرقية وجميع الأنسجة الدرقية التي قد تكون متبقية بعد إجراء الاستئصال شبه الكلي.
  4. استئصال عقد الغدة الدرقية: يتم فيه استئصال الكتل والعقد والأكياس الحميدة (غير السرطانية) فقط، وتترك الغدة الدرقية كما هي. 

 

مخاطر عملية استئصال الغدة الدرقية 

تترتّب على عملية استئصال الغدة الدرقية مخاطر عديدة شأنها شأن الإجراءات الجراحية الأخرى، مع ذلك فإن المخاطر المرتبطة بعملية استئصال الغدة الدرقية تعتبر ضئيلة نسبيًا. تاليًا أبرز تلك المخاطر:

  • الالتهاب.
  • نزيف قد يحدث في الساعات القليلة التي تتبع عملية الاستئصال.
  • إصابة الأعصاب التي تتحكم بالصوت.
  • إصابة الغدة جارة الدرقية.
صورة متعلقة توضيحية

 

هل يزيد الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية؟

نعم يزيد الوزن الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية، حيث يَشهد الأشخاص الذين قاموا باستئصال الغدة الدرقية زيادة في الوزن كون الغدة الدرقية تتحكم في عملية الاستقلاب الغذائي.

وبحسب دراسة أُجريت على 120 مريضًا قاموا باستئصال الغدة الدرقية، شهدت أوزان المرضى زيادةً ملحوظةً خلال عامٍ واحدٍ من إجراء عملية الاستئصال. كما استنتجت الدراسة أن الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الغدة الدرقية يعانون من زيادة أكبر في الوزن مقارنةً مع المرضى الذين يعانون من قصور في عمل الغدة الدرقية (خمول الغدة الدرقية). ورصدت الدراسة أكبر الزيادات في الوزن لدى النساء اللواتي قمن بإجراء الاستئصال بعد انقطاع الطمث. علاوةً على ذلك، فإن البيانات المستخلصة من الدراسة حددت عاملًا آخرًا لزيادة الوزن، وهو العلاج الهرموني البديل لهرمون الغدة الدرقية الطبيعي، إذ تربطه الدراسة بزيادة الوزن أيضًا.

 

إدارة الوزن بعد عملية استئصال الغدة الدرقية

تبرز إدارة الوزن كتحدي حقيقي للمرضى الذين خضعوا لعملية استئصال الغدة الدرقية، حتى عند الذين يعتمدون الدواء الهرموني البديل لهرمون الغدة الدرقية الطبيعي. ويتمكن العديد من المرضى من إنزال أوزانهم باتباع إحدى الطرق التالية أو جميعها تحت إشراف أخصائيين:

  1. حساب السعرات الحرارية: يقوم أخصائي التغذية بوضع عدد معين من السعرات الحرارية يُلزم المريض بعدم تجاوزها للوصول إلى الوزن المرغوب، ويقوم المريض بالمقابل بإحصاء عدد السعرات الحرارية لكل صنف يتناوله أثناء اليوم.
  2. الحميات الغذائية: اعتماد الحميات الغذائية المحدودة كالحميات عالية البروتين مثل حمية الكيتو على سبيل المثال.
  3. ممارسة الرياضة: القيام بتمارين من شأنها تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، والتمارين التي تعمل على تحسين كثافة العظام، كذلك ممارسة تمارين القوة التي من شأنها تحسين الصحة على المدى الطويل.
صورة متعلقة توضيحية

تغيرات تطرأ على الجسم بعد استئصال الغدة الدرقية

تُعتبر زيادة الوزن بعد استئصال الغدة الدرقية أبرز التغييرات التي تحدث بعد العملية، لكن هذا لا يعني أن زيادة الوزن هو التغيّر الوحيد الذي يطرأ على الجسم، تاليًا أبرز التغيرات التي يعاني منها المريض بعد عملية استئصال الغدة الدرقية والتي تتشابه مع أعراض خمول الغدة الدرقية: 

  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • تورّم الوجه.
  • الشعور بالبرد.
  • ألم في المفاصل والعضلات.
  • الإمساك.
  • جفاف وحكة البشرة.
  • جفاف الشعر والتقصف.
  • قلة مستويات التعرق.
  • اختلال في مواعيد الدورة الشهرية لدى النساء.
  • مشاكل في الخصوبة.
  • الإصابة بالإحباط والكآبة.
  • تباطؤ نبضات القلب.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على